التفاعل
55
الجوائز
467
- تاريخ التسجيل
- 23 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 685
- آخر نشاط


ياألة الكمان ..
قد نزعتُ أوتاركِ الحزينة ..
و حِكت منها ثوباً قمريّ الألوان ..
لبسته و غنيتُ أعذب الألحان ..
كمانٌ أنا .. على هيئة إنسان ..
آآآآآآآآآآآآآآآهٍ و آهٍ ..
قذرٌ هو هذا العالم الصغير ..
قليل الإحسان ..
أسمع الأنين ..
و صرخات الحنين ..
و أرى العذابَ في كلّ مكان ..
تمنيت .. أن أصمّ يوماً ..
و لكني خشيتُ أن أحرمَ ..
صوتَ الأذان ..
تمنيت أن أنعمي دوماً ..
و لكني خشيت أن لا ..
أن لا أستطيع قراءة القرآن ..
و حمدتُ ربي .. على نعمة النسيان ..
***
يسألوني عن سرّ غضبي ..
فما أجبتهم ..
فردوا .. من الشيطان !!
ألا إن البشرَ هم أساس الأحزان ..
بنو اسرائيل و الصهاينة و الماسون ..
علموا حيلهم حتى .. للجان ..
ليجنوا علينا ..
و ما جنى وطني سوى الكتمان ..
وطني مسلوبٌ ..
و قد سرقتْ غيره أوطان ..
فما سرّ غضبي ؟؟؟؟!!!!!
وا عجبي ..
على أهل ذا الزمان
***
بكيتُ فاستنكروا عبراتي !!
و صاحوا في وجهي ..
فيما الدموعِ و عندكِ طعامٌ ..
أعضاءكِ كاملةٌ ..
لكِ مأوىً لكِ أهلٌ لكِ إخوان !!
و شهاداتٌ .. و مواهبَ ..
و خلّان ..
ابتسمتُ و صاحت بدورها ابتسامتي ..
لأي أرضٍ أذهبُ عندما أشتاقُ في غربتي ..
و قد منعتني الحدودُ المتان ..
و ما نفع المأكل و المأوى ..
و سيّاف أمام منزلنا و سجّان ..
و فيم الخير في من لم يدفعوا ..
بالدما و الروح عن بلاديَ العدوان ..
لأظلنّ أبكي عسى أغرق حناجركم ..
فتكفوا عن عتبي .. و تكفوا عن الهذيان ..
إن ما أعطيَ لكم في غربةٍ .. هو قمة الحرمان ..
***
و أقمت الليل ..
أناجي الرحمن ..
أقول له ..
اغفر لي ..
فقد عشقتُ فلانْ ..
و نسيت أن أدعو لنفسي ..
فصار هو قيامي و صيامي ..
و أحلامي !
و أذكاري .. في قدرِ رمضان ..
فهل دعا لي فلان ؟؟ ..
!!
أم شكرك أيضاً على نعمةِ النسيان !! ..
يا رب ..
إني جففت بحور دمعي ..
و صنعتُ في المدمعين .. سدّان ..
و أطفأت أشواقي بآياتٍ ..
فقد احترق قلبي ..
تحطم قلبي ..
و إني لأرممه بنور منحتنيه ..
ليزهو بهِ العمران ..
سامحني يا ربّ ..
فإني أحبكَ ..
و ما عرفتُ أنه في القلبِ أبداً..
لا يجتمع .. حبيبان ..
***
و انتهيت من صلاتي ..
و خرجتُ أواجه الشروقَ ..
فوجدتُ ثوبيَ القمريّ يحترق ..
و غاب في جسدي اللمعان ..
وجدتني عاريةً أمشي في وضح النهار ..
ترجف عظامي .. و تصطك الأسنان ..
فبحثت عن صخرةٍ أتوارى خلفها ..
و الناس تمشي حولي عاريةً ..
ذهلتُ صعقتُ لما أرى ..
أين رحلت العفة .. إلى أي الأكوان ..
و لكني اكتشفت .. أنهم .. كانوا كلهم عميان ..
!!
أحرقت أعينهم القنابل و الفسفور ..
أحرقت جلودهم و حواسهم ..
ما عاد يهمهم سترٌ ..
ما عاد يهمهم .. أمانْ ..
قد فقدوا كل ما تمنيت أن أفقد عندما لم يفقدوا ..
قد حرموا الكلام .. حين حرموا "اللسان" ..
قطعوا ألسنتهم .. أذابوا بيوتهم ..
و بقيتُ وحدي في ذا الكابوسِ ..
أرى أنواعَ الظلم و أنواعَ الهوان ..
و استيقظتُ على دويِ المنبه ..
تنقذني عقاربه للمرة الألف ..
من جنون ما في أحلامي كان ! ..
***
و جلستُ على السرير
أتأمل صوراً معلقةً في غرفتي ..
قد احتلت .. كل الجدران
صوراً لشهداءٍ .. لأسرىً
لأطفالٍ ..
لاستيطان !
لأسوارٍ حول غزة ..
لزيتونٍ في الضفة ..
لتاريخٍ في أريحا ..
لجمالٍ في يافا ..
لألف قصةٍ في كل صورةٍ ..
و ألف عنوان ..
و كأن الدماءَ و الدمعات فيها ..
قد رسمتْ .. بريشة فنان ..
كم تبدوا حقيقية .. !!
تلك الآلالم .. فيها .. و تلكَ الـ
أشجانْ ..
تلكَ الدبابات ..
و أولئك اليهودُ .. و أولئكَ الأعوان ..
و نهضت من سريري أقترب من تلكَ الصور ..
ككل يومٍ .. في كل صباحٍ ..
تأملتها جيداً ..
و بحثت خلفها ..
على الحائط ..
لأجد سكاكين و طعناتٍ ..
و آثارِ "خوّان" ..
وا حسرتي .. على ريشةٍ رسمة تلكم الصورَ ..
كيف احتملت .. مناظرَ لم تخطها السِّنان ..
أم أنها .. لا تكترث .. فهي .. لا تملكُ .. عينانْ ..
***
اليوم أكتب لكم خاطرتي ..
عبرت بها من بحر قريتي الصغيرة ..
و أرسيتها على الشطآن ..
أرسلتها ..
من بين الزيتون على الأغصان ..
من بيت جدي العتيقِ على التّل ..
من بئر فيها كان يسقينا ..
العزة و الوفاء .. و الحنان ..
فهل تقبلون كلماتي و أبياتي ..
فما صدرت ..
إلا من قلبِ كمان ..
على شفةِ الرزان ..
على شفةِ الرزان ..
بقلمي ..
رزان شديد
منقول للأمانة
آخر تعديل بواسطة المشرف: