التفاعل
4.4K
الجوائز
1K
- تاريخ التسجيل
- 19 جوان 2011
- المشاركات
- 1,545
- آخر نشاط
- الوظيفة
- اختصاصية اجتماعية
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 20
***
في غرفة غلب عليها البياض مع إيقاع مقلق وطنين الأجهزة الطبية
نظرت بعين حجبت عنها دموعها المنهمرة رؤية ذاك الوجه الذي
غلبت عليه ملامح الألم ،، لعدم قدرة الذاكرة على استرجاع ما كان
في العهد الماضي ،، واكتفت بالنظر إلي قائلة عرفتك كنت أسأل عنكِ ،، أين أنتِ يا ابنتي،، امسكت بيدها الهزيلة في محاولة جادة
لتكفيف دمعي، وما هي أيام حتى طواها البياض عني وانتزعها
من أحضاني انتزاعا ،، كانت الجدة قد تجاوزت الثمانين!
لأبقى مستاءة من البياض ،، عجيب أمره،، ما أن يرقد عليه أحبتي
أما أن يطوي البياض ويعود إليّ وإما أن يطويه البياض عني ليواريه الثرى،، ومنهم من لازال في صراح معه فأيهما سيطوي الآخر!
يألهي رحماك بقلبي! هذه الكلمات خرجت بتلقائية عندما لامست كلمات أخي الأكبر أذني فتشللت أطرافي وتجمدت الدمعة،ليهزني
مجددا ،،: ولكن يقول الطبيب أنه باستمراره على العلاج وتجنبه
.............لم أسمع شيئا وبقيت ذاكرتي مع كلماته الأولى!
يأتي إلى منزلنا مداعبا ،،أيا الحبيبة ماذا عن غداء اليوم؟!
مددت يدي إلى جيبه أتحسسه يمسك بها ليقول:لا يوجد به شي،،
أنقضى العيد يا شقية،، .. عذرا، أمتدت يدي لتجس قلبه هل لازال
ينبض رغم ضعفه الشديد؟! أظنني غير مستوعبة !كيف لم أنتبه؟!
يجلس لآتيه مسرعة واجلس إلى جواره هل أنت بخير؟
يتظاهر بعدم الفهم ويرمق أخي بنظرة تقول هل أفشيت السر؟!
نعم بخير ،، ولكن يبدو لي أنكِ لست بخير،، مابكِ حبيبتي؟
نهضت مسرعة متحججة بتحضير الطعام يتبعني الآخر، لقد شعر بأني أخبرتك ،، لِم فعلت ذلك،،
طلبت مني الصمت فلا تطالبني بأكثر من ذلك! فقلبي ليس ملكي !
هاهو يصارع البياض نبض من قلبي، وكم أخشى أن يطويه قبلي!
يخرج من المنزل ويأخذ حصته من نبضي معه، كيف لي أن أزيل قلقي دون أن أسأله عن حاله شخصيا؟! هل سأحتمل وصول أخباره
مع أخي الأكبر؟! لا أظني قادرة على ذلك!
ما أثقل الأيام وأبطأ سيرها على قلبي ، لِمَ أجد صعوبة بالغة في تقبل الأمر؟!
تداعبني خطرات أمل عندما أتوسد أرقي وكأنني أنظر إليه عندما كان يتحسس صدره ‘قد بدت عليه علامات الشحوب ،، ما بك؟
يبتسم: أيا قاسية عندما أزوركم لا أستطيع الامتناع عن طعامك
الشهي فيتعبني ذلك! لن آتي إليكم مجددا،، ! وعلى إيقاع تلك
الكلمات الحانية أغمض عيني ،، لأغفو قليلا وما أسرع
إنقضاء الليل !
مع كل صباح يتسلل لقلبي أمل بأن يتحرر أخي الحبيب
من أسر تلك العلبة الصغيرة التي أصبحت مزعجة جدا
ومضيقة عليّ رغم صغر مساحتها !
عجيبة هي الأخرى فرغم حبيباتها الصغيرة جدا إلا أنها أسرت
الملايين بداخلها ليبقى الأمل بالتحرر ضئيل جدا،،
أظنها في اتفاق مع البياض الذي يحول دون عودة الأسرى إلى أحضان أحبابهم !
ليتها كانت مقايضة ، لكنت هناك منذ زمن!
رفقا بقلبي أيها البياض وإلّا فإني أقرب اليك منه، ولكن هيهات
فكل أمر بسببه وكل لن يأخذ إلا ما قدّر له،،!
لكل أجل كتاب"
***
أرجو دعوة بظهر الغيب لأخي الحبيب أن يشفيه الله!
مأجورون باذن الله..