قلـــم المــــرأة : قلم حبر أم قلم اكتحال؟..!

وردة الروح

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
9 سبتمبر 2008
المشاركات
10,483
نقاط التفاعل
243
النقاط
323
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قلم المرأة : قلم حبر أم قلم اكتحال؟..!
تقول إحدى الفتيات في إحدى المنتديات: قلم الكحل لدي أهم من قلم الكتابة...لا يمكنني الخروج أو مقابلة الناس دون أن أضعه...أشعر أنني من دون كحل امرأة يكسوها الحزن...

أكثر ما تهتم به المرأة في الحياة.. جسدها، فعلاقتها بذاتها تنطلق من تفكيرها في جمالها وأناقتها وكيف تحتفظ بل وتستزيد مما حباها الله به من جمال وجاذبية، وهذا الأمر راجع وبكل بساطة لأنها ظلت تحس أنها تدور في فلك الرجل مركز تفكيرها، لهذا كان قلم المرأة الحميم الذي استخدمته بكثرة طوال تاريخها هو قلم الاكتحال، تحمله بين أصابعها ..لا تفارقه طوال حياتها.


هنا نتساءل : لو أن المرأة حملت قلم الكتابة حملها قلم الاكتحال هل كانت ستغير شيئا من ملامح الكون؟؟؟



المرأة تعلمت القراءة والكتابة منذ تعليم الرجل غير أنها لم تحقق غزارة ولا كثافة ما حققه، وقد تكون دواعي هذا وأسبابه يعود لما عرفته من انكسارات تاريخية و حضارية جعلها تهتم بجسدها الفاعل المنجب أكثر من اهتمامها بفكرها، غير أن سفن الحياة ارتضت الرجل ربّان فكر، وحمل القلم بين أنامل المرأة سيرشدها إلى وحدة المصير وبالتالي مشاركة الرجل في ملكوته الخالد.

في عالمنا العربي ظل القلم الحبر- عند المرأة وعاء شفاف تعكس به خبايا روحها الدفينة فتغلبت عليه المشاعر والأحاسيس ليكون منبع للعطاء الروحي وهيمنة القلب أكثر من عطاءاته الفكرية وهيمنة العقل، وحينما غزت المشاكل المرأة العربية وتراكمت عليها ووعت حجم مسؤولياتها اضطرت للكتابة كي ترفض وتقبل، تعترض وتوافق، تواجه وتستسلم... بكل ببساطة بدأت تتفاعل مع واقعها بايجابية خجولة، وبدأت تخرج من دائرة تلوين عينيها بالكحل إلى تلوين كتاباتها بالتحليل والنقد والقياس والدراسة المنهجية...

لكن ظلت أغلب محاولات الأقلام النسوية في وطننا العربي حبيسة الأدراج سجينة دون نشر، ومع قلة حمل قلم الحبر بين أصابع نسائنا وأستثني هنا الكاتبات – السكرتيرات - اللواتي هن بالاسم كاتبات وبالفعل مكتحلات يشتغلن بأجسامهن أكثر من شغلهن بأفكارهن، ومن يعترض يحصي عدد المحجبات في هذا الصنف من العمل! بل إن مهامهن تقتصر على تنظيم الأوراق وترتيب أجندة ومواعد المدير...

إن قلم المرأة – الحبر- هو مرآة شخصها وفكرها لكنها اعتادت أن تكون موضوعا لقلم الرجل يكتبها شعرا و نثرا ربما أغناها هذا عن التفكير في قلم الحبر والتركيز على قلم الاكتحال، وذاك نزار القباني خير دليل فهوالذي رفرف اسمه في عوالم الشعر ممتطيا اسمها.

لكن الصورة الشاهدة اليوم أن هناك نسوة عربيات لا يحملن قلم الحبر إلا لتوقيع وثيقة زواجهن أو ليكتبن طلبات البيت من خضر ولحوم وما شابه ذلك، وللأسف...

ومن الحقائق التي لا يمكن القفز عنها ولا تجاهل ذكرها أن المرأة في عالمنا إن تجرأت وحملت القلم لتكتب رفضها الواقع واعترض عليها، وان قاومت وحافظت على تدوين أحاسيسها وهمومها فإنها تحاصر بنظرات عقيمة تسألها: وهل ستغير كتاباتك في واقعك شيئا؟ بل قد تتهم في أخلاقها إن قوبلت كتاباتها بالنشرليعزى النجاح إلى التدخل السافر لجسدها في تحقيق هذا المكسب وما إلى ذلك من أمور تعلمها المرأة عندنا علم اليقين ، لا شك فيه ولا تشكيك...

لذلك ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاسم المستعار هذا الدرع الواقي الذي تحصنت وراءه كتابات المرأة العربية والذي استطاعت به أن تنعم ببعض من الترويح عن قلمها الخامل لعقود، مطيتها الانترنيت التي هي لها الورق والحبر والوجود أو ربما بعض المجلات هنا وهناك...

لكل ما قد سلف ولأشياء أخرى تجاهلناها أو ربما تجاهلتنا، ظلت الأقلام النسائية العربية خجولة في حضورها جنينية في ثوراتها تفضل حمل قلم الاكتحال عن حمل قلم الحبر!!!



تحيـــاتي
و الـــروح دة
 
بصراحة نفضل الكحل لرسوماتي على الورقة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top