تكنولوجيا المعلومات ودورها في المكتبات

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

بثيــــنة 19

:: عضو فعّال ::
إنضم
29 نوفمبر 2009
المشاركات
1,922
نقاط التفاعل
1,454
النقاط
111
محل الإقامة
سطيف
تكنولوجيا المعلومات ودورها في المكتبات

يتسم عصرنا الحالي بالتطور السريع والمستمر ومع تزايد كم المعلومات وتنوعها وتعدد أشكالها واختلاف مصادرها وفى ظل التطور المذهل فى إنتاج وسائل التقنيات الحديثة للاتصالات ونقل المعلومات أصبحت هناك ضرورة لمواكبة كل هذه التغيرات لتقليل الفجوة gap المعلوماتية بين المجتمعات المتقدمة ومثيلاتها النامية ، هذه الفجوة تمثلت فى الفرق بين مجتمع وآخر فى استثمار ما يملكه من معلومات حتى أصبحت المعلومات المقياس والمؤشر الحقيقي للحكم على تقدم الأمم ، فالدول المتقدمة باتت تعي بأهمية المعلومات واعتبرتها سلعة أساسية ومورداً لا ينضب يساهم بفاعلية فى نموها وازدهارها .

وتكنولوجيا المعلومات IT Information Technology ) ) ، ما هي إلا مجموعة المعارف والمعلومات فى مختلف المجالات والتى يتم تشغيلها وفقا لإجراءات وتقنيات وموارد بشرية وتجهيزات بهدف جمعها وتخزينها ومعالجتها وإتاحة استرجاعها أو تناقلها وبثها ، ويمكن اعتبارها كذلك دمج بين أجهزة الحاسبات المصغرة وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة بهدف استيعاب واختزان واسترجاع المعلومات مهما اختلفت مصادرها وأشكالها ، وقد اصبح للحاسبات الآلية الدور الأكبر فى مجالات تكنولوجيا المعلومات بل إنها تعتبر أساس تقنيات المعلومات المعاصرة .

فالحاسبات تستخدم فى إنتاج أوعية المعلومات المختلفة وفى النشر الإلكتروني وفى إنتاج الأقراص المدمجة التى تعتبر أهم أشكال وسائط اختزان ونقل واسترجاع المعلومات فى الوقت الراهن واحد المصادر الإلكترونية التى يتم تداولها واستخدامها على نطاق واسع ، ناهيك عن دورها فى اختزان واسترجاع المعلومات ودورها أيضاً فى الاتصالات عن بعد والبحث فى شبكات المعلومات المحلية والدولية بالإضافة إلي الإمكانات الهائلة الأخرى التى تتميز بها فى مختلف المجالات وبصفة خاصة فى تطبيقات المكتبات ومرافق المعلومات ، وينبغى على العاملين فى المكتبات ومرافق المعلومات أن يطوروا قدراتهم المهنية ويكون لهم دورهم فى دعم البنية المعلوماتية فى المؤسسات التى يعملون فيها ، فالعالم الآن يعيش عصر ثورة المعلومات وهى الثورة الثالثة بعد تحول دول العالم قاطبة وخاصة الدول المتقدمة من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي ثم إلى المجتمع ما بعد الثورة الصناعية الذي يسمى أيضاً بالمجتمع المعلوماتي لذا فقد اصبح التنظيم المنهجي للمعلومات هو الموجه الأساسي لتشكيل بنية المجتمعات .

فقطاع المعلومات يتكون من :-
التعليم – البحوث العلمية – وسائل المعلومات والاتصال – أجهزة الاتصال وبث المعلومات – خدمات المعلومات . إضافة إلى مقومات البنية الأساسية التى تحقق التنمية المجتمعية .
كما أن تقنيات المعلومات فى واقع الأمر ما هي إلا دمج لكل ما يستخدمه البشر فى تخزين وتشغيل واسترجاع وبث المعلومات وهي ترتبط بالمعدات وأجهزة الحاسب الإلكتروني المستخدمة فى معالجة وتخزين واسترجاع المعلومات ، إضافة إلي وسائل الاتصالات عن بعد والوسائط غير التقليدية سواء كانت سمعية أو بصرية أو إلكترونية ، بالإضافة إلى كل ما يمكن استخدامه من معدات ووسائط لتخزين ومعالجة واسترجاع ونشر وبث المعلومات بأساليب تواكب التكنولوجيا الحديثة وتواكب متطلبات العالم المعلوماتي بمعناه الشامل .

تحديات تقنيات المعلومات :-
على الرغم من الإيجابيات العديدة التى تحققت فى عصر المعلومات والتي جعلت العالم كله قرية صغيرة بلا حدود جغرافية أو زمنية أو لغوية أو أية فوارق أخرى قد تحول بين الدول فى البحث وتبادل المعلومات والوصول إليها ، إلا أن هناك إشكاليات عديدة أفرزتها ثورة المعلومات تمثلت فى الجوانب التالية :-
1) إنتشار ظاهرة خطيرة فى المجتمعات المتخلفة والنامية هى الأمية المعلوماتية Information illiteracyوالتىتعنى عدم القدرة على استخدام الحاسبات والإنترنت وتقنيات المعلومات .
2) تعرض الحاسبات إلي الفيروسات عبر الاتصالات بالإنترنت إضافة إلى تعرضها إلي الاختراقات والقرصنة من قبل العابثين الذين يتجاوزون المواقع وقواعد البيانات .
3) إتساع الفجوة المعلوماتية يوماً بعد يوم بين الدول المتقدمة والدول النامية.
4) نقص التدريب وضعف أساليب التطوير بسبب قلة الموارد المالية وتناقص الدعم اللازم لنقل التكنولوجيا واستثمار التقنيات الحديثة .
5) قصور التخطيط العلمي لاستثمار التقنيات وفقاً للموارد والإمكانات المتاحة ، نتيجة وجود الحواجز النفسية والمعنوية التى خلفتها ثورة المعلومات بين المجتمعات القادرة على استثمار موارد المعلومات وترويجها كسلعة وبين المجتمعات الفقيرة التى لا تمتلك القدرة على ذلك .
6) المستفيد النهائي من المعلومات وخاصة فى دول العالم الثالث غالباً ما يكون فى موقف صعب للحصول على المعلومات التى ربما لا تتاح إلا عبر الإنترنت أو المصادر التقليدية وخلال قواعد البيانات المتخصصة التى يتكلف الاشتراك فيها والحصول على المعلومات منها الكثير من الأموال والموارد البشرية والمادية .

أهمية المعلومات وأنماطها
إن المجتمعات المتقدمة تنظر إلي المعلومات نظرة واقعية وإيجابية خلاف المجتمعات النامية ، تجلى ذلك فى إستثمارها للمعلومات بجدية واعتبارها سلاح سلمي فعال وسلعة أساسية ومورد هام له دور فى التنمية ويمكن آن نبلور ذلك فى الجوانب التالية :-
· المعلومات كالكائن الحي تنمو وتزيد ولا تتناقص أو تندثر مع مرور الزمن.
· تعتبر المعلومات سلعة استراتيجية لها دورها فى تنمية المجتمعات والازدهار الاقتصادي .
· المعلومات مورد لا ينضب ولا ينتهي أو يجف كالثروات الطبيعية التى خلقها الله فى الطبيعية ، فهى تساهم فى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للدول إذا ما احسن استثمارها على اكمل وجه .
· للمعلومات أهمية استراتيجية لا يمكن إنكارها ، حيث أصبحت سلاحاً قوياً لا يقل عن الأسلحة العسكرية والنووية والدليل على ذلك إنتشار ظاهرة الغزو الثقافي وما يعرف الآن بالعولمة المعلوماتية التى أصبحت تغزو العالم وخاصة الدول النامية فالمعلومات سلاح فعال وخطير حيث يتم تداولها وبثها واستخدامها سلمياً دون أن تشهد قتالاً وحروباً عسكرية بين الأمم .
· المعلومات ثورة سلمية لا تخمد ولا تموت لأنها تعتمد على الفكر والجهد البشرى وإبداعات الإنسان التى لا تنتهى ولا تقف عند حد نتيجة سعيه وجهوده فى استثمار وتوظيف المقومات التكنولوجية والتقنيات الحديثة للحفاظ على نتاجه الفكري والثروة المعرفية المتاحة لديه ، وسعيه أيضاَ إلي إفادة الآخرين منها وتخطى الحواجز الجغرافية واللغوية والزمنية التى تفرضها الظروف والتشريعات .
· المعلومات كالمواد الخام الأوليةRaw Materialsلا قيمة لها بدون إعادة تصنيع وتكون أسعارها متدنية ، إلى أن يتم إعادة تأهيلها بشكلها النهائي القابل للاستخدام وعندئذ تزداد قيمتها وتثمن على قدر أهميتها وتأثيرها ودورها الفعلي فى التنمية الشاملة للمجتمع .
· المعلومات كالماء والهواء والغذاء بالنسبة للإنسان لا يمكن الاستغناء عنها والعيش بدونها ، فالإنسان بدونها يعيش بلا هوية أو كيان أو هدف .
· المعلومات تنتشر وتنقل عبر العالم وبسرعة مذهلة ، وتدخل أي مكان وتلاحق الإنسان أينما وجد وتكسر كل الحواجز ومن هنا تأتى خطورتها حيث لا يعادلها فى هذه المزايا أي شئ مهما بلغت قدراته وطاقاته .
وتأسيساً على ما سبق فإن للمعلومات دور هام وحيوي فى البحث العلمي والتنمية الشاملة ، إضافة إلى دورها فى اتخاذ القرارات الإدارية ، والارتقاء بالمستوى المهني والفني للكوادر البشرية ، وإنشاء المشروعات وتطوير واقع الهيئات ..

أنماط المعلومات :-
تتفاوت أنماط المعلومات فيما بينها على النحو التالي :-
1- المعلومات الإدارية : وهى التى تخدم مجالات العمل الإداري والمهني وتتحكم الجهات الإدارية داخل الهيكل التنظيمي الإداري فى انسياب هذه المعلومات من وإلى الفئات المختلفة داخل هذا الهيكل ، بل وتتفاوت قوتها استناداً إلي موقع كل فئة .
2- المعلومات التطويرية : وهى التى يستفاد منها فى تطوير المشاريع وتنمية القدرات الذاتية للأفراد والهيئات والشركات .
3- المعلومات التعليمية أو الدراسية : وتخدم الهيئات التعليمية المختلفة بدءاً من المدارس إلي المعاهد والجامعات .
4- المعلومات البحثية : وتخدم مجالات البحث العلمي والأكاديمي ومنها ايضاً البحوث المؤسسية والبحوث للأهداف الإنمائية .
5- المعلومات التثقيفية والترفيهية .
6- المعلومات الإعلامية (الخدمية) : التى تقدمها الهيئات والجهات التى تخدم المجتمع فى مختلف المجالات .

إن المجتمعات المتقدمة وبالتحديد المعلوماتية تمتلك المعلومات بأنماطها السابقة وتوظف تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات فى تخزينها وبثها ، ونظراً لأن قوة المجتمعات الحديثة أصبحت لا تقاس بعتادها العسكري وجيوشها وإمكاناتها الحربية بل من خلال ما تمتلكه وتستثمره من معلومات فإن مجتمع المعلومات يعتمد فى تطوره وتنميته الشاملة على المعلومات وتقنياتها الحديثة ، باعتبارها سلعة ومورد من الموارد الأساسية للتنمية .


المعلومات التعليمية

المعلومات التطويرية

المعلومات الإدارية

المعلومات البحثية

المعلومات التثقيفيةوالترفيهية

المعلومات الإعلامية












أنماط المعلومات

ملامح عالم المعلومات :-
إن السياسات الوطنية للمعلومات لها دورها الفاعل والمؤثر فى تحول الدول إلى مجتمعات معلوماتية ، وللحكومات الوطنية دورها فى بناء هذه السياسات التى تعتمد بشكل كبير على المكتبات ومرافق المعلومات وشركات الاتصالات وشركات إنتاج وتسويق الحاسبات والبرمجيات والهيئات التربوية والتعليمية والجامعات مراكز البحوث والمعاهد العلمية والهيئات الاقتصادية والتجارية والسلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والسلطات المحلية والباحثين والأدباء والعلماء وكافة الأفراد الذين لهم علاقة بالمعلومات والإنتاج الفكري ولهم دور هام فى الاتصال العلمي .

وتجدر الإشارة إلى أن بناء سياسات وطنية للمعلومات أمر شائك ومعقد ولكن يمكن تحقيقه بمضاعفة الجهود وتضافر كافة قطاعات الدولة ، أما السياسات العالمية للمعلومات فيعتبر درب من الخيال يستحيل تحقيقها لوجود حواجز لغوية وجغرافية وتباين الإمكانات والموارد المتاحة لكل دولة إضافة إلى صعوبة تطبيق نموذج دولي موحد للمعلومات بسبب التباين الواضح فى الثقافات والتعليم والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية ونظرة كل مجتمع إلى المعلومات وما ينعكس عليه كل ذلك فى مدى الحاجة إليها فى تحقيق التنمية .

وسياسة المعلومات عرفتها اليونسكو بأنها مجموعة المبادئ والاستراتيجيات التى تقدم التوجيه اللازم لتحقيق أهداف محددة ، والسياسات تعتبر خطط تنفيذية عامة رغم ما تنطوى عليه من صعوبات وتعقيدات وعدم وضوح وهى ايضاً مجموعة القوانين والقواعد والمؤشرات والنصوص القانونية التى توجه وتدير دورة المعلومات فى مجتمع ما من حيث التخطيط والإنتاج والتخزين وجمع واتاحة وبث واسترجاع المعلومات

وينبغى على سياسات المعلومات أن تراعى الإمكانات المتاحة من موارد بشرية ومالية ومادية ويكون لها متطلبات زمنية فى التنفيذ وتتوزع على خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة الأجل ويفضل أن تكون خطط خمسية يتم متابعتها وتقييمها فى نهاية كل مرحلة للتعرف على مشكلاتها وجوانب القصور والعجز فى تنفيذها على النحو الذي يحقق أهدافها العامة ومن ثم لتقويمها وتلافى اوجه النقص فى الخطط المستقبلية . مع ضرورة الاهتمام بالتعليم وتدريب الكوادر وتشجيع البحوث العلمية والمؤسسية والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأساليبها المتاحة والاهتمام ببناء قواعد البيانات وتشجيع مجالات التعاون فى مجال المعلومات والمشابكة الوطنية وتوثيق الإنتاج الفكري الوطني وتوحيد المعايير والحد من الأمية التقنية والمعلوماتية وتطوير خدمات المعلومات للتوافق مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وإعداد قوانين وتشريعات لحماية الحقوق الفكرية والحفاظ على سرية المعلومات وخصوصيتها وخاصة إذا ارتبطت بالأمن القومي أو بالهيئات والشركات الصناعية .

إن أهم ما يميز الدول المتقدمة عن غيرها التزامها بأولويات وضع سياسات للمعلومات فى إطار دعمها للبنية التحتية للمعلومات وفقاً لإمكاناتها ومواردها المتاحة . وتأكيداً على ذلك هناك مجموعة من المبادئ التى اقترحتها لجنة تم تشكيلها تابعة للبيت الأبيض فى عهد الرئيس كلينتون سميت بلجنة البنية الأساسية للمعلومات NII وهى تابعة للحكومة الأمريكية ، وكانت المبادئ المقترحة على النحو التالي :-
· تشجيع استثمارات القطاع الخاص فى مجال المعلومات .
· خلق منافسة وطنية فى هذا المجال وتوفير إتاحة عالمية للمعلومات من خلال الإنترنت .
· تشجيع الإبداع التقني مع دراسة إمكانات السوق واحتياجاته والتوافق مع المتغيرات التكنولوجية .
· حماية الخصوصية والسرية فى المعلومات .
· إيجاد قوانين وتشريعات لحماية الملكية الفكرية .
التنسيق بين الحكومات الوطنية والتعاون مع الدول الأخرى لتوفير المعلومات الحكومية .

إن سياسات المعلومات تعتبر الفارق الأهم فى المناظرة بين عالم معلوماتي وآخر غير معلوماتي ، وإن كان هناك قاسم مشترك بينهما يتمثل فى توافر المعلومات كماً ونوعاً فى كل منهما إلا أن العالم المعلوماتي يتميز بالعديد من الخصائص من أهمها توظيف التقنيات الحديثة فى تنظيم وتخزين وبث المعلومات ، والتحول من الواقع الحقيقي إلي ما يعرف بالافتراضية والتخيلية Virtualityمن خلال توظيف تكنولوجيا الاتصالات والحاسبات والفضاء فى إتاحة المعلومات إلي دول العالم ، والاتجاه نحو ما يسمى برقمــنة Digitization المعلومات من خلال تحويلها إلي بيئة رقمية إلكترونية متطورة ، وكذلك أتمتة وحوسبةAutomation العمليات والإجراءات التقليدية والروتينية فى مختلف المؤسسات والهيئات وإدارتها باستخدام الحواسيب ، إضافة إلي الارتباط عن بعد باستخدام وسائل الاتصالات وتقنيات المعلومات الحديثة .

كما يتميز أيضاً بالعولمة Globalizationالتكنولوجية والمعلوماتية حيث اصبح العالم الآن قرية صغيرة لا تعرف الحدود الجغرافية والزمنية واللغوية ، إضافة إلي تحول هذا العالم المعلوماتي إلي ما يسمى الآن بالحكومات الإلكترونية E-government، والتحول أيضاً من التعليم التقليدي إلي التعليم الإلكتروني E-learning، والتجارة الإلكترونية E-Trading ، والاتجاه إلى إنتاج المعلومات واستثمارها وربطها بالاقتصاد القومي ، والانتقال من المركزية إلى العالمية واللامركزية ، وانتشار النشر الإلكتروني بأشكاله العديدة ، والاتجاه إلى المصادر الإلكترونية للمعلومات بديلاً عن المصادر التقليدية .

وكل ما سبق سيؤدى بدوره إلى خلق تنافس بين الدول فى إنتاج وبث المعلومات ، الاهتمام بالتدريب فى مجالات المعلومات وتطوير وسائل تراسل المعلومات ، وتحويل المكتبات التقليدية إلى مكتبات إلكترونية ورقمية لمواكبة المتغيرات ، وسيؤدى ايضاً إلى الاهتمام بالتوظيف فى المهن الإلكترونية Cyber profession أي المهن فى مجالات المعلومات والاعتماد على التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت فى التوظيف والتحول إلي ما يعرف بالاقتصاد الإلكتروني E-economic .
فهناك العديد من التطبيقات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات فى المكتبات على اختلاف أشكالها تتراوح أساليبها ما بين مسموعة أو مرئية أو ضوئية أو مدمجة بهدف توصيل المعلومات إلى المستفيدين باستخدام برمجيات خاصة وأجهزة ومواد وأوعية متنوعة ، ويعتبر الحاسب أهم مظاهر تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق ، حيث ارتبطت به كل الوسائل الأخرى التى سنذكرها لاحقاً مثل الأقراص المكتنزة أو المدمجة CD-ROMs التى تعتبر من ابرز مظاهر تكنولوجيا اختزان واسترجاع المعلومات ، وتختلف مسمياتها فى الأوساط العلمية .

ونذكر فيما يلي أبرز هذه المسميات كما وردت فى الإنتاج الفكري :-
( أقراص الليزر – الأقراص المليزرة – الأقراص المكتنزة – الأقراص البصرية – أقراص الفيديو الرقمية DVD- الأقراص الضوئية – الأقراص المتراصة ) .

مظاهر المجتمع المعلوماتي
- توظيف التقنيات الحديثة فى تنظيم وتخزين وبث المعلومات
- التحول من الواقع إلي الافتراضية والتخيلية Virtuality
- إتاحة المعلومات إلي دول العالم
- الاتجاه نحو رقمــنة Digitization المعلومات
- أتمتة وحوسبةAutomation العمليات والإجراءات التقليدية والروتينية فى مختلف المؤسسات والهيئات لأدارتها باستخدام الحواسيب
- الارتباط عن بعد باستخدام وسائل الاتصالات وتقنيات المعلومات الحديثة
- العولمة Globalizationالتكنولوجية والمعلوماتية
- التحول إلي الحكومات الإلكترونية E-government،
- التحول أيضاً من التعليم التقليدي إلي التعليم الإلكتروني E-learning ، والتجارة الإلكترونية E-trading ،
- الاتجاه إلى إنتاج المعلومات واستثمارها وربطها بالاقتصاد
- الانتقال من المركزية إلى العالمية واللامركزية
- إنتشار النشر الإلكتروني بأشكاله العديدة
- الاتجاه إلى المصادر الإلكترونية للمعلومات بدلاً من المصادر التقليدية .

وفى الحقيقة هناك اختلافات جوهرية بين أنواع الأقراص المدمجة ، ويرجع ذلك التباين إلي التنوع فيما بينها فى طرق تشغيل وتسجيل الملفات الرقمية والصور ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة وطرق التحويل من إشارات تناظرية إلى إشارات رقمية ، كما تتباين فيما بينها وفقاً للإمكانات التى تتيحها فى التخزين والاسترجاع وأجهزة تشغيلها .

وقد ظهرت تقنية الأقراص المدمجة لتحل مشكلات عديدة فى الاتصال والبحث على الخط المباشر On Line Searchالذى يكلف الكثير فى الاتصال بين المستفيدين ومراصد البيانات وبنوك المعلومات العالمية وتعتبر تكلفة الحصول على الأقراص المدمجة قليلة جداً مقارنة بتكاليف الحصول على المعلومات خلال المصادر الأخرى المتاحة ، كما أن استخدام أقراص الفيديو الرقمية DVD مع الحاسب الآلي كان من أهم التطورات فى إنتاج الأقراص المدمجة حيث تتميز هذه التقنية بمزايا لا حصر لها فى تخزين صور وموسيقى ورسوم ومجسمات ونصوص وأرقام وإحصاءات ومختلف الوسائط الأخرى .

وهى تقنية عالية جداً تتيح لمستخدم الحاسب التفاعل معها حيث يستطيع التحكم فى المحتوى المتاح فى أقراص الفيديو المعروضة أمامه على الحاسب ويمكن أن تكون هذه الوسيلة مناسبة فى التدريب وتقوية أساليب استخدام مركز مصادر التعلم وربطه مع المناهج الدراسية ، كما آن قواعد البيانات على الأقراص المدمجة من أهم ثمار توظيف هذه الوسائط الإلكترونية فى مجالات المكتبات والمعلومات ومختلف العلوم التخصصية الأخرى ، فنظراً لما تتمتع به الأقراص المدمجة من طاقة استيعابية هائلة فقد استخدمت هذه الأوعية فى إنشاء وتخزين قواعد البيانات فى مختلف المجالات العلمية حتى أصبحت من افضل الوسائل الحديثة لتبادل قواعد البيانات وتداولها .

وأشهر الأمثلة على ذلك عربياً ما يسمى بالببليوجرافية الوطنية السعودية وموسوعة الكويت العلمية للأطفال وخطة ديوي العشري الإلكترونية ومشروعات المناهج الدراسية المصرية فى المراحل التعليمية المختلفة على أقراص مدمجة وغيرها وعالمياً هناك الببليوجرافيا القومية البريطانية وهناك المئات من قواعد البيانات على أقراص مدمجة .

وتجدر الإشارة إلي أن النشر الإلكتروني ما هو إلا توظيف للأجهزة الإلكترونية ووسائط التخزين ووسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إنتاج أشكال جديدة ومتطورة للمعلومات والمصادر ، ويعتبر الحاسب الآلي أهم ركائز عمليات النشر الإلكتروني جنباً إلى جنب مع وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت .

ويهدف النشر الإلكتروني مهما تنوعت وسائله إلى إصدار الأعمال المسجلة أو المخزنة إلكترونيا وإتاحتها لمجتمع المستفيدين عبر الاتصالات باستخدام وسائل نقل المعلومات الحديثة ، مثل إتاحة قواعد البيانات على الخط المباشر ، وطباعة المعلومات والصور والرسوم والجداول والتصاميم باستخدام تكنولوجيا الحاسبات الآلية ، الطباعة الحديثة باستخدام احدث تكنولوجيا التنضيد الآلي والطباعة المحوسبة ، وإتاحة المعلومات المنشورة عبر الإنترنت وهناك الوسائط المتعددة Multimediaوهى مجموعة مركبة من الصور والمناظر والنصوص والصوت والرسوم المتحركة ، وهناك أيضاً الفيديوتكس أو نظام المعلومات المرئية الذي يستخدم فيه الحاسب الآلي ويتم عرض المعلومات خلاله إما محلياً أو داخلياً حيث يستخدم هذه التقنية المحاضرون أو المدربون لمساعدتهم فى تقديم المعلومات للحاضرين ، وإما يكون العرض عن بعد باستخدام نظام التيليتكست الذى يستخدم فى الهيئات الإذاعية والتليفزيونية لإرسال واستقبال النصوص عن بعد وغالباً ما يستعان بهذا النظام لتبادل المعلومات حول الطقس والأخبار والبرامج المتنوعة المتلفزة والفهرس العام الآلي المباشر OPACOn Line Public Access Catalog الذى يتيح إمكانية استرجاع البيانات الببليوجرافية للمواد الصادرة عالمياً كما يستطيع المستفيد من خلاله الاطلاع على فهارس المكتبات المتاح لها موقع على الإنترنت ومن ثم الوصول إلى أية مطبوعات صدرت فى دولة من خلال الاطلاع على هذا الفهرس ، وهو أداة مقننة تم إعداده على شكل تسجيلات مارك MARC الببليوجرافية والتى تتاح أيضاً خلال الفهرس المباشر لشبكة أو سى إل سى OCLC ، وهناك العديد من المكتبات العربية التى تمتلك موقعاً على الإنترنت وتتيح الإتصال بهذا الفهرس ، ويقصد عموماً بالتسجيلة الببليوجرافية الشكل المعيارى الموحد والمحوسب لبطاقة الفهرسة الكاملة وما تتضمنه من بيانات ببليوجرافية .

ومن أهم مزايا تسجيلة ماركMARC الببليوجرافية مايلى :-
· توفير إمكانات لا حدود لها فى اختزان واسترجاع البيانات الببليوجرافية
· فتح أفاق التعاون بين المكتبات بمختلف أنواعها مهما كانت توزيعاتها الجغرافية وأينما وجدت .
· تتيح إمكانية إعداد الفهارس الموحدة Union catalogللإنتاج الفكري الصادر على المستوى الوطني .
· تسهل إمكانية إنشاء قواعد بيانات ببليوجرافية مهما تباينت مجموعات المكتبات كماً وكيفاً .
· ضمان سهولة البحث ودقته والإضافة والتعديل فى التسجيلات الإلكترونية دون الحاجة إلي إلغاء الفهرس بالكامل أو تحمل أعباء إضافية فى إنشاء سجلات أخرى جديدة .
· تيسير سبل تبادل السجلات الببليوجرافية بين المكتبات وإتاحة استرجاعها على شبكات المعلومات وعلى الخط المباشر مهما كانت مواقع الاتصال عبر العالم .

وتعتبر الشبكة العالمية للمعلومات من أهم الإنجازات البشرية حيث أضافت هذه الشبكة التى يطلق عليها شبكة الشبكات أو الشبكة الدولية للمعلومات أو أم الشبكات آفاقاً واسعة فى مجالات استرجاع المعلومات من خلال العديد من الأدوات والأدلة الإرشادية للبحث والبروتوكولات مثل بروتوكول ( جوفر ) وبروتوكول ( موازيك ) وبروتوكول ( اتش تى تى بى ) وبروتوكول ( وايز ) .

كما أن الشبكة العنكبوتية w.w.w( w 3) تتيح الآلاف من صفحات ومواقع الويب WEB Sites التى تعتبر من أهم أدوات البحث حيث تلقى إقبالا من قبل المستفيدين ، ولقد أصبحت النصوص الفائقة أو المهجنة Hyper Text من أهم ما توفره الإنترنت حيث تجذب زائر الشبكة للاطلاع والبحث لما تتميز به من أساليب فى عرض الصور والصوت والرسوم ومناظر الفيديو والإيضاحات والصور المتحركة ، وحتى لا يحدث بين أنواع الشبكات فيجب أن نشير هنا إلى الشبكات المحلية للمعلومات LANS التى تتألف من مجموعة كبيرة من أجهزة الحواسيب الآلية والبرامج والخادمات والموارد والبيانات التى تتكامل مع بعضها البعض لتشكيل شبكة معلومات على مستوى منطقة أو بلد أو ولاية وهى بمثابة شبكة مصغرة وبسيطة وتختص بخدمة مناطق محدودة .

وهناك أربعة أنواع رئيسية للشبكات المحلية أهمها الشبكة النجمية والشبكة الحلقية والشبكة الناقلة والشبكة الشجرية وكلها تتمتع بمزايا الاتصالات عن بعد وتبادل المعلومات ، وتوجد أيضاً الشبكات الواسعة للمعلومات Wans وهى الشبكات المنتشرة على نطاق واسع إما دولي أو عالمي واشهرها شبكة الإنترنت واقلها شهرة شبكة تيلينت وشبكة تايمنت وشبكة باتنت وسنعرض ذلك بالتفصيل لاحقاً
ومن ملامح العالم المعلوماتي ما يسمى بالمكتبة التخيلية أو الاعتبارية Virtual Library أو شبه الحقيقية وهى مكتبة ليست حقيقية ولا ملموسة ولكنها مجرد كيان اعتباري على شبكة الإنترنت وتقدم معلومات من خلال ما تضمه من مصادر ضخمة فى مختلف المجالات إضافة إلي الفهارس الإلكترونية للمصادر ، إضافة إلى إنتشار المكتبات الرقمية Digital Libraries
ومن التقنيات الحديثة التى يتسم بها عالم المعلومات ما يعرف بالمؤتمرات الإلكترونية أو مؤتمرات الفيديو وتسمى بالإئتمار عن بعــد Teleconference وهى تقنية تتيح لمستخدمي الحاسب الاتصال ببعضهم وعقــــد مؤتمرات عن بعد إما داخل الدولة أو عبر العالم خلال استخدام التقنيات الحديثة فى الاتصال عن بعد وأجهزة العرض المرئية والحاسب الآلي أو عبر أجهزة التلفزة ذات المواصفات الخاصة .
ونشير هنا إلي مرفق المعلوماتUtility Informationالذى يعني بمؤسسات المعلومات وهذا المصطلح اشمل من المكتبات بمفهومها التقليدي وخاصة مع التطورات الهائلة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات . ولمرافق المعلومات أنواع كثيرة ارتبط كل منها بمراحل تطور وسائل تنظيم وبث المعلومات وكذلك وسائط تخزينها وتبادلها عبر وسائل الاتصال الحديثة ، وكان لظهور الحاسبات الآلية دور كبير فى تغيير خريطة المكتبات التقليدية وظهور العديد من المفاهيم فى مجالات المكتبات والمعلومات ، ومرافق المعلومات مؤسسة معنية بتنظيم البيانات والمعلومات وتخزينها وتوفير الأدلة والببليوجرافيات وتيسيرها للاسترجاع عبر البث ، وتقاس كفاءتها فى تقديم خدماتها ومدى الإفادة منها جنباً إلى جنب مع معايير أخرى تتمثل فى مقوماتها وإمكاناتها ومواردها المالية والمادية والبشرية فلهذه العناصر أهمية لا يمكن تجاهلها لتقديم خدمات معلومات متطورة .
وهناك مفاهيم عديدة ترتبط بمرافق المعلومات وأنواعها على النحو التالي :-
المكتبات القومية ( الوطنية ) – المكتبات العامة – المكتبات الجامعية – المكتبات العلمية ( المتخصصة ) – المكتبات المدرسية ( مراكز مصادر التعلم ) – المكتبات المهنية الخاصة بالهيئات والشركات – مراكز التوثيق – الأرشيفات التقليدية والإلكترونية – مراكز المعلومات – مراكز الوسائط المتعددة – مراصد البيانات – قواعد البيانات المتخصصة – شبكات المعلومات – شبكة الإنترنت – المكتبات الإلكترونية – المكتبات الافتراضية أو التخيلية – المكتبات الرقمية .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top