لا تحمل همًا عند البلاء، فما ابتلاك الله إلا يعافيك، وما منعك إلا ليعطيك

اسلام سلفي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
16 أكتوبر 2011
المشاركات
284
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
لا تحمل همًا عند البلاء، فما ابتلاك الله إلا يعافيك، وما منعك إلا ليعطيك

مما ينبغي أن يعلم : أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها ، فهذه هي الرحمة الحقيقية ، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك .

فمن رحمة الأب بولده : أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره ، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره ، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به ، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه فهذه رحمة مقرونة بجهل كرحمة الأم .
ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ، فإنه أعلم بمصلحته ، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من رحمته به ، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه ، وقد جاء في الأثر : (إن المبتلى إذا دُعي له : اللهم ارحمه يقول الله - سبحانه - : كيف أرحمه من شيء به أرحمُهُ ) وفي أثر آخر : ( إن الله إذا أحب عبده حماه الدنيا وطيباتها وشهواتها كما يحمي أحدكم مريضه )

فهذا من تمام رحمته به لا من بخله عليه ، كيف وهو الجواد الماجد الذي له الجود كله ، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها ؟!

فمن رحمته سبحانه بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة وحمية ، لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به ، فهو الغني الحميد ، ولا بخلًا منه عليهم بما نهاهم عنه ، فهو الجواد الكريم ، ومن رحمته أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم ، ومن رحمته بهم أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به ، كما قال - تعالى - : (ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) (آل عمران 30)قال غير واحد من السلف : من رأفته بالعباد حذرهم من نفسه لئلا يغتروا به.

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
 
ومن رحمته أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم ، ومن رحمته بهم أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به ، كما قال - تعالى - : (ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد).
بارك الله فيك و فيما نقلت.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على النقل الطيب وللامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تفصيل كبير حول الرضي بالقضاء والقدر قد أورده رحمة الله عليه في كتابه مدارج السالكين باب منزلة الرضى وقد روى عن الثوري رحمه الله في الباب( قال فإنه سبحانه لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له ساءه ذلك القضاء أو سره فقضاؤه) وكما روى رحمه الله أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كان يدعو (اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته).
 
لا الاه الا و لا حول و لا قوة الا بالله و الحمد لله على كل شىء اعطانى ربى
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top