لماذا نفهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح( تابع سلسلة الطريق الى الحق3 )

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة
الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة الصالح ( من كتاب مدارك النظر).
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد
:
إنَّ الذي لم يختلف فيه المسلمون قديماً وحديثاً هو أن الطريق الذي ارتضاه لنا ربنا هو طريق الكتاب والسنة، فإليه يَرِدون ومنه يصدرون، وإن اختلفوا في وجوه الاستدلال بهما.
ذلك؛ لأنّ َالله ضَمِن الاستقامة لمتبع الكتاب فقال على لسان مؤمني الجن: {يا قَوْمَنَا إنَّا سَمِعْنا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وإلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ}.
كما ضَمِنها لمتبع الرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال له ربه: {وإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
لكن الذي جعل الفرق الإسلامية تنحرف عن الصراط هو إغفالها ركناً
ثالثاً جاء التنويه به في الوحيين جميعاً، ألاَ وهو فَهْمُ السلف الصالح للكتاب والسنة.
وقد اشتملت سورة الفاتحة على هذه الأركان الثلاثة في أكمل بيان:
فقوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} اشتمل على ركني الكتاب والسنة، كما سبق.
وقوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} اشتمل على فهم السلف لهذا الصراط، مع أنه لا يشكّ أحد في أن من التزم بالكتاب والسنة فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم، إلا أنه لما كان فَهْم الناس للكتاب والسنة منه الصحيح ومنه السقيم، اقتضى الأمرُ ركْناً ثالثاً لرفع الخلاف، ألا وهو تقييدُ فَهْم الأخلاف بِفَهْم الأسلاف؛ قال ابن القيم: " وتأمل سراً بديعاً في ذِكْر السبب والجزاء للطوائف الثلاثة بأوجز لفظ وأخصره؛ فإن الإنعام عليهم يتضمن إنعامه بالهداية التي هي العلم النافع والعمل الصالح"([1]).
وقال: " فكلُّ من كان أعرف للحق وأتبع له كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهمهم أولى بهذه الصفة من الروافض ... ولهذا فسَّر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ..."([2]).
وفي هذا تنصيص منه ـ رحمه الله ـ على أن أفضل من أنعم الله عليه بالعلم والعمل هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ لأنهم شَهِدوا التنزيل، وشاهَدوا من هدي الرسول الكريم ما فهموا به التأويل السليم،كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " من كان منكم مُسْتَنًّا فلْيستنَّ بمَن قد مات، فإن الحيّ لا تُؤْمَن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرَّها قلوباً، وأعمقها عِلْماً، وأقلّها تكلُّفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيّه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتَّبِعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدي المستقيم "([3]).
وقال أيضا: " إنَّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيّه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسَناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيِّئاً فهو عند الله سيّء "([4]).
إذًا فالمسلمون المقصودون لابن مسعود هم الصحابة (رضي الله عنهم)؛ قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: " أصول السنة عندنا التمسُّك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم "([5]).
ومَن حظيَ برضى الله مِن بعدهم فلاقتدائه بهديهم، قال الله تعالى: {والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}([6]).
وقد جاء تحديد زمن السلف الذين لا تجوز مخالفتهم بإحداث فهْم لم يفهموه، في حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( خيرُ الناسِ قَرْني، ثم الَّذين يَلُونَهم، ثم الَّذين يَلُونَهم، ثم يجيءُ قومٌ تَسبقُ شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه )([7]) متفق عليه.
ولهذا الأصل نظائر وأدلة من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى: {ومَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}، والشاهد هنا في ضمّ مجانبة سبيل المؤمنين إلى مشاقَّة الرسول لاسْتحقاق هذا الوعيد الشديد، مع أن مشاقَّة الرسول صلى الله عليه و سلم وحده كفيلةٌ بذلك كما قال الله تعالى: {إنَّ الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وسَيُحبِطُ أَعْمالَهُمْ}([8]).
ومنها ما رواه عبد الله بن لحي عن معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين) أنه قام فينا فقال: ألاَ إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فينا فقال: (ألاَ إن مَن قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة ) رواه أبو داود وغيره وهو صحيح.
والشاهد هنا في وصف الفرقة الناجية بالجماعة، والعدول عن إضافتها إلى الكتاب والسنة، مع أنها لا يمكن أن تخرج عنهما قط؛ والسر في ذلك يكمن في التنبيه على الجماعة التي فهمت نصوص الوحيين وعملت بهما على مراد الله ورسوله، ولم يكن يومئذ جماعة إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولذلك صحَّح أهل العلم ـ في الشواهد ـ اللفظ الآخر الوارد في هذا الحديث من رواية
الحاكم وغيره وهو قوله
صلى الله عليه و سلم في وصف الفرقة الناجية: (( ما أنا عليه اليوم وأصحابي )).
ومنها ما رواه أبو داود وغيره بسند صحيح لغيره عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة بليغة، ذرَفت منها العيون ووجِلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة موَدِّع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبداً حبشيًّا؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ).
والشاهد هنا في الجمع بين إتباع السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، ثم تأمل كيف جعل النبي صلى الله عليه و سلم كلمته هذه وصيّته لأمته من بعده لتعلم صدق القول بأصالة هذا المنهج، ثم تأمل كيف قابل الاختلاف بالتزام هذا المنهج لتعلم أن ضابط ( فَهْم السلف الصالح ) سبب النجاة من التفرُّق،قال الشاطبيّ ـ رحمه الله ـ: " فقرن (عليه الصلاة والسلام) ـ كما ترى ـ سنّة الخلفاء الراشدين بسنّته، وأن مِن إتباع سنّته إتباع سنّتهم، وأن المحدثات خلاف ذلك، ليست منها في شيء؛ لأنهم (رضي الله عنهم) فيما سَنُّوا: إمّا متَّبِعون لسنّة نبيّهم عليه السلام نفسها، وإمّا متّبِعون لما فهموا من سنّته صلى الله عليه و سلم في الجملة والتفصيل على وجه يخفى على غيرهم مثلُه، لا زائدة على ذلك "([9]).
وقد جعلتُ هذه النصوص من النظائر والأدلة على تأصيل ما أنا بصدده؛ لأنني وجدت ابن أبي العز نزع بها عند شرحه قول الطحاوي: " ونتَّبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفُرقة "([10]).
تطبيق:

لبيان ضرورة تقييد فهم الكتاب بالسنة، وتقييد فهم الكتاب والسنة بما كان عليه السلف الصالح، أُورد هنا قصة جرَت أيام محنة الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ؛ لأبيِّن بها المقصودَين في آنٍ واحد، قال الآجرّي ـ رحمه الله ـ([11]):
" بلغني عن المهتدي ـ رحمه الله تعالى ـ أنه قال: ما قطع أَبي
ـ يعني الواثق ـ إلا شيخ جيء به من المصيصة، فمكث في السجن مدة، ثم إن أبي ذكره يوما فقال: علي بالشيخ، فأُتي به مقيَّدا، فلما أُوقف بين يديه سلَّم عليه، فلم يرُدَّ عليه السلام، فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين! ما استعملتَ معي أدب الله تعالى ولا أدب رسوله صلى الله عليه و سلم؛ قال الله تعالى: {وإذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أو رُدُّوها}، وأمر النبي صلى الله عليه و سلم بردّ السلام؟! فقال له: وعليك السلام. ثم قال لابن أبي دُؤاد: سَلْهُ، فقال: يا أمير المؤمنين! أنا محبوس مقيَّد، أُصلّي في الحبس بتيمم، مُنِعتُ الماء، فمُر بقيودي تُحَلّ، ومر لي بماء أتطهر وأصلي، ثم سَلْني، قال: فأمر فحُلَّ قيده، وأمر له بماء، فتوضأ وصلى، ثم قال لابن أبي دؤاد: سلْهُ، فقال الشيخ: المسألة لي، تأْمُره أن يجيبني، فقال: سل، فأقبل الشيخ على ابن أبي دؤاد يسأله فقال: أخبرني عن هذا الأمر الذي تدعو الناس إليه، أشيء دعا إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: لا! قال: فشيء دعا إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعده؟ قال: لا! قال: فشيء دعا إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدهما؟ قال: لا! قال الشيخ: فشيء دعا إليه عثمان بن عفان بعدهم؟ قال: لا! قال: فشيء دعا إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعدهم؟ قال: لا! قال الشيخ: فشيء لم يدعُ رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي رضي الله تعالى عنهم تدعو أنت الناس إليه ؟! ليس يخلو أن تقول: علِموه أو جهِلوه؛ فإن قلتَ: علِموه وسكتوا عنه، وسِعَنا وإياك ما وَسِع القوم من السكوت، فإن قلتَ: جهِلوه وعلِمتُه أنا، فيا لُكَعُ بن لكع! يجهل النبي صلى الله عليه و سلم والخلفاء الراشدون رضي الله تعالى عنهم شيئا وتعْلمه أنت وأصحابك؟! قال المهتدي: فرأيتُ أبي وثب قائماً ودخل الحيرى([12])، وجعل ثوبه في فيه يضحك، ثم جعل يقول: صدق، ليس يخلو من أن نقول: جهلوه أو علموه، فإن قلنا: علِموه وسكتوا عنه، وسِعَنا من السكوت ما وسِع القوم، وإن قلنا: جهلوه وعلمته أنت، فيا لكع بن لكع! يجهل النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم شيئا تعلمه أنت وأصحابك؟! ثم قال: يا أحمد! قلت: لبيك، قال: لستُ أعنيك، إنما أعني ابن أبي دُؤاد، فوثب إليه فقال: أعط هذا الشيخ نفقةً وأخرجه عن بلدنا ".
وفي رواية أوردها الذهبي في (السير): " .. وسقط من عينه ابن أبي دُؤاد، ولم يَمتحن بعدها أحداً "، وفي رواية: " قال المهتدي: فرجعتُ عن هذه المقالة، وأظن أن أبي رجع عنها منذ ذلك الوقت"([13]).
قلت: تأمل! فإن ردَّ الشيخ هذا الأمرَ العظيمَ إلى سيرة السلف الصالح رفع الخلاف مباشرة وكان سبب هداية الواثق والمهتدي إلى ما جاء ذكره في القصة، فهذا يدلّك على أنه تأصيل دقيق، فاحفظه!


تنبيه
إذا اختلف سلفنا الصالح في مسألة ما، كان تحكيم الدليل من الكتاب والسنة هو المسلك الوحيد، لقول الله تعالى: {فإن تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وكلمة {شَيْءٍ} هنا نكرةٌ في سياق الشَّرط، فتَعُمّ كل اختلاف التضاد في الأصول والفروع، كما أشار إليه العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي([14]).
وقال ابن القيم: " ولو لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله بيانُ حُكْمِ ما تنازَعوا فيه ولم يكن كافياً، لم يَأمر بالرَّدِّ إليه؛ إذ مِن الممتنِع أن يَأمر تعالى بالرَّدّ عند النزاع إلى مَن لا يوجَدُ عنده فَصْلُ النزاع "([15]).



 
توقيع ابو ليث
وهذه اليكم مصادر المقال السابق.
(
[1]) ((مدارج السالكين )))1/13).

([2]) المصدر السابق (1/72ـ73)، وقد صحّ هذا التفسير موقوفاً على أبي العالية والحسن، ذكره ابن حبان في (( الثقات )) (6/229) تعليقاً، ووصله ابن نصر في (( السنة )) (27) وابن جرير في (( تفسيره )) (184) وابن أبي حاتم في (( تفسيره )) (1/21ـ22) والحاكم (2/259) وصحَّحه هو والذهبي، وانظر أيضًا (( الإمامة والردّ على الرافضة )) لأبي نعيم (73)، فقد ورد فيه مثله عن ابن مسعود t.

([3]) أخرجه بنحوه ابن عبد البر في (( جامع البيان )) (2/97) وأبو نعيم في (( الحلية )) عن ابن عمر (1/305).

([4]) رواه أحمد وغيره وهو حسن.

([5]) (( شرح أصول اعتقاد أهل السنة )) للالكائي رقم (317) وانظر (( الشريعة )) للآجري ص (14).

([6]) انظر تخريج استدلال مالك بهذه الآية في إعلام الموقعين لابن القيّم (4/94ـ95).

([7]) ومن ارتاب في عدد القرون فليرجع إلى الصحيحة للألباني رقم (700).

([8]) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (19/194).

([9]) الاعتصام (1/104).

([10]) ص ( 382 ـ383 ) ط. المكتب الإسلامي.

([11]) في الشريعة مخطوطة تركيا ق (24) وما بعدها، وفي المطبوع ص (63ـ64) وفيه تصحيفات، لذا لم أعتمده إلا قليلا.

([12]) هكذا في المطبوع! فلعلها ( الحَيْرَى ) من الحَير، جاء في لسان العرب لابن منظور بتحقيق علي شيري (3/417): " والحَير بالفتح: شبه الحظيرة أو الحمى " وأنشد عن بعض الهذليين: فيا رُبَّ حَيرَى جماديَّة تَحَدَّرَ فيها الندى الساكبُ
وقال: " فإنه عَنى روضة متحيِّرة بالماء "(3/415).
وفي المخطوط ما يقرأ: ( الحبزى )، ولم أجد له معنى، فالله أعلم.

([13]) قال الذهبي: " هذه القصة مليحة، وإن كان في طريقها مَن يُجهل ولها شاهد " السير (11/313).
قلت: وقد أسندها الآجري في ص (91)، وعنه ابن بطة في الإبانة/ الرّدّ على الجهمية (452)، وأخرجها أيضاً من طرق أخرى ابن بطة تحت الرقم السابق و(453)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/151ـ152) و(10/75ـ79)، وابن الجوزي في
مناقب الإمام أحمد ص (431ـ436)، وعبد الغني المقدسي في المحنة ص (169ـ174) و(167ـ169)، وابن قدامة في التوّابين ص (210ـ215).

([14]) أضواء البيان (1/333).

([15]) إعلام الموقعين (1/49).
 
توقيع ابو ليث
السؤال: هل يُشترط لكل مسألة سلف، نرجو التفصيل
الجواب :نعم، هذا الأصل في أمور الدين؛ أنه لابدّ من سلف؛ في أمور العقيدة وأمورالمنهج لابدّ من سلف، وكلام الإمام أحمد رحمه الله في هذا مشهور:(إيّاك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام).
فمسائل الدين فيها اتّباع وليس فيها اختراع؛ كتاب الله وسنة الرسول صلىالله عليه وسلم وما كان عليه أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
لما ذكرالرسول صلى الله عليه وسلم الفرق الهالكة وذكر الفرقة الناجية قالوا : من هي يارسول الله ؟ قال : (ما أنا عليه وأصحابي) (1) وقال صلىالله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ) . وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُممِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِلَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (الشورى21).

ومن هذا المنطلق حارب أئمة السلف كل أنواع البدع في العباداتوفي العقائد وفي المناهج.

................

(1) - رواه الترمذي برقم (2641) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

http://rabee.net/show_fatwa.aspx?id=189
 
مسألة شائكة يعلم الله ، الركون إلى الترجيح في هذه المسألة دونه خرط القتاد ، كم ناقشنا في الشبكة العنكبوتية الناعقين دعوى الإجتهاد ورمي فهم السلف عرض الحائط ...................
ولكن خلصت من كل هذا إلى مايلي (طبعا من مكتبتي المتواضعة أنقل):
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين"(4/122ـ123 طبعة دار الفكر) بعد ما نقل كلاما طويلا للإمام الشافعي:"وقال-يعني الشافعي- في ضلع البعير:قُلته تقليدا لعمر، وقال في موضع آخر قُلته تقليدا لعثمان، وقال في الفرائض:هذا المذهب تلقيناه عن زيد، ولا تستوحش من لفظة التقليد في كلامه، وتظن أنها تنفي قوله حجة بناء على ما تلقيته من اصطلاح المتأخرين أن التقليد قبول قول الغير من غير حجة، فهذا اصطلاح حادث)اهـ
وقال إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي البربهاري في شرح السنة(ص118تحقيق الردادي):(فالله الله في نفسك، وعليك بالأثر وأصحاب الأثر والتقليد، فإن الدين إنما هو بالتقليد، يعني: للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، ومن قبلنا لم يدعونا من لبس، فقلدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر وأهل الأثر.
قال أبوبكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله في كتابه "الأربعين"(ص:96-97):((لا يخرج عن قول صحابته رحمة الله عليهم، فإنه يرشد إن شاء الله، ومنها أنه حذرهم البدع وأعلمهم أنها ضلالة، فكل من عمل عملا أو تكلم بكلام لا يوافق كتاب الله عزوجل و لا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين و قول صحابته رضي الله عنهم:فهو بدعة، وضلالة، وهو مردود على قائله أو فاعله)).
قال أبو زيد القيرواني في كتابه"النوادر والزيادات"(ص:5):(إنه ليس لأحد أن يحدث قولا أو تأويلا لم يسبقه به السلف، وإنه إذا ثبت عن صاحب قول لا يحفظ عن غيره من الصحابة خلاف، و لاوفاق، أنه لا يسعه خلافه، وقال ذلك معنا الشافعي وأهل العراق، فكل قول نقوله، وتأويل من مجمل نتأوله فعن سلف سابق قلنا، أو أصل من الأصول المذكورة استنبطنا).
قال الحافظ ابن رجب في (فضل علم السلف على الخلف ( ص 42 ). ):(وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم من حوادث كثيرة، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة من الظاهرية ونحوهم، وهم أشد مخالفةً لها لشذوذهم عن الأئمة، وانفراده عنهم بفهم يفهمه، أو بأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله).
علينا أن نعض بالنواجد على ماكان عليه أسلافناولسعنا ماوسعهم وننبذ أراء المعتزلة والظاهرية
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا أبا ليث على الموضوع القيم واصل تصديرة المواضيع القيمةأوصلك الله الجنة
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والله يا إخواني موضوع قيم...
والردود لا تخلوا قيمة عن الموضوع..
فجزاكم الله خير الجزاء
وأسأله أن يصلح نياتنا ومقاصدنا..ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه
وأرجوا يا إخواني أن نحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما رأينا موضوعا يعجبنا : (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات)
 
68.gif


53.gif
 
بارك الله فيك.
 
توقيع om leith
بارك الله فيكم على مشركاتكم الطيبة، وأحسن الله اليكم على حسن التعليق، أسأل الله أن يرزقني واياكم رضاه والجنة .
 
توقيع ابو ليث
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom