رحم الله من اهدى لي عيوبـي

  • كاتب الموضوع كاتب الموضوع om_hammam
  • تاريخ النشر تاريخ النشر

om_hammam

:: عضو مُشارك ::
رحم الله من اهدى لي عيوبـي
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
( رحم الله
امرأً أهدى إلي عيوبي )

وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.

قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.

فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.
وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.
ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.
وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.
بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.
ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم آمييين

من كتاب
"إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22
 
كل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر

تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر

نادرًا يعز وجوده

مشكورة بزاف على الموضوع
 


الحمد لله ربِّ العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

110.gif


flower64.gif

جزاك الله خيراً أختنا الكريمة
rightzz.jpg
om_hammam
leftzz.jpg
، ورحم الله من سمع وعمل وإن نصح بالحق اطاع ، فكثير منا يعلم هاته المعلومات لكن ... للأسف تجده عندما يجد الجد لإستعمالها وإتخاذها نبراس أعماله ينتكس بأعمل لا تمت لقيمنا بشيء ولاحول ولاقوة إلا بالله ... تقبلي مروري أختنا وجعلنا جميعا ممن آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بها وصبروا عليها وعلى توابعها .

flower64.gif





حمل كتاب شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


flower64.gif

يا قارىء الخط والعينان تنظرهُ
star.gif
لا تنس صاحبه بالله واذكرهُ

وهب له دعـوةً لله خالـصةً
star.gif
لعلها في صروفِ الدهر تنصرهُ


flower64.gif

102.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom