التفاعل
3
الجوائز
17
- تاريخ التسجيل
- 22 جانفي 2008
- المشاركات
- 315
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم
الشيخ البوطي ونداء الحكمة
بقلم : محمد الشفيع * الجزائر
ها هي الكثير من الشعوب العربية تنتفض وتتمرد ضد الحاكمين
لكنها في ثورتها وجدت نفسها فاقدة للقيادة العلمية والسياسية الحكيمة
كان هذا نتاجا طبيعيا من نتائج الاستبداد والتخلف والرجعية
هي الآن تدور في حلقة مفرغة
وتبحث عن ملاذ
نصفها يريد الموت فداء لحرية يتوق إليها منذ عقود
والنصف الآخر إما صامت يشاهد بحذر
أو خائف من مستقبل تتربص به الفتن الطائفية
وبما أن ثوراتها تفتقر إلى التخطيط المنضبط والوعي الكافي
فقد انزلقت كثير من جولاتها وصولاتها نحو الصدام المسلح مع الحكومات العميلة والمأجورة
وانقسم الناس إلى صنفين
صنف يطالب بتهديم الوطن لأجل بنائه من جديد
وصنف يرى ضرورة الترميم والتغيير التدريجي
واستمرار النفس الطويل في المطالبة بالإصلاح والتصحيح
وبين طرفي الحرية والأمن
يتوه المواطن بين الخيار والاضطرار
وصار العلماء مشتتين هنالك
بين صامت يتفرج
وعاقل يراقب
وحكيم يحذر
ومتحمس يحفز
ومتهور يحرض
ومنافق يفتن
وجاء دور الراسخين في العلم
والصالحين في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل
وكان لشيخنا الجليل محمد سعيد رمضان البوطي دور ريادي متفرد
حيث أعطى الرؤية الشرعية الوسطية للثورة على الظلم
وضمّن كلماته طرحا عقلانيا موضوعيا راجحا
لكيفية دفع الأذى ودرء المفاسد وإصلاح ذات البين وتصحيح الواقع
فاتهمه الغوغائيون والمندفعون والمغرضون بأنه يفتي من تحت عباءة نظام البعث والأسد
رغم أنه يمتلك تلك الروح الصوفية الصافية
التي لا يخالطها طمع ولا خوف
لم نعرف عنه نفاقا ولا تملقا
عهدناه في جزائرنا بانيا للسلم منافحا عن الوطن
قاطعا لدابر الفتن ساعيا إلى إخراج العباد من المحنة
حاقنا للدماء محبا للناس
يقول الحق ويصمت حين يكون الصمت حلما وذكاء
ها هو الشيخ الفاضل يقول لا لتخريب الشام العريق
لا للطائفية والأحقاد
لا للاحتكام إلى شارع يندس خلاله المجهولون والدخلاء
ويشتري قضاياه الظلاميون والعملاء
الناس لا يستسيغون نداء الحكمة
لأنهم بطبعهم ينتمون في غالبيتهم إلى نزوات جسد طيني وأهواء مغرورة
لم يكن العلامة البوطي ترسا ضد التغيير
ولم يكن منبطحا مثل علماء البلاط الملكي ومشائخ البترو دولار
كان يعصر فهمه للوحي ويفيض منه على رؤوس السامعين من الباحثين عن الحق
حنق الشعوب على حكامها لا يعني أن ترمي بأوطانها في البحر
أو كقول الشيخ البوطي : لا يجب أن نهرب من الحمى على الطاعون
هذه الثورات كشفت لنا الكثير ممن خانتهم عقولهم
وفضحت لنا قلوبا خربت خيبرها
وأظهرت الذين اعتلوا الموجة لمصلحتهم
وبينت عشاق البروز والرياء
ورفعت الستار عن حركات تزعم أنها إسلامية
لكنها تكاد تفقد ارتباطها النقي بأصولها الروحانية الزكية ومبادئها الفكرية السامية
قال الشيخ البوطي بصوته الهادئ الحازم
غيروا أنفسكم تغيروا واقعكم
ولا تساوموا على الوطن من أجل عبثية يلبسونها ثوب الحرية
لا تستغلوا المساجد والمنابر الدينية لتحقيق مآرب ضيقة
احترموا سنن الكون ولا تصادموا أقدار الله
اصبروا وصابروا حتى تلاقوا الله بقلب سليم ونية خالصة وسعي متجرد
هنا ارتقى عالمنا إلى مصاف الصالحين بعون الله وتوفيقه فيما نظن ونعلم
حيث قال الحق
ولو عارضه قومه وجيرانه
ولم يأبه بالاتهام والتعريض والقدح والقذف
وأطلق صرخته المدوية الخالدة :
أن لا لعلماء السوء وفتاوى الهوى
تقديري
دمتم منتصرين
الشيخ البوطي ونداء الحكمة
بقلم : محمد الشفيع * الجزائر
ها هي الكثير من الشعوب العربية تنتفض وتتمرد ضد الحاكمين
لكنها في ثورتها وجدت نفسها فاقدة للقيادة العلمية والسياسية الحكيمة
كان هذا نتاجا طبيعيا من نتائج الاستبداد والتخلف والرجعية
هي الآن تدور في حلقة مفرغة
وتبحث عن ملاذ
نصفها يريد الموت فداء لحرية يتوق إليها منذ عقود
والنصف الآخر إما صامت يشاهد بحذر
أو خائف من مستقبل تتربص به الفتن الطائفية
وبما أن ثوراتها تفتقر إلى التخطيط المنضبط والوعي الكافي
فقد انزلقت كثير من جولاتها وصولاتها نحو الصدام المسلح مع الحكومات العميلة والمأجورة
وانقسم الناس إلى صنفين
صنف يطالب بتهديم الوطن لأجل بنائه من جديد
وصنف يرى ضرورة الترميم والتغيير التدريجي
واستمرار النفس الطويل في المطالبة بالإصلاح والتصحيح
وبين طرفي الحرية والأمن
يتوه المواطن بين الخيار والاضطرار
وصار العلماء مشتتين هنالك
بين صامت يتفرج
وعاقل يراقب
وحكيم يحذر
ومتحمس يحفز
ومتهور يحرض
ومنافق يفتن
وجاء دور الراسخين في العلم
والصالحين في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل
وكان لشيخنا الجليل محمد سعيد رمضان البوطي دور ريادي متفرد
حيث أعطى الرؤية الشرعية الوسطية للثورة على الظلم
وضمّن كلماته طرحا عقلانيا موضوعيا راجحا
لكيفية دفع الأذى ودرء المفاسد وإصلاح ذات البين وتصحيح الواقع
فاتهمه الغوغائيون والمندفعون والمغرضون بأنه يفتي من تحت عباءة نظام البعث والأسد
رغم أنه يمتلك تلك الروح الصوفية الصافية
التي لا يخالطها طمع ولا خوف
لم نعرف عنه نفاقا ولا تملقا
عهدناه في جزائرنا بانيا للسلم منافحا عن الوطن
قاطعا لدابر الفتن ساعيا إلى إخراج العباد من المحنة
حاقنا للدماء محبا للناس
يقول الحق ويصمت حين يكون الصمت حلما وذكاء
ها هو الشيخ الفاضل يقول لا لتخريب الشام العريق
لا للطائفية والأحقاد
لا للاحتكام إلى شارع يندس خلاله المجهولون والدخلاء
ويشتري قضاياه الظلاميون والعملاء
الناس لا يستسيغون نداء الحكمة
لأنهم بطبعهم ينتمون في غالبيتهم إلى نزوات جسد طيني وأهواء مغرورة
لم يكن العلامة البوطي ترسا ضد التغيير
ولم يكن منبطحا مثل علماء البلاط الملكي ومشائخ البترو دولار
كان يعصر فهمه للوحي ويفيض منه على رؤوس السامعين من الباحثين عن الحق
حنق الشعوب على حكامها لا يعني أن ترمي بأوطانها في البحر
أو كقول الشيخ البوطي : لا يجب أن نهرب من الحمى على الطاعون
هذه الثورات كشفت لنا الكثير ممن خانتهم عقولهم
وفضحت لنا قلوبا خربت خيبرها
وأظهرت الذين اعتلوا الموجة لمصلحتهم
وبينت عشاق البروز والرياء
ورفعت الستار عن حركات تزعم أنها إسلامية
لكنها تكاد تفقد ارتباطها النقي بأصولها الروحانية الزكية ومبادئها الفكرية السامية
قال الشيخ البوطي بصوته الهادئ الحازم
غيروا أنفسكم تغيروا واقعكم
ولا تساوموا على الوطن من أجل عبثية يلبسونها ثوب الحرية
لا تستغلوا المساجد والمنابر الدينية لتحقيق مآرب ضيقة
احترموا سنن الكون ولا تصادموا أقدار الله
اصبروا وصابروا حتى تلاقوا الله بقلب سليم ونية خالصة وسعي متجرد
هنا ارتقى عالمنا إلى مصاف الصالحين بعون الله وتوفيقه فيما نظن ونعلم
حيث قال الحق
ولو عارضه قومه وجيرانه
ولم يأبه بالاتهام والتعريض والقدح والقذف
وأطلق صرخته المدوية الخالدة :
أن لا لعلماء السوء وفتاوى الهوى
تقديري
دمتم منتصرين