هذه الأيقونة مبهرة تحكي علاقة العملاء بأمريكا

من أقصى المدينه

:: عضو منتسِب ::

هذه الأيقونة باختصار تمثل كثير من رموز إعلامنا في العالم العربي " حكومات , قنوات , صحافة , مجلات , حتى منتديات وشبكات تواصل " فيس بوك , تويتر " "
الكل يخطب ود حامل العلم هذا ..,
ذكرني ذلك بالعرب قديماً " كان إذا مات لهم ميت , استأجروا من يندبه ويبكيه , حتى يقال : لقد بكته النساء وندبته " ويسمونها النائحة المستأجرة
وهذه النائحة ليس بالضرورة أن يكون لها هدف سياسي أو مصلحة كبرى
همها أن تقبض الدولارات جراء شق الجيوب ولطم الخدود ..,
وهذا النوع أنظف الوسخين ..,

النوع الثاني : هو من ينوح ويلطم ويطبر وينثر التراب على رأسه " معتقداً بسياسة الأمريكان ومؤمن بها وناصر " من غير مقابل هكذا إحتساباً نائح مستأجر بالإحتساب .., وهذا أنجس الأنجاس .., " رافضة , عملاء راند , أهل النفاق "

النوع الثالث : النائح المستأجر وهو في الحقيقة غير مستأجر .., يدعي هذا النوع : بأن مجاهدة أهل البدع وتقديمهم على اليهود النصارى هو الأولى لأن الناس تعلم خطر اليهود والنصارى ولا تعلم خطر أهل البدع ..,
وهذا النوع أتعس هذه الأنواع فهو قد خالف أمر الله وحارب الدين وأهله من جهة ومن جهة أخرى لم يكسب شيئاً من حطام الدنيا الزائل ولكن هناك من هذا النوع من يقبض
مالاً من أجل هذه الخدمات وبعضهم يأخذ ضمانات على دعوتهم مثلاً .., أو على المناصب , أو الرواتب ..., ليس بالضرورة أن يكون مالاً ..,
ولقد رأينا تزكية من الكونجرس لأحد دعاة هذا النوع .., هنئياً له بها وسحقا ..,

النوع الرابع : هو من يمد يده للأمريكان , يد التسامح والعمل المشترك و تبادل المصالح ,
ناسياً دماء أهل الإسلام , في تميين سافر فاضح فاحش وهذا النوع لا تكاد ترى فيه ولاء ولا براء
وهم أهل عقيدة مخلخلة إلا من رحم الله ..,
كل هؤلاء في علاقة مع المرأة الأمريكية فمنهم من يجامعها ومنهم من يهاتفها ومنهم من يبادلها النظرات والإبتسامات ..,
و هذه المرأة لا ترد سائل ولا خاطب فقد ربت على العهر والفجور ..,
أخوكم
السلطان سنجر
من أقصى المدينه
 
أهلا وسهلا بك بيننا أخي الكريم

هناك في العالم العربي البغيض وكالات تجارية لشركات امريكية كبيرة مثل فورد وبيبسي كولا وكوكا كولا وغيرها
ونفس الشيء الطواغيت وأعوانهم ليسوا سوى وكلاء لأمريكا يسوقون لها ويقبضون هامش ربح
والوكلاء لهم موسوقون وعملاء شنطة لهم كذلك نسبة في المبيعات وأرباح
فكل الأمر خيانة ×خيانة

قيض الله لبني الإسلام من يجمع شتاتهم على كلمة لا إله إلا الله وتحكيم شرعه وكتابه تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
 
أهلا وسهلا بك بيننا أخي الكريم

هناك في العالم العربي البغيض وكالات تجارية لشركات امريكية كبيرة مثل فورد وبيبسي كولا وكوكا كولا وغيرها
ونفس الشيء الطواغيت وأعوانهم ليسوا سوى وكلاء لأمريكا يسوقون لها ويقبضون هامش ربح
والوكلاء لهم موسوقون وعملاء شنطة لهم كذلك نسبة في المبيعات وأرباح
فكل الأمر خيانة ×خيانة

قيض الله لبني الإسلام من يجمع شتاتهم على كلمة لا إله إلا الله وتحكيم شرعه وكتابه تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

امين وبارك الله بك أخي الكريم .., ونسأل الله أن يكف الأمة شر هؤلاء العملاء ..,
 
من النوع الرابع

المتصوفة وأمريكا مصالح مشتركة ومصير مشترك


من المنقول

السيد زهره

في مقال الأسبوع الماضي، تحدثت عن إبعاد ومظاهر "الصحوة السياسية للصوفية" في الدول الإسلامية، وهي الظاهرة التي أصبحت أكثر بروزا في العامين الماضيين على وجه الخصوص. وذكرت أن المشكلة الأساسية هنا هي أن هذه الصحوة يمكن أن تندرج في إطار مخطط أمريكي لاستغلال الجماعات الصوفية في العالم الإسلامي في إطار إستراتيجية أمريكية محددة.

ماذا يعنيه هذا بالضبط؟.. عن أي مخطط أمريكي بالضبط يمكن أن نتحدث؟ أظن - والله اعلم - أنني كنت من أوائل من نبهوا إلى هذه القضية قبل سنوات. كان هذا حين كتبت سلسلة مقالات "الحرب على الإسلام.. الجوانب المعلنة والخفية". في ذلك الوقت، كانت مؤسسة راند الأمريكية البحثية الشهيرة والواسعة النفوذ قد أصدرت دراستها الخطيرة المعنونة "الإسلام المدني الديمقراطي"، وتحدثت فيها وان بشكل عابر عن الصوفية وموقعها في إطار الإستراتيجية التي تقترحها إزاء العالم الإسلامي.
طالع:

ظاهرة "الصحوة السياسية" للصوفية


بعد هذه الدراسة، أصبح هناك هوس في الولايات المتحدة بالصوفية ودورها السياسي وكيف يمكن أن تستغله أمريكا في إستراتيجيتها.

عشرات الأبحاث والكتب خرجت من مراكز الأبحاث الأمريكية، وعدد لا يحصى من التحليلات الصحفية، وندوات ومؤتمرات شتى، كلها تناقش هذه المسألة. من المهم جدا بالنسبة إلينا في العالم العربي والإسلامي أن نكون على علم بما هو مطروح على المستوى الفكري الأمريكي فيما يتعلق بهذه المسألة.. مسألة الدور السياسي للصوفية في الدول الإسلامية.

هذا مهم جدا لسبب محدد هو أن هذه الأفكار والتصورات والخطط خرجت من دائرة البحث والفكر إلى عالم السياسة، بمعنى أن دوائر في الإدارة الأمريكية تبنتها بكاملها تقريبا.

وبحكم متابعاتي للقضية، يمكن القول أن الصورة هنا ليست واضحة تماما بالنسبة إلى الكثيرين في العالم العربي، بمعنى أن المعرفة العامة بأبعاد هذه التصورات والخطط الأمريكية فيما يتعلق بالصوفية هي معرفة محدودة. لهذا، فسوف أحاول قدر الإمكان تقديم الأبعاد والملامح والأهداف الأساسية للتفكير الأمريكي فيما يتعلق بهذه المسألة.

السفير "الدرويش"

دأب السفير الأمريكي السابق في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني على الذهاب كل عام إلى طنطا لحضور مولد السيد البدوي، واللقاء مع مشايخ الطرق الصوفية، والجلوس مع "الدراويش" والاستماع إلى الأذكار ومشاهدة حلقات الذكر، والمظاهر الاحتفالية الأخرى في المولد.

ولم يكن حريصا على حضور مولد البدوي في طنطا فقط، وإنما كان يحضر أيضا الموالد الأخرى، وخصوصا مولد الحسين، والسيدة زينب. وبعد أن غادر مصر، وسيرا على النهج نفسه، قرأنا أخبارا عن ان جواند كاردنو، القنصل الأمريكي في الإسكندرية، حرصت على المشاركة في الاحتفال بمولد أبو الحسن الشاذلي وأبو العباس المرسي تلبية لدعوة من الشيخ جابر قاسم الخولي وكيل المشيخة الصوفية في الإسكندرية.

عندما كان السفير ريتشاردوني يحرص على حضور الموالد على هذا النحو، احتار الكثيرون في فهم وتفسير ما يفعله، وتعددت التفاسير بهذا الشأن. البعض اكتفى بالسخرية من السفير الذي أصبح "درويشا". البعض اعتبر أن المسألة شخصية بحتة، وليس لها أي إبعاد سياسية محددة. اعتبروا أن كل ما في الأمر أن السفير "عاشق للصوفية" ومحب للموالد، والمسألة لا تتعدى هذا.

البعض الآخر ممن أرادوا إعطاء تفسير سياسي، اعتبروا أن ما يقوم به السفير، يندرج في إطار محاولة دبلوماسية منه لتحسين صورة أمريكا المتردية في مصر، كما في كل العالم العربي والإسلامي، وذلك عبر التقرب إلى بسطاء المصريين بهذه الطريقة لإظهار وجه آخر لأمريكا أكثر إنسانية من الوجه القبيح المعروف لها.

لكن ما لم يتنبه إليه الكثيرون في ذلك الوقت ممن تناولوا المسألة، أن الأمر يندرج في إطار ابعد من هذا بكثير، ولتحقيق أهداف أعمق وابعد من هذا بكثير. لم يدركوا أن ما كان يفعله السفير ريتشاردوني، يندرج في إطار مخطط أمريكي واضح ومدروس سلفا وبعناية يستهدف بالذات الطرق والجماعات الصوفية، ليس في مصر وحدها وان في كل أنحاء العالم الإسلامي. لكن كيف صيغ هذا المخطط وكيف تبلورت أبعاده؟

هوس أمريكي بالصوفية

كل إبعاد وملامح التفكير الأمريكي، وتاليا الخطط الفعلية، فيما يتعلق بالمسألة الصوفية، تمت صياغتها في أروقة مراكز الأبحاث الإستراتيجية الأمريكية الكبرى.

كانت البداية الكبرى هنا، كما أشرت في المقدمة، هي الدراسة المهمة والخطيرة التي أصدرتها مؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث في عام 2003 تحت عنوان "الإسلام المدني الديمقراطي"، والتي أشارت إلى أن الجماعات الصوفية احد الحلفاء المفترضين لأمريكا في العالم الإسلامي.

منذ ذلك الوقت، أصبح هناك نوع من الهوس بمعنى الكلمة انتاب كثيرا من مراكز الأبحاث والباحثين والكتاب الأمريكيين، اسمه الصوفية.

فمنذ ذلك الوقت، صدرت عشرات الأبحاث عن هذه المراكز الأمريكية تتعلق بالصوفية وكيفية يمكن أن تصبح أداة في إطار الإستراتيجية الأمريكية تجاه العالم الإسلامي. وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات الغرض نفسه، وصدر العديد من الكتب، غير عشرات من المقالات والتحليلات الصحفية. بالطبع، من المستحيل أن نقدم هنا رصدا لكل هذه الأبحاث والدراسات والندوات، لكن من المهم أن نشير إلى أبرزها على الأقل.

مؤسسة راند نفسها، عادت بعد هذه الدراسة وأصدرت في عام 2007 دراسة أخرى مهمة وخطيرة أيضا تحت عنوان "بناء شبكات إسلامية معتدلة" تناولت أيضا مسألة الصوفية، وهي دراسة أعدها أربعة من الباحثين هم: انجيل راباسا وشريل بنارد ولويل شوارتز وبيتر سيكل.

وعادت المؤسسة وأصدرت عام 2009 دراسة أخرى تطرقت أيضا إلى الصوفية عنوانها "الإسلام الراديكالي في شرق إفريقيا" واعدتها انجيل راباسا.

وفي عام 2005، اصدر معهد الولايات المتحدة للسلام دراسة بعنوان "الإسلام السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء" تطرقت أيضا إلى المسألة الصوفية في المنطقة.

مؤسسة كارنجي الامريكية الشهيرة للأبحاث أصدرت في عام 2007 دراسة موسعة بعنوان "الصوفية في آسيا الوسطى" وهي من إعداد مارثا ولكوت.

وفي مارس 2004، نظم مركز نيكسون للدراسات مؤتمرا كبيرا تحت عنوان "فهم الصوفية ودورها المحتمل في سياسة الولايات المتحدة" شارك فيه عدد كبير من ابرز الباحثين ناقشوا عددا من الأوراق البحثية.

وكما ذكرت، صدر في السنوات الماضية عدد من الكتب تناقش من بين ما تناقش مسألة الصوفية والموقف الأمريكي منها. لكن لعل أهم هذه الكتب هو كتاب بعنوان "الإسلام الآخر - الصوفية والهارموني العالمي"، والكتاب صدر عام 2008، وهو من تأليف ستيفن شوارتز، وهو كاتب وصحفي معروف ومدير مركز التعددية الإسلامية في واشنطون.

هذه مجرد أمثلة محدودة جدا للأبحاث والأنشطة التي تظهر الاهتمام الهائل في مراكز الأبحاث الأمريكية في السنوات الماضية بمسألة الصوفية في العالم الإسلامي، وهو الاهتمام الذي وصل كما قلت إلى ما يقرب من الهوس.

لكن، ما الذي تطرحه هذه الأبحاث والدراسات والكتب والتحليلات الأمريكية عن الصوفية؟ أي نوع من الأفكار والخطط تناقشها وتطرحها في علاقتها بالإستراتيجية الأمريكية تجاه العالم الإسلامي؟



الصوفية في دراسات راند

مرة أخرى، من المستحيل أن حتى نلخص كل الأفكار والخطط التي تناقشها وتطرحها هذه الدراسات والتحليلات الأمريكية. لكننا سنقدم ابرز هذه الأفكار والخطط، وبالقدر الذي يعطي صورة إجمالية واضحة عن المطروح أمريكيا في هذا الخصوص.

إذا بدأنا هنا بالأفكار التي تطرحها مؤسسة راند، فكما اشرنا فقد طرحت هذه المسألة للمرة الأولى في دراسة "الإسلام المدني الديمقراطي".

هذه الدراسة تناقش تفصيلا القوى الإسلامية المرشحة لأن تكون حليفة لأمريكا، والمرشحة لأن تلعب دورا فيما تعتبره الدراسة "إسلاما مدنيا" يدين التطرف والعنف ويروج للإسلام المتسامح. وهي تضع الصوفية من ضمن هذه القوى الإسلامية المعتدلة وتوصي بتشجيعها رسميا.

الدراسة تعتبر أن الصوفية "تقدم تفسيرا منفتحا ومعتدلا للإسلام". وتعتبر انه "من خلال الشعر والموسيقى والفلسفة، فان الصوفية قادرة على إقامة جسور مدنية قوية خارج إطار الارتباطات الدينية".

وتوصي الدراسة الإدارة الأمريكية والمؤسسات الأمريكية المعنية، بالعمل على تشجيع الجماعات الصوفية، والسعي إلى مد ونشر النفوذ الصوفي في الدول الإسلامية وخصوصا في مناهج الدراسة والحياة الثقافية عامة.

كما توصي بأن تسعى أمريكا إلى تشجيع الدول الإسلامية التي توجد بها جماعات صوفية على دعمها، ودعم أنشطتها، وان تسعى إلى أن تكون لهذه الجماعات شعبية اكبر في المجتمع ودور أكثر بروزا.

وكما ذكرت، عادت مؤسسة راند وأصدرت دراستها الأخرى "بناء شبكات إسلامية معتدلة"، وهذه الدراسة ناقشت نفس القضية بتوسع اكبر وأكثر تفصيلا.

فكرة الدراسة بشكل عام تقوم على أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ قرارا استراتيجيا ببناء شبكات إسلامية معتدلة في الدول الإسلامية، وان يكون لديها إستراتيجية واضحة في هذا المجال.

وكخطوة أساسية لبناء هذه الشبكات، تدعو الدراسة إلى بناء قاعدة معلومات تفصيلية عن كل الشركاء المحتملين في إطار هذه الشبكة، سواء كان هؤلاء الشركاء أشخاصا، أم جماعات ومنظمات، أم مؤسسات، أم أحزابا.. وهكذا.

والدراسة تحدد ثلاث قوى كبرى في العالم الإسلامي تعتبر في طليعة الشركاء او الحلفاء المعتدلين المحتملين للولايات المتحدة.

هذه القوى هي:

1 - العلمانيون.

2 - المسلمون الليبراليون.
3 - المسلمون التقليديون، وخصوصا الصوفية.


وفيما يتعلق بالصوفية، تشير الدراسة إلى أن المسلمين التقليديين والصوفية يمثلون الأغلبية من المسلمين في الدول الإسلامية. وتقول إنهم تعرضوا ويتعرضون للاضطهاد والملاحقة من جانب السلفيين والوهابيين الذين يعتبرون ألد أعداء الصوفية.

وتذكر الدراسة انه حين الحديث عن الصوفية باعتبارهم شركاء أو حلفاء محتملين لأمريكا، فيجب ملاحظة التنوع الكبير للجمعيات الصوفية في مختلف الدول الإسلامية. وانه على الرغم من أن بعض جماعات الصوفية لديها توجهات تؤيد الجماعات المتطرفة، فإن المتصوفة بشكل عام يقفون في المعسكر المعتدل من الإسلام.
والدراسة تعرض تفصيلا ما تسميه بـ "خريطة طريق" لكيفية بناء هذا الذي تسميه الشبكات الإسلامية المعتدلة ومن بينها الصوفية، وعن الطرق التفصيلية التي تقترحها لدعم وتقوية هذه الجماعات.

والدراسة التي أصدرتها راند عن "الإسلام الراديكالي في شرق إفريقيا" تناقش أساسا بالطبع كما هو متوقع كيف يمكن لأمريكا مواجهة هذا الذي تعتبره إسلاما راديكاليا في دول المنطقة، وتقدم توصيات كثيرة في هذا الاتجاه.

من هذه التوصيات التي تتضمنها الدراسة، توصية بـ "العمل على تقليل نفوذ المنظمات الإسلامية الأجنبية، عن طريق تشجيع ودعم الجماعات الصوفية ومساعدتها على الترويج لرؤيتها وتفاسيرها المعتدلة للإسلام، وفي مواجهة الإرهاب ولإظهار عدم مشروعيته".

وفي هذا الإطار، توصي الدراسة الجهات الأمريكية الرسمية بأن تساعد هذه الجماعات على تقديم خدمات اجتماعية للسكان. لكنها تلفت النظر إلى ضرورة أن يتم تقديم الدعم الأمريكي لهذه الجماعات الصوفية بطريقة لا تؤدي الى هز مصداقية هذه الجماعات والتقليل منها.

نماذج ثلاثة

كما أشرت، يعد كتاب "الإسلام الآخر.. الصوفية والهارموني العالمي" من تأليف ستيفن شوارتز، من أهم الكتب الأمريكية التي ناقشت مسألة الصوفية والموقف الأمريكي منها.

أفكار هذا الكاتب تستحق التوقف عندها، فقد لعبت دورا كبيرا في التأثير على التفكير الأمريكي الرسمي فيما يتعلق بالصوفية.

وقبل أن يصدر كتابه هذا، كانت له دراسات وتحليلات كثيرة تتناول الصوفية ودورها السياسي في الدول الإسلامية والموقف الأمريكي الرسمي منها كما يراه.


أود هنا التوقف بصفة خاصة عند تحليل موسع نشره في عام 2005 بهذا الشأن، وأود التوقف خصوصا عند التصور الذي قدمه للعلاقة بين الصوفية وبين التقدم السياسي المحتمل في الدول الإسلامية.

وقد طرح هنا ثلاثة نماذج لهذه العلاقة، هي على النحو التالي:

النموذج الأول : هو نموذج الدول التي تتعرض فيها الصوفية للقمع والملاحقات. وفي هذا النموذج، كما يقول، تصبح الصوفية قناة للمقاومة والمعارضة السياسيتين للنظام.

والنموذج الثاني : نموذج الدول التي تعتبر فيها الصوفية هي الشكل السائد للإسلام. ومثال ذلك كما يقول دول غرب إفريقيا والمغرب ودول البلقان وتركيا وآسيا الوسطى.
وفي هذه الدول، تلعب الصوفية دورا أساسيا في التأثير على الثقافات المحلية وعلى تشجيع المواقف العلمانية والتعايش مع غير المسلمين، ويرى أن هذه الدول هي أكثر الدول الإسلامية المرشحة للتطور الديمقراطي في العالم الإسلامي. والصوفية في هذا النموذج تلعب دورا ايجابيا في تعزيز القيم المدنية الضرورية لإشاعة الديمقراطية.

والنموذج الثالث : نموذج الدول التي تتمتع فيها الصوفية بنفوذ وحضور، ولكنها تفضل الانزواء وعدم البروز تجنبا للصراع مع نظم الحكم الديكتاتورية. وفي هذه الحالات، لا احد يستطيع أن يجزم بالضبط أي دور يمكن أن تلعبه الصوفية إذا بدأت الأوضاع تتغير في هذه الدول.

إذن، كما نرى، الكاتب يعتبر أن للصوفية دورا سياسيا كبيرا جدا في العالم الإسلامي، ومن ثم دعا إلى ضرورة أن تحتل موقعا أساسيا في أي إستراتيجية أمريكية تجاه العالم الإسلامي.

الإسلام الآخر

وكما قلت، بعد ذلك اصدر ستيفن شوارتز كتابه الشهير "الإسلام الآخر" الذي ناقش فيه القضية بتوسع اكبر. ولا يتسع المجال لعرض كل الأفكار التي يتضمنها كتاب ضخم مثل هذا. لكن استطيع تلخيص أهم هذه الأفكار من الزوايا التي نناقشها فيما يلي :

أولا: يعبتر الكاتب أن الصوفية هي "أوضح خيار للمسلمين للمصالحة بين العالم اليهودي المسيحي، والعالم الإسلامي".

ويعتبر في هذا السياق أن الصوفية هي السبيل لتحقيق مقولة أن "الإسلام سوف يكون دين سلام".
ثانيا: يعتبر أن الصوفية تمثل "البديل الثقافي والاجتماعي والدين الأساسي والأكبر، للأشكال الأيديولوجية للإسلام المهيمنة حاليا في العالم الإسلامي".
فالصوفية في رأيه "يمكن أن تقدم نموذجا لمجتمع يلعب فيه الدين دورا كبيرا، ولكنه دور عادي طبيعي، مثلما الحال في المكسيك وبولندا مثلا".

ثالثا : يعتبر المؤلف أن الصوفية يمكن أن تقدم مساعدة عظيمة للإسلام، وللعالم كله، وذلك عبر مواقفهم من الاستقلال، والتعددية، واحترام الأديان والعقائد الأخرى.
وهو يعتبر هنا أن الصوفية مثلا من اشد المعارضين للجهادية السنية.

ويرى أن الصوفيين قد لا يقودون الطريق إلى الهارموني العالمي، لكنهم بالتأكيد يمثلون "الإسلام الذي يمكن أن تتعامل معه أمريكا والغرب".

هذه هي، باختصار شديد طبعا أهم الأفكار التي يطرحها الكتاب. وبناء على هذه الأفكار، فان المؤلف يقدم نصائحه للحكومة الأمريكية على النحو التالي:

يقول : "من الواضح أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية، وان يتعاملوا مع شيوخها ومريديها، وان يتعرفوا على ميولها الأساسية. وليس هذا بالأمر الصعب، إذ يجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية، من بريشتينا في كوسوفو، إلى كشغار في غرب الصين، ومن فاس في المغرب، إلى جاكرتا في اندونيسيا، أن يضعوا المتصوفة على قائمة زياراتهم الدورية التي يقومون بها. ويجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون أي فرصة للتعرف على المتصوفة. والأكثر أهمية من كل هذا أن أي شخص في داخل الإدارة الأمريكية أو خارجها يكون في موقع يستطيع فيه التأثير على النقاشات الجارية حول صياغة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يجب أن يتعلم الاستفادة من التراث والتقاليد الصوفية للتسامح الإسلامي".

هذه بعض من أهم الأفكار المطروحة على الساحة الفكرية الأمريكية حول الصوفية ودورها السياسي وموقعها من الإستراتيجية الأمريكية.

وكما نرى، فان الفكرة الجوهرية في التفكير الأمريكي هي أن الصوفية جبهة من جبهات الحرب التي تخوضها أمريكا في ساحة العالم الإسلامي، وهي حرب أفكار وسياسات في نفس الوقت.

لكن الصورة لم تكتمل بعد. في المقال القادم والأخير بإذن الله، سأقدم بعضا من أهم الأفكار الأمريكية الأخرى بهذا الشأن، ثم سأتوقف مطولا عند التقييم العام لهذه الظاهرة وموقفنا منها. اعني موقفنا في العالم العربي الإسلامي الذي يجب أن نتخذه من ظاهرة الصحوة السياسية للصوفية في ضوء الأفكار والخطط الأمريكية.
 
أظن ان تلك الايقونة مصممة خصيصا لآل سعووود لأنهم الأكثر وفاءا لأمريكا
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom