لله ما أخذ ولله ما أعطى لقد مات أخوكم أبو رغد( أسأله تعالى أن يرحمه )

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

أبو رغد

:: عضو منتسِب ::
إنضم
11 أكتوبر 2007
المشاركات
34
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) (آل عمران:185)

حمدا لك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة
ويا من أنهيت بالموت آمال القياصرة
ونقلتهم بعظمة الموت من القصور إلى القبور
ومن ضياء المهود إلى ظلمة الـّلحود
ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاسة الهوام والدّيدان
ومن التـّنعم في الطـّعام والشـّراب إلى التـّمرغ في الوحل والتـّّراب


والصلاة والسلام على رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم الذي قال له ربّه جلّ في علاه ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) (الزمر:30)


وبعد أعرف أنّ بعض إخواني الأحبـّة ذرفتْ عيناه عندما قرأ العنوان وارتعشتْ يداه وهو يفتح موضوعي هذا ،

هل حقـّا مات أخي أبـو رغـــد؟؟!!

هل لن ارى له موضوعا بعد اليوم ؟؟!!
هل لن أراسله ولن يراسلني على الخاص بعد اليوم ؟؟!!

هل وهل وهل ؟؟!!

فأقول بداية عذرا لإرعابك أخي الحبيب وسامحني لعنوان الموضوع ولكن قصدتُ منه أن أنبـّه نفسي أوّلا ثمّ أذكـّركم أنـّنا كلـّنا سنموت ، وكلـّنا بعد ساعات أو أيـّام أو شهور أو سنوات سيـُنسى ذكره

وسيبقى في قبره رهين ذنوبه وسيـّئاته وغدراته وعثراته وطعنه ولمزه وشتمه ولعنه وووو،ويقول ربّ لا تقم الساعة ربّ لا تقم الساعة .

أو يكون فرحا في قبره مسرورا بعد رحمة الله تعالى بحسناته وأقواله وحفظه لسانه وذبـّه عن إخوانه والعلماء والمجاهدين وحسن ظنـّه بإخوانه المؤمنين فيقول ربّ أقم الساعة ربّ أقم الساعة .

فيا أخي الغالي يا من لعلـّك ذرفتْ الدموع وظننتني أنا الميّت ،
هل ستظنّ أنـّي وأنت وهو وهي ونحن لن نموت ؟؟!!
هل يظنّ أحدنا أنـّه سيخلـّد في هذه الدنيا ؟؟!!
هل يشكّ أحدنا بالموت ؟؟!!

سبحان إنّها الحقيقة لعلـّها الوحيدة التي يؤمن بها كلّ النـّاس كافرهم بالله تعالى ومؤمنهم به ومع ذلك ترى المؤمنين مقصـّرين بالاستعداد ليوم الرحيل .

فهل فكـّرتُ أنا ، أنتَ ، أنتِ ، هو ، هي ، نحن بالموت وما بعد الموت ؟؟!!
هل يا ترى سأكون من أهل الشقاء عياذا بالله تعالى ؟؟!!

أم أكون من أهل السعادة الأبدية والخلود في دار النـّعيم ؟؟!!

أخي الغالي أختي الفاضلة هل تدبـّرنا جيدا قوله تعالى (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)

هل جلستَ وحدك في جوف الليل تتدبر قول الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (المؤمنون:99)



تخيّل نفسك أخي الحبيب وقد طرحتَ على فراش الموت ،
ووقف أحبابك ينظرون إليك وفي أعينهم الدموع ،
فهذه أمـّك تجلس مهمومة ،
وزوجتك تمسح عبراتها ،
وابنتك ترفع يديها بالدعاء لربّ الأرض والسماء ،
وابنك يمسك بيديك يقبّلها ،
والكلّ يذكـّرك بلا إله إلاّ الله .


تذكّر أخي واقرأ الآن هذه الآيات اقرأها بتدبّر وخشوع ((وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)) (قّ:19)
((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) (المؤمنون:100،99)
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) (آل عمران:185)

تخيّل أنـّك جاءتك السكرات أنت الآن تعالجها (( سكرات الموت )) ارتخت منك اليدان ، وضعف الجنان ، وبردت القدمان ، وثقـُل اللسان ، تحاول وتجتهد أن تلفظ بكلمة التـّوحيد ، تشعر أنّ لسانك أثقل من الجبال ، ما هذا لقد كنتُ أردّدها دائما بيسر وسهولة لماذا ثقل لساني الآن عن النـّطق بها ؟ .
آه منك يا لساني لماذا تخذلني الآن لماذا وأنا أحوج ما أكون إليك الآن بالنـّطق بلا إله إلاّ الله محمّد رسول الله .
تعود إلى ذاكرتك بسرعة إلى تلك الأيّام الخوالي حيثُ كنتَ تطلق للسانك العنان يقول ما يشاء ،
يلعن يسبّ يشتم يطعن بهذا ،
يأكل لحوم العلماء والمجاهدين والمؤمنين .
آه منك يا لساني الآن علمتُ لماذا ثقلتَ عن النـّطق بكلمة التـّوحيد !!

ربّاه أخـّرني لدقائق معدودة أستدرك ما قد فات أستغفرك من زلاّت لساني أتحلـّـل من ذنوبي أردّ الحقوق إلى أهلها.

ربّاه دقائق معدودة أستدرك بها أخطائي ، ربّاه دقائق معدودة أذبّ بها عن العلماء والمجاهدين ،

ربّاه دقائق أدافع عن أوليائك الصّالحين ،

وبينما أنت تعايش الأمنيات ،
فجأة شعرتَ بوجوه سود تحيط بك ، فنظرتَ إليها بخوف ووجل ، يا إلهي ما هذه الوجوه المرعبة لم أرَ مثلها في حياتي من هؤلاء يا ترى ؟؟ إنّ وجوههم تشعرك بالخوف الشديد والوجل والرّعب ،
اصفـّر وجهك بدأ يتغيّر شكله ،
يا إلهي نظر إليك من حولك خوفا ورعبا يا إلهنا ما هذا ماذا حدث لحبيبنا نعرفه من الصّالحين ، نعرفه من المصلـّين ، نعرفه من المؤمنين ، نعرفه من الأتقياء ، لماذا انقلب وجهه إلى السواد ؟؟!!
الكلّ ينطق من حولك بلا إله إلاّ الله ربّ سلـّم ربّ سلـّم يا ربّنا أطلق لسانه بلا إله إلاّ الله هم يريدون شيئا وربّ الأرض والسّماء يريد لك شيئا .
إنـّها اللحظات الأخيرة لك في الدنيا الوجوه التي رأيتها تزداد من حولك سوادا ورعبا ، وفجأة سمعتَ صوتا يقول


يا أيّتها النـّفس الخبيبثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسدك فينتزعها كما ينتزع السّفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها في الدنيا

(( من حديث طويل صححه الألباني رحمه الله تعالى ))
نعم أخي الحبيب هل فكـّرتَ ولو لمرّة واحدة أنت أنت من ستخرج روحك هكذا(( لا قدّر الله تعالى ))
ثمّ هل انتهى الأمر هكذا فقط لا أخي لا فتابع معي أخي الحبيب هذا المشهد المخيف (( أسأل الله تعالى لي ولك ولكلّ الأحبّة السلامة منه )) وإليك تتمـّة الحديث


((حتى ينتهى بها إلى السّماء الدنيا فيـُستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم (( لا تـُفتـّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنـّة حتـّى يلج الجمل في سم الخياط ))
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السّفلى ثمّ تـُطرح روحه طرحا ثم قرأ ((ومن يشرك بالله فكأنـّما خرّ من السّماء فتخطفه الطـّير أو تهوي به الرّيح في مكان سحيق ))

فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول هاه هاه لا أدري
قال : فيقولان له : ما دينك فيقول: هاه هاه لا أدري
قال : فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول : هاه هاه لا أدري .
فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النـّار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرّها وسمومها ويضيق عليه قبره حتـّى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثـّياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشـّرّ فيقول أنا عملك الخبيث فيقول ربّ لا تقم السّاعة ))




يا إلهي نجـّنا من هذا المشهد المخيف المرعب ولا تجعلنا نعانيه أو نشهده .
نعم أخي انظر ودقـّق معي جيدا في هذه الكلمات ((فيقول أنا عملك الخبيث))
أنا صلاتك التي لم تنهك عن المنكر ،
أنا سوء أخلاقك ،
أنا لسانك الذي أطلقتني بسبّ المجاهدين والعلماء والصّالحين ،

أنا لسانك الذي ما برح يلعن هذا ويشتم ذاك ويفسّق أولئك ويكفـّر ذاك وذاك .
أنا غيبتك لإخوانك المؤمنين ،
أنا من كنتَ لا تترك فرصة للطعن بالصالحين إلاّ وفعلتَ ،



أنا من أطلقتَ لي العنان
فما راقبتَ ر بّك الد يّان
وقلتَ فيّ* ما يرضي الشـّيطان
وإن نـُصِحتَ قلتَ أنصر دين الرّحمن
وما علمتَ يا مسكين أنّ النـّصر للرّحمن
لا يكون بالسّبّ فذاك هو الخسران
فالنـّصر للدّين يكون بأخلاق العدنان
فهو من قال عنه مـُنـْزل القرآن
وإنّك لعلى خلق عظيم فافقهوا يا إخوان




(*)اللسان
أخي الحبيب هل تصوّرتَ نفسك بالقبر ممدود ليستأكلك الدود ؟؟
هل فكّرتَ نفسك أنت تـُضرب بمطارق من حديد ؟؟!!
هل تخيّلتَ نفسك في القبر تعاني العذاب وتقاسيه ؟؟!!
ورغم ذلك تقول ربّ لا تقم الساعة لعلمك أنّ ما بعد القبر أشدّ وأنكى !!
تذكـّر قول الله تعالى : ((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ*
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))من 56إلى 58(الزمر)

أيا عبد كم يراك الله عاصيا
حريصا على الدّنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله والـّلحد والثـّرى
ويوما عبوسا تشيب فيه النـّواصيا
لو أنّ المرء لم يلبس ثيابا من التـّقى
تجرّد عريانا ولو كان كاسيا
ولو أنّ الدّنيا تدوم لأهلها
لكان رسول الله حيّا وباقيا
ولكنـّها تفنى ويفنى نعيمها
وتبقى الذّنوب والمعاصي كما هيا


هل تدبّرتَ قول ربّك جلّ وعلا ((وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)) (يّـس:51)
أنت الآن في القبر نفخ في الصور قمتَ من قبرك حافيا عاريا إلى الحساب بين يدي ربّك جلّ في علاه ،
تذكـّرتَ ذنوبك ومعاصيك فقلتَ يا ليتني لم أعص ِ الله طرفة عين ولكن هل ينفع البكاء والنـّدم ؟؟

تسمع مناديا يقول فلان ابن فلان قم للعرض على ربّك ،
يا إلهي مـَنْ أنا ؟؟
تأخذك الملائكة مسربلا مقيّدا بالأغلال والسّلاسل إلى ربّك عزّ وجلّ ،
يكون حسابك (( عياذا بالله تعالى )) عسيرا تـُعطى كتابك بشمالك ومن وراء ظهرك تسمع منادي الرّحمن يقول ((خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فاسلكوه )) من 30إلى 32( الحاقة )
تلقى في نار جهنـّم تقاسي عذابها تأكل من زقـّومها تشرب من حميمها هل قرأتَ أخي الحبيب

هذه الآيات بتدبّر وبكاء
ورفعتَ يديك إلى ربّ السماء
اللهمّ نجـّني من ذاك البلاء
واجعلني في الآخرة من السّعداء

قال تعالى ((إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ*طَعَامُ الأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ *كَغَلْيِ الْحَمِيمِ*خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ*
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ* ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)) (( من 43 إلى 49الدخان ) )
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً)) (النساء:56)
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ*
يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ* وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ* كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) من19 إلى 22( الحج )

آيات والله لو قرأناها بتدبّر وتخيّل كلّ واحد منـّا أنـّه من أهلها لتقطـّع كبده خوفا منها ، أسأله تعالى النـّجاة منها لنا جميعا .

نعم أخي الحبيب لا بدّ لا أن نرحل عن هذه الدنيا فلنرحل عنها بفضل الله طائعين لله تعالى خائفين منه وجلين لألسنتنا حافظين وأذكـّركم بقصة هذا الشاب الذي ربّى نفسه (( بعد فضل الله تعالى بهذه الكلمات وإليكم قصـّته :(( كان فيمن مضى من الزمان شاب كثير العبادة كثير الطاعة كثير الصلاة والصوم حتـّى في سفره فسأله إخوانه في السفر ألا أخبرتنا ما سبب اجتهادك في الطاعة رغم صِغرك ، فقال بالله عليكم دعوني وربّي ، فقالوا أقسمنا عليك إلاّ أخبرتنا ، فقال ( واسمعوا واتـّعظوا بما قال )
تكلـّمت مع نفسي فقلتُ لها يا نفسي إذا جاءك ملك الموت لقبض روحك فماذا كنت تتمنـّين؟
فقالت : كنتُ أتمنـّى أن أعود إلى الدنيا فأكثر من العمل الصالح ، ثمّ قلت لها إذا وُضِعت في القبر وجاءك الملكان للسؤال فماذا كنت تتمنـّين ؟ قلت كنت أتمنـّى أن اعود إلى الدنيا فأكثر من العمل الصالح ،
ثم قلت يا نفسي إذا نفخ في الصور وخرجت من القبور إلى يوم البعث والنـّشور فماذا كنت تتمنـّين ؟فأجابت ذات الجواب ،
ثمّ قلت لها يا نفسي إذا وقفت بين يدي الله للسؤال والحساب فماذا كنت تتمنـّين ؟ فأجابت ذات الجواب ،
فقلت لها يا نفسي ويحك أنت الآن في الدنيا فاعملي صالحا ( انتهت القصة هنا وبتصرف )
إخواني انظروا كيف زكـّى هذا الشـّابّ نفسه بمِنـّة من الله تعالى ،
فأقول أين نحن من هذا الشـّابّ وأمثاله ؟ ألا نزكـّي أنفسنا ونلجم ألسنتنا بلجام الشّرع ؟
ألأ نفكـّر ونفكـّر مليّا بالكلمة قبل نطقها أو كتابتها ؟؟!!

ألسنا على خطر عظيم بسبب ألسنتنا ؟؟!!
ألم يقل النـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم لمعاذ رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي صححه الألباني رحمه الله تعالى **


ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم}

أكرر دائما وأبدا الله الله في ما تكتبون وتقولون .
فيا أخي الغالي الحبيب فلنتهيّأ جميعا لهذا اليوم يوم أن ينعانا النـّاس ويقولون ترحـّموا على فلان فلقد مات فلنرحم أنفسنا (( طبعا بعد رحمة الله تعالى )) بأن نقيها نار جهنـّم بطاعة الله تعالى بحفظ ألسنتا عن السوء والبذاءة والطعن والهمز واللمز وخصوصا طلاب العلم حتـّى لا يكون علمهم حجـّة عليهم عياذا بالله تعالى .
وفي الختام أسأل الرحيم الرحمن أن يخلـّقنا بأخلاق القرآن وبأخلاق نبيـّه العدنان وأن نحفظ ألسنتنا عن كلّ ما يكتب لنا في ميزان سيـّئاتنا وأن يـُحسن خاتمتنا ويتوفـّانا شهداء سعداء ويحشرنا مع خير الأنبياء وأن يكرمنا برؤيته في الفردوس الأعلى بفضله وكرمه ومنـّه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .

ملاحظة : أعتذر مرّة أخرى من العنوان .
 
مشكور اخي على الموضوع
 
شكرا لك اخي جزاك الله خيرا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top