عاصمة الجنوب المحتل ؟
نحن لانعرف لاجنوب محتل ولاهم يحزنون
نعرف الجمهورية العربية اليمنية
كل نفس تقتل سواء كانت من الجيش اليمني او من المواطنين سوف يحاسبون عليها هؤلاء الهمج
أخي الفاضل الجنرال عمار حياك الله وبياك
لا الومك مطلقا على قولك بانك لاتعرف الجنوب المحتل لأنك لست الوحيد في العالم الذي لايعرفها
وربما ان قضيتنا قد طمست اسوأ من طمس قضية فلسطين المحتلة من قبل بني صهيون
لأن الجميع يعلم بفلسطين وإن طمس من الخريطة إلاّ أن قضيته باقية في القلوب
ولكن لاأحد يعرف الجنوب العربي الا النخبة من السياسيين الذين عاصروا او قرأوا جيدا عن هذا القطر العربي الذي يعتبر أصل العروبة وأساسها.
الجنوب العربي ياسيدي الفاضل هو ماكان يعرف الى وقت قريب وبالتحديد الى 21 مايو سنة 1990 بــ (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) وهي بلد عضو في هيئة الأمم المتحدة عانت كثيرا بسبب المؤامرات المتتالية من ابناء مايسمى بــ (الجمهورية العربية اليمنية).. وربما ستستغرب كيف انني اقول ذلك وعلى أي أساس ؟
وجوابي هو انني أقوله بصفتي احد ابناء الجنوب العربي المحتل ومطلع على تاريخه القديم والحديث ومعاصر لحقبتين من تاريخه
حقبة قبل مايدعى بالوحدة اليمنية
أي عندما انتشرت بيننا جراثيم (الحزب الشيوعي اليمني) الذي جاء افراده لاجئون من تعز والحجرية وبقية مناطق الجمهورية العربية اليمنية او ماكان يعرف بالمملكة المتوكلية اليمنية حينذاك وذلك ابان الأحتلال البريطاني الى عدن واستوطنوا فيها على انهم لاجئين من حكم الأمام أحمد حميد الدين وعلى رأسهم السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل (المقبور) والسفاح علي سعيد عبدالله الملقب بـ (محسن الشرجبي ) اليمني وشلة من ابناء تعز والحجرية ابناء الجمهورية العربية اليمنية
وحقبة مابعد الوحدة والممتدة حتى هذه اللحظة...
واسمح لي ياسيدي بان اضع امامك نبذة تعريفية عن قضية الجنوب العربي التي تعمد الاعلام العربي والأجنبي طمسها والسكوت عنها حفاظا على مصالحه مع رئيس الأحتلال اليمني علي عبدالله عفّاش صالح ....
تبدأ القصة بلجؤ تلك المجموعة من (ابناء الجمهورية العربية اليمنية المذكورين اعلاه مع كثيرين غيرهم) الى عاصمة الجنوب العربي عدن ابان فترة الأحتلال البريطاني وعمل هؤلاء في اعمال حقيرة كخبازين في المخابز او كفّراشين في الشركات البترولية وقد التقطتهم اجهزة المخابرات البريطانية ودربتهم ليكونوا عيونا لها بين اوساط الثوار في الجنوب العربي المحتل لأحباط عمليات المقاومة والأطلاع على العمليات وتبليغها للأجهزة البريطانية ليتسنى لها القبض على ثوار الجنوب...
وبعد فترة من الزمن ومع اشتداد الحرب الباردة جاءت الثورات العربية وتحررت مصر من الأحتلال البريطاني وتبنت الفكرة القومية وطبقت البرنامج الأشتراكي وكانت تدعم الثورات العربية في كل مكان بدعم روسي وكانت روسيا في أوجّ عصرها وقوتها وارادت ان تتمدد باتجاه العالم العربي ومنابع النفط الا انها فشلت في منطقة الخليج فما كان منها سوى ان تمددت باتجاه بعض دول المغرب العربي الكبير وحاولت ان تنشر افكارها الكفرية الهدامة باتجاه الجنوب وبالتحديد في منطقة الجنوب العربي ولكنها لم تفلح بسبب وجود الأحتلال البريطاني هناك فما كان منها سوى ان اوقعت بالجواسيس الذين يعملون لصالح الاحتلال البريطاني ووعدتهم انهم في حالة ان تعاونوا معها ستقوم بمكافاتهم مكافأة كبيرة وذلك بجعلهم حكاما على الجنوب العربي !
وهكذا كان السفاحَان المدعوان عبد الفتاح اسماعيل ومحمد سعيد عبد الله المدعو (محسن) عميلين مزدوجين لأجهزة المخابرات البريطانية والروسية ولكن ولاؤهم المطلق كان للأجهزة الروسية التي وعدتهم بأكثر مما يتمنون!
فاندست تلك الشلة القذرة بين صفوف المناضلين (لاتفعل اي شيء على الارض مطلقا) وانما تمارس نشاطات مدنية عادية كحضور الاجتماعات وكتابة محاضر الاجتماعات التي هي جزء من عملها القذر وقامت تلك الشلة بعدها بتاسيس (حزب حوشي) وتبنت فكرة الوحدة العربية والقومية العربية بإيعاز من اجهزة الأستخبارات الروسية لغرض قذر وهو أن تقوم تلك المجموعة بترسيخ فكرة الوحدة العربية بين صفوف الثوار الجنوبيين المتلهفين للوحدة العربية مثلهم مثل غيرهم من العرب في تلك الفترة واقنعت البعض منهم باطلاق تسمية (جنوب اليمن) بدلا عن الجنوب العربي ليتسنى لهم لاحقا الأستيلاء على الحكم تحت مظلة (اليمننة) لكل ماهو جنوبي عربي...ونجحت الفكرة (الكارثة) بسبب عدم اطلاع بعض قيادات الثوار على تاريخهم العريق والذي لم يكن في اي يوم باي حال من الأحوال تبعا لما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية
مثلما لم تكن جمهورية الجزائر يوما تبعا للملكة المغربية.
وبعد ان تصاعدت اعمال الثوار في الجنوب كان هناك فصيلين جنوبيين في الجنوب العربي في المقاومة ضد الأنجليز
الفصيل الأول هم من المثقفين والمتعلمين الذين كانوا يريدون انسحابا بريطانيا هادئا يكفل الجنوب العربي حقوقه التي تترتب عليها تعويضات عن فترة الاحتلال ومساعدات مالية ضخمة ستقدمها دولة بريطانيا للدولة الوليدة حتى تستطيع الوقوف على قدميها
وقد قامت قياداته بالإتفاق مع الحكومة البريطانية على الأنسحاب من عدن وبالفعل وافقت حكومة بريطانيا على ذلك الإتفاق على ان تنسحب من عدن في سنة 1968
وفصيل آخر لايفهم لا في التاريخ ولا في القانون الدولي وكان من بينهم المندسون اليمنيون الذي استغلوا جهل اؤلئك القيادات بتاريخهم وجغرافيتهم وحقوق الجنوب المالية والأدبية من قبل البريطانيين !
وقد رأى الروس في الإتفاق بانسحاب بريطانيا سنة 1968 خطرا يهدد مشروعهم الشيوعي في منطقة الجزيرة العربية...
وحتى تستولي على هذه البقعة الاستراتيجية الهامة من العالم بادرت باستباق الأحداث واقنعت القيادات الجنوبية عبر تلك المجموعات المندسة بين صفوفها بان تجتمع (سراً) وضع تحت كلمة سراً مليون خط احمر..مع الممثل البريطاني وان تقنعه بان يسلمها
(اي يسلم الفصيل الثاني) الجنوب العربي وعاصمته عدن في الثلاثين من نوفمبر سنة 1967 مقابل ان يتنازل ذلك الفصيل عن كل الحقوق المترتبة من قبل بريطانيا تجاه الجنوب العربي!
وفجأة ودون مقدمات طار (الفصيل الثاني مع المندسين من ابناء الجمهورية العربية اليمنية (جواسيس الاستخبارات الأجنبية) الى جنيف وقاموا بالتوقيع على اتفاقية تسليم عدن...
وبعد الأستقلال تحقق الأمر بتسمية الجنوب العربي وتحويلة الى اسم اليمن (ويمننته) فكان السفاح عبد الفتاح اسماعيل ومجموعته المندسة تضغط باتجاه ان يتم تسمية الجنوب العربي بإسم جمهورية اليمن (الديمقراطية) الشعبية ولكن قحطان الشعبي رفض ذلك الأمر على اساس ان الظرف الأقليمي والدولي لايساعدان على ذلك التحول الكبير ، اضافة الى انه اضاف كلمة الجنوبية بحيث اصبحت (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) ليتم التمييز بين الدولة الجنوبية الوليدة ككيان مستقل ... وبين الجمهورية العربية اليمنية.
كما قام الرئيس قحطان الشعبي باصدار قانون الهجرة والجوازات الذي اعتبر فيه بان ابناء الجمهورية العربية اليمنية (مجرد مقيمين) حيث يعامل الجنوبي في الجمهورية العربية اليمنية (كمقيم لاأكثر)، مما زاد ذلك من حقد السفاحين اليمنيين وأضمروا شرا للجنوبيين فأشعلوا الفتن بين الجنوبيين وتآمروا على الرئيس قحطان لقتله من أجل الأستيلاء على حكم الجنوب وسأقص عليك قصة واحدة فقط من ضمن القصص التي ترددت ضمن فتنهم التي لم تنته الى يومنا هذا.. حتى لاتقول بانني أهذر وأتحدث عن مؤامرات دون دليل.
بعد اقل من سنتين من الإستقلال قام السفاح عبد الفتاح اسماعيل باشعال الفتن مع شركائه من ابناء الجمهورية العربية اليمنية بين الجنوبيين وكان السفاح المدعو بمحمد سعيد عبدالله الملقب بـ(محسن) يتكفّل بتسليم ثوار الجنوب معاشاتهم التي اقرها رئيس الجمهورية انذاك الرئيس (قحطان محمد الشعبي) ولكنه كان يتعمد احتجاز الرواتب لديه ويدّعي بان الرئيس يرفض تسليمهم مرتباتهم في الوقت الذي ينقل اليه بان الثوار يتوعدونه بالثبور وعظائم الأمور ...
ومن هنا بدأت الأمور تزداد توترا وقام المندسون الجواسيس من ابناء الجمهورية العربية ليمنية بالأيعاز الى الثوار الجنوبيون بالأنقلاب على الرئيس الجنوبي قحطان محمد الشعبي وتم لهم ماأرادوا عام 1969 فقُتل فيصل محمد الشعبي وزير الخارجية فيما وُضع الرئيس قحطان في السجن الأنفرادي الى ان توفي في 7 يوليو 1981م.
وحتى تكتمل فصول المسرحية قام اؤلئك الجواسيس (اليمنيين) باختيار احد ابناء الجنوب الجهلة لتنفيذ مخطط افشاء المد الشيوعي في الجنوب العربي ودفعوا باتجاه تنصيب (سالم ربيع علي) والذي قام بقتل وزير الخارجية الجنوبي فيصل الشعبي ليكون رئيسا للجمهورية واقنعوه بتبني (ثقافة العنف الثوري الشيوعية) والقيام بسحل العلماء وقتل المشائخ وابناء السلاطين والقبائل من ابناء الجنوب ودفعوا بالطبقات الرثّه وحثالات المجتمع والرويبضات من الجهلة الحاقدين على الإسلام والمسلمين باستلام زمام السلطة وبدأت فصول القصة الدموية (الشيوعية اليمنية) تتضح معالمها أكثر فأكثر حيث قتل مئات الآلآف في القرى والمدن وهرب وهاجر الملايين من ابناء الجنوب الى بلدان الخليج العربي هربا بدينهم وحياتهم وحياة اسرهم واطفالهم وتمت مصادرة ممتلكات التجار ولم تسلم حتى البيوت الصغيرة والأراضي المحدودة جدا من المصادرة وحلّت أكبر كارثة انسانية في الجنوب.
.استمر حكم الرئيس سالم ربيع علي الملقب بــ (سالمين)من سنة 1969-1978 حدثت خلال فترة حكمة حربا حدودية مع اشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية عندما كانت الدولة طرية العود (أي خمس سنوات فقط) وذلك في عام 1972حيث قام اتباع السفاح اليمني عبد الفتاح بافتعال المشاكل مع جيراننا ابناء الجمهورية العربية اليمنية من خلال اغتيال مجموعة من القبائل اليمنية والجنوبية معا بطريقة بشعة اجرامية وذلك باستدراجهم الى خيمة مفخخة تم تحميل نتائجها الجنوبيين !
فقامت الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة على إثر ذلك بشن حرب على دولة الجنوب الا ان جيشنا هزمهم شر هزيمة وبعد تدخل جامعة الدول العربية تم ايقاف الحرب بين البلدين.
وفي عام 1978 بدأت مجموعة الجواسيس اليمنيين بالدفع باتجاه انشاء (حزب طليعي من طراز جديد) تمهيدا للأعلان عن انشاء (الحزب الإشتراكي) اللعين ...
في تلك الأثناء حدث تقارب كبير بين كل من الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي والرئيس اليمني ابراهيم الحمدي مما شكل خطرا على خطة جواسيس الكي جي بي اليمنيين...
وبدأ الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي يلاحظ اشياء مريبة منهم تدل على انهم يريدون القفز إلى كرسي السلطة فرفض انشاء الحزب الطليعي لأنه اراد تطمين جيراننا في الجمهورية العربية اليمنية وبالتحديد الرئيس ابراهيم الحمدي.
الا ان هذا التقارب لم يعجب ايضا المحيطون بالرئيس ابراهيم الحمدي في صنعاء خاصة وانه بدأ بالأصلاحات السياسية وحاول اقصاء القبائل عن السلطة فقاموا باغتياله ونفّذ الأغتيال أحمد الغشمي الذي اصبح بعدها رئيسا للجهورية العربية اليمنية.ولم تمر أقل من سنة حتى
دبرت شبكة الجواسيس الحقيرة التابعة للسفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل (حادثة الحقيبة) وقامت باغتيال رئيس الجمهورية العربية اليمنية أحمد الغشمي واتهمت الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي باغتياله ..
والقصة معروفة تفاصيلها عندما ارسل الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي برسالة مع موفد فقاموا في المطار بتغيير الموفد مع الرسالة وارسلوا موفدا آخر كان كبش فداء لمؤامراتهم الحقيرة فقتل في الحال رحمه الله مع الرئيس اليمني أحمد الغشمي.
ومن ثم اعلنت شبكة الجواسيس اليمنية الإنقلاب على الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي بعد ان اوغروا صدور الجنوبيين ضده على انه رجعي امبريالي وانه تراجع عن مبادئهم وبانه هو من اغتال رئيس الجمهورية العربية اليمنية أحمد الغشمي فقاموا بقصف دار الرئاسة بمدينة التواهي بالطائرات الحربية وعندما هرب الرئيس حاصروه وارسلوا من يطلب منه ان يسلم نفسه والا فانها ستكون حربا لاتبقي ولاتذر وسيقومون بتصفية رفاقه جميعهم فقام بتسليم نفسه ولكنهم غدروا به مع رفاقه كما غدر هو بالرئيس الجنوبي قحطان محمد الشعبي وقتلوه دون محاكمة ودون رحمة ...
حينها وجد السفاح اليمني ان الأمور قد تهيات له تماما حيث تم غرس اليمننة في وجدان الجنوبيين طيلة فترة الثماني سنوات على اننا (بلد واحد وان الاستعمار هو من قام بتشطيرنا واننا يجب ان نتوحد)! وذلك عبر النشيد الوطني الذي يردد صباحا ومساءً في المدارس وفي الراديو والتلفزيون ...وعبر المحاضرات والبرامج والخطب اليومية التي اصمت آذان الجنوبيين حينها من كثرتها ..
كما تم اعتماد تاريخ مزور في المناهج الجنوبية عن ارتباط الجنوب العربي بالجمهورية العربية اليمنية تاريخيا!!!!!
وهو مالم يحدث قطعا فاليمن هو (اقليم) مثله مثل (اقليم الشام) ومعنى كلمة الشام هو كل مايلي شمال الكعبة وتوجد في الشام (اربعة اقطار هي سوريا ولبنان والأردن وفلسطين)
وكما هو الحال بالنسبة لأقليم المغرب العربي الذي يضم (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) وليس معناه ان الجزائر جزء لايتجزأ من المملكة المغربية مثلا!
كما ان معنى كلمة (اليمن) هو كل مايلي يمين الكعبة وتوجد في هذا الأقليم كل من جيزان ونجران وعسير (وهي مناطق تتبع المملكة العربية السعودية) اضافة الى الجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي وعمان والأمارات العربية المتحدة
فإذا كان لابد للجنوب العربي ان يتحد تاريخيا مع الجمهورية العربية اليمنية فمعنى ذلك ان كل من نجران وجيزان وعسير وعمان والأمارات العربية المتحدة ملزمة ايضا بإن تتحد معنا !
اضافة الى ان النقوش الحجرية اثبتت بما لايدع مجالا للشك بان الجنوب العربي كانت دائما(دولة مستقلة) منذ آلآف السنين وشعبها يمتلك خصائص معينة تختلف تماما عن خصائص ابناء الجمهورية العربية اليمنية.
عودة لما جرى ....
وهكذا وبعد ان تم غسيل مخ يومي للأجيال الجديدة التي أُشبعت بنظرية اليمننة ومحو كل مايمس الهوية الوطنية الجنوبية حتى ان النشيد الوطني الجنوبي كتب كلماته شاعر يمني ولحنه وغناه مطرب يمني !
ليس ذلك فحسب بل ورُفضت الأناشيد التي تقدم بها الجنوبيين لغرض محو هويتنا وتاريخنا
وقتلها مثلما تم قتل كل من كان ينادي بالجنوب العربي.
وتهيأت كل الظروف الموضوعية للجواسيس اليمنيين فقفز السفاح عبدالفتاح اسماعيل وشلته إلى كراسي الحكم في الجنوب بمساعدة جهاز الكي جي بي الروسي وتم ابادة كل من يقف في طريقهم او من يعترض على ذلك من الجنوبيين خاصة وان السفاح المدعو محمد سعيد عبد الله (محسن) هو والجواسيس الآخرين كانوا قد تغلغلوا في مفاصل الدولة الجنوبية بل ووصلوا الى اهم وأخطر جهاز على الإطلاق وهو جهاز الأمن خلال تلك السنوات... عملوا فيها جاهدين وبكل قوة من اجل تهيأة الظروف لهذه اللحظة.
بدأ حكم السفاح عبد الفتاح اسماعيل اليمني الجاسوس العميل الشيوعي (والذي جاء الى عدن كلاجيء وعمل كفرّاش في شركة البي بي البريطانية) ليصبح رئيسا للجنوب العربي! سنة 1978 - 1980
وهذه لعمري احدى مفارقات الزمان التي لم تحدث في اي قطر على وجه الأرض!
إستمر حكم السفاح المقبور عبد الفتاح اسماعيل في الجنوب العربي سنتين فقط ولكنها كانت كلها تدمير متعمد للأقتصاد الشحيح اصلا ..بشكل لم يسبق له مثيل!
كان لايعبأ بشؤون الحكم وانما يشرب المسكرات ليل نهار لايصحو من سكره وعربدته هو واصدقائه في فللهم وقصورهم ويقيمون الليالي الحمراء والسوداء بصحبة بنات الليل ,,
فيما صديقه السفاح المتعطش للدماء دوما محمد سعيد عبدالله (محسن) يمارس هوايته في القتل والتعذيب في سجون بنيت خصيصا لهذا الغرض بل وأُنفق عليها الملايين من اموال الشعب الجنوبي وتم استجلاب الخبراء الألمان المتخصصين في التعذيب النازي الى الجنوب للقيام بتعذيب المعتقلين الجنوبيين كما كان القتل سمة يومية تحت اي ذريعة واحيانا حتى بدون اي ذريعة!
وخلال هذه الفترة أُستُجلب المزيد من ابناء الجمهورية العربية اليمني وفتحت الأبواب على مصراعيها لأستقبال مئات الآلآف منهم من أجل بناء قاعدة شعبية لهم في الجنوب كما تم التغلغل الروسي بشكل سافر وانشئت قاعدة عسكرية روسية في كل من سقطرة وباب المندب واصبح الجنوب يدخل فعليا من ضمن املاك الدب الروسي الشيوعي الفاشي إبان الحرب الباردة ....
ولكن بعض القيادات الجنوبية ابدت تململها من اسلوب الحكم الذي مارسه (اليمنيون) في الجنوب ...فتم اقصاء عبد الفتاح اسماعيل عن الحكم
إلا ان السفارة الروسية مارست ضغطا كبيرا على القيادات الجنوبية بعدم محاكمته او التعرض له وقامت السفارة الروسية بحمايته ونقلته الى موسكو للعيش هناك ...(ريثما تتوفر الفرصة لإعادته من جديد) .....
بعد ذلك استلم الحكم الرئيس الجنوبي (علي ناصر محمد) الذي قام بتعيين وزير جديد لجهاز الأمن وهو (سعيد سالم صالح) الذي سيكون له الفضل في القضاء على السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل لاحقا...وحاول الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد ان يقترب اكثر من دول مجلس التعاون الخليجي بعد ان رأى التأثير السلبي اثناء حكم السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل على علاقاتنا بالأشقاء والجيران في الجزيرة العربية بل وفي العالم العربي والغربي بأسره ولكن الجواسيس والمندسين من ابناء الجمهورية العربية اليمنية لم يرقهم ذلك خاصة وان ذلك الأقتراب انعكس ايجابيا على اقتصاد البلاد وبدأت العلاقات بين الجنوب والبلدان العربية الأخرى بالأنفراج قليلا .
استمر حكم علي ناصر محمد من سنة 1980-1986 ...الا ان مجموعة اليمنيين التابعة للسفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل قامت باثارة الفتن من جديد بين الجنوبيين لضرب بعضهم ببعض بعد أقل من خمسة اعوام على اقصاء السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل وانقسم الحزب الأشتراكي الى قسمين وأصرت الكتلة التي بها المندسين اليمنيين على اعادة السفاح عبد الفتاح اسماعيل الى عدن من جديد تحت ضغط الهيمنة الروسية.
ولكن الأمور ازدادت توترا بعد عودة السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل واستعرت الخلافات اكثر فأكثر ..ونشبت حرب طاحنة في صبيحة الثالث عشر من يناير سنة 1986أدت الى مقتل أكثر من عشرة آلآف جنوبي قضوا نحبهم في تلك الحرب حيث كانوا ضحية لشبكة الجواسيس اليمنية طيلة العقود الماضية.
وفي اثناء الحرب تكشفت المؤامرة لوزير الأمن الجنوبي (سعيد سالم صالح) وعرف أسرار الفتن التي كانت تشتعل في الجنوب كل فترة واخرى وأدواتها ومنفذيها وهم جميعا من ابناء الجمهورية العربية اليمنية الذين يعملون كشبكة جواسيس للإستخبارات الروسية الكي جي بي والتي كانت تهدف الى سيطرة عملائها على الجنوب لتتمدد باتجاه الشمال اي باتجاه الجمهورية العربية اليمنية
حيث افتعل السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل حربا ضد الجمهورية العربية اليمنية في عام 1977 من اجل السيطرة على الجمهورية العربية اليمنية بالقوة ونشر الماركسية اللينينة في بلاده فشن حربا طاحنه راح ضحيتها المئات من ابناء الجنوب والآلآف من ابناء الجمهورية العربية اليمنية
واستطاعت جيوش الجنوب المدربة تدريبا عاليا ان تكتسح المناطق الشمالية في زمن قياسي واجتاحت محافظة البيضاء جميعها واستطاعت ان تدخل الى العمق حتى كادت ان تدق ابواب صنعاء نفسها !
ولكن قامت الجامعة العربية والزعماء العرب بالتدخل لايقاف الحرب لينتج عن تلك اللقاءات والمباحثات في الكويت عام 1978 بين كل من السفاح اليمني عبدالفتاح اسماعيل والسفاح اليمني ايضا علي عبد الله صالح توقيع مايعرف بـــ
(إتفاقية الوحدة اليمنية)!!!!
ولك ان تتفكر اخي الكريم كيف أن اتفاقية الوحدة كان فيها ممثل الجانب اليمني هو رئيس الجمهورية الحالي علي عبد الله صالح بينما كان ممثل الجنوب هو عبد الفتاح اسماعيل الذي هو ايضا من ابناء الجمهورية العربية اليمنية!!!...
فأين هو التمثيل الجنوبي في اتفاقية الوحدة؟؟؟
ولذلك نعتبر نحن الجنوبيين بان بذرة فكرة الوحدة باطلة من اساسها وينسفها القانون الوضعي والإلــهي كما يرفضها العقل والمنطق لأن من وقّعها لم يكن يمثل الجنوبيين فحتى لو حكمنا السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل كرئيس إلاّ انه لم ينتخب من قبلنا لنجيز أو نقبل قراراته وبالتالي فإن الوحدة كما قلت سابقا باطلة من اساسها...
وبعد ان تكشّفت خيوط المؤامرة لوزير الأمن الجنوبي الذي كان يقاتل الى جانب السفاح عبد الفتاح اسماعيل وكان مكلفا بنقله الى مكان آمن والذي قام بالفعل بنقله الى مكان آمن الآ انه قال لمن حوله بعد اكتشافه الأمر (الى هناك ويكفي يجب ان نقتل هذا الرجل الذي تسبب لنا بالكوارث)...
وبالفعل قام وزير الأمن الجنوبي (سعيد سالم صالح) باعدام السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل ولكن المخابرات الروسية قامت بقتل وزير الأمن الجنوبي عند علمها بقتله لعميلها المخلص السفاح اليمني عبد الفتاح اسماعيل...
