أخر قراراتي ألتزم الصمت
أتحدث للناس بلغة الإشارات
لأني تعبت
كل كلمة انطقها يسبقها أو يليها اسمك
تهرب عيناكِ من حروفي
تخرجين أنتِ من مسامات جلدي
أتنفسكِ بكل أجزائي
تنبتين بدلاً من شَعري
تلتفين حولي تخنقيني
فكان أخر حَلّي الصمت
مرضي غريب عن ما في كتب الطب
لا احد يسمعني
لا أحد يفهمني
فكلهم يغلقون أبوابهم أمام مأساتي
يتهمونني بالجنون و يرمون العقد فوقي
فكان قراري الصمت
صدر حكم سجني قبل إفادتي
أدانوني
بلا أدلة أو شهود
صرخة مطرقة القاضي بأني
مجرم بحق الحب
فيا حبيبتي لا تلوميني
إن كان قراري الصمت
اخبروني أني لا انتمي لهذه المدينة
فعلمت أنهم يكرهون البراءة
ولم يسبقوا أن قدموا للنساء وردة
فقد مات جميع عشاقها من البرد
يخبروني أنني لا أرى الجمال
وأنني أصابني عمى الألوان
وهم يرتدون الملابس السوداء
وأحزاني سوداء
وسمائي سوداء
فعن أي جمال يقصدون
جميع الأشياء الجميلة بَعدكِ ماتت
ومت معها حرقاً
مجنونة أنتِ
أتسألينني
هل تقبلني إذا عدت
أحب الخطر معكِ
وأرفض السير على أرصفة السلامة معكِ
فهل تكفيكِ إشارتي
أم تحتاجين أن اصرخ بفمي
تعالي حبيبتي تعالي
فقد ذبحني الشوق
حين يُحب امرأة مثلكِ
رجل عادي مثلي
يصبح العالم لعبة بيد الأطفال
تشتعل جميع أعواد الكبريت
أتلاشى كالشمع
ودوار البحر يصيبني
يرهقني
فعواطفي إليكِ
عواصف رعدية تضرب عينيكِ
فحين تَغمضين عينيكِ اختفي
و تختفي قصائدي و أحلامي
وينتهي دوري
لم أتصور يوماً أن امرأة تستطيع أن تعمّرُني
تهديني شمساً تزرعني ورداً
تخترع جزراً على القمر
تسكنها معي
هذه أنتِ يا حبيبتي هذه أنتِ
فعودي
فقد قتلني الشوق