هل يظهر توحيدك الله في حياتك

محب بلاده

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
6 جويلية 2009
المشاركات
1,666
نقاط التفاعل
319
النقاط
43
هل يظهر توحيدك الله فيحياتك؟!!
حق الله هو أعظم الحقوق على الإطلاق، و"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" والتوحيد ـ كما تعلم ـ أن تعيشبـ"لا إله إلا الله" فتصبح وليس لكل هم إلا رضا الله، وتمسي وليس لك هم إلا رضاه،وتتوسل إليه كل لحظة أن يهديك الصراط المستقيم، بأن يوفقك في كل وقتك فلا يتحركساكن منك إلا بما يرضيه عنك، و لا تنطق بحرف إلا بما يحب أن يسمعه منكن ولا يراكإلا حيث يحب أن يراك، ولا يشتغل خاطرك وقلبك إلا بما يحبه منكتعالى..

ومن عاش على "لا إله إلا الله" خُتِم له بها،و "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة".

فإن وفقك لمرضاته شعرت بأنك قد حزت الدنيابحذافيرها، وإن لم يرضَ عنك ضاقت بك الأرض بمارحبت..

لا بد وأنك ـ أيها القارئ الكريم ـ متفق معي إلى الآن في كل ما ذكرت، لكن فلنعرض حياتنا ومواقفنا التي يربينا الله بها ويجعلمنها فرصة للقرب إليه، هل يوافق تصرفنا ما قام في قلوبنا من اعتقاد ما سبق!!

ولنرى معا هل التوحيد واقع نعيشه في كل نبضة قلب، وفي كل نفَس، أم هو ـوللأسف ـ مجرَّد معلومات حفظناها وفهمناها ثم بقيت محبوسة خلف قضبان عقولنا، ولميتح لها الحرية لتنصبغ الحياة بآثارها ومستلزماتها؟

فهذه بعض المواقف اليوميةالتي يختلف فيها تصرف الموحد ـ الساعي لتحقيق توحيده وتكميله ـ عن غيره ممن هو أقلمنه توحيدا، فلنعرض أنفسنا على ما سيأتي لنعرف من أي الفريقين نكون!

· إذا اشتد عليك الصداع ونحوه،وزاد تألمك وتوجعك، فما أول ما يلتفت إليه قلبك ؟؟

أتراه يلتفت للبنادول والإسبرين، فتتجه نحو مكانهما وقلبك سابقك إليهما؟!

أم تكون ممن جعل اللهم فزعه وملجأه، فتدعوه وتنكسر بين يديه، متضرعا خاشعا، سائلا منه الشفاء، والأجر علىالبلاء، وترقي نفسك بكلماته التامات، ثم بعد كل ذلك تسأله تيسير الأسباب المباحة مندواء ومداوٍ لك، ثم تسأله أن ينفعك بها، فأنت تعلم أنها أسباب لا تضر ولا تنفع، ولايقع تأثيرها إلا إذا شاء الله ذلك وقدره، فبيده مقاليد السموات والأرض!!

وحين يستغلق عليك فهم مسألة ما،و تستحكم عليك عقدها، وتعجز عن فهمها وتحليلها ما أول ما يلتفت إليهقلبك؟

أتراك تسرع إلى الهاتف لتتصل بشيخك الذي طالماحل لك عقد المسائل، وأروى غليلك من نبع علمه، وجلى لك الأمور بثاقب فهمه؟!

أم تراك تهرول إلى حاسوبك لتبحث عبر محركات البحث في الشبكة العالمية التيطالما أسعفتك بمرادك؟

أم تتجه نحو كتبك ومكتبتك فتنكب على خزائنعقول العلماء و علمهم تنقب فيها عن بغيتك؟

أم تراك تفزع إلى اللهمستغفرا تائبا، منيبا عائدا إليه، عالما أن ما أصابك فبما كسبت يداك من معاصيه، وماأغلق دونك باب الفهم إلا لاسوداد شيء من قلبك لانشغالك عنه بغيره، وتتوسل إليهباسمه "الفتاح" أن يفتح عليك، وأن يعلمك ويشرح صدرك.

ثم تسأله بعد ذلك أن يسخرلك من الأسباب ما به يفهمك ويعلمك ويفتح عليه، ويسوق إليك به علما جهلته، وفهمااستغلق عليك، فيسخر لك شيخا يرد على اتصالك، ويفهم سر إشكالك، ويوفق لطريقة الجواب،ليصل بك إلى الصواب، ويزيل عنك اللبس، ويذهِب الله به عن عقلكالبأس..

أو كتاب نافع يرزقك الله في مرادك، أو محركبحث يقع بك على طلبتك وغايتك.

وحين تحتاج الذهاب إلى مكان ما لأمر هام، ولا تجد سبيلاللوصول مع شدة حاجتك للذهاب، هل تهرول طارقا كل باب وسائلا كل صاحب سيارة من جاروصاحب وقريب ليسرع بك نحو هدفك فالوقت قد أزف والمصلحةستفوتك؟!

أم تلجأ إلى الله مستغيثا متوسلا إليه باسمه "الرزاق" أن يرزقك وييسر لك الذهاب، وييسر لك أسبابه، وينفعك بها بعد تسخيرها، ثميوفقك فتحصل على المقصود، فتتجه بعد ذلك بهدوء لتطرق باب الأسباب وقلبك منقطع عنهامتعلق بربها وموجدها ومسببها، فتتصل على فلان وقلبك مطمئن أن القلوب بين أصبعين منأصابعه يقلبها كيف يشاء، فإن شاء الله لك رزقا من طريقه فإن الأمة كلها لو اجتمعتعلى منع وصول رزقك إليك فلن يستطيعوا، وأن الله إن منعك من جهة هذا السبب فلنتستطيع كل قوى الخلق الإتيان بما منعك الله..

فتطرق الأسباب بعزةالمتوكل على الله، كما أمرك الله، من غير ذلة ولاكِبْر..

فإن حصل لك مرادك فإن المنعم المتفضل عليكأولا وآخرا هو الله، فله المنة كلها، فمنه الجودكله.

وإن حرمك فهو الحكيم العليم الرحيماللطيف.

فاطمأننت لخيرة الله لك، وعلمت أن اختياره لكخير من اختيارك لنفسك.

وحين تتقدم لوظيفةأو معاملة فما أول ما يمر على خاطرك؟!

هل تقفز في مخيلتك صورأسباب و أشخاص معيَّنين تطمع في شفاعتهم لك وتوسطهم عند من تظن أنه يملك الشأن،فتبذل غاية جهدك في استجدائهم ونيل رضاهم لينفعوك؟!

أم أنك تستخير الله تعالىبقلب واثق موقن مطمئن إلى حسن تدبيره وربوبيته لك، وتستخيره فيها، ثم تمضي متعلقالقلب به، متوسلا إليه أن يسخر لك الأسباب لجلب مصلحتك، وأن ينفعك بها، مستعينا بهتعالى على ذلك، فتكون جوارحك عاملة الأسباب وقلبك منقطع منها ومتعلقبربك.


إن خلوت لوحدك، واستترت عن أعين
الخلق، وتهيأت لك أسباب معصية تشتهيها نفسك، هل تنتهز الفرصة، وتنقض عليها انقضاضالجارح على الفريسة؟ وتعلل نفسك بالتوبة بعد قضاء وطرك، وتستغل فرصة غيابك عن أعينالناس؟!

أم تسغيث بالله، وتحتمى وتستعيذ به، وتسأله أنيعصمك منها، وتتبرأ من حولك وقوتك على مقاومتها إلا أن يوفقك بفضله، وتتوب وتستغفرمن هم وقع بقلبك تجاهها، ومن مرورها على خاطرك، وتستحي من اطلاعه عليك، فتذرف عيناكدموع الخشية منه، لمعرفتك بمقامه وسعة علمه واطلاعه، وأنه لا تخفى عليه خافية؟!

بل كيف حالك حين يسوق الله لك رزقا على يد بعض خلقه، دون تطلع منك، ومما تشتد حاجتك إليه ـ خصوصا ـ هل ينتشي قلبكلذاك الشخص محبة وتقديرا لجميله، ورجاء له، فيمتلئ قلبك ولسانك و جوارحك ثناء عليهعلى صنيعه، ومدحا لنبل أخلاقه، وكرمه وجوده معك، وكيف أن هذه العطية قد أتت فيوقتها، إلى آخر ذلك مما نعرف؟!

أم تشرق شمس الرضا عن الله على قلبك، وتنظرإلى جميل إحسانه، ولطفه وبره بعين بصيرتك قبل عين بصرك، وتزداد يقينا بقربه وبحسنتدبيره لأمور عباده، وبأنه هو المتفضل عليك أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا، حيث رزقك مايناسبك في الوقت الذي يناسبك، وعلم بذلك فأعطاك، وسخَّر لك جودا منه وفضلا رزقاساقه إليك على يد عبد جعله الله مفتاحا للخير، فساق لك الخير على يديه، فتحمد اللهبقلبك ولسانك وكل جوارحك،وتمتلئ به رضا، وإليه رغبة ومحبةوطمعا..

ثم تذكر أنه أمر بشكر من ساق لك الخير علىيديه، ومكافأته، فتكافئه إن استطعت بخير مما أعطاك لكيلا يبقى لأحد عليك منة، وتثنيعليه بما هو فيه، وتشعره بنعمة الله عليك به، وبنعمة الله عليه حيث جعل على يديهخيرا يسوقه لمن يشاء من عباده، وتبشره أن الله يوفق للأعمال المباركة المباركين منخلقه، فتكون مباركا تذكر الناس بمنة الله وفضلهعليهم؟!



كانت تلك بعض المواقف من واقعنا التي يظهرفيها أثر التوحيد على حياة العبد، فمن عاش بهذه الطريقة هو من عاش على "لا إله إلاالله" ، وهو من يُرجَى له أن تكون هي آخر كلمه من الدنيا، وأن يكون ممن يثبته اللهبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..

فما أجمل الحياة حين تكونبالتوحيد، فلا تحمل ألف همٍّ وهمّ، وإنما تحمل هما واحدا عليه تحيا وعليه تموتوعليه تبعث إن شاء الله، وهو هم رضا اللهتعالى..


أسأل الله أن يجعلنا ممنحقق التوحيد في قلبه، وكان من أهل "لا إله إلاالله"..
آمين آمين
 
بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك ولا حرمنا الاجر معاك

ادام الله علينا نشاطك
دوم التميز ان شاء الله
تحيات وتقدير اخوك
 
آمين آمين آمين.بارك الله فيكم وجزيتم كل الخير وثبتكم الرحمان على دينه وطاعته
 

اسعدني مروركم وانار صفحة الموضوع

تقبلوا تحياتي وتقديري
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top