الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخِضْر :... صاحب موسى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بسورة الكهف في سياق حكاية موسى مع غلامه ...
هو مدار اهتمام المتصوفة باعتباره صديقاً معمراً قادراً على الظهور بأشكال مختلفة ، وفي أماكن متغايرة .
فرجلنا اليوم هو العبد الذي آتاه ربه من لدنه علما .. ومن يومها والعلم اللدني مرتبط في أذهان الناس بهذا العبد ... كالعبد الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ فأتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف النبي المقدس سليمان عليه السلام..
والخضر مظهر لتجلي اسم الله الباطن وله مقام روح وولاية غيب وسر قدّري وعلم لدني .
فكان لقاءه موسى عليه السلام لقاء الاسم الظاهر بالاسم الباطن .. حيث قابلت علوم الرسالة والنبوة والتشريع .. العلوم اللدنية والمظاهر الغيبية ...
فقابل مطلق الرسول مطلق الولي ...
أخذ الخضر عليه رضى الله من اسمه سر الحياة الذي هو الأخضر ..
والذي هو : " فإذا نفخت فيه من روحي " .
وهو شيخ شيوخ المسامرة للعارفين والمثبت لأحوالهم والمربي لأرواحهم .... ومثلهم الأنموذج الذي به تطمئن قلوبهم .. فإن الرسالة والنبوة قد حجرت على العارفين ومنعوا من دخول هذا القصر المنيع .. فهو الديوان الذي لا يُرام ..
و هو الساحل الذي وقف الأولياء بشاطئه .. واليم الذي كان أوله هو آخره وبه تمت وختمت .. بالختم المحمدي .. ليبقى للعارفين مقام الولاية .. والذي فيه الخضر سلطان وملك متوج بتاج أتيناه من لدنا ..
وهو أطول بني آدم عمرا .. وقالوا اسمه خضرون بن قابيل بن آدم ...
وقيل أنه بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح {عليه السلام} .
وقال ثالث هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل {عليه السلام} . وهذا يعني 23 ظهراً عن آدم {عليه السلام} بحسب بن كثير .
وما سمي الخضر خضراً إلا لحسنه وإشراقة وجهه ولأنه كان إذا صلى أخضر ما حوله .