أمير الأعضاء

نسمات إيمانية

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ماي 2008
المشاركات
2,605
نقاط التفاعل
939
النقاط
91
الجنس
أنثى
أمير الأعضاء


نعم :
إنَّهُ الأميرُ .. أميرُ الأعضاءِ .. " ألا وإنَّ فيْ الجَسدِ مُضْغَةً إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسدُ كُلُّهُ .. وإذا فَسدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ .. ألا وهيَ القَلْبُ
" ..

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمه الله تعالى- : "
وخُصَّ القلبُ بذلك .. لأنّهُ أميرُ البدنِ .. وبصلاحِ الأَمْرِ تَصْلُحُ الرَّعَيةُ .. وبِفسادِهِ تَفْسُدُ .. وفيهِ تَنْبِيْهٌ على تعظيمِ قدرِ القَلبِ .. والحَثِّ على صَلاحِهِ
"..

نعم :إنَّهُ قَلبُكَ يا عبدَ اللهِ .. وقلبُكِ يا امة الله ..

مَحَطُ نَظرِ الإلهِ .. ومَنْبَعُ العَمَلِ .. ومُحَرِكُهُ .. وأصلُهُ .. وأَسَاسُهُ المُخَاطَبُ بأوامِرِ اللهِ جلا وعلا .. " إنَ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أعمالِكُمْ ولا إلىْ صُوَرِكُمْ ولكنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوْبُكُمْ
" ..

ولهذا فأيُّهَا الأخُ ... وأيَتُّها الأختُ : هذهِ وقفةٌ مُحَاسبَةٍ مَعَ النَّفْسِ .. بلْ مع أعزِّ شيءٍ في النَّفْسِ .. فبِصَلاحِهِ صلاحُ العَبْدِ كُلِّهِ .. ومَا بفَسَادِهِ فَسَادُ الحالِ كُلِّهِ .. وقفةٌ مَعَ مَا هُوَ أولَىْ بالمُحَاسَبَةِ .. وأَحْرَى بالوَقَفَاتِ الصَّادِقَةِ يقول عليه الصلاة والسلام: " لا يَسْتَقِيْمُ إِيْمَاْنُ عَبْدٍ حَتَّىْ يَسْتَقِيْمَ قَلْبُهُ
"

ويقولُ الحَسَنُ رَحمَهُ اللهُ : "
دَاوِ قلبِك .. فإنَّ حَاجةَ اللهِ إلى العبادِ صَلاحُ قُلوبِهِمْ .. ولنْ تُحِبَّ اللهَ حَتَّىْ تُحِبَّ طَاعَتَهُ " ..


 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
إنَّ في القَلْبِ فاقةً .. وحاجةً .. لا يَسُدُّهَا إلا الإقبالُ على اللهِ .. ومَحَبَتُهُ .. والإنابةُ إليه .. ولا يَلمُّ شَعْثَهَا إلا حِفظُ الجَوَارِحِ .. واجتنابُ المُحَرَّمَاتِ .. واتقاءُ الشُّبُهَاتِ ..

وإنَّ مَعرفةَ القَلبِ مِنْ أَعْظَمِ مَطْلُوبَاتِ الدِّيْنِ .. ومِنْ أَظْهَرِ المَعَالِمِ في طَرِيْقِ الصَّالِحين مَعرفَةٌ .. تَسْتَوجِبُ اليَقْظَةَ لخَلَجَاتِ القَلْبِ وخَفَقاتِه .. وحَركاتِهِ ولَفتَاتِهِ .. والحَذرَ مِنْ كُلِّ هَاجِسٍ .. والاحْتِيَاطَ مِنَ المَزَالِقِ والهَوَاجِسِ .. والتَّعَلُّقَ الدائمَ باللهِ .. فهو مُقَلِّبُ القُلُوبِ .. والأبصارِ ..






 
جاء في الخبرِ عندَ مُسلمٍ - رحمه الله - منْ حَديثِ عبدِ اللهِ بن عَمْروٍ - رَضيَ اللهُ عنهما- قال: سَمعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " إنَّ قُلوبَ بَنِيْ آدمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبِعَينِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ - عزّ وجلَ - كقَلْبٍ واحدٍ يَصْرُفُهُ حيْثُ يَشاءُ " ..

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
اللهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طَاعَتِكَ
"
ولا يَنفعُ عندَ اللهِ إلا القلبُ السليمُ : "
يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " 9 ( الشعراء : 88/89) .


 
يقولُ الحافظُ ابنُ رَجبٍ في جامعِ العُلُومِ والحِكَمِ " والقَلبُ السَّلِيمُ هو السَّالِمُ مِنَ الآفاتِ .. والمَكْرُوهَاتِ " ..

وقال ابنُ القَيمِ - رَحِمَهُ اللهُ : وقد اخْتَلَفَتِ عِبَاراتُ النَّاسِ في مَعْنَى القّلْبِ السَّلِيْمِ .. والأَمْرِ الجَامِعِ لذلك أنَّه الذي قد سَلِمَ مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُخَالِفُ أمرَ اللهِ ونَهْيَهُ .. ومِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ .. فَسَلِمَ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَا سِوَاهُ .. وسَلِمَ مِنْ تَحْكِيمِ غَيْرِ رَسُولِهِ .. فَسَلِمَ مِنْ مَحَبَةِ غَيْرِ اللهِ مَعَهُ .. ومِنْ خَوْفِهِ .. ورَجَائِهِ .. والتَّوَكُلِ عَليهِ .. والإنابةِ إليهِ .. والذُّلِ له .. وإيثارِ مَرْضَاتِهِ في كُلِّ حالٍ .. والتَباعُدِ عَنْ سُخطِهِ بِكُلِّ طَرِيْقٍ .. وهذا هو حَقيقةُ العُبُودِيَّةِ .. التي لا تَصْلُحُ إلا للهِ .. سُبْحَانَهُ وتَعالى وحْدَهُ .. فالقَلْبُ السَّلِيْمُ هُوَ الذِّيْ سَلِمَ مِنْ أنْ يَكونَ لِغَيْرِ اللهِ فِيْهِ شِرْكٌ بِوَجْهٍ مَّا ..



 
والقلوبُ - أربعةٌ -


1- قَلْبٌ تَقِيٌ
.. نَقِيٌ فِيْه سِرَاجٌ مُنِيْرٌ .. قَلْبٌ مَحْشُوٌ بِالإِيْمَانِ .. ومَلِئْ بِالنُّوْرِ الإيْمَانِيِّ .. وقَدْ انْقَشَعَتْ عَنْهُ حُجُبُ الهَوَىْ والشَّهَوَاتِ .. وأقلعتْ عنه تلك الظُلُمَاتُ .. مَلِئٌ بالإشراقِ .. ولو اقتربَ منه الشَّيْطانُ لَحَرَقَهُ .. وهذا هو قَلْبُ المُؤْمِنِ. .


2- وقَلْبٌ أَغْلَفُ مُظْلِمٌ .. وذلك قلبُ الكَافِرِ :
﴿
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ [font=&quot]﴾[/font] (البقرة : 88) .


وهذا القَلْبُ قدْ اسْتَرَاحَ الشَّيْطانُ مِنْ إلقاءِ الوَسَاِوسِ فِيْهِ .. ولِهذا قِيْلَ لأبْنِ عَبَاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهما- : " أنّ اليهودَ تَزْعَمُ أنَّها لا تُوَسوِسُ في صَلاتِهَا " فقال : " ومَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بالقَلْبِ الخَرِبِ " ؟ !! ..



3- وقلبٌ دَخَلَهُ نُورُ الإيْمَانِ .. وأُلقِىَ النُّورُ فيْهِ .. ولَكِنْ عليه ظُلْمَةُ الشَّهَوَاتِ .. وعَوَاصِفُ مِنَ الهَوَىْ .. وللشَّيْطَانِ عَلَيْهِ إِقْبَالٌ وإدبارٌ ، وبَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّيْطَانِ سِجَالٌ .. فهو لِما غَلَبَ عليه مِنْهُما .. وقد قال اللهُ- تعالى - في أقوامٍ : ( هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ ) (( آل عمران:167)) .

4- وقَلْبٌ مُرْتَكِسٌ مَنْكُوسُ .. فذلك قلبُ المُنافِقِ .. عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ .. وأبْصَرَ ثُمَّ عَمِيَ قال تعالى : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ) (النساء :88 ) .




 
أجل القلب سلطان الأعضاء به نعقل و به نفقه فإذا صلح تصلح دنيانا و اخرانا و إذا فسد وقع الشر و البلية
و ما اكثر القلوب الضعيفة و المريضة و المحجوبة عن ذكر الله في زماننا حتى أنك إذا قلت له إتق الله كانك خاطبت صخرا او جدارا بينما كانت تبكي و تسقط
فلابد من معالجة قلوبنا بذكر الله و كثرة الاستغفار و الإنابة إلى الله
شكرا اختي على الموضوع
و لنا عودة للموضوع قد نجعله موضوع الأسبوع
شكرا
 
جزاكم الله خير

"القلب يمرض كما يمرض البدن وشفائه التوبة ويصدأ كما تصدأ المرأة و جلاؤه الذكر ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى ويجوع ويضمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه التوكل والانابة "

"الفوائد/ ابن القيم الجوزية"


 
والقلوبُ - أربعةٌ -


1-قَلْبٌ تَقِيٌ
.. نَقِيٌ فِيْه سِرَاجٌ مُنِيْرٌ .. قَلْبٌ مَحْشُوٌ بِالإِيْمَانِ .. ومَلِئْ بِالنُّوْرِ الإيْمَانِيِّ .. وقَدْ انْقَشَعَتْ عَنْهُ حُجُبُ الهَوَىْ والشَّهَوَاتِ .. وأقلعتْ عنه تلك الظُلُمَاتُ .. مَلِئٌ بالإشراقِ .. ولو اقتربَ منه الشَّيْطانُ لَحَرَقَهُ .. وهذا هو قَلْبُ المُؤْمِنِ. .






اللهم إنا نعوذ بك من القلب الذي لا يخشع ونسألك أن تملأ قلوبنا بالإيمان وتجعل بيننا وبين شهواة قلوبنا سدا لا تخشاه الشياطين
 
الله الله
ماشاء الله تبارك الله
ما اجلها من قلوب

نسال الله ان تكون قلوبنا تقية تخشى الله
و صالحة يارب​
 
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى :


تحقيق العقيدة : هو أفضل ما اكتسبته القلوب .. وقد أصبح الكثير يجهلونها ويزهدون فيها ويقولون المسلمون مسلمون وكفى لا تنظروا إلى عقيدتهم ولا تفرقوا بين الناس ..



فنحن نقول لهم لسنا ممن يفرق بين الناس نحن ندعو للاجتماع وإصلاح العقيدة نحن والله لا ندعو إلى التفرقة بل ندعو للاجتماع على الحق لأن الكثرة بدون عقيدة ليس فيها فائدة فلابد من الاجتماع نحن نحب الكثرة على العقيدة لكن إذا كانت الكثرة على غير عقيدة فما الفائدة إنها هباء منثور فنحن نريد للناس الخير والألفة ما نريد لهم الافتراق بحيث كل يركب رأسه وكل يعتقد ما يشاء ونقول الناس أحرار في عقيدتهم ..


من الذي قال إن الناس أحرار في عقيدتهم ؟ لو كان الناس أحرار في عقيدتهم ما بعث الله الرسل ولا أنزل الكتب ولصار كل يأخذ حريته في الضلال .. لكن الناس مأمورون بتوحيد الله وإفراده بالعبادة وهذه هي الحرية سبحان الله فالحرية في عبادة الله وحده لا شريك له أما الرق فهو في عبادة غير الله كما قال الإمام ابن القيم :


هربوا من الرق الذي خلقوا له

فبلوا برق النفس والشيطان

الرق الذي خلقوا له : عبادة الله وحده لا شريك له وهي التي فيها صلاحهم وخيرهم فلما تركوها ابتلوا بعبادة الشيطان والنفس وهذا هو الذل والهوان وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ وقال جل وعلا : ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ .



------------------------------


التعليقات التوضيحية على مقدمة الفتوى الحموية ص 59 .

 
أحسنتِ أختي أحسن الله إليكِ

يقول الإمام بن القيِّم -رحمه الله- في نونيته:

فالقلب بيت الرب جل جلاله ** حباً وإخلاصاً مع الاِحسان

 
وقال أيضًا -رحمه الله- في موضع آخر من نونيته:


واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ .. لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ

قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين- رحمه الله- تعالى في شرح هذا البيت من نونية ابن القيم- رحمه الله :


أقسَمَ وصدق؛ والله لو أنَّ قُلُوبُنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُ منها تذهبْ سَبَهللة والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن، أغلى منَ الذهب، وأغلى منَ الفِضة، الذهب والفِضة لوذهبت يأتِي بدلُها شيء، لكن العُمر والزمن لايأتِي بدلُه شيء إذَا ذهبَ ذهبْ، مافي رد ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).. [المنافقون:11] .. (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ) مافِي رُجُوع ( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ..[المؤمنون:100].. (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ).. [التغابن:10] ..


أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح، قُم في آخر الليل ولو نِصفُ ساعة قبل الفجر، ناجي ربَّك، ادعُو فإنَّهُ تعالى ينزل للسَّماء الدُّنيا يقُول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأُعطيه، من يستغفرني فأغفرله، من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة أمرٌ بسيط جداً، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته، لانقوم ثلث الليل ونصف الليل لكن ألا تَرى أن نقوم نصف ساعة فقط!! نذكر الله فيها, نتوضأ، نُصلي ماشاء الله، نوتر، هذا أمر أظنه بسيطٌ جداً، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلُّها ذكراً لله، فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتُهُ كُلُّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله.. آية من آيات الله، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل.. ذكرنا الله، فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّوجل ِبما يُشاهده من آيات الله الكونية، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته، القلب الآن أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَثِرةٍ واحدة دائماً؟ لا.. فيه غفلة أحياناً، فيه إنابة أحياناً، فيه تذكر أحياناً، فيه حياة بينة أحياناً، أحياناً يحي قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تذْكُرها، ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّوجل مُصليا ساجِداً من قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَبَ عُمر الأنسان، لأنها أثَّرت في القلب فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها، ينبغي أن نستغلها وأن لانغفل فالغفلة موت، قسوة للقلب وموت للقلب يقول ....

والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ ... لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان


حُزناً تتقطع من حرمانه لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا، وصدق القُلوب سكرى، بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً، ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا، نعم.. ومتى تفيق؟ قال: وسوف تفيقُ بعد زمان متى؟ عند الموت يفيق الإنسان، يقول ليتني فعلت.. ليتني فعلت.. وأشدُّ من ذلك إفاقة إذا كان يوم القيامة (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي) وقال الله تعالى: (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) ....[الفرقان:29]، أو يقولها قائل نفسَ الذي عضَ عليه يقول: ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا).. وهناك لاينفع الندم عند الموت، لاينفع الندم، أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإياكم ممن يغتنم الأوقات بالأعمال الصالحة وأن يثبتنا عند الممات وبعد الممات وفي يوم يجعل الولدان شيباً إنهُ جوادٌ كريم.....


 
جزاك الله خير اخيتي انسانة على المرور والاصافة القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك
 
طعام القلب وشرابه



لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


( كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره )



قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [سورة الأنعام: 14]


﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ ﴾ يتناول إطعامَ الأجساد ما تأكل وتشرب، وإطعامَ القلوب والأرواح ما تغتذي به وتتقوَّتُ به من العلم والإيمان والمعرفة والذكر، وأنواع ذلك مما هو قوتٌ للقلوب، فإنه هو الذي يُقِيتُ القلوبَ بهذه الأغذية، وهو في نفسه عالمٌ لم يُعلِّمْه أحدٌ ، هادٍ لم يَهدِه أحد، متصف بجميع صفات الكمال، قيوم لا يزول، ولا يُعطيه غيرُه شيئا من ذلك.



بيان ذلك ما في الصحاح


من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما نهاهم عن الوِصال قالوا: إنك تُواصِل، قال: « إني لست كأحدكم، إني أَبِيتُ » - ورُوي: « أَظَلُّ - عند ربي يُطعِمني ويَسقيني ». وأظهر القولين عند العلماء أن مرادَه ما يُطعِمه ويَسقِيه في باطنه، من غير أن يكون أكلاً وشربًا في الفم ..


وقد وَصفَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالطعم والذوق والوجد والحلاوة ما في القلوب من الإيمان، فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن العباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: « ذاقَ طعمَ الإيمان مَن رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا ». فهذا ذائق طَعْمَ الإيمان، وهو ذوق بباطن قلبه، يَظهر أثرُه إلى سائر بدنِه، ليس هو ذوقًا لشيء يَدخلُ من الفم، وإن كان ذوقًا لشيء يدخل من الأذن .. ولهذا يقال: البهائمُ تَسْمَنُ من أقواتِها، والآدمي يَسمن من أذنه..


وفي الصحيحين عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: « ثلاث من كُنَّ فيه وَجَدَ حلاوةَ الإيمان، من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومن كان يُحبُّ المرءَ لا يُحبُّه إلاّ لله، ومن كان يكره أن يَرجع في الكفر بعدَ إذ أنقذَه الله منه، كما يكره أن يُلقَى في النار »..



فأخبر أن من كانت فيه هذه الثلاث وَجَدَ حلاوةَ الإيمان، والحلاوة ضدُّ المرارة، وكلاهما من أنواع الطعوم. فبيَّن أنّ الإنسان يجد بقلبه حلاوة الإيمان ويذوق طَعْمَ الإيمان، والله سبحانه هو الذي يُذِيقه طَعْمَ الإيمان، وهو الذي يجعلُه واجدًا لهذه الحلاوة. فالمؤمنون يذوقون هذا الطعم، ويجدون هذا الوجد، وفي ذلك من اللذة والسرور والبهجة ما هو أعظم من لذة أكل البدن وشربه..


 
محركات القلوب إلى الله ..



شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..





ولا بد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، فتعتصم به، فتقل آفاتها، أو تذهب عنها بالكلية، بحول الله وقوته..


فنقول: اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء .. وأقواها المحبة، وهي مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد في الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول في الآخرة، قال الله تعالى: ﴿ أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ والخوف المقصود منه: الزجر والمنع من الخروج عن الطريق..



فالمحبة: تلقى العبد في السير إلى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه ..


والخوف: يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب ..


والرجاء: يقوده ..


فهذا أصل عظيم يجب على كل عبد أن يتنبه له فإنه لا تحصل له العبودية بدونه، وكل أحد يجب أن يكون عبدا لله لا لغيره..


فإن قيل فالعبد في بعض الأحيان قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه فأي شيء يحرك القلوب ؟



قلنا: يحركها شيئان:


أحدهما: كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير فقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ ..


والثاني: مطالعة آلائه ونعمائه ..


قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ..


وقال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ ..


وقال تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ ..


وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا


فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه من تسخير السماء والأرض، وما فيها من الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة من الإيمان وغيره فلا بد أن يثير ذلك عنده باعثاً..


وكذلك الخوف تحركه مطالعة آيات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه..


وكذلك الرجاء يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو..


وما ورد في الرجاء والكلام في التوحيد واسع.. وإنما الغرض مبلغ التنبيه على تضمنه الاستغناء بأدنى إشارة. والله - سبحانه وتعالى -أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم..


 
أصل صلاح القلب

للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه..

فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف: يردد أحدهم الآية إلى الصباح، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله ﴿
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
﴾ ..

فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب، ولهذا قال ابن مسعود:
لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ..

وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة إني اقرأ القرآن في ثلاث، قال: لأن اقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن اقرأ القرآن كما تقرأ..



 
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها
لو صدقنا مع القرأن لما شكى أحد من الهم او الحزن او اليأس



 
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله أي الناس أفضل قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد .صحيح الترغيب والترهيب /2889/م 3.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top