سلسة الطريق الى الحق(1)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
[FONT=&quot]إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.[/FONT]
[FONT=&quot] أما بعد [/FONT][FONT=&quot]فقد كان مني الوعد لأخواني في أيام سلفت في هذا المنتدى الكريم على بيان أمر مهم، ألا وهو بيان الطريق السالكة والموصلة إلى رضا رب العالمين والفوز بجنة النعيم والنجاة من الجحيم كما هو حال الهالكين عياذا بالله منه، وتعظم أهمية الموضوع حين نعلم أن الإسلام الحق ومنه السنة والأثر قد صار غريبا تمام الغربة وذلك مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بدئ غريب وسيعود غريب، ولما صرنا في أيام قد احتدم فيها الصراع حول الحق إذ صار كل يدعي وصلا بالإسلام وبعلومه مع شتات الفهم في ذلك، كان لابد ولكي تجتمع الأمة على الحق من دلالة على فهم موحد وسديد، وهو بلا شك ولا مرية فهم السلف الصالح للنصوص من كتاب وسنة، ولابد حينها من استقصاء البحث وبلوغ الذروة في بيان الحجة مع إخلاص النصح في إزالة اللبس ودفع الشبهة بالعلم الصحيح المقتبس من مشكاة النبوة، ولما كان الأمر على هذا القدر من الأهمية والصعوبة في نفس الوقت إذ يتعلق به نجاة العبد بين يدي ربه العظيم المتعال، كان لابد من تأصيل الحديث وفق أصول سنية بحتة، قد أجمع عليها علماء أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا، ومن أولئك الأفاضل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وكذلك سفيان من عيينة والثوري و الأوزعي و حماد بن سلمة والحسن البصري وابن تيمية و ابن قيم الجوزية وابن كثير والذهبي وغيرهم ممن هم سلفنا لنا ولنا عزة الانتساب إليهم، وإنما العوار إن يكن ففينا لا فيهم، فقد أدوا الذي عليهم من بيان للحق ونصرة للسنة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وفي عصرنا هذا من أمثالهم في هذا الشأن شيوخنا لنا أفاضل لهم منا تمام التوقير والتبجيل، منهم على سبيل الذكر لا الحصر، الألباني وابن باز وابن عثيمين وصالح الفوزان وصالح اللحيدان وربيع المدخلي وزيد المدخلي وغيرهم كثير ولله الحمد والمنة ( رحمة الله على المتوفي منهم سلفا وخلفا وأطال الله في عمر الباقين ومتع الأمة بعلمهم وفضلهم).[/FONT]
[FONT=&quot]كل هؤلاء سلكوا إلى الله وابتغوا سبيل رضاه وفق أصول في الفهم والإدراك جعلت منهم أئمة في العلم والعمل، وقد قام الشيخ الفاضل عبد مالك رمضاني الجزائري بسرد هذه الأصول مجتمعة في مقدمة كتابه الماتع النافع مدارك النظر وقد أحببت ذكرها بأمانة تامة من غير مساس بها، حتى يكون الكلام هنا كلام الأكابر لا كلام الأصاغر من أمثالي، وقد رأيت أن أجعلها على أجزاء حتى يتيسر للقارئ الكريم الفهم وحسن الاستيعاب، ولكي لا يأخذه الملل كل مأخذ فيترك الفائدة حيث لابد من اغتنمها، وستكون السلسلة والتي أسأل من المولى الكريم الإعانة على تمامها على النحو الأتي. [/FONT]
ü [FONT=&quot]المقدمة [/FONT]
ü [FONT=&quot]الأصل الأول: الطريق واحد[/FONT]
ü [FONT=&quot]الأصل الثاني: إتباع الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة[/FONT]
ü [FONT=&quot]الأصل الثالث: نيل السؤدد بالعلم[/FONT]
ü [FONT=&quot]الأصل الرابع: صِمَام الأمان من الكفر والهزيمة بإتباع الكتاب والسنة[/FONT]
ü [FONT=&quot]الرد على المخلف من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر[/FONT]
ü [FONT=&quot]الأصل السادس : التصفية والتربية[/FONT]

[FONT=&quot]وحتى لا أطيل فلنبدأ في المقصود.[/FONT]
[FONT=&quot]مقدمة الأصول (في بيان كمال الدين وتمام المنة به وأنه لا يستغنى عنه إلى غيره إذ به النجاة في الدنيا والأخرة).[/FONT]
[FONT=&quot]أما بعد. فقد منَّ الله تعالى على أمة نبيّه محمد [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] بإكمال دينها، وإتمام نعمته عليها، ورضاه عنها بالإسلام الذي لا يقبل منها دينا سواه، قال الله تعالى: {[/FONT][FONT=&quot]اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً[/FONT][FONT=&quot]}.[/FONT]
[FONT=&quot]عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلَتْ لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: وأيُّ آية؟ قال: قوله: {[/FONT][FONT=&quot]اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] فقال عمر: " والله! إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] والساعة التي نزلت فيها على رسول الله [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot]: عشية عرفة في يوم جمعة" رواه أحمد والبخاري ومسلم.[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " فالنعمة المطلقة هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي نعمة الإسلام والسنة ". ثم قال بعد ذكر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين: " فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة، وأصحابها أيضا[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] هم المعنيّون بقول الله تعالى: {[/FONT][FONT=&quot]اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو العالية ـ رحمه الله ـ: " قرأت المحْكَم بعد وفاة نبيكم [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] بعشر سنين، فقد أنعم الله علَيَّ بنعمتين، لا أدري أيهما أفضل: أن هداني للإسلام، ولم يجعلني حَرورياً "[/FONT][FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]أي نعمة الهداية إلى الإسلام من بين الملل الكافرة، ونعمة الهداية إلى السنة من بين الطوائف المبتدعة؛ وكانت بدعةُ الخوارج الحَروريين أشدَّها خطفاً للقلوب وترويعاً للمسلمين! والله العاصم.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم أما بعد، فقد أحكمَ الله [/FONT][FONT=&quot](عز وجل)[/FONT][FONT=&quot]كتابه وأحسن تفصيله، وفصَّل لنا فيه كل ما ينفعنا ويضرنا، وهو القائل:[/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot]الــــر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] كِتابٌ أُحْكِمَتْ ءاياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] وقال: {[/FONT][FONT=&quot]وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] وقال: {[/FONT][FONT=&quot]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]، وقال:[/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot]وأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتابَ والحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمْ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]، وقال: {[/FONT][FONT=&quot]وما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]وعن ابن مسعود [/FONT][FONT=&quot]رضي الله عنه[/FONT][FONT=&quot] أن رسول الله [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] قال:[/FONT][FONT=&quot]ليس من عمل يقرِّب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرِّب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، [/FONT][FONT=&quot]لا يستبطئنّ أحد منكم رزقه، إن جبريل عليه السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس! وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية، فإن الله لا يُنال فضله بمعصية [/FONT][FONT=&quot] رواه الحاكم وغيره وهو صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا كان النبي [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] بيَّن لنا الهدى وحثَّنا عليه، وبيَّن لنا الضلال وحذَّرنا منه، لم يبق لأحد عذر في الطمع في غير هذه الشريعة الكاملة، قال ابن القيم
ـ رحمه الله ـ: " وأما الرضى بنبيّه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يُتيمَّم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.[/FONT]

[FONT=&quot]وأما الرضى بدينه: فإذا قال أوحكم أو أمر أو نهى، رضي كل الرضى، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلَّم له تسليما، ولو كان مخالفا لمراد نفسه أو هواها، أو قول مقلَّده وشيخه وطائفته "[/FONT][FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]وكما أن الله أكمل دينه علماً، فقد أكمله عملاً؛ إذ كما لا يخلو زمن من قائم لله بحجته، فلا يخلو زمن من طائفة مؤمنة تعمل بهذا الدين، فعن حميد بن عبد الرحمن قال:سمعت معاوية خطيباً يقول: سمعت النبي [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT=&quot] يقول: [/FONT][FONT=&quot]من يُرِد الله به خيراً يفقِّهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال من هذه الأمة أمة قائمة على أمر الله، لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك [/FONT][FONT=&quot] متفق عليه.[/FONT]


[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] اجتماع الجيوش الإسلامية [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] ص ( 3 ).[/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه عبدالرزاق (10/153)، وابن سعد (7/114)، واللالكائي في [/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] شرح أصول الاعتقاد [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] رقم (230)، وابن أبي زمنين في [/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] أصول السنة [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] رقم (240)، والهروي في [/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] ذمّ الكلام [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] (ق89/ب[/FONT][FONT=&quot])، وذكره الذهبي في [/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] السير [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] (4/212)، وهو صحيح.[/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot] مدارج السالكين [/FONT][FONT=&quot] (2/172ـ173).[/FONT]
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا


 
وفيك بارك الله ياعمي الفاضل.
 
بارك الله فيك و جزاك الجنة
 
وفيك بارك الله، وجزاك الله كل خير على حسن المرور
 
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
566.gif
 
وفيكم بارك الله.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top