(Afghan Girl) عندما تنطق الصور

ملايين الصور تلتقط كل يوم . حيث هناك مايقارب ثلاثمائة مليون صورة فوتوغرافية يومياً، ولكن هناك

صور معينة أحدثت تأثيراً ضخماً فاستحقت ان تكون أفضل الصور على الإطلاق، العنصر الجمالي

والفني للصورة ليس هو الوحيد بل وليس هو الأساس، ولكن الحكايات التي كانت وراء الصورة والتأثير

الخاص بها كانت سبباً في جعلها أفضل صور في التاريخ، مجلات ومواقع رصدت تلك الصور وتباينت

بعضها في الترتيب ولكن كانت هناك صور مشتركة لم يكن عليها خلاف،


الفتاة الأفغانية .. هذا هو إسم الصورة .. كثير من المجلات والنقاد المواقع يصنفها في المركز الأول لأفضل الصور الفوتغرافية على الإطلاق، الصورة فنية جمالية لها سحر غريب وقوة خفية تنتابك عندما تطيل النظر إليها، وهي تعادل فنياً لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة الجيوكاندا أو الموناليزا، نفس الأسباب التي جعلت الموناليزا أشهر وأهم لوحة في العالم على مدار التاريخ، هي تقريبا نفس الاسباب التي جعلت تلك الصورة من الصور التي أصبح لها سحر خاص وأهمية عالمية،


وكما قيل , أن وراء كل صورة حكاية . فدعونا نعرف قصة هذه الصورة وكيف اثرت في العالم واصبح لها هذا التأثير والصدى ..



لا أحد يرد جايكم بالطريق والصورة بعد جاية بالطريق :d

 



خلال غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان ، وفي عمر الست سنوات هوجمت قريتها من طائرات الهليكوبتر السوفيتية في وقت مبكر من عام 1980. قتل في هذه الغارة السوفياتية والداها ، مما أجبرها هي و أشقاءها وجدتها للنزوح إلى مخيم للاجئين في باكستان أسمه ناصر باغ .

NYC9254.jpg



تزوجت في أواخر 1987في عمر الخامسة عشر وأنتقلت الى بيشاور ،ثم عادت إلى قريتها في أفغانستان عام 1992. انجبت ثلاث بنات هم : روبينا ، زاهدة ، وعاليه. وتوفيت ابنتها الرابعة في سن المهد .

كانت صورتها على الغلاف الخارجي في عدد يونيو 1985 من مجلة ناشيونال جيوغرافيك ، التقطت الصورة من قبل المصور Steve McCurry .

about.gif



كانت أدواته شريحة Kodachrome الملونة عالية الجودة من Kodak ومستخدما كمرته Nikon FM2 مع عدسة Nikkor 105mm F2.5 len . وبعد ما نشرت الصورة إنهالت الإتصالات على المجلة من الاف القراء يسألون عن تلك الفتاة وكيفية مساعدتها .

يقول المصور ستيف عن فكرة وظروف ألتقاطه لهذه الصورة : كانت أفغانستان ترزح تحت وطأة الاحتلال السوفييتي، ذهبت الى هناك عام 1984 وأردت التقاط صور فوتوغرافية حية، في أحد الأيام كنت في مخيم من مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان، وبينما كنت أقوم بعملي استرعت انتباهي فتاة في الثانية عشرة شعرت بخجلها وحزنها وخوفها الشديد، ولكني فوجئت بها تسألني : ''هل تأخذ لي صورة؟'' قالت تلك العبارة باللغة البشتونية التي كنت قد تعلمت شيئا منها .

ويضيف ستيف مستدعياً شعوره في تلك اللحظة: ''لم أعتقد أن صورة تلك الفتاة ستكون مختلفة عن أي شيء قمت بتصويرها في ذلك اليوم، غير أنها كانت مختلفة بالفعل كل الاختلاف، كانت واحدة من الطلبة في المدارس الرسمية داخل مخيم ناصر باغ للاجئين ، و نادرا ما تأتينا الفرصة لتصوير النساء الأفغانيات ، اغتنمت الفرصة والتقطت لها هذه الصورة .


وعلى الرغم من انه لم يعرف اسمها ، ظهرت صورتها تحت عنوان "الفتاة الأفغانية" ، على غلاف يونيو 1985 من مجلة ناشيونال جيوغرافيك. يتضمن صورة وجهها ، مع وشاح أحمر فضفاض على رأسها ومع بحر عينيها الخضراوتين كأنهما البلور حدقت مباشرة بالكاميرا ، وأصبحت هذه الصورة رمزا على حد سواء للصراع الأفغاني عام 1980 وحالة اللاجئين في العالم أجمع . كما اختيرت هذه الصورة أيضا كأكثر الصورة شهرة في تاريخ المجلة .

Sharbat_Gula.jpg



البحث عن هوية الفتاة

بقيت هوية الفتاة في هذه الصورة مجهولا لأكثر من 17 عاما ؛ حيث ظلت أفغانستان مغلقة الى حد كبير عن وسائل الاعلام الغربية حتى بعد زوال حكومة طالبان على يد القوات الاميركية وحلفائها المحليين في 2001. على الرغم من محاولات ستيف ماكوري العديدة عام 1990 لتحديد هويتها ومكانها ، لكنها بائت جميعها بالفشل

في كانون الثاني 2002 ، سافر فريق من ناشيونال جيوغرافيك إلى أفغانستان لتحديد موضوع الصورة الفوتوغرافية الشهيرة . في البداية علم ماكوري أن المخيم كان قد أغلق قريبا ، وعندما أستفسر من سكانه المتبقين ، كان هناك واحد منهم يعرف شقيق صاحبة الصورة ، وقال أنه يستطيع إرسال رسالة لها في مسقط رأسها في أحدى القرى قرب جبال تورا بورا . وخلال تلك الفترة ، كان هناك العديد من النساء اللتي تقدمن إلى ستيف وعرفن أنفسهن على أنهن صاحبات هذه الصورة الشهيرة ، بالإضافة إلى ذلك ، بعد أن ظهرت الصور عام 1985 ، أدعى مجموعة من الشبان أنهم أزواج صاحبة هذه الصورة كذبا .

وبعد رحلة أستمرت ثلاثة أيام عبر الجبال , وحوالي 3 ساعات حتى وصل الفريق الى قريتها , ألتقى الفريق بها أخيرا ، في منطقة نائية من أفغانستان ،.يقول ستيف عن تلك اللحظة : عندما رأيتها كان واضحاً أنها نفس الفتاة . لم يكن هناك شك في ذهني , العيون هي نفسها ، والندب المميز على أنفها , جميع ملامح الوجه تدل عليها . ''شربات جولا'' التي لم تكن تدري طوال اللقاء لماذا تم إحضارها؟ أو عما أحدثته صورتها من تأثير عند نشرها على غلاف المجلة، أو عن جائزة ''جولد كادا'' التي حصدها ستيف، بفضل نظرة عينيها ووجهها الطفولي المعذب، أو حتى عن عمرها الحقيقي، لكونها تعيش في بقعة لا تعرف شيئاً لا عن سجلات المواليد، ولا عن أي شيء آخر، بقعة لا تعرف سوى الحرب والحرب فقط.

قامت المجلة بعد التقاط الصورة الثانية بتطبيق تكنولوجيا المسح الإلكتروني على بؤبؤ عين الفتاة في الصورة القديمة والجديدة للتأكد من أنها الشخص نفسه وتأكدوا بالفعل أنها هي صاحبة الصورة الحقيقية


والآن احبسوا انفاسكم وتخيلوا صورة هذه الفتاة بعد 17 سنة

afghan-girl.jpg



وكانت المفاجأءة حينما أخبرت المنتج وفريق البحث بقولها :لم أشاهد هذه الصورة من قبل ولكن بالتأكيد هي صورتي . وقالت انها تذكر وقت أتقاطها فهي أول وأخر صورة ألتقطتها في حياتها ...


خلال اللقاء كانت تعبيراتها دائما تتسم بالحدة ولم تبتسم طوال الوقت فلم يبق منها طوال تلك السنين سوى المعاناة والعينين الخضراوين وعندما سألها كيف استطاعت أن تواصل الحياة على الرغم مما لاقته من أهوال ومصاعب أجابت بقولها : أنها مشيئة الله .
يقول ماكوري أنه نظراً للتعاليم الدينية المحافظة لدى الأفغان فانه لا يجب للمرأة أن تنظر أو حتى تبتسم لرجل غريب غير زوجها ولهذا السبب فإنه لم ير شربات غولا مبتسمة أبداً ودائماً ما كانت نظراتها على الأرض، فهي لا تعرف قوة عيونها.

سألها ستيف كيف تعيش حياتها هنا فقالت : أستيقظ من النوم قبل طلوع الشمس لأصلي الفجر، وبعدها أذهب للجدول لإحضار الماء، ومن ثم أبدا دورة الحياة اليومية من طبخ وتنظيف وخلافه....


لكن أهم محطات عمرها هو يوم زواجها- كما يقول أخوها الأكبر ''كاشير خان''- بل قد يكون أول يوم تفرح فيه في حياتها. أما همّها فينصب على العناية ببناتها الثلاث. لا تستطيع شربات القراءة ولكنها تستطيع كتابة اسمها، وتقول إن أملها هو أن تعلم أطفالها، فالتعليم على حد وصفها هو ''النور الذي تستطيع من خلاله أن ترى العين'

أسمها شربات جولا و يعني اسمها حرفياً بلغة البشتون فتاة زهرة الماء العذب والذي يعكس ولع قبائل البشتون بالزهور.


zm_zoomin.0.3.jpg


زوجها رجل بسيط يعمل في البناء في بشاور وأحيانا يعمل خبازا ًفي أحد محلات بيع وتصنيع الخبز لا يكسب في اليوم أكثر مما يعادل دولارا واحدا , لم تستطع شربات أن تتحمل العيش معه في بيشاور فقد كانت قد أصيبت بالسل بسبب سوء المناخ في المعسكرات وبالتالي كان من الصعب عليها العيش في الطقس الحار والملوث الذي تعرف به بيشاور حيث قررت الرجوع لقريتها في أفغانستان و أن تقضي بقية حياتها في الجبال في مناخ صحي . وفي نهاية الرحلة وقد سعى وفد المجلة الذي رافق ستيف في تلك الرحلة الى تحقيق بعض من أحلام “شربات ” وتحويلها إلى حقيقة كمكافأة لها على شهرة صورتها والصيت الذي نالته طوال تلك السنين، فباحت لهم “شربات ” بأمنيتها وهو أن تحصل على بعض المال لكي تستطيع تجهيز ابنتها العروس روبينيا ( عمرها 13 سنة ) أما حلمها الأكبر فهو زيارة الأراضي المقدسة وأداء فريضة الحج وهو ما تحققق لها فيما بعد.

ولقد ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من من الصور لها باعتبارها جزءا من قصة حياتها وغطيت هذه القصة في نيسان 2002 من ناشيونال جيوغرافيك وكانت موضوعا لفيلم تلفزيوني وثائقي بعنوان البحث عن فتاة الأفغانية ، التي بثت في مارس 2002. وكتقديرا لها ، أنشئت مجموعة ناشونال جيوغرافيك صندوقابأسمها لللفتيات الأفغانيات ، وهي منظمة خيرية بهدف تثقيف الفتيات والنساء الأفغانيات الشباب. وفي عام 2008 ، تم توسيع نطاق هذا الصندوق ليشمل الفتيان أيضا وغير أسمه إلى : صندوق الطفولة الأفغاني.








 
شكرا لك جزيل الشكر على المعلومات المقدمة ^^
 
توقيع EL General
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom