التفاعل
3K
الجوائز
1.2K
- تاريخ التسجيل
- 27 مارس 2009
- المشاركات
- 4,575
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 2

بعد الحرية نريد التحرر.
اهلا وسهلا بكم اعظاء وزوار اللمة الحبيبة..
في الخامس جويلية من كل سنة وللمرة التاسعة والأربعين، نحتفل بعيدي الاستقلال والشباب بنفس الكيفية الروتينية المملة، وبنفس الشعارات والوعود، ونعيد تذكير أبنائنا بتضحيات وبطولات أجدادهم وآبائهم، وتذكيرهم بجرائم فرنسا وما فعلته بشعبنا، ونعاود الاستماع إلى نفس الاسطوانات* التي* تتكرر* كل* سنة* حول* مطالبة* فرنسا* بالاعتذار* عن* جرائمها،* وضرورة* كتابة* تاريخ* الثورة،* وحتمية* إصدار* قانون* الشهيد* وضرورة* تسليم* المشعل* لجيل* الاستقلال* و*..و*..و*.*.

اهلا وسهلا بكم اعظاء وزوار اللمة الحبيبة..
في الخامس جويلية من كل سنة وللمرة التاسعة والأربعين، نحتفل بعيدي الاستقلال والشباب بنفس الكيفية الروتينية المملة، وبنفس الشعارات والوعود، ونعيد تذكير أبنائنا بتضحيات وبطولات أجدادهم وآبائهم، وتذكيرهم بجرائم فرنسا وما فعلته بشعبنا، ونعاود الاستماع إلى نفس الاسطوانات* التي* تتكرر* كل* سنة* حول* مطالبة* فرنسا* بالاعتذار* عن* جرائمها،* وضرورة* كتابة* تاريخ* الثورة،* وحتمية* إصدار* قانون* الشهيد* وضرورة* تسليم* المشعل* لجيل* الاستقلال* و*..و*..و*.*.
- نحتفل ونتذكر ونمجد التاريخ، ونطلق الوعود لأبنائنا بغد أفضل، لكننا لا نتوقف لتقييم أحوالنا وتصحيح أخطائنا ولا نتحدث عن المستقبل، ولا عن متطلبات جيل الاستقلال وتحدياته للقرن الواحد والعشرين، بل نستمر في التطبيل والتهليل والتمجيد، والحديث عن الانجازات والبطولات* دون* الوقوف* عند* السلبيات* والهفوات* وكأننا* معصومون* من* الخطأ*!!
- بعد نصف قرن تقريبا منذ الاستقلال لا نعرف أين وصلنا والى أين نحن ذاهبون، ولم تتحدد معالم مستقبلنا ومشروع مجتمعنا رغم أن المناسبة صارت أيضا عيدا للشباب، ولكن في كل مرة يذكروننا بتضحيات من سبقونا وننسى بأن جيل الاستقلال قدم بدوره الكثير من التضحيات، وحافظ على نعمة الحرية والاستقلال، لكنه فقد ثقته فينا ولم يتحرر من ممارسات وذهنيات وتقاليد أكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد تتناسب مع متطلبات العصر الجديد، ومع العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة وتنوع الأفكار والثقافات..
- جيل الاستقلال لا يتنكر لتضحيات من سبقوه، ويقدر نعمة الحرية والاستقلال والسيادة، لكنه يريد التحرر من بعض العقليات التعيسة والبائسة السائدة إلى اليوم، ويريد التعايش دون حقد وكراهية وعنف أو تصفية حسابات، ودون وصاية مهما كان نوعها ومصدرها.
- أبناؤنا يريدون التحرر من كل العقد والأحقاد التاريخية والثورية والجهوية التي لاتزال تعطل عجلة التنمية والتفتح، وتمارس الإقصاء على فئة واسعة من أبناء الشعب دون وجه حق، وتدفع بآخرين إلى الهجرة غير الشرعية، أو إلى التطرف والجريمة والانحلال الأخلاقي..
- نريد التحرر من الخوف الذي يسكن الكثير منا ومن السكوت عن الظلم والظالمين و(الحقاريين) على كل المستويات، وأبناؤنا يتطلعون إلى الديمقراطية وحرية إبداء الرأي والاختيار والحق في الاختلاف ومعارضة الرأي الآخر..
- يريدون التحرر من تبعات الشرعية التاريخية والثورية التي قتلت الكفاءات والمبادرات وأغلقت الأبواب في وجوه جيل متحرر ومثقف ومتعلم يريد بناء وطن يكون للجميع وليس لفئة، وجيل سئم الوعود الكاذبة والإخفاقات المتكررة في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، وجيل يدرك* بأن* قدراته* ومهاراته* كبيرة،* لكنها* غير* مستغلة*..*
- بعد نصف قرن من الاستقلال، نريد التحرر من أنانيتنا ونرجسيتنا وغرورنا ونكتب تاريخنا كما هو للأجيال الصاعدة بإيجابياته وسلبياته حتى نستلهم منه ونتفادى أخطاءه، ونعطي كل ذي حق حقه، ونتفرغ للتفكير في المستقبل سويا دون إقصاء أو أفكار مسبقة..
- نريد التحرر من كل وصاية مهما كان مصدرها، لأن أبناء الاستقلال اجتازوا سن الأربعين وكافحوا بدورهم، كل في موقعه من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسبات الأمة، وعانوا الفقر والحرمان والإرهاب والتهميش وكل الأزمات، ولكنهم لم يبدلوا تبديلا، ويستحقون بدورهم كل التقدير* والاحترام،* والثقة* في* تسلم* المشعل*..
- نريد تحرر اقتصادنا من تبعيته للخارج ومن ارتباطه بأسعار النفط والتحرر من سلطة بارونات المال والنفوذ الذين يحاولون الاستيلاء على الخيرات وعلى العقول، وعلى المناصب في المجالس المنتخبة وعلى هرم المسؤوليات في كل المجالات.
- أبناؤنا يريدون التحرر من هيمنة قناة تلفزيونية وحيدة قتلت الإبداع الفني والثقافي، وحطمت الكفاءات، وصحافة متواطئة لم تفسح المجال للثراء السياسي والاجتماعي الذي تزخر به بلادنا، وشعبنا يريد التحرر من وصاية وهيمنة نفس الأشخاص على الكثير من المؤسسات والجمعيات السياسية* والثقافية* والرياضية* التي* صارت* عاجزة* عن* مسايرة* العصر* الجديد* بسبب* هؤلاء*..
- الثورة الجزائرية كانت واحدة من أعظم ثورات القرن العشرين وصنعها نساء ورجال شرفاء، أخطأوا وأصابوا، وساهم فيها كل الشعب في كل الجزائر، ونعمة الحرية والاستقلال لن نفرط فيها، ولكن التحرر من كل الذي سبق ذكره بعد نصف قرن صار ضروريا للأجيال الصاعدة، لأن الدولة الجزائرية ليست مملكة وليست ملكية خاصة لأحد، ويبنيها كل الشعب بالاستثمار في جيل الاستقلال وتنشئته على التضحية وحب الوطن والعمل والمساواة وتكافؤ الفرص، وليس على الإقصاء والحقد والكراهية والتفرقة والتخويف والتهديد وعبادة الأشخاص والمادة، والسكوت عن الظلم والنهب،* وعن* الحق* الذي* مات* من* أجله* الكثير* في* عهد* الاستعمار* وطيلة* نصف* قرن* من* الحرية* والاستقلال
آخر تعديل: