اعترف العالم الجليل محمد الطاهر أيت علجت، في لقاء مع ''الخبر''، بأهمية وجود مفت للجمهورية، لأن في ذلك اعتناء بالإسلام واهتماما بأحكامه وتطبيقها بالطريقة الأمثل. كما انتقد بعض الفتاوى التي أزهقت روح بعض الرؤساء وقال ''حتى لو كانت من القرضاوي فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون''.
رغم التاريخ المشرق لمساهمات علماء الجزائر في إثراء الشريعة الإسلامية بالأحكام الفقهية، إلا أننا نلجأ اليوم إلى غيرنا في الكثير من المسائل الفقهية، لماذا؟
الذين يقولون إنه ليس في الجزائر علماء، لم يحاولوا أن يتعرفوا على مساهماتها وعلمائها. هناك علماء، لكن، كما يقال، فوق كل ذي علم عليم، لقد اعترف بذلك كل العلماء في المعمورة، بأن في الجزائر علماء لهم وزنهم في العالم الإسلامي بمساهماتهم الكثيرة، فمثلا في السعودية عندما يأتي أحد ما يستقصي عن حكم شرعي كثيرا ما يحيلونه إلى علماء جزائريين، فهم يرونهم أقرب إليهم ويفهمونهم أكثر، رغم أننا مختلفون من حيث المذهب، فهم على المذهب الحنبلي ونحن على المذهب المالكي.
لكن لماذا نضطر في المسائل الفقهية الحديثة للجوء إلى علماء المشرق مثلا؟
لا، أبدا في مسألة الإفتاء هناك مثلا حصص في التلفزيون وفي الإذاعة مهتمة بهذا الأمر وبتساؤلات المواطنين. أما المسائل الفقهية الجديدة، فيتطلب الأمر تكوين لجنة من العلماء للنظر فيها، وبحث الأسئلة الراهنة والمتجددة ليخرجوا بجواب فيه إجماع بعيدا عن الخطأ.
ما رأيك في الأحكام التي أصدرها بعض العلماء حول إزهاق روح بعض الرؤساء مثلا؟
إنها مبالغة وبعيدة عن الصواب وخالية من التعقل ومخالفة لما موجود وتقرر في كتاب الله، وهؤلاء ينقصهم البحث في دين الله والتعمق في أحكامه وشرائعه.
لكنها صدرت عن أسماء معروفة مثل يوسف القرضاوي؟
حتى لو كان القرضاوي.. فكل إنسان خطاء وخير الخطائين التوابون، ليس هناك منزّه ولا معصوم من الخطأ ويبقى كتاب الله وسنة رسوله هي العروة الوثقى التي نسير عليها ورسولنا القدوة الحسنة في أفعالنا.
حتى اليوم، لا تملك الجزائر مفتيا للجمهورية، ألا ترون وجوده ضروريا؟
هناك من يقوم بوظيفة الإفتاء في الجزائر من لجان وعلماء، لكن أرى أنه من الأحسن لو وجد مفت للجمهورية، لأن في ذلك اعتناء بالإسلام واهتماما بأحكامه وتطبيقها بالطريقة الأمثل.