عشــــــــــــ السراب ـــــــــــق

لميس90

:: عضو منتسِب ::
إنضم
20 أوت 2010
المشاركات
46
نقاط التفاعل
2
النقاط
3
عشق السراب

في نهار صيفٍ حار ٌ و مضني .... إمتطى الفارس صهوة جواده في رحلة ٍ ليشقرمال الصحراء يبحث عن قطرات من الماء لترويه ....

نظر نظرة ً إلى السماء لعله يجد ما يدله على ما يروي عطشه .... وبعد لحظات ... وجد طيورا ً تحلق في الأفق البعيد ....

هرع مسرعا ً بلجام جواده ليجد واحة غناء ...
شرب منها حتى ارتوى ... نظر يمنة و يسرة باحثاً عن من يؤنسه ....
فإذا به يرى ضالته .... و يفتنه ذاك الجمال ...

إقترب منها ... هلعت ..!إرتجفت ...

حاول تهدئتها ولكنها أهمت بالهرب .... حاول أن يقترب منها على مهل ...
مد يده لها ... نظر إليها بعيني عاشق ...
بادرها بإبتسامة ....
أما هي فوقفت تنظر إليه ... شعرت بقلبه الذي يخفق ...
أحست بالأمان ...
حرك يده برفق طالباً منها الجلوس ...

جلست بجوار النخلة ... سار نحوها بخطى الولهان و جلس بجوارها ...

نظر إلى تلك العينين الجميلتين .... و كأن الكحل قد أضفى سواده فيها ...
نظرت إليه بكل جرأة و كبرياء ... وهو نظر إليها وقد ملك حبها قلبه ...

أخذ يبادلها النظرات ولكنها أصبحت تبادر بالصد و النفور ...

وضع يده على عنقها الطويل ... فزعت و أرتجفت ...

داعبها بيده بلطف ليخفف من هلعها ... إلتزم الصمت خشيت أن يفزعها ...
لكنه تمنى لو إستطاع أن يبادلها الكلمات ...

لامست يداه شعرها الذهبي ...لكن قلبها مازال يخفق فزعاً ...
image334.gif
13078863671.gif

إغترف بيديه من ماء الواحة ليخفف عنها .... فسقاها ...

إرتشفت تلك القطرات التي أهداها لها بكل الحب ...

تنهد طويلاً و قال لها ...:
مالي بعشقٍ كعشق السراب ... أسقيه حبي و يبادلني الجفاء ...


لم تعر لكلماته إعتباراً و أخذت تنظر إلى السماء كأنما تنتظر المطر ...

علم بأن وجوده بلا معنى ...
قرر الرحيل عنها ... وقف أمامها ...
وضع يده على رأسها ...
ثم قبل جبينها ...


لحظة وداعٍ صامت يكسره صوت رصاصة مدوية ..؟!

فزعت ... وقفت ... لم تكن تعلم ماذا تفعل ...

حاول أن يبقيها هادئة ... لكنها رفضت أن يمسها ...

دفعته بقوة ...أسقطته على الأرض ... هربت مسرعة ...

لكنه لم يلحق بها ...
فقط أخذ يراقبها من بعيد ...
لأنه يعرف بأنه لن يستطيع أن يجاريها ...

اكتفى بتوديع جمالها بنظراتٍ حزينة ...

في لحظة تبدل حزنه إلى ضحكات ساخرة ...
لأن عشقه لها ما كان إلا سراب ...


فكيف لبشرٍ أن يعشق غزالاً في الصحراء اعتاد الحرية ...
فأي عاشق يدور عليه الدهر فيصطاد عشيقه ...

فها هي حياتها جمالٌ تعشقه تنهيه رصاصة الصياد ...





شكراً لمن كانت له بصمة في عشق السراب
smile.gif


http://i34.***********/6gg8ow.jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top