- الأوسمة
- 17
أستميحك عذراً يا عالم حواء ..
أتيتكَ لـ أكشف عن حقائقٍ غبراء ..
أتيتُ لـ أعلن عن سرٍ لم يكتب لهُ الفناء ..
أتيتُ لـ أنقب عن جذور و أترك اللحاء ..
أتيتُ أحمل قلباً .. ملَّ من منظر الـدمــاء ..
أتيت لـ أودع القتلة و من ضمنهم تلك الخرقاء ..
عذراً .. قد تظن هـي أني جاهلة حمقاء ..
قد تظن أن إجرامها و البراءة سـواء ..
قد تظن أن الثرى قد طوى تلك الثريا ..
قد تظن أن الروح فارقت الجسد وغابتا سويا ..
قد تظن أن السنين انستنا من كان حيا ..
و نستَ من اغتالتها يداها ليلة الـثـلاثـاء ..
دعني أخبركَ يا عالم حواء ..
عن كيد النساء ..
و خبث النساء ..
و وحشية النساء ..
أتعلم ما يملكن من دهاء ..
أتعلم أنهن يقتلن و يخفين الأشلاء ..
لستُ أنكر أن فيهم أبرياء ..
و بهن من سمت و بلغت العلياء ..
و كثيراً .. كثيراً من الأنــقـيــاء ..
و لكني أتكلم عن واحدة من النساء ..
و الله و تـ الله و بـ الله .. لم أنساها ما دمتُ من الأحياء ..
و الله و تـ الله و بـ الله .. لم انثي يوماً عن كشف السفهاء ..
و الله و تـ الله و بـ الله .. بي صبراً لم تعلم هي مداهـ ..
و بي ألماً يتأجج .. لن يهدأ ما دمتُ أتنفس الصعداء ..
عامٌ مضى ونصفٌ .. و قد حان وقت الجزاء ..
سحبتُ خيوط بيتكِ العنكبوتي حتى تجمعت عندي كل الأخطاء ..
و سـ ينهار البيتُ بعد أن سكنهُ الخلطاء ..
عذراً يا عالم حواء ..
لستُ أبغي مواساة و إستجداء ..
عذراً فـ لستُ أعشق الـرثــاء ..
و لستُ أبغي لـ عيني أن تُهلك بـ كثرة البكاء ..
و لكني أتيتُ هنا لـ أوضح معالم الأشياء ..
اغتيلت بـ يدها .. و لكن يكفيني أن رايتها بيضاء ..
يكفيني أنها حُسبتَ من الشهداء ..
و ربي أحسب مني بها و هو رب المظلومين و الضعفاء ..
اغتيلت .. و لها في القلب نداء شوق ليس لهُ انتهاء ..
رحلتَ و حبها باقٍ .. ما دمتُ استنشق الهواء ..
رحلت .. و يبقى قلبي لها عامراً بـ الوفاء ..
رحلت .. و سـ أترك قلبي يشتاق إلى لـقــاء ..
في جنان الخلد .. في أعلى الـسـمـاء ..