بعد ذلك ... قامت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي بتعيين علي سالم البيض كرئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ...
وبعد اقل من سنتين انهار المعسكر الإشتراكي في اوروبا... ثم انهار في عقر داره في روسيا ...وفي حالة التخبط التي اعترت القادة الجنوبيين الغير مؤهلين للقيادة انذاك
قام الرئيس علي سالم البيض بالهرولة صوب تحقيق الوحدة دون اية ضمانات تضمن حقوق الجنوبيين... ومع ان الأشقاء في كل من مصر والسعودية ودول الخليج قاموا بتحذيرة من مغبة التوحد الأرتجالي الاّ انه اصم سمعه واستمع الى شبكة اليمنيين جواسيس الكي جي بي الروسية التي بقيت حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي
لندخل وحدة اكلت الأخضر واليابس حيث قام النظام الفاشي للأحتلال اليمني
بقتل أكثر من 144 كادرا جنوبيا انتقلوا الى صنعاء مع بدايات الوحدة عبر وحدات من القناصة التابعين لأجهزة مخابراتها والذين ينتمي غالبيتهم الى العرب الأفغان كما يدعونهم
وبعد ذلك بدأت ملامح خطاب الثأر الذي القاه رئيس الأحتلال اليمني علي عبدالله عفّاش صالح الأحمر في محافظة البيضاء عام 1978 تظهر معالمه بوضوح بعد الوحدة حيث قال فيها بانه سينتقم من الجنوبيين شر انتقام وسيثأر منهم كما لم يثأر منهم احد من قبل ثم تجسد ذلك الحقد على الجنوبيين في خطاب ساحة السبعين اثناء اعلانه الحرب على الجنوب العربي.
وقد قام السفاح اليمني عبد الفتاح أثناء حكمه للجنوب بتسليم محافظة البيضاء التي احتلتها القوات الجنوبية الى رئيس الاحتلال اليمني علي عبدالله صاح بكل سهولة !
رغم انها تاريخيا تعتبر جنوبية ....
وبعد ان تكبّد الجنوبيين خسائر في الارواح والمعدات والأموال أعادها لليمن! لتكون بيد اهله اليمنيين...
وبعد حرب عام 1977 التي اسفر عنها توقيع اتفاقية الوحده... وجد الجنوبيون بعد الوحدة شعارات الكراهية لكل ماهو جنوبي في المعسكرات التي تم نشرها بين المحافظات في عملية الدمج الأرتجالية (والتي كانت اساسا عمليات استعداد للحرب على الجنوب)
ثم حدثت المذبحة الرهيبة في لواء عمران الواقع على تخوم صنعاء وتم قتل الآلآف من ابناء الجنوب في 27ابريل 1994 ..
وبرغم كل ذلك ....لم تصدر عن الجنوبيين ردات فعل عنيفة وانما قام الرئيس الجنوبي بالعودة الى عاصمة الجنوب والأعتكاف في عدن احتجاجا على ماحدث الا ان النظام اليمني الهمجي طالبه بعنجهية بالرجوع الى صنعاء وكأنه ينفذ قانون ( بيت الطاعه) وبالطبع رفض الرئيس علي سالم البيض العودة الى صنعاء ...وبعد فترة قام الملك الحسين ملك الأردن بوساطة بين كل من الرئيس الجنوبي علي سالم البيض ورئيس الأحتلال اليمني علي عبد الله صالح وتم التوقيع على وثيقة العهد والأتفاق
وقبل ان يجف حبر تلك الوثيقة وفي نفس اليوم قامت قوات العماليق اليمنية بالأعتداء على الجنود الجنوبيين وتم قتل المئات منهم !..
وبالتالي رفض الرئيس علي سالم البيض العودة الى صنعاء بسبب الاعتداءات المتكررة على الجيش الجنوبي فما كان من رئيس الأحتلال الاّ ان القى خطابه في ساحة السبعين الذي اعلن فيه الحرب على الجنوب وحشد الشعب وأصدروا الفتاوى بتكفير الجنوبيين وقام بقصف مطار عدن بمنطقة (خور مكسر).
استمرت الحرب ضد الجنوب شهرا كاملا ليعلن بعد شهر كامل من الحرب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض قراره بفك الإرتباط مع الجمهورية العربية اليمنية التي اقامها على اساس( شراكة بين الدولتين) كما اشارت الى ذلك اتفاقية الوحدة ..
وفي 7 يوليو 1994 تم اجتياح مدينة عدن رغم ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والزعماء العرب وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي شددوا على ان لاوحدة بالقوة !!!
وعلى الرغم ايضا من صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي يشددان فيه على نفس المعنى بانه لاوحدة بالقوة.. وبالرغم كذلك من تحذير سفير الولايات المتحدة الأمريكية بان (عدن تعتبر خطا أحمر) الا انه تراجع لاحقا بعد ان عقد صفقة مع رئيس الاحتلال اليمني بحماية المصالح الأمريكية !!!!
وتم الترويج عبر وسائل الأعلام المحلية والعربي والدولية ان الحرب قامت بسبب اعلان الإنفصال بينما لم يتم إعلان فك الإرتباط من قبل الرئيس الجنوبي البيض الا بعد شهر كامل من الحرب على الجنوب!
وبعد ذلك دخلت قوات الإحتلال اليمني الهمجي الغاشم الى عاصمة الجنوب العربي عدن وقامت بنهبها ونهب ممتلكات المواطنين بشكل همجي لايدل إلا على اخلاقيات قذرة ومتخلفه ..
وبعدها بأشهر قليلة تم الإستيلاء على المصانع والأراضي والعقارات والأراضي الشاسعه وحتى مناجم الذهب وحقول النفط وتم تقاسمها مابين شيوخ الدين الذين افتوا بتكفير الجنوبيين واجازة قتلهم جميعا حتى الأطفال والنساء والعجزة في خروج ومروق عن الدين لم يشهد له التاريخ الأسلامي مثيلا!
وقام رئيس الاحتلال بتوزيع الهبات على اخيه غير الشقيق علي محسن الأحمر وابنائه وعائلته كلها وعلى المقبور (الألباني الأصل وإبن سائس الخيول لدى احدى العوائل اليمنية)
والذي اساء إبنه سيء السمعة حميد الأحمر الى الجنوبيين بقوله انهم هم القبائل الأصل وان القبائل الجنوبيين ماهم الاّ الفرع!!!!
كما قاموا بتدمير البيئة البحرية بتجريف اعشاش السمك وبيوضها من خلال الصيد الجائر...
ولم ينزلوا في سهل او جبل الاّ وأحالوه إلى انقاض وقاعا صفصفا مثل يأجوج ومأجوج!
وليتهم اكتفوا بذلك وانما قاموا بتسريح مئات الآلآف من الجنوبيين من وظائفهم واحلوا مكانهم يمنيين غير مؤهلين وفاسدين ينهبون المال العام ويأكلون المال الحرام والسحت ولايتورعون عن فعل اي شيء من اجل الحصول على المال
وصارت الحقول النفطية الجنوبية التي تنتج البترول وترفد خزينة الدولة بما يعادل 80 الى 90بالمئة من العملة الصعبة يتم الأستفادة منها في المناطق الشمالية وتهمش المناطق الجنوبية عن عمد واصرار....
وفيما تدخل المليارات الى جيوب المتنفذين من ابناء الجهورية العربية اليمنية .. يتم تجويع الجنوبيين وتجويع اطفالهم واسرهم بتسريحهم من اعمالهم وحرمان الشباب من ايجاد اي فرص عمل في اي قطاع وبالتحديد في قطاع النفط الذي صار حكرا على اليمنيين مثلما هو القطاع العسكري والأمني والدبلوماسي والحكومي ومن يوجد في الحكومة من الجنوبيين ماهم الاّ أشخاص لايمتلكون اية صلاحيات بل ان اوامر فراشيهم تنفذ قبل اوامرهم... هذا اذا تجاسروا اصلا على اصدار اي اوامر لأنهم غير مخولين بذلك.
ومازال مسلسل التدمير مستمرا الى يومنا من قبل هذا الأحتلال الهمجي والله المستعان على مايصفون.
ملحوظه: الدولة التي قامت بعد الوحدة اسمها
(الجمهورية اليمنية)
وليس الجمهورية العربية اليمنية
لأن اسم الجمهورية العربية اليمنية هو الأسم القديم
لما يعرف بشمال اليمن.
كما أود بان اذكّرك بان احتلال العراق للكويت وان كان من بلد شقيق لم نسمه سوى احتلال.. والأحتلال اليمني للجنوب العربي مثله مثل الأحتلال العراقي للكويت سواءً بسواء.
والمعذرة على الإطاله.
_o: