دوحة وارفة الظلال، ودانية قطوفها.

علي قسورة الإبراهيمي

:: عضو منتسِب ::
بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم.
سلامٌ من الله عليكم... طِبتم.
أ يا حادي العيس تمهل!. فالركبُ رام التوقف للسمر.
و ياأيها الحرفُ.
انطق فدتك مقاليد البيان، وخطّ يراعك عن فصيح بان.
ويا أنتم.
أ تلومونني .. وأنا الذي بالودّ جئتُ أحييكم ، وبالفصيح أحاكيكم.
أ يا رواد المنتدى، وأقلام البراعة مع الصدى.
تعالوا يا بررةٌ يا كرام ، فالعربية ليست على أحسن ما يرام .
ألا نجعلُ من لغتنا رياضاً مزهرة، وبساتين مفرداتٍ مثمرة؟
وننفض ما لحق بها من الشوائب، ونذود عنها و نحارب.
ولجعل الصورة في إطارها، والفكرة في مسارها ومدارها.
أقول يا أهل النهى والعقول:
سوف أريكم ما أرى.. لجمال العربية ومحاسنها الكبرى.
يـُشاع بين أرباب البلاغة والبيان، قصة تقول:
أنّ عليَّ بن الجهم كان اعرابيّاً جلفاً وجافـّاً، فقدم على الخليفة المتوكل، فأنشده قصيدة، منها :
أنت كالكلبِ في حفاظك للودِّ **وكالتيسِ في قِراعِ الخطوبِ.
أنت كالدّلوِ ، لا عدمناك دلواً ** من كبار الدلا كثير الذنوبِ.
فعرف المتوكل حسن مقصدهِ وخشونة لفظهِ .. وأنه ما رأى سوى ما شبهه به، لعدم مخالطتهِ الناس ، وإنما ملازمتهِ البادية بعيداً عن الحضر.
فأمر له بدارٍ حسنةٍ على شاطئ دجلة، فيها بستانٌ حسنٌ، يتخلله نسيم لطيف يغذّي الروح، والجسر قريب منه.
وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به ، فكان ــ أي ابن الجهم ــ يرى حركة الناس ولطافة الحضر، فأقام ستة أشهر على ذلك ، والأدباء يتعاهدون مجالسته ومحاضرته ، ثم استدعاه الخليفة بعد أمة زمنٍ لينشده، فحضر وأنشد :
عيون المها بين الرصافة والجسر ** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري.
فقال المتوكل: لقد خشيت عليه أن يذوبَ رقـّةً و لطافةً.
وسوف ـ بإذن اللهِ ـ أعودُ.

علي قسورة الإبراهيمي
 
مشكور اخي لكلماتك الجميلة وعباراتك الاخاذة
 
كلمات قيمة ....سلمت يمناك

أسير نفسي
يا محترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسلمت يمناك، والسعد منتهاك.
واشكر لك مرورك القيم.
تحياتي​
 
مشكور اخي لكلماتك الجميلة وعباراتك الاخاذة

قناص الغرام
يا محترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما جمال الكلام إلاّ في مرورك، وبيان فصيح اللغة لا يتأتّى إلاّ في حضورك.
وأنا من يلهج لساني بالشكر لك يا محترم.
تحياتي.​
 
آخر تعديل:
خلاّني..
أيامكم عسلٌ مذاب، ولياليكم ماءٌ قراحٌ ينساب.
هذه حروفٌ أحادِثُ بها أحبّة ٌ وخلان، في هذا الزمان، ومن هذا المكان
بعد أن أتت على العربيةِ تقلبات الأيام، لهجرٍ من أهلها مع تعاقبِ الأعوام
واستعين بما يُعين، ألاَ من مساعدٍ أو معين ؟
صدّقوني
إن قلتُ: إنني أعاني عسرة، على ما أصاب العربية تنتابني حسرة، ووجهي تعلوهُ قترة
فبعد إبحاري في الثقافة الحالية؛ لم أجد لي مرفأ، والوقتُ يمضي وأنا اقرأ ، فَلِهَولِ ما وجدتُ فالدمع لا يرقأ.
فإلى أيّ دليل ٍ اهتديتُ ؟. وماذا وجدتُ؟
وجدتُ عرباً .. فلا جمرات الأفكار فيهم تتوقد، ولا عرائس الفصيح تتولد ...فبالجهل عمّ الظلام، وأُلقِيَ على بدرِ البليغ من اللغةِ اللثام
فترى عيّ الكلام كشف ساقهُ، لحن القول ضرب رواقهُ، وغاب حسن النثر إشراقهُ ، وفلّ الشعر قد جفّ إيراقهُ
وكأني بحافظ، ألاحظ ... وهو يقول :
سرت لوثـة الإفرنجِ فيها كما سرَى ** لعاب الأفاعي في مسيل فراتِ
فجاءت كثوبٍ ضمّ سبعين رقعــــة ** رقعة مشكّلة الألوان مختلفاتِ

آهٍ ! يا لسان..
فقد كان منّا لك الصدُّ ، حتى انفلت العقدُ... وكان القوم لك بعاصٍ و عائق و لم نكن لجمالك بقائدٍ وسائق.
ومرّت الأيام تترى
ولكن.. مهلا !
مهلاً! يا أهل العقول، واسمعوا ما أقول..
قد تشرق الشمس في غير موضعها .. إذا كان الزمان ربيعاً
فتعالوا بالسمر نفترش العراء، ونلتحف السماء، فنجوم لغتنا لا تزال بازغة في الفضاء
يحضرني مطلع معلقة امرئ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ و منزل ** بسقط اللوى بين الدخولِ فحوملِ.
قرأت البيت مراراً و تكرارا .. فقلتُ :
كيف لهذا الشاعرِ الفحِل يقول؟ وكيف أنهُ وقف؛ و طلب مِـمَن معه الوقوف؟ وبكى، و طلب من رفيقهِ ، أو رفيقيهِ البكاء من ذكرى حبيبهِ؟
فهالني، بل ساءني أن تكونَ شخصية الملك الضليل بهذه الغرابةِ ..
وقلت : كيف غفل الأوائل عن هذهِ الزلة، التي تؤدي إلى المهزلة ؟!.
وبعد روّية و تقصٍّ، وبَحث نصٍّ
وجدتُ أن بعضَ العرب الأقحاح .. قد أعابوا عليه ذلك.. وقالوا: :
ليس من غيرِ الجائز لهُ، أو لغيرهِ، أن يطلبَ من رفيقيهِ البكاء على حبيبهِ، إلا إذا كانا يشتركان معه في حبّ الحبيب
بل كان أولى بذي القروح أن يطلب منهما البكاء لحاله هو، ومشاركته آلامهِ والرثاء له.

وإن راقكم ــ بحول الله ــ اعود.. وذلك لحين متسع من الوقت.
 

لقد قيلَ أنَ الجنونَ فنون ٌ
فترى حاله ليس بذي بالٍ.
وما هو إلاّ كمن جالَ يومهُ وصال، و بعد لغوبٍ ،استراحَ وقال، فعندئذٍ نطق وقال :
ولمّا بان لي طيفها، أسرعتُ الخُطى للقربِ منها، فهل أجد قبولاً ؟ ثمّ بعدهُ وصولاً؟.
مسكينٌ ذاكَ.
في بعض الأحيانِ يجدُ نفسهُ كَمَن أنّ الجوَّ قد خَلا له، فهل تراهُ بعد هذا، قد غَنِمَ خِلاله ؟.
عبثاً يحاول ُو قد وجد أناساً، فأمّا من حباهُ منهم، فقال عنه بما حدثَ وكان، وأما من عداهُ فضدّ ٌحتى ولو خضع له وكان.
فعند هؤلاء وقفَ وقفةَ الحيرانِ، وقال :
أنّ منهم مَن لو سألتـــُه لؤسًا ما أعطاني.
ثم أطال النظر، عبسَ وبسر، وقال:
قِف، وتأمل جيّداً، فحالنا ضياع ٌ انتُهِك فيه العرض وبيحت الحرمات، ثمارجعِ البصر ينقلب البصرُ عن زمنٍ فيه الحرّ مات.
ثم راح يتفقد كمن ضيّع شيئاً، وبحث.
بحث عنها بين ضفاف الوديان، وشواطئ الخلجان، وبين السهول وتسلّق الشجر، فتــــّش عنها بين النجوم علــّهُ يجد لها أثر.
وكم سأل الجميلات عنها، فصمتن َ حيث ليس هناك خبر، تـُرى أ هي له حلمٌ، أم وهمٌ، أم سراب ٌ، أم هي بشر؟ وكم قيل له:
إن من تبحث عنها قد أضناها السهر، ومع البعاد والنوى ما زالت تنتظر.
فأطلقها تنهيدة ً. وقال: لِم هذه العادات ؟ أما آن لهذا القيد أن ينكسر؟.
خاطبتهُ قائلة: لا أريد هجرًا ، بل قربًا طول الدهر
فخاطب طيفها، وقال:
خلا فؤادي من حب الناس و كرههم ومنذ أن عرفتكِ عرفتُ ،النقاء واحببت الناس فيكِ.
فبعدما تعب قال : هل من يخفف معاناة وُجودي ؟.. وهل هناك مَن أهمس لها : أن تكرمي عليّ حبّـــًا وجودي؟
وبعد هذا الفاصل.
ومما عابوا على النابغة الذبياني الإقواء في قوله :
أمن آل مية رائـــح أو مغتدي ** عجلان ذا زاد وغيـر مزودِ
زعم البوارح أن رحلتنا غداً ** وبذاك خبرنا الغداف الأســودُ

الإقواء من عيوب القافية وهو : اختلاف المجرى " حركة الروي المطلق " بالضمِّ والكسرِ .
و ليفهمني الأحبة والخلان.
فإنني لستُ كذلك الذي أصيب بهوس تصيّد الأخطاء .. ولكني أريد أن أبرز ادب العرب بكل نقاء و صفاء.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
تحياتي.
 
حضورٌ يتألَّق ببيان اللغة ونثر الفصيحِ، وسمرٌ يترنّم ببوح التصريحِ، لا التلميح.
ثم همسٌ احتضنَ خطوط النور فتفاقم إشراقة أمل، فتاهتِ النفس شوقاً على عجل.
للقلم صرير صوتٍ يدوِي بأعماقِنا فلا يعرِفُ للسكونِ وجهة.
وللبلاغة مكنون فلا يهتدي إلى جهة.
يتهادى بين أناملٍ تبرعمت ثمارٌ زاهية السطور، فتدلَّت منها فتنة الحروفِ كرزاً شَهِيَّ الذوق والعطور.
يشغفنا قضم حلاوتهِ بنهم. بعد أن أصابنا الحرمان بسقم، فحقّ لنا القول نثراً أو شعراً بنظم.
هنا مساحةٌ ثنائية ٌتحمل من عناقيد المنتدى بهطولٍ راعد، يعتلي قمم سحاب الكلمة في علوّ راصد.
ليضرِبَ بسوطِ البوحِ أعماقها، فتتساقطَ مخطوطات تكتظّ بتلك الهمسات إشراقها وإيراقها.
بعد ذلك، لا محالة أنّ البلبلَ سيغرِّد عَلى أغصانٍ من أهازِيجِ السطور صادحا، ً فتتناغمُ حول ذلك أصداء الحروف ويهتفُ بطير الكلم منشرحاً، فيكون التحليق في سماء البيان منسرحاً
وعلى بساط الجمال استضافة يحقُّ لنا بالافتخار
فكونوا على موعدٍ وبالجوار.
فتتراقص تلك المفردات على أنغامٍ سحرها إستثنائيّ النثر والنظم.
يستظلُّ تحت وارِف الإبداع و يقتبِسُ الجمال. فيا له من حسن مليح، بكلام فصيح، ينشد الكمال
ومن محبرة هامة الضاد مثقلة بروعَةِ البيان.
فيلتقي همس البوح بليغاً يُشار إليه بالبنان
حياك الله أيها القارئ الأصيل
لشغفِ الارتواء والانسكاب من طرب اللغة الجميل
ولنا من خيال عربيتنا مساحات بيضاء.
والآن جد الجد ، فهيا نعقد العهد.
أحبتي و خلاّني.
قيل : أن أجمل التشبيه وكأننا نهِب الحياة لمن لا روح فيه ..فترانا نقول: نام الفكر عن التفكير، تنفس الصبح إذا أشرق النور، قفز القلم لينفض غبار الكسل.
ولكن فهل في الفكر، والصبح، والقلم توجد روحًا ؟ حتى ينام ، ويتنفس، ويقفز.
ومع ذلك استعملنا تلك التعابير فكان التشبيه جميلاً وبليغاً.
و لكن حذار! حذار!
فليس كل التشبيه صائباً وجميلاً.
ومن ذلك ما عاب النقاد، ومنهم النابغة الذبياني على حسان بن ثابت الأنصاري ــ رضي الله عنه ــ وهو يفتخر بقومه :
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى ** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما.
ومن ضمن ما عابوا عليه مثلا، قوله ( الضحى ) فلو قال (الدجى) لكان أبلغ، فالدجى مظلم وبريق السيوف فيه أقوى.
وأخذوا عليه كلمة ( يقطرن ) فالقطرات دليل ندرة الدماء، فلو قال : ( يسلن ) لكان أبلغ
ولي معكم لقاء، إن كان لنا بقاء.
 
ما شاء الله عليك اخي الغالي
اديب زمانك
قولها مثل ما قالها
< أبي الطيب المتنبي >
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

من يتصفح موضوعك الرائع يتمتع بحلو الكلام وعذبه
شكرا لك اخي الفاضل على ما خطت اناملك من كلمات من ذهب

في المتابعة واصل ابدعاتك مشكور لك مني فائق التقدير و الاحترام
:regards01:
+تقييم
 
آخر تعديل:
ما شاء الله عليك اخي الغالي
اديب زمانك
قولها مثل ما قالها
< أبي الطيب المتنبي >
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

من يتصفح موضوعك الرائع يتمتع بحلو الكلام وعذبه
شكرا لك اخي الفاضل على ما خطت اناملك من كلمات من ذهب

في المتابعة واصل ابدعاتك مشكور لك مني فائق التقدير و الاحترام
:regards01:
+تقييم


بيبرس
أخي أيها الفاضل.
ويحك! ماذا تقول؟ يا ابن الاصول.
أراك قد خلعت عليّ حلّة اكبر من مقاسي ، فأربكني ردك هذا وجعلني من الخجل أعاني وأقاسي .
وما أنا سوى متعلمٌ يريد أن يكتبَ شيئاً يُقرأ.. لأن العربية بحر لجيّ . يكمن في أحشائه لآلئ الدر .
بيبرس
يا صاحب فضل.
سامحكَ الله..
أين أنا مما قاله مالئ الدنيا وشاغل الناس المتنبي الشاعر الفحل؟!
سرني مدحك ـ و إن كنتُ لا استحقّه ـ وما هذ ا إلا كرمٌ منك ..وحسنُ ظنٍّ ..
لك تحيتي كلها ومودتي تسبقها.​
 
آخر تعديل:
لا جَرم ..
إن هي إلا كلمات لا مراءٌ فيها ولا لبس، ولكن اختزنتها نفس .
وأنّ النفسَ إن تردّها إلى قليل العيش تقنع، كما أنّ الطيورَ على أشكالها وأصنافِها تقع ُ.
والأذن تطرب لمعسول الكلام وترامُ، وإن ترنو العين لأول نظرةٍ لا تلامُ
صاحٍ!
قل ما تريد قوله ونشره، ولو احتجتَ من الكلام نظمه ونثره
إنّ الكلامَ نشرٌ، والسكوتَ طيّ وسترٌ، ولا يُفهم الكلامُ إلاّ بنشرِه، كما لا يستدلّ على السراجِ إلاّ بضوئه ونورِه.
فقاعدة النظرية يثبّتها كل شاذٍّ، والأخرى دار مستقرٍّ وملاذٍ
فانهض يا غافلُ، فقد رحلتِ القوافلُ، وفي يومٍ ما اعلم أنك راحلُ
فهلاّ أكثرت زادكَ، حين يأتي معادكَ ؟
مرة التقى عارفان بالله فقال أحدهم للآخر:
كيف انتم و النعمة ؟..فأجاب الآخر:
نحن إذا أعطينا شكرنا، وإذا منعنا صبرنا.
فرد عليه صاحبه:
هذا حال الكلاب عندنا
أما نحن، إذا أعطينا آثرنا، وإذا منعنا شكرنا.
وكما هي العادة، أيتها السيدات والسادة.
قد أوريتُ إذ ضربتُ زناد فكري وقدحتُ، وبالبليغ قد أرويتُ الروح إذ متحتُ.
لأجل هذا.
قرأتُ أنّ بعضَ فقهاء اللغة وجهابذتها قالوا: البلاغة لفظٌ ومعنى.
ولا أكذبكم حديثًا إن قلتُ..إنه شغل تفكيري..التشبيهات التي لم ير فيها النقاد جمالا ً.
وعلى ذلك المنوال، كحجّة أو مثال
قول المرار* الشاعر وهو يصف جمال حبيبته ..
وخالٍ على خديكِ يبدو كأنّه** سنا البدر في دعجاء بادٍ دجونها.
فقد أعاب عليه النقاد ذلك .. وقالوا: من المتعارف عليه أن الخدود بيضاء، والخال أسود، ولكن الشاعر رغم ذلك يشبه الخال بضوء البدر ، فهو تشبيه ٌرديءٌ مخالفٌ لِما تعارف عليه الناس .
و ما زالت الحكاية .. وما هذا إلاّ البداية

*المُرّار بن سعيد بن خالد بن نضلة الفقعسي الأسدي
شاعر من شعراء العصر الاموي.
 
أنتِ..
ليتكِ شاطرتِ بوحَ الكلام وأتيتِ.
لمَ أنتِ منتظرة على جانب الميدان؟
فتعالي واسمعيني همساً وشنّفي الآذان، وأنشدي بمعسول الشدو الذي يسلب الجنان.
ألا تعرفين؟ ألا تدركين؟!..
ليتكِ تكثرين السؤال.
لتعلمي أنّ همساتي مذ عرفتك ، وأنا أضيف لحرفي رصيداً من أمنياتٍ وآمال، والشوق يتمناه ليتبعه وصال
و حين بان لي طيفكِ السمح، تمنّيتُ لو أمتلك الزمنَ لأوقفه عند عمرِ الفرح، فاجتناحني ثمّ عمّني ولبسني المرح.
وأن آخذك ِلأرضِ حلم سفر، ما وطأتها قبلكِ قدمُ بشر
فهل أنتِ معي تسافرين؟ وعن تلك البقعة تغادرين؟ ومن معكِ يعودون، وأنتِ أنّى لكِ العودة ومعي تبقين. .
وماذا قالت لكِ تلك الهمسات؟ ألا تحنّين بعدُ للمسات، لنقضيَ بعض الوقتِ هياماً مع أرقّ النسمات.
هناك...
هناك أتوجكِ ملكة ًعلى أرض أشواقي .. وأسكنكِ في أعماقي.
فهل أنتِ بي تقبلين؟.. ومن دون الخلق بي تفضلين ؟
ليت أنفاسكِ أحلاماً تهبني أجنحةً من لهفةٍ وشوق ... لأحلّق بكِ في فضاءٍ لا يراه أحدٌ سواكِ إخلاصاً وبصدق، فلا لوم عليّ إن أحببتكِ بعشق
وأن أسبقَ حضوركِ ..قبل أن يبعثرني غيابُكِ
تمنيتُ أنّ شمسَ اللقاء تبددُ ليل انتظاري.. لِمَ لا تكونين وحيدة وفريدة أقداري؟.. ألاَ أنكِ أنتِ التي من دون النساء كنتِ أختياري
خلاني..
آثرت أن أقدم لكم ما يختلج في الوجدان ..
ولكن يظهر أنّ لابد من العودة إلى الرشد، رغم ما أصابني من الوجد.
أقول، يا أصحاب النهى والعقول :
إنّ شرط الإبداع عند العرب الإمتاع ..
و مما يُعابُ على ليلى الأخيلية وهي تمدح الحجاج :
إذا نزل الحجــــــاج أرضًا مريضة ** تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ** غلامٌ إذا هزّ القــناة ثناها

و المأخذ عليها في قولها ( غلام ) إذ أنّ المقامَ مقامُ مدحٍ ، وكلمة ( غلام ) توحي بالخفّة ِوالطيشِ .
فكان الأولى بها ـ ليلى الأخيلية ـ أن تأتي بما يوحي بالقوّةِ والفتوّة ، مثل كلمة ( فتى أو همام )، لكان أحسن .
اتمنى ألاّ يصيبكم من حديثي سأمٌ أو ضجر.
تحياتي​
 
عند تبلج الصباح بإشراقهِ ، بتباشير حلول النهار و لحاقهِ، فاح بالضوع الزهرِ و ايراقهِ.
فجاد اليراع بهذا البوحِ، وقد كان عالقاً بين جراح الروحِ.
في الفؤادِ لوعةٌ و حريق ، والفم بغصةٍ يضيق.
كان حلمي أن أدخلَ القلب والجنان، فأنفاسي هي التي تحن إلى دفءِ الحنان.
وها هو الفؤاد يتوقُ الى مَن سكنهُ، ويخفق نبضاً الى من قطنهُ.
حتى وأنّ دروب الحياة قد فرّقتنا. فاعلمي أن الأشواق قد جمعتنا.
ففي الظلال ، وتحت لهيبِ الشمس، و في قريتي النائية، أو في البلاد ذاتِ الأبراجِ العالية ..
وعند اشتداد السعير، وعند هطول المطر. فإن القلب لهجركِ قد انفطر.
ورغم العادات والأعراف، يا ذات الوداد، تيقّني أنكِ دائماً في مهجة الفؤاد..
فتاهت الأنفاس بالتياع، رغم التيهِ والضياعِ.
حينما نادى المنادي و اقلعت مراكب الهجرة ... فبلغتِ القلوبُ الحناجرَ..
فتحوّلت الأنفاس إلى حالة من الوجد والوفاء. أم صار البعد ألمٌ يُخدّر بالأمل، يرجو البقاء.
وحتى لا تهجريني يا جازلة الالحان.
تأملي فيّ قليلاً ولا تزيدين أحزاني.
أنتظري، فلعل الحب يعود من ثاني.
آهٍ!. فالروض قد أزهرّ بورود حسان.
اقتربي مني فالبعد عنكِ قد اعياني.
ولكن لابد أن فيقَ إلى ما أنا بصددِهِ كاتبٌ، حتى لا يلومني معاتبٌ.
سألني أحدٌ ، لمَ أنتَ بالأوائل هذا النقد و التشهير؟.ألا لك أريحية أو ضمير؟.
ومع ذلك سأكمل ما عزمتُ عليه.
قرأت، ولا أدري في أي أمهات الكتب كان، الذي أطلعتُ عليه، و ذلك لبعد العهدِ ، وتوالي الأيام بالعدّ فقد قيل:
أنّه من عيب المديح أن يصف الشاعر المظاهر الجسمانية، إذا كان الممدوح رجلا.
لأنّ هذا لا يكون إلا في الوصف والغزل.. فهلموا سراعاً الى معرفة ما حدث لعبيد الله بن قيس الرقيات الشاعر، مع عبد الملك بن مروان. حين مدحه قائلا :
يأتلق التاج فوق مفرقهِ ** على جبين كأنه الذهب.
فوصفه بالبهاءِ والزينةِ، مما أغضب عبدالملك بن مروان، قائلا له:
قد قلت في مصعب بن الزبير:
إنما مصعب شهاب من الله ** تجلت عن وجهه الظلماء.
فأعطيته المدح بكشف الغمّ، وجلاء الظلماء، وأعطيتني من المدح ما لا فخرَ فيه.
وحرمه من الهدايا. وخرج صفر اليدين، ولم يعد ولو بخفي حنين.
و ما زال الغيث منهمراً.
تحياتي.​
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom