[مقتطفات]السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئةالعلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين

ديني حياتي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 أوت 2009
المشاركات
2,417
نقاط التفاعل
53
النقاط
77
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

[مقتطفات]السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين

[3] قولهم "لا قدَّر الله"/ "لا سمح الله"

سُئل الشَّيخ رحمه الله: ما حكم قول "لا قدَّر الله"؟

فأجاب بقوله:"لا قدَّر الله" معناه الدُّعاء بأنَّ الله لا يُقدِّر ذلك، والدُّعاء بأنَّ الله لا يُقدِّر هذا جائزٌ، وقول: لا قدَّر الله ليس معناه نفي أن يُقدِّر الله ذلك، إذ أنَّ الحكم لله يُقدِّر ما شاء، لكنَّه نفيٌ بمعنى الطَّلب فهو خبرٌ بمعنى الطَّلب ولا شك، فكأنَّه حين يقول"لا قدَّر الله"أي أسأل الله أن لا يُقدِّره، واستعمال النَّفي بمعنى الطَّلب شائعٌ كثيرٌ في اللُّغة العربيَّة وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة. (انتهى)

*** *** **
سُئل الشَّيخ رحمه الله: ما رأيكم في هذه العبارة "لا سمح الله"؟

فأجاب بقوله:أكره أن يقول القائل"لا سمح الله"؛ لأنَّ قوله "لا سمح الله" ربَّما تُوهمُ أنَّ أحدًا يُجبر الله على شيءٍ فيقول "لا سمح الله"، والله عزَّ وجلَّ كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم {لَا مُكْرِهَ لَهُ}، قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم {لا يقول أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليَعْظِم الرغبة فإن الله لا مُكرِهَ له، ولا تعاظمه شيءٌ أعطاه} [رواه البخاري (6339)، ومسلم (2679)].
والأولى أن يقول "لا قدَّر الله" بدلًا من قوله"لا سمح الله"لأنَّه أبعد عن توهُّم ما لا يجوز في حقِّ الله تعالى. (انتهى).
 



[6] قولهم أنَّ سبب تخلُّف المسلمين تمسكهم بدينهم


سُئل الشَّيخ رحمه الله: يدَّعي بعض النَّاس أنَّ سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم. وشبهتهم في ذلك أنَّ الغرب لمَّا تخلُّوا عن جميع الديانات وتحرَّرُوا منها وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التَّقدُّم الحضاري، وربَّما أيَّدوا شُبهتهم بما عند الغرب من الأمطار الكثيرة والزُّروع، فما رأي فضيلتكم؟

فأجاب بقوله: هذا الكلام لا يصدر إلَّا من ضعيف الإيمان أو مفقود الإيمان؛ جاهل بالتَّاريخ غر عالم بأسباب النَّصر، فالأُمَّة الإسلاميَّة لمَّا كانت متمسِّكةً بدينها في صدور الإسلام كان لها العزُّ والتَّمكين والقوَّة والسَّيطرة في جميع نواحي الحياة، بل إنَّ بعض النَّاس يقول: إنَّ الغرب لم يستفيدوا ما استفادوا من العلوم إلَّا ما نقلوه عن المسلمين في صدور الإسلام.
ولكن الأمَّة الإسلاميَّة تخلَّفت كثيرًا عن دينها، وابتدعت في دين الله ما ليس منه، عقيدةً وقولًا وفعلًا، وحصل بذلك التَّأخر الكبير.
ونحن نعلم علم اليقين وأشهد الله عزَّ وجلَّ أنَّنا لو رجعنا إلى ما كان عليه أسلافنا في ديننا، لكانت لنا العزَّة والكرامة والظُّهور على جميع النَّاس. ولهذا لمَّا حدَّث أبو سفيان هرقل -ملك الرُّوم- والرُّوم في ذلك الوقت تعتبر دولةً عظمى بما كان عليه الرسُّول عليه الصَّلاة والسَّلام وأصحابه.
قال: “إن كان ما تقول حقَّا فسيملك ما تحت قدمي هاتين" [رواه البخاري (7196)].
ولمَّا خرج أبو سفيان وأصحابه من عند هرقل قال: "لقد أمر ابن أبي كبشة، إنَّه ليخافُه ملك بني الأصفر" [رواه البخاري (297، ومسلم (1773)].
وأمَّا ما حصل في الدُّول الغربيَّة الملحدة من التَّقدُّم في الصناعات وغيرها، فإنَّ ديننا لا يمنع منه لو التفتنا إليه، لكن مع الأسف ضيَّعنا هذا وهذا، ضيَّعنا ديننا وضيَّعنا دنيانا، وإلَّا فإنَّ الدِّن الإسلامي لا يعارض هذا التَّقدُّم، بل قال الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال 60]، وقال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}[الملك 15]، وقال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة 29]، وقال تعالى {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} [الرعد 4].
إلى غير ذلك من الآيات التي تعلم إعلانًا ظاهرًا للإنسان أن يكتسب ويعمل وينتفع، لكن لا على حساب الدِّين، فهذه الأمم الكافرة هي كافرةٌ من الأصل، دينها الذِّي كانت تدَّعيه دينٌ باطلٌ، فهو وإلحادها على حدٍّ سواء، لا فرق. فالله سبحانه وتعالى يقول {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران 85].
وإن كان أهل الكتاب من اليهود والنَّصارى لهم بعض المزايا التِّي يخالفون غيرهم فيها، لكن بالنِّسبة للآخرة هم وغيرهم سواء، ولهذا أقسم النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا يسمع به أحدٌ من هذه الأمَّة يهودي أو نصراني ثمَّ لا يتَّبع ما جاء به إلَّا كان من أصحاب النَّار، فهم من الأصل كافرون، سواء انتسبوا إلى اليهوديَّة أو النَّصرانيَّة أم لم ينتسبوا إليها.
وأمَّا ما يحصل لهم من الأمطار وغيرها فهم يصابرون بهذا ابتلاء من الله تعالى وامتحانًا، وتُعجَّل لهم طيِّباتهم في الحياة الدُّنيا كما قال النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام لعمر بن الخطَّاب وقد رآه قد أثَّر في جنبه حصير، فبكي عمر، فقال: يا رسول الله، فارس والرُّوم يعيشون فيما يعيشون فيه من النَّعيم وأنت على هذه الحال. فقال {يا عمر هؤلاء قومٌ عُجِّلت لهم طيباتهم في حياتهم الدُّنيا، أما ترضى أن تكون لهم الدُّنيا ولنا الآخرة} [رواه البخاري (246، ومسلم (1479)].
ثمَّ إنَّهم يأتيهم من القحط والبلايا والزلازل والعواصف المدمِّرة ما هو معلومٌ، ويُنشر دائمًا في الإذاعات وفي الصُّحف وفي غيرها.
ولكن من وقع منه السُّؤال أعمى، أعمى الله بصيرته فلم يعرف الواقع، ولم عرف حقيقة الأمر، ونصيحتي له أن يتوب إلى الله عزَّ وجلَّ عن هذه التَّصوُّرات قبل أن يفاجئه الموت، وأن يرجع إلى ربِّه، وأن يعلم أنَّه لا عزَّة لنا ولا كرامة ولا ظهور ولا سيادة إلَّا إذا رجعنا إلى دين الإسلام، رجوعًا حقيقيَّا يصدقه القول والفعل، وأن يعلم أنَّ ما عليه هؤلاء الكفَّار باطلٌ ليس بحقٍّ، وأنَّ مأواهم النَّار كما أخبر الله بذلك في كتابه وعلى لسان رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّ هذا الإمداد الذِّي أمدَّهم الله به من النِّعمِ ما هو إلَّا ابتلاء وامتحانٌ وتعجيل طيِّبات، حتَّى إذا هلكوا وفارقوا هذا النَّعيم إلى الجحيم ازدادت عليهم الحسرة والألم والحزن، وهذا من حكمة الله عزَّ وجلَّ بتنعيم هؤلاء، على أنَّهم كما قلت لم يسلموا من الكوارث التِّي تُصيبهم من الزلازل والقحط والعواصف والفيضانات وغيرها.
فأسأل الله لهذا السَّائل الهداية والتَّوفيق، وأن يردَّه إلى الحقِّ، وأن يُبصِّرنا في ديننا، إنَّه جواد كريم. (انتهى)

 
اعتذر لانها ليست بالترتيب
فقط ركزوا فيما تحتويه




[1] قولهم "السيِّدة عائشة" رضي الله عنها


سُئل الشَّيخ رحمه الله: نسمع كثيرًا ونقرأ هذه العبارة "السيِّدة عائشة رضي الله عنها"، فهل هذه العبارة سليمة؟ والله يحفظكم ويرعاكم.

فأجاب بقوله: لا شكَّ أنَّ عائشة رضي الله عنها من سيِّدات نساء الأمَّة، ولكن إطلاق "السيِّدة" على المرأة و"السيِّدات" على النِّساء هذه الكلمة متلقَّاه فيما أظنُّ من الغرب حيث يسمُّون كلَّ امرأة سيِّدة وإن كانت من أوضع النِّساء، لأنَّهم يُسَوِّدُونَ النِّساء: أي يجعلونهم سيِّدات مطلقًا، والحقيقة أنَّ المرأة امرأة وأنَّ الرَّجل رجل، وتسمية المرأة بالسيِّدة على الإطلاق ليس بصحيح. نعم، من كانت منهنَّ لشرف دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسمِّيها سيِّدة، ولكن ليس مقتضى ذلك أنَّنا نسمِّي كل امرأة سيِّدة.
كما أنَّ التَّعبير بـ"السيِّدة عائشة" و"السيِّدة خديجة" و"السيِّدة فاطمة" وما أشبه ذلك لم يكن معروفا عند السَّلف، بل كانوا يقولون: أم المؤمنين عائشة، أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحو ذلك. (انتهى)
 
اللهم صلي وسلم على رسولك محمد واله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top