رأيت ان ابدأ بمقاربة مشهورة نسمعها في كل مرة من شيوخنا الافاضل جزاهم الله عنا خير الجزاء و رفع بهم عن الامة كل بلاء ...
" افإن جاءك من به احمرار في العين و استنصحك عن دواء فإنك تتجنب اعطاؤه مبررا ذلك بأن " العين عضو حساس و أي دواء في غير محله سيزيد المضاعفات المرض و....... و تنصحه في النهاية بأن عليه زيارة طبيب و حتى و ان اعطيته دواء فانك تصر و تلح عليه فاستشارة الطبيب او الصيدلي قبل ان يستعمله ...و تفعل هكذا حتى لو كنت قد اصبت بنفس المرض لانك تعرف انك الدواء يوصف بصفة شخصية ولكل مريض وحده ...
و حتى الطبيب نفسه متى لجأت اليه فعلم انه غير مختص و جهك الى طبيب المختص ... "
فماذا ان كان مريضك يسأل سؤالا في الدين ؟؟؟؟
كم هي كثيرة المواقف التي تستوقفنا مرات كثيرة نستدعي ان نحكم فيها العقل و نحتاج منا ان نعرف رأي الدين فيها و طبعا يجب ان نجد فتوى لها مهما كانت مستجدة ومهما كانت جديدة ...و سواء كانت تلك الفتوى صحيحة او خاطئة يجب ان لا تنسى اخي / اختى :
1* لا تُقوَل الله او رسوله ما لم يقل مهما كانت الظروف
فأحيانا تمر بك مواقف تدرك و تعلم علم اليقين انها مخالفة لشرع الله و سنة رسوله لكن تلزمك الحجة لتنطق و تصحح المنكر ولو بكلمة فتخونك ذاكرتك و ترحل منها كل ما سمعته او حفظته لتقوى حجتك فهنا و ارتجاليا تقول مقولتك و تسبقها بقال الله او قال الرسول ....اجل ،لا انكر انك قد تغير منكرا و قد تعيد ضالا الى الطريق لكنك تفتري على الله و رسوله
و كم هي كثيرة اليوم الاحاديث اليوم التي تقوَم فينا اعوجاجا و تصلح فينا نقصا لكنها تنسب الى الرسول جورا و ظلما
صحيح أنها مؤثرة و صادقة و لها منابع عدة من القرآن لكنها ليس كلام وحي يوحي فكيف تدعي على جبريل ما لم يقل !!
2- تحرى ما تلفظ به
ان جاءنا من يستفتينا فهنا نعيد الى مذكرتنا جميع الفتاوى ما سمعنا منها و ما رأينا وقيل لنا و هذا حلال و هذا حرام و وووو .... لماذا ؟
فالله الذي لا اله الا هو ان كانت العين عضوا حساسا فإن الفتوى عضو مميت لانها طريق الانسان الى الجنة او ....................... و انت بفتواك خيرت له الدرب بكل شجاعة و جرأة فعليك وزر كل ما يلقاه في دربه ...
فلا تعطي فتوى سمعتها ولا تقدم حكما تعرفه الا مضطرا لان للفتوى أصحابها كما للأمراض العضوية مختصوها
و قصص التاريخ الاسلامي كلها شواهد حقيقية عن أئمة اختلفت فتواهم عن نفس المسألة بين شخص و اخر لان ظروف الحال قضت ذلك .
3- قدم الأولى بالفتوى منك
قد يأتي اليك احدهم فيستفتيك في مسألة تحيره و يطلب فتوى لانه يتوسم فيك نوعا من التدين يؤهلك لتفتي له إما بسبب : لحيتك / حجابك /حفظك للقرآن/ أخلاقك / و تتعدد الأسباب ....و قد تكون جديرا بذلك و تعرف غايته ...
لكني أنصحك ،أن توجهه إلى إمام مسجد الحي او المدينة او شيخ عالم لانه صاحب الاختصاص و هو يتحمل تبعات ما يصدره من فتوى أمام الله ..أفرأيت إن أفتيت له و كانت فتواك خاطئة لكنه اخذ منك و نشرها و عمل بها و عملوا بها ....فلك وزر ما أفتيت و وزر من عمل بها فإن لقيت الله بما تجيب ؟ بما تبرر ؟ حجتك من جميع النواحي مرفوضة لانه في الزمن الذي أفتيت كان هناك من كان الأجدر ان يفتي و كان أحق منك لكنك بحسن نية او سوء سرقت منه حقه ...انهم أحق فهم أمام الله لا يسألون لم أفتوا إنما فيم أفتوا و شتان بين السؤالين ؟
4 – لا تستحقر فتوى إمام لأنه اعلم منك
قد يفتي امام او شيخ امة لشخص ما لكنه لا يقتنع بما افتى له قيأتيك يريد منك تفسيرا او حلا خيرا من حل الامام
انصحك :
اخبره ان الإمام اعلم منك و منه و موقعه اعلى منزلة منك و منه و بين له اجر السائل في الدين
5- اختلاف المذاهب ليس ردة او كفرا
لكل منطقة إمام تمشي على ملته و أحكامه فبين من يتبعون الحنفي و الشافعي او المالكي او الحنبلي تختلف الفتوى دون ان يكون ذلك كفرا إنما كلهم علماء اجلاء و ائمة عظماء حفظوا كتاب الله و تدارسوه و جاءت أحكامهم تتفق في عمومياتها ،مختلفة في بعض تفاصيلها لكن لكل حجة قوية و دليل ثابت .
لذا ،احذانصحك
الحذر من اعطاء فتوى عن الإمام الشافعي مثلا لمن يسكن في بلد يتبنى أهله المالكي لأنك و من حيث تدري او لا تدري تساهم في اختلاف امة و الأصل ان تجتمع كل امة على مذهب و لعل ابزر المشاكل مثلا في المغرب العربي هو أخذهم بفتوى شيوخنا الأفاضل من المشرق رغم ان المغرب العربي يسير على نهج المالكية و نحن اليوم في أمس ما نكون لتوحيد كلمة الأمة على مذهب واحد
6- لا تكن مفتيا مجدد ا
للاسف تسهل في شفاهنا الكلمات عن الحرام و الحلال و نحرق في النار و ندخل الجنة دون حسيب و لا رقيب ....
فان نرى احدا يدخن ولا يصلي او تصلي و لا تلبس حجاب ننزل بوابل من الفتاوى " حرم هذا انت تتتعب نفسك فلن تقبل صلاتك و لن ..... " بأي حق نضع انفسنا في مكان لله فقط –استغفر الله- و نقبل اعمالا و نرفض اخرى ...
نسألك ربي ان تغفر لنا ما اخطأنا و تتجاوز عنا فيما نطقنا و تمحو ما قلنا بغير علم ****نسألك ان تهدينا يارب العرش العظيم