karim amin
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 26 جانفي 2010
- المشاركات
- 22
- آخر نشاط

بسم الله الرحمن الرحيمن و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا و طبيبنا و قدوتنا و امامنا الاعظم محمد و على آله الاطهار و صحابته الاخيار و بعد، وددت ان اضع بين ايديكم هذا الانموذج للمحبة الالهية و العشق الالهي و من غيرها انها سيدتنا رابعة العدوية
رابعة العدوية عاشقة الله، أنموذج الحق والقوة، ومقاومة الخوف من البشر، انها امرأة عرفت سرّ الحياة والوجود كانت عابدة لله كما أراد الله.
في هذه الأنوثة الحقّة تكمن صفات الحب المقاوم للضعف الإنساني أمام عبودية الإنسان للإنسان، وعبوديته للناس والأشياء.
فكيف استمدت رابعة العدوية هذه القوّة الخارقة في مقارعة الخوف؟ وكيف استطاعت أنثى بعيدة عن كنف الأب والزوج أن تكون قبلة الزهاد والأولياء والصوفية؟
وكيف استطاعت هذه المرأة أن تكون أقوى من الرجال بحيث أصبحت مضرب الأمثال في كل العصور والأزمان؟
وكيف وصلت رابعة العدوية إلى قمة من دائرة الخوف الإنساني لتكون أنموذج الصبر والتحدي؟
وكيف استطاعت رابعة العدوية مؤدبة عصرها يومّ مجلسها أعلام الرجال، تطلع عليهم أنوار عبوديتها فتخنس شياطينهم، وتنطفي نوازع شرهم؟
وكيف استطاعت رابعة العدوية أن تنال لقب شهيدة العشق الإلهي كما يقول عبد الرحمن بدوي " شهيدة العشق الإلهي"؟
رابعة العدوية عاشقة الله، أنموذج الحق والقوة، ومقاومة الخوف من البشر، انها امرأة عرفت سرّ الحياة والوجود كانت عابدة لله كما أراد الله.
في هذه الأنوثة الحقّة تكمن صفات الحب المقاوم للضعف الإنساني أمام عبودية الإنسان للإنسان، وعبوديته للناس والأشياء.
فكيف استمدت رابعة العدوية هذه القوّة الخارقة في مقارعة الخوف؟ وكيف استطاعت أنثى بعيدة عن كنف الأب والزوج أن تكون قبلة الزهاد والأولياء والصوفية؟
وكيف استطاعت هذه المرأة أن تكون أقوى من الرجال بحيث أصبحت مضرب الأمثال في كل العصور والأزمان؟
وكيف وصلت رابعة العدوية إلى قمة من دائرة الخوف الإنساني لتكون أنموذج الصبر والتحدي؟
وكيف استطاعت رابعة العدوية مؤدبة عصرها يومّ مجلسها أعلام الرجال، تطلع عليهم أنوار عبوديتها فتخنس شياطينهم، وتنطفي نوازع شرهم؟
وكيف استطاعت رابعة العدوية أن تنال لقب شهيدة العشق الإلهي كما يقول عبد الرحمن بدوي " شهيدة العشق الإلهي"؟
ترى رابعة العدوية أن الدخول على المحبة الإلهية لا بد من اتباع ما يلي:
الورع
لصدق
الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرةالخوف من الله
الحب الإلهي
والمحبة الإلهية هي أعلى مقامات الصوفية والصالحين والعارفين، وهكذا كانت تقرر رابعة العدوية فهي ترى أن الحب الإلهي هو إيثار من الله تعالى لعباده المخلصين ومنتهى نهاية الفضل العظيم.
وذكر أبو القاسم القشيري في الرسالة عن رابعة أنها كانت تقول في مناجاتها: "إلهي تحرق بالنار قلبا يحبك، فهتف بها مرّة هاتف: ما كنا نفعل هذا فلا تظني بنا ظنّ السوء". (ابن خلكان، 2/285).
روى ابن خلكان عن رابعة العدوية قال: وكانت إذا جن عليها الليل قامت إلى سطح لها ثم نادت:
"إلهي هدأت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كل حبيب بحبيبه، وقد خلوت بك أيها المحبوب،
فاجعل خلوتي منك في هذه الليلة عتقي من النار." (ابن خلكان: 2/286). ومذهب رابعة العدوية في الحب يسير على الحب الخالص لله دون حاجة من المحبوب. وفي ذلك ترى أن المحبة هي التي تعمى وتعم، تعمى عما سوى المحبوب، فلا يشهد سواه مطلوباً. وفي ذلك تراه تنشد في محبة الخالق:
أحبك حُبين حب الهوى *** وحبا لأنّك أهل لذاكا
فأما الذي هو حُب الهوى *** فشغلي بذكرك عَمّن سواكا
وأما الذي أنت أهلٌ له *** فلست أرى الكون حتى أراكا
فما الحمدُ في ذا ولا ذاك لي *** ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
"إلهي هدأت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كل حبيب بحبيبه، وقد خلوت بك أيها المحبوب،
فاجعل خلوتي منك في هذه الليلة عتقي من النار." (ابن خلكان: 2/286). ومذهب رابعة العدوية في الحب يسير على الحب الخالص لله دون حاجة من المحبوب. وفي ذلك ترى أن المحبة هي التي تعمى وتعم، تعمى عما سوى المحبوب، فلا يشهد سواه مطلوباً. وفي ذلك تراه تنشد في محبة الخالق:
أحبك حُبين حب الهوى *** وحبا لأنّك أهل لذاكا
فأما الذي هو حُب الهوى *** فشغلي بذكرك عَمّن سواكا
وأما الذي أنت أهلٌ له *** فلست أرى الكون حتى أراكا
فما الحمدُ في ذا ولا ذاك لي *** ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
رابعة العدوية كانت أول من دعا إلى حب الله لذاته لا رغبة في الجنة، ولا خوفاً من النار، ومن شعرها:
إني جعلتك في الفؤاد محدّثي *** وأبحث جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانسٌ *** وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
وقالت أيضاً:
كلهم يعبدون من خوف نار *** ويرون النجاة حظاً جزيلاً
أو أن يسكنوا الجنان فيحظوا *** بقصورٍ ويشربوا سلسبيلا
ليس لي في الجنان والنار حظ *** أنا لا أبتغي بحبي بديلا
(الغزالي، إحياء علوم الدين 4/219) ومحمد عبد المنعم خفاجي (ص 201-202).
وبعد فهذه رابعة العدوية، وهذا هو الأدب الصوفي، أدب الحب الإلهي أدب حافل بالروح والفكر المتجدد، وأدب عميق يحكي التجربة الحية. فالتصوف جزء هام من تراثنا، وتغلبنا على مواطن الضعف والانكسار، ونقلها إلى روح القوة والانتصار.
إني جعلتك في الفؤاد محدّثي *** وأبحث جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانسٌ *** وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
وقالت أيضاً:
كلهم يعبدون من خوف نار *** ويرون النجاة حظاً جزيلاً
أو أن يسكنوا الجنان فيحظوا *** بقصورٍ ويشربوا سلسبيلا
ليس لي في الجنان والنار حظ *** أنا لا أبتغي بحبي بديلا
(الغزالي، إحياء علوم الدين 4/219) ومحمد عبد المنعم خفاجي (ص 201-202).
وبعد فهذه رابعة العدوية، وهذا هو الأدب الصوفي، أدب الحب الإلهي أدب حافل بالروح والفكر المتجدد، وأدب عميق يحكي التجربة الحية. فالتصوف جزء هام من تراثنا، وتغلبنا على مواطن الضعف والانكسار، ونقلها إلى روح القوة والانتصار.
اللهم ارزقنا ببركتها ، و احشرنا مع من يحبون الله و حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم و آل بيته الاطهار و صحابته الاخيار