عيد الحب عبادة وثنية وعادة نصرانية

أم أنس الموحّدة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جويلية 2008
المشاركات
3,463
نقاط التفاعل
67
النقاط
157
عيد الحب عبادة وثنية وعادة نصرانية
كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى


valentine-thumb2.jpg


الحمد لله وبعد: فإن من سنن الله الكونية استمرار الصراع بين الحق والباطل، ودوام المدافعة بين الهدى والضلال؛ لذا فقد أمرنا الله بالثبات على الدين، وأوجب علينا موالاة المسلمين والبراءة من الكافرين، وحذرنا من التشبه بأعداء الدين، مهما بلغت حضارتهم قوة وتقدماً، وتردت أحوال المسلمين ضعفاً وتخلفاً وتفرقاً، فالعزة بالدين القويم، والفخر بالسير على الصراط المستقيم، وليس بالقوة المادية، ولا بالنظم الحضارية، ولا الشعارات الجاهلية، قال تعالى: (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (آل عمران:196، 197)، وهذه الشعارات البراقة قادت جماهية من المسلمين إلى مشابهة أعدائهم، واتباعهم حتى في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم، كالأعياد والاحتفالات التي هي من جملة الشرائع والمناهج والعبادات، والله عز وجل يقول: (وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) (المائدة: من الآية48).
وبما أن الإسلام دين الكمال والتمام، فالناقص منه خاطئ ذميم، والزائد فيه معتد أثيم، كان أمر الأعياد وما به الاعتياد مما اختص الله بتشريعه، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من إحداثه أو المشاركة في عيد غير المسلمين، يستوي في ذلك إحياء ما اندثر من أعياد المشركين، أو ابتداع أعياد جديدة لم يشرعها رب العالمين.
هذا وإن من الأعياد المبتدعة، والاحتفالات المخترعة، ما يسمى بـ"عيد الحب" (فالنتاين Valentine Day) وهو عيد وثني نصراني، لا أصل له في دين الله، وإنما هو مما أملته أهواء الكفار، وأفرزته شهوات الفجار، ممن لا خلاق له ولا دين مستقيم، ولا أدب ولا منهج قويم، وقد شاركهم فيه طائفة من أبناء وبنات المسلمين، واحتفل به بعض ضعاف الدين، فسلكوا سبيل المغضوب عليهم والضالين، فصدق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن"(1)، وتعرضوا بهذا الفعل لاستحقاق عقوبة الطرد والإبعاد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب! أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". وفي رواية: "فأقول سحقاً لمن بدل بعدي"(2).
وملخص هذه الرسالة في النقاط التالية:
يطلق "العيد: على المناسبة التي تعود وتتكرر على وجه معيّن، وفي وقت معتاد؛ سنوي أو شهري أو أسبوعي أو غير ذلك، وتتبعه أعمال أخرى – غالباً – من عبادات أو عادات واجتماعات، وقد صار يُستعمل العيد في كل يوم فيه مسرّة(3).
فالعيد مظهر من مظاهر الفرح يعتاده الناس في وقت معيَّن، وهو أمر تعبدي، يتزلفون بإظهار هذا الفرح إلى الله تعالى، وإذا كان ذلك كذلك؛ فلا بد حينئذ أن يشترط فيه ما يشترط من جنس العبادات من الاتباع، فلا يجوز مشابهة الكفار في أعيادهم كما لا يجوز مشابهتهم في عباداتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ) (الحج: من الآية67)؛ كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به بين الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه، وأما مبدؤها فأقل أحواله أن تكون معصية. وإلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا"(4). وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار(5) ونحوه من علاماتهم؛ فإن تلك علامة وضعية ليست من الدين، وإنما الغرض منها مجرد التمييز بين المسلم والكافر، وأما العيد وتوابعه؛ فإنه من الدين الملعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه)(6).

(عيد الحب) حقيقته وتاريخه عند أهله.
إن من أشهر أعياد النصارى اليوم ما يسمى بـ"عيد الحب" (فالنتاين Valentine Day): حيث يحتفلون به في يوم 14 فبرايرمن كل سنة تعبيراً عما يسمونه في دينهم الوثني بـ"الحب الإلهي"، وقد أُحدِث هذا العيد قبل ما يزيد على (1700 عام)، في وقتٍ كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان، حيث أعدمت دولتهم القديس (فالنتاين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا؛ لإعلان مشاعر الصداقة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي.
و"عيد الحب" هذا مجموع عندهم من أعيادٍ ثلاثة، أو تجتمع فيه ثلاث مناسبات يحتفلون فيه بها، وهي:
1 – يوم 14 من الشهر الثاني الميلادي (فبراير) يومٌ مقدّس للإلاهة "يونو" ملكة الآلهة الرومانية، وإلاهة النساء والزواج عندهم.
2 – يوم 15 فبراير يومٌ مقدس للإلاهة "ليسيوس"، وهي ذئبة – أنثى الذئب – أرضعت – بزعمهم – الطفلين "روميولوس" و"ريموس" مؤسسي مدينة روما، ولهما تمثالان كبيران فيها وهما يرضعان من الذئبة. وقد كان الاحتفال بهذا العيد في معبد "إل ليسوم" أي: معبد الحب، وسُمّي بهذا الاسم؛ لأن الذئبة أحبّب ورحمت الطفلين المذكورين.
3 – عندما وجد الإمبراطور الروماني "كلاوديوس" صعوبة في تجنيد كافة رجال روما للحرب، ورأى أن سبب ذلك هو عدم رغبة الرجال المتزوجين الخروج وترك أهاليهم؛ منعهم من الزواج لكن القِس "فالنتاين" لم يطع أمر الإمبراطور، فكان يزوج الناس في كنيسته سرّا؛ فاعتقله الإمبراطور وقتله في 14 فبراير 269م، فغيّرت الكنيسة ذلك العيد من عيد عبادة الذئبة "ليسيوس" إلى عيد عبادة وذكرة القديس "الشهيد: فالنتاين"، وله تمثال كبير في دول أوروبا.
ثم تركت الكنيسة الاحتفال بعيد القديس "فالنتاين" رسمياً سنة 1969م؛ لأن تلك الاحتفالات تعتبر خرافات لا تليق بالدين والأخلاق – كما قالوا – لكن استمر عامة الناس في الاحتفال به إلى هذا اليوم.
ومن مظاهر الاحتفال بهذا العيد عندهم:
1 – تبادل بطاقات خاصة بين الذكور والإناث مكتوب عليها هذه العبارة: (Be My Valentine: أي كن فالنتيني).
2 – تبادل الورود الحمراء بين الذكور والإناث.
3 - تبادل الحلويات بين الذكور والإناث.
4 – وضع صورة "إله الحب" (كيوبيد Cupid)، وهي عبارة عن صورة طفل له جناح، ومعه قوس يسدد منه سهماً إلى قلب الحبيبة.
وللموضوع تتمة
كتبه الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
 
ربي يهدينا للخير
 
شكرآآآآ لإفادتك بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top