اقبروني على ذاك النهر
على ضفة النهر خلفوني ورائهم
مشوا في طريقهم وتركوني وحيدة
اتأمل جريآن ماء النهر غير آبهة لما يحدث من خلفي
هم ساروا بخطوات متسارعة جدا على ذاك الدرب في شارع النوى
تلفت خلفي لم اجدهم .. تطلعت لهناك فرأيت سرابهم
بعيدا .. بعيدا .. بعيدآ
لم تعد تٌرى لي ملامحهم
صرخت بقوة علهم يسمعوا صرخاتي
لكن لاجدوى من صراخي
ذهبوا واخذوا معهم ابتسامتي البريئة
على طاحونة الايام طحنوا ضحكآتي ونثروها رمادا رمادا
تركوا لي سوى دمعه سالت على الخذ
لتروي صحرآء شفاهي القاحلة الجافة
كل ماحولي هناك موحش
كل ماحولي يوحي بالأحزآآن
نهضت متأملة الطريق وفي اي جهة اسير بقدماي
لم اجد ضالتي ففي اي طريق سامضي ؟
واي درب ساسلك ؟ ..
ياعقلي .. وياقلبي هل لا ابصرتما لي طريقا
من بقايا تفاصيلهم و ملامحهم المٌختزنة بصومعتي
احتطبت حطبا .. فاوقدت نارا
علهم يدركوني فيعودوا بخٌطاهم نحوي
يادموعي .. لاتجفي .. لاتجفي
وابقي صامدة تواسيني في وحشتي
وياخوفي لا ترحل عني وابقى معي .. خذ بيدي
و يااختناقي كن بجواري معانقا انفاسي
فبكم اتمرد على كل ماحولي
بعدها تكفكفي يادموعي وتحجري
وارحل ياخوفي وخذ نبضات قلبي
واخنق ايها الإختناق انفاسي الى ان تحتضر على ايديك
واقبروني على ذاك النهر
وارحلوا ...
آخر تعديل:
