السلام عليكم ....
أريدها موسوعة كبيرة لأجمل ما قالت المبدعة احلام مستغانمي
كل من لديه شيء جميل لمستغانمي يضعه هنا الصفحة للجميع وشكرا
بين صوتك وصمتك لاحلام مستغانمي
لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
ما زلت يا رفيقتي
أصارع المياه
منهوكة سفينتي
لكنها
بقوة الإله
ستقطع البحار
وتهزم المؤامرة
أشرعتي ممزقة
ليس لها جناح
تسخر منها العاصفة
تهزّها الرياح
لأنّها أشرعة
نشيدها جراح
لأنّها حديثة
لا تعرف الكفاح
...
بحارتي
على السطوح الباهتة
يصارعون قوة الدوار
ويقطعون أبحراً
ليس لها قرار
ويبحثون
في الدروب المقفرة عن جوهرة
يضمها محار
يسائلون أنجماً
بعيدة المدار
عن لؤلؤة
أضاعها بحّار
تهزّ كفّ بحرنا
تغيّر الأقدار!!
**بطاقة عادية في يوم غير عادي!**لاحللام مستغانمي
اشتقت إليك تدفعني أفراح الآخرين إليك اليوم صباح عيد، وأنا أصبحت أخاف الفرح لأننا نصبح أنانيين عندما نفرح يجب أن أحزن قليلاً كي أظلّ معك ثم إنّ الفرح لا يلهمني وأنا أريد أن أكتب شيئاً على ورق مدرسي أكره أن أترك كلماتي على البطاقات المستوردة للاعياد أشكالها الفرحة.. تعمّق حزني. *** لو كتبت لك بطاقة في بداية هذه السنة لقلت: "لأنك... ولأنني... أتمنى أن..." وكان لا بدّ أن تملأ أنت الفراغ.. أؤمن أن مهمة الرجل ملء الفراغ الفراغ الأرضيّ الفراغ الكونيّ الفراغ في قلب امرأة الفراغ في جسمها *** يحدث أن أمتلئ بك.. يوم حدث هذا وضعت حدّاً للحزن المسالم وبدأت أجمع صور الشهداء يوم حدث هذا.. قلت أنك قادر على إمتلاكي الآن ترحل. ... كنت رصيف فرح الآن يجب أن أتعوّد الوقوف على أرصفة أخرى سأذكرك تعلّمت معك أن أعود إلى طفولتي أن أحبّ البسطاء أن أرتب خريطة هذا الوطن وأقف في صفّ الفقراء ديسمبر 1974
**مواسم لاعلاقة لها بالفصول** لاحلام مستغانمي هُنالك مواسم للبكاء الذي لا دموع له .. هُنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له .. هُنالك مواسم للحزن الذي لا مبرر له .. هُناك مواسم للمفكرات الفارغة .. والأيام المتشابهة البيضاء .. هُنالك أسابيع للترقب وليالٍ للأرق .. وساعات طويلة للضجر .. هُنالك مواسم للحماقات .. وأخرى للندم .. ومواسم للعشق .. وأخرى للألم .. هُنالك مواسم .. لاعلاقة لها بالفصول .. ** ** هُنالك مواسم للرسائل التي لن تُكتب .. للهاتف الذي لا يدق .. للاعترافات التي لن تقال .. للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان .. هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار .. هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الخسارة بتفوق .. ** ** هُنالك بدايات السنة أشبه بالنهايات .. هُنالك نهايات أسبوع أطول من كل الأسابيع .. هُنالك صباحات رمادية لأيام لا علاقة لها بالخريف .. هُنالك عواصف عشقيه لا تترك لنا من جوار وذاكرة مفروشة لا تصلح للإيجار .. ** ** هُنالك قطارات ستسافر من دوننا .. وطائرات لن تأخذنا أبعد من أنفسنا .. هُنالك في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر .. هُنالك أمطار لا تسقي سوى الدفاتر.. هُنالك قصائد لن يوقعها الشعراء .. هُنالك ملهمون يوقعون حياة شاعر .. هُنالك كتابات أروع من كاتبها .. هُنالك قصص حب أجمل من أصحابها .. هُنالك عشاق أخطئوا طريقهم للحب .. هُنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه .. ** ** هُنالك زمن لم يخلق للعشق .. هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن .. هُنالك حُب خلق للبقاء .. هُنالك حُب لا يبقي على شيء .. هُنالك حُب في شراسة الكراهية .. هُنالك كراهية لا يضاهيها حب .. هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة .. هُنالك كذب أصدق من الصدق .. ** ** هُنالك أنا هُنالك أنت هُنالك مواعيد وهمية أكثر متعة من كل المواعيد.. هُنالك مشاريع حب أجمل من قصة حب .. هُنالك فراق أشهى من ألف لقاء .. هُنالك خلافات أجمل من أي صلح .. هُنالك لحظات تمر عمراً .. هُنالك عمر يحتضر في لحظة .. هُنالك أنا .. وهنالك أنت .. هُنالك دائماً مستحيل ما يولد مع كل حب
كم من صمت يلزمنا لنهاية فوضى السماء ...
لم نتنبأ بالحكاية عند الزاوية اليسرى من داك المقهى ..
فلنغير ..
فالتغيير حاجة الانبياء ..
كما ان الجهة اليسرى صارت عبئا على الداكرة و الكلام ..
قد يكون داك الفيلم كفيلا بتغييرك ...
فأنا احب كل ما يبث في البكاء ...
بطاقة عادية في يوم غير عادي ** لاحلام مستغانمي ...
اشتقت إليك
تدفعني أفراح الآخرين إليك..
اليوم صباح عيد, وأنا أصبحت أخاف الفرح
لأننا نصبح أنانيّين عندما نفرح
يجب أن أحزن قليلا ً كي أظلّ معك (!)
ثمّ إنّ الفرح لا يلهمني
وأنا أريد أن أكتب شيئًا على ورق مدرسي
أكره أن أترك كلماتي على البطاقات المستوردة للأعياد
أشكالها الفرحة.. تعمّق حزني ..
لو كتبت لك بطاقة في بداية هذه السنة لقلت:
“لأنك…
ولأّنني…
أتمّنى أن…”
وكان لا بدّ أن تملأ أنت الفراغ..
أؤمن أنّ مهمة الرجل ملء الفراغ
الفراغ الأرضيّ
الفراغ الكونيّ
الفراغ في قلب إمرأة
الفراغ في جسمها
* * *
يحدث أن أمتلىء بك..
يوم حدث هذا وضعت حدًّا للحزن المسالم
وبدأت أجمع صور الشهداء
يوم حدث هذا.. قلت أنك قادر على إمتلاكي
الآن ترحل !؟
كنت رصيف فرح
الآن يجب أن أتعوّد الوقوف على أرصفة أخرى سأذكرك
تعّلمت معك أن أعود إلى طفولتي
أن أحبّ البسطاء
أن أرتبّ خريطة هذا الون
وأقف في صف الفقراء
صبرت عليك و أدري
كان رهانك كسري من قهري
قاطعت حنين الوقت إليك
ارتشافي صباحاً لصوتك
ارتطام أشواقي بموجك
من فرط سهادي بك
* * *
ما خنتك
لكنّي رحت أخون الزمان بعدك
أعصى عادة العيش بإذنك
أنسى انتظاري لك
فرحتي حين يحلّ رقمك
ازدحام هاتفي بك
* * *
كم أخلصت لغيابك
لكنّها ذاكرتي خانتني
تصوّر
ما عدت أذكر عمر صمتك
و لا متى لآخر مرّة قابلتك
و كم من الوقت مرّ من دونك
فكيف قل لي أنتظرك
و أنا ما عدت أعرف وقع خطوك
* * *
مذ افترقنا
ما عاد الأمر يعنيني
سيّان عندي إن غدرت أو وفيت
يكفيني يا سيّد الحرائق
أنّك خنت اللهفة
و أطفأت جمر الدقائق
* * *
ما خنتك.. لكن خانك حبري
مذ قرّرت ألا أكتبك
لن تدري
كم اغتلت قصائد في غيبتك
حتى لا تزهو بحزني
حين تشي بي الكلمات
ما ختنك..
فقط نسيت أن أعيش بتوقيتك
ما عدت أذكر
كم من المطارات حطّ قلبي بها
دون علمك
* * *
و الله ما خنتك
و لا ظننت قلبي
سيقوى على الحياة بعدك
لكنّه الخذلان
علّمني أن أستغني عنك
أصبحت فقط
أنسى أن أسهرك
أأبى أن أذرفك
أكثر إنشغالاً من أن أذكرك
و أكبر الخيانات.. النسيان!
مختارات من اجمل ما قالت المبدعة : **أحلام مستغانمي ..**
--عجيبة هي الحياة بمنطقها المعاكس. أنت تركض خلف الأشياء لاهثاً، فتهرب الأشياء منك. وما تكاد تجلس وتقنع نفسك بأنها لا تستحق كل هذا الركض، حتى تأتيك هي لاهثة. وعندها لا تدري أيجب أن تدير لها ظهرك أم تفتح لها ذراعيك، وتتلقى هذه الهبة التي رمتها السماء إليك، والتي قد تكون فيها سعادتك، أو هلاكك؟
--. نحن لا نتعلم الحياة من الآخرين. نتعلمها من خدوشنا.. ومن كل ما يبقى منا أرضًا بعد سقوطنا ووقوفنا.
--ستتعلمين كيف تتخلين كل مرة عن شيء منك، كيف تتركين خلفك كل مرة أحدًا..أو مبدأً..أو حلمًا. نحن نأتي الحياة كمن ينقل أثاثه وأشياءه. محملين بالمباديء.. مثقلين بالأحلام.. محوّطين بالأهل ولأصدقاء. ثم كلما تقدم بنا السفر فقدنا شيئًا ، وتركنا خلفنا أحدًا، ليبقى لنا في النهاية ما نعتقده الأهم. والذي أصبح كذلك، لأنه تسلق سلم الأهميات، بعدما فقدنا ماكان أهم منه!
--حتمًا
نأتي الحب متأخرين قليلاً، متأخرين دومًا.
نطرق قلبًا بحذر، كمن مسبقًا يعتذر، عن حب يجيء ليمضي.بصيغ مغايرة، يعيد الحب نفسه، ببدايات شاهقة لأحلام.. وانحدارات مباغتة الألم. وعلينا أن نتعلم كيف ننتظر أن يوصلنا سائق الحب الثمل إلى عناوين خيبتنا.
--السعادة، ذلك العصفور المعلق دوما على شجرة الترقب، أو على شجرة الذكرى. هاهو على وشك أن يفلت مني الآن أيضا. ولأنني أدركت ذلك بدأت أعيش ذلك الحب، بشراسة الفقدان.
كالذين يعيشون عمرًا مهددًا، علمني الموت من حولي أن أعيش خوف اللحظة الهاربة، أن أحبَّ هذا الرجل كل لحظة.. وكأنني سأفقده في أية لحظة، أن أشتهيه، وكأنّه سيكون لغيري، أن أنتظره.. دون أن أصدق أنه سيأتي. ثم يأتي.. وكأنه لن يعود، أبحث لنا عن فرحة أكثر شساعة من موعد، عن فراق، أجمل من أن يكون وداعًا.
-- الأجدر أن يُعرّف الإنسان بما فقد وليس بما يملك. فنحن دائما نتيجة ما فقدناه. ولكن لا أحد يسألك عن الذي فقدته؛ هم يسألونك فقط عما تملك.
-- لا يمكنك أن تحبّي أيّ شخص حقاً، حتى يسكنك شعور عميق بأنّ الموت سيباغتك، ويسرقه منك. كلّ الذين تلتقين بهم كلّ يوم، ستغفرين لهم أشياء كثيرة. لو تذكّرت أنهم لن يكونوا هنا يوماً، حتى للقيام بتلك الأشياء الصغيرة التي تزعجك الآن وتغضبك. ستحتفين بهم أكثر، لو فكّرت كلّ مرة، أنّ تلك الجلسة قد لا تتكرر، وأنّك تودعينهم مع كلّ لقاء. لو فكر الناس جميعا هكذا لأحبوا بعضهم بعضا بطريقة أجمل.
--إن لحظة حب تبرر عمرا كاملا من الانتظار.
--ثمة حزن يصبح معه البكاء مبتذلاً، حتّى لكأنه إهانة لمن نبكيه.
فلم البكاء، مادام الذين يذهبون يأخذون دائمًا مساحة منا، دون أن يدركوا، هناك حيث هم، أننا، موتًا بعد آخر، نصبح أولى منهم بالرثاء، وأن رحيلهم كسر ساعتنا الجدارية، وأعاد عقارب ساعة الوطن.. عصورًا إلى الوراء؟
--هو لم يقل سوى "كيف أنت؟" وهي قبل اليوم لم تكن تتوقع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا.
وإذ بها تكتشف كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها, تلك التي نجيب عنها دون تفكير كل يوم, غرباء لا يعنيهم أمرنا في النهاية, ولا يعنينا أن يصدقوا جوابا لا يقل نفاقا عن سؤالهم.
ولكن مع آخرين, كم يلزمنا من الذكاء, لنخفي باللغة جرحنا؟
بعض الأسئلة استدراج لشماتة, وعلامة الاستفهام فيها, ضحكة إعجاز, حتّى عندما تأتي في صوت دافئ كان يوما صوت من أحببنا.
-- "كيف أنتِ؟"
صيغة كاذبة لسؤال آخر. وعلينا في هذه الحالات, أن لا نخطئ في إعرابها.
فالمبتدأ هنا, ليس الذي نتوقعه. إنه ضمير مستتر للتحدي, تقديره "كيف أنت من دوني أنا؟"
أما الخبر.. فكل مذاهب الحب تتفق عليه.
-- من الأسهل علينا تقبل موت من نحب. على تقبل فكرة فقدانه, واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.
ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان, نجد فيه عزاءنا.
-- الناس؟ إنهم لا يطرحون عليك عادة, إلا أسئلة غبية, يجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها..
يسألونك مثلا ماذا تعمل.. لا ماذا كنت تريد أن تكون. يسألونك ماذا تملك.. لا ماذا فقدت. يسألونك عن أخبار المرأة التي تزوجتها.. لا عن أخبار تلك التي تحبها. يسألونك ما اسمك.. لا ما إذا كان هذا الاسم يناسبك. يسألونك ما عمرك.. لا كم عشت من هذا العمر. يسألونك أي مدينة تسكن.. لا أية مدينة تسكنك. يسألونك هل تصلي.. لا يسألونك هل تخاف الله. ولذا تعودت أن أجيب عن هذه الأسئلة بالصمت. فنحن عندما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطأهم.
-- في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أن تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.
-- ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.
لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لا تمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
-- ولماذا أنت سعيد إذن؟ ما دمت بفرح غريب تفعل الأشياء الأكثر ألماً, تعاشر جثة حب, تضاجع رمم الأشياء الفاضحة, باحثاً في التفاصيل المهملة عما يشي بخيانة من أحببت.
أهي معابثة للذاكرة؟ أم تذاكٍ على الأدب؟ أم .. حاجتك أن تغار؟ كحاجتك إلى النوم على أسرة علقت بشراشفها رائحة رجال سبقوك, كحاجتك إلى الأغطية الخفيفة, للهاث امرأة استعادت أنفاسها على صدر غيرك, كحاجتك إلى البكاء على وسادة تنام عليها وحيداً, وكانت وسادة لرأسين.
لا أسوأ من غيرة عاجزة. غيرة متأخرة لا تستطيع حيالها شيئاً.
-- كذلك الأشياء التي فقدناها. والأوطان التي غادرناها والأشخاص الذين اقتلعوا منا. غيابهم لا يعني اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا, كما يعيش وطن.. كما تعيش امرأة.. كما يعيش صديق رحل.. ولا أحد غيرنا يراهم. وفي الغربة يسكنوننا ولا يساكنوننا, فيزداد صقيع أطرافنا, وننفضح بهم برداً!
--" المصادفة هي الإمضاء الذي يوقع به الله مشيئته". ومشيئته هي ما نسميه قدراً.
وكان في تقاطع أقدارنا في تلك النقطة من العالم أمر مذهل في تزامنه. لن أعرف يوماً إن كان هبة من الحياة أو مقلباً من مقالبها.
-- - الفاجعة.. أن تتخلى الأشياء عنك, لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها. عليك ألا تتفادى خساراتك. فأنت لا تغتني بأشياء ما لم تفقد أخرى. إنه فن تقدير الخسائر التي لا بد منها. ولذا, أنا كصديقي الذي كان يردد " لا متاع لي سوى خساراتي. أما أرباحي فسقط متاع",أؤثر الخسارات الكبيرة على المكاسب الصغيرة. أحب المجد الضائع مرة واحدة.
--.. ثمة حكمة لا تبلغها إلا في عز وحدتك وغربتك, عندما تبلغ عمراً طاعناً في الخسارة. تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة ما بقي في حوزتك, لتهون عليك الفجائع الصغيرة. عندها تدرك أن السعادة إتقان فن الاختزال, أن تقوم بفرز ما بإمكانك أن تتخلص منه, وما يلزمك لما بقي من سفر. وقتها تكتشف أن معظم الأشياء التي تحيط بها نفسك ليست ضرورية, بل هي حمل يثقلك.
-- " لا يحدث للإنسان ما يستحقه, بل ما يشبهه".
-- ثمة من ينال منك, بدون أن يقصد إيذاءك, إنما باستحواذه عليك حد الإيذاء. ثمة من يربط سعادته بحقه في أن يجعلك تعيساً, بحكم أنه شريك لحياتك, تشعر أن الحياة معه أصبحت موتاً لك, ولا بد من المواجهة غير الجميلة مع شخص لم يؤذك, لم يخنك, ولكنه يغتالك ببطئ.
-- كذلك الزمن الذي كانت تسألني فيه فزعة " هل ستعيش معي؟" , فأطمئنها ورأسي يتململ بحثاً عن المكان الأدفأ في صدرها " سأعشش فيك", فتلح بذعر العشاق " حقاً لن نفترق؟" فأجيب بسذاجتهم " حتماً لن ننشطر".
--لا تحزن. هي ما جاءت لتبقى, بل لتشعرك بفداحة رحيلها.
-- عندما نراجع حياتنا نجد أن أجمل ما حدث لنا كان مصادفة, وأن الخيبات الكبرى تأتي دوماً على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة.
-- تجمع حولك أشياء بديلة تسميها وطناً. تحيط نفسك بغرباء تسميهم أهلاً. تنام في سرير عابرة تسميها حبيبة. تحمل في جيبك دفتر هاتف بأرقام كثيرة لأناس تسميهم أصدقاء. تبتكر أعياداً ومناسبات وعناوين وعادات, ومقهى ترتاده كما تزور قريباً.
أثناء تفصيلك لوطن بديل, تصبح الغربة فضفاضة عليك, حتى لتكاد تخالها برنساً. غربة كوطن, وطن كأنه غربة.
-- - لا تصدق أن الأشياء مضرة بالصحة. وحدهم الأشخاص مضرّون. وقد يلحقون بك من الأذى أكثر مما تلحق بك الأشياء, التي تصرّ وزارة الصحة على تحذيرك من تعاطيها. ولذا كلَّما تقدَّم بي العمر, تعلَّمت أن أستعيض عن الناس بالأشياء, أن أحيط نفسي بالموسيقى والكتب واللوحات والنبيذ الجيد, فهي على الأقل لا تكيد لك, ولا تغدر بك. إنها واضحة في تعاملها معك. والأهم من هذا أنها لا تنافقك ولا تهينك ولا يعنيها أن تكون زبّالاً أو جنرالاً.
-- كنت أحتقر تعاسة الذين لا يجرؤون على الاقتراب من السعادة الشاهقة, الباهظة, التي لا تملك للسطو عليها إلا لحظة, فالحبّ الكبير يختبر في لحظة ضياعه القصوى.
تلك اللحظة التي تصنع مفخرة كبار العشّاق الذين يأتون عندما نيأس من مجيئهم, ويخطفون سائق سيارة ليلحقوا بطائرة ويشتروا آخر مكان في رحلة, ليحجزوا للمصادفة مقعداً جوار مَن يحبّون.
الرائعون الذين يخطفون قدرك بالسرعة التي سطوا بها ذات يوم على قطار عمرك.
أعيش معك حالة لا توازن منذ عرفتك
حياتي تسير بإنتظام فيما قلبي تسوده الفوضى
قال : حاولي أن تزيلي بعضا من ستائر الغموض لكي نرى نور الحقيقة
قالت : منذ عرفتك أحس أنني معجبة بك الى آخر حدود الإعجاب
فيك أشياء أحتاجها في هذا الزمن
وجدت فيك ماكان ينقصني ويكمل بهاء روحي وصفاء عالمي
لكنني أخشى من النهايات دوما
فأنا إمرأة تعودت دائما أن تفقد أي شئ تحبه
قال : نحن عادة نستطيع أن نكبح جماح العاطفة في البدء لكننا نعجز عنه في النهاية
قالت : وهذا مايجعلني أخاف كثيرا كثيرا .. فعلمني كيف أحبك بلا ألم ….. وأن لا أحبك بلا ندم
قال : الخوف من الحب هو دائما إعتراف بسيطرة هذا الحب علينا
فنحن حينما نخاف من أن نحب شخصا ، نكون في الواقع قد أحببناه بالفعل وأنتهى الأمر
[لكن إنظري إلى الأمر بشئ من البساطة والواقعية
فالحياة لا تعطينا كل شئ نتمناه دائما …….. يكفي أن نستمتع بالقليل منه وأن نسعد به
قالت : حتى فلسفتك ؛ ونبرة صوتك الهادئة
تعجبني كثيرا ؛ تشعرني بالراحة وبالمتعة …….. أخبرني من أين تأاتي بكل هذه المتعة والدهشة ؟
قال : لا أدري …. صوتي هو صدى لإحساسك الطيب .. لا أكثر من ذلك
تصوّرت وأنا أطأ تلك الأرض العربية.. للمرة الثانية. أنني تركت
أفكاري المضادة عند الجمارك. وكآلاف السواح سآخذ حمام شمس،
وأحتسي كثيراً من الشاي وأعود بحقائب مملوءة عباءات.
ولكنني وجدت نفسي كالمرة الأولى، عاجزة عن أن أكون مجرد سائحة.
خاصة وأنني في هذه المرة سأقضي أياماً في ضيافة العائلة المالكة.
أي مغامرة كانت أن أتخلى مرة واحدة عن كل ما أؤمن به.
أن أتناول غذائي وخلفي زنجيان بقفازات بيضاء يحرمانني حتى لذة تقطيع الخبز بيدي.
أن آخذ حمام شمس في شاطئ خاص، يراقبه ما يقارب الخمسة عشر
حارساً، وكأنني جاكلين في الجزيرة التي أهداها إيّاها زوجها الراحل
أوناسيس.
أن أستمع إلى أي أغنية أريدها بصوت المغني نفسه وبإبداع أو بتصنّع
أكثر.
كان عمري عشرين سنة، وكنت أرى وجودي في ذلك القصر محض
فضول طفولي.
كنت في أعماقي أحتقر كل الفنانين الذين التقيت بهم في تلك الظروف.
تناقشت بعدها مع أحدهم. كان يعتقد انه (ملتزم).
قال مبرراً وجوده هناك "ما رأيك بعبد الحليم؟ إنه في هذه اللحظة يغني
في القصر الآخر!".
قلت "قد أغفر لعبد الحليم لأنه ليس من هذا البلد.. هو لا يغادر القصر
ليرى الشعب.. ثم أنه ملتزم أولاً برد جميل الملك! أما أنت فتعرف شعبك
أكثر منّا وتعرف ما يريد".
كان هذا أول نقاش لي. سألني آخر بعدها.. ما الذي يزعجني في هذا
البلد الرائع؟ قلت "ربما أفكاري.. أنا لست ملكية!".
أجاب بهدوء "لا تنزعجي كثيراً إذن.. فلكل بلاد ملكها. كلّ من لا يمكن
توجيه الإنتقاد إليه.. هو ملك".
كان على صواب.. لكنني لم أستسلم.
قال أخيراً "هذه مشاكل ستحلّ بتحرير أرضنا"، قلت" بل بتحرير الإنسان
أولا".
تذكرت فجأة عندما منذ عام، كنت أمرّ بمدينة في ذلك البلد المجاور، وإذ
بسيارة تتوقف، وجموح الفلاحين يسرعون نحوها ليلثموا يد رجل ينزل
منها ويمدّ يده نحوهم بكل برودة وتجاهل..
قبلها كنت أتحدث كثيراً عن الثورة.
يومها ما كان بإمكاني تغيير شيء في ذلك الموقف، فأفكاري لن تمنح
رغيفاً لفقير. ولا هي سترد الكرامة لرجل مهان. ما عاد يكفي أن نثور..
يجب أولاً أن نخلق الإنسان الذي يحمي الثورة.
قررت أخيراً أن أصمت.
ولكن بدأ صراع جديد عندما طالبني أحدهم في سهرة أن (أنشد) شعراً.
وسرعان ما أصبح الأمر مطلباً جماعياً يقتضيه السمر.
قلت جادة: "لا أكتب شعراً يليق بهذه المناسبات"
أحتجّ البعض مطالباً بأية قصيدة حب.
قلت أنني لم أكتب شعراً في الحب.
طالبوني بإرتجال قصيدة "عنهم".. ضحكت.
آخر قصيدة كتبتها، كان موضوعها الجنود الذين ارسلوا إلى الحدود
لأسباب غير حربية.
لو قرأتها عليهم ماذا كان يمكن أن يحدث!
لا شيء ربما..
لن أموت ولن أسجن، فقط سيظنون أنني جننت لأنتقد حاكماً في قصره.
أخيراً قرأت عليهم قصيدة رمزية، فهمها كل واحد كما أراد.
أدركت يومها أن الرمزية خيانة لأنها جبن. أضفت إسمي إلى قائمة
المبدعين الذين أحتقرهم. وكان عليّ أن أرحل قبل أن ينكشف الرمز!