سألني حين عاد بعد سنين ..
- ماذا فعلتِ حين إستيقظتِ في ذاك الصباح ..
لتكتشفي أنني قررت الرحيل ..
ورحلت ؟
هه .. يقول لي ..
وكأنه يفخر بما فعله !
( ماذا فعلتِ .. حين رحلت ! )
قلت:
- مكتث أدعو الله فقط !
سأل متعجباً:
- دعوته أن أعود ؟
*قلت:
- كلا .. ولكنني سألته قائلة ( اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر ! )
تغيرت نظراته ..
وقال:
- أتكرهينني إلى هذا الحد .. ؟!
- أمممم .. كنت أدعو بـ ألم في ذاك الوقت ..
وحين رأيتك اليوم .. صدمت لأنك لم تمت !
وظننت حينها أن دعوتي لم تستجاب ..
ولكن .. حين تحدثت معك .. إكتشفت أن الله قد إستجاب دعوتي ..
دون أن أعلم !
حتى أنه أخذك من كل شيء !
تعجبت في ذاك الوقت كيف أنني تخلصت منك سريعاً ..
وكيف أصبح يومي سعيداً من دونك .. مجدداً !
حتى أني صدمت الآن ..
*كيف بوسعي أن أحادثك .. دون أن يضطر قلبي لأن يضاعف دقاته حين يراك !
أنا لم أعد أشعر بوجودك أصلاً !
سألني بهدوء .. وكأنني جرحته:
- إذا .. أنا بنظرك .. ميّت ؟
- كلا بالتأكيد ..
نحن نبكي على الأموات ..
وتنقبض قلوبنا حين نفارقهم ..
أما أنت .. فبوسعي أن أعطيك ظهري الآن ..
وأستمر بالمشي .. وأنسى بعد ثوان أنك كنت هنا أصلاً !
أنت فقط .. أصبحت ( لا شيء ) ..
أنت لست بـ ميّت حتّى !
اسياد ولسنا عبيد ونحن من يولد منا كل يوم شهيد ..
ستبقى فلسطين طالما صرخ شبلٌ ثائرٌ حرٌّ أنا فلسطيني .. ستبقى
..
ان كنت تعلم انك ولدت مع حكم بالاعدام .. وان كنت تعرف انك تسير نحو حتفك دون اهتمام .. فأنت فلسطيني
..
يا دامي العينين و الكفين ان الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية و لا زرد السلال نيرون مات و لم تمت روما بعينيها تقاتل و حبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل ..
عبي الرشاش .. خلي يدك ممدودة.. شعب فلسطين هز زناد البرودةٍ
اّبلغواّ سلاّمي اّلى ذلك اّلقريبّ الّبعيدّ
اّظنهّ يعرفّ نفسه جيداّ
قولوا له انه زارني في منامي كثيرا
اخبروه اني بكيت كثيرا
وتاّلمت منه كثيراّ
واّحببته كثيراّ
اّعطوه قطعه كبيره من قلبي يعلقه ّ
باّطار مذهب في غرفته
واّيضا قبلو راّسه واّخبروه انني لم اعد هنا
لتكنْ حياتك كلها أملا جميلاً طيبا ولتملأ الأحلامُ نفـــــــــــسَك في الكهولةِ والصبا مثلَ الكواكب ِ في السما وكالأزاهر في الربا ليكن بأمر الحبّ قلـــــــــــبك عالما في ذاته أزهارُه لا تذْبل ونجومُه لا تأفُل