بسم الله الرحمن الرحيم
طابت أَوقاتكم آل "اللمة" بما تهوى الأنفس.
كأني بزهر قد أنضر برَوْح النسيم، ديباجة وجهه الوسيم، حين ازهي صحيفة انتظمت سطورها في طروسها كالدر النظيم.
ولسان الحال يقول:
ولمّا نــــأيتم فلم أقتدر** أسير لحضرتكم بالقدمِ
وصلتُ إليكم بقلبٍ شجيٍّ ** وخاطبتكم بلسان القلمِ.
هذه حلقات وجلسات درس
وأمشاج نبض صادق يندلق على جدد روح ذات يبس
سقاها الله من أيام ما أجملها، وما ابهاها! رغم ما فيها من حفظٍ لكل ما يُقرأ ويُقال.
جلسات دروس حسين ــ رحمه الله ــ وما للضاد ومدارسة القرآن الكريم من الأثر الجميل.
فكانت حرث يباسٍ، ومع ذلك
فـقد اخضلّ، ثم أخضرّ واستوي على سوقه ليعجبَ الباحثين بنهمٍ عن العلم، ويسرّ الطالبين لذلك العلم.
ذروني أن أعيدَ على اذهانكم حلقات تلك الدروس.
فأجد نفسي أرفع على مسامعكم حلقات بيّنات، وما وقع لي ما ذلك " الحسين "
لعلني أعيد لكم تجاويد وأشياء قد تشتهيها أنفسكم إن أراد الله، وشاء.
سأرحل وإياكم مع كل إشراقة مداخلة إلى مكنون الضاد، وما تمّ تأويله وتفسيره من القرآن.
ناهيكم أن الأرواح لواقح لو تعلمون
فـاتخذوا على جوانب صفحتي مقاعد
إن كنتم إِيّاها ترقبون.
تحياتي.
يا أهل المنتدى، فأنتم بحق مثال عمل الصدى.
فهذه بكورة ما أنا اريد تقديمه.
وكما يقال: فإن الخير والنجاح في التبكير.
وإليكم .. فهاؤمُ .. اقرؤوا ..
.....
قال لي حسين ــ عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران :
ما الفرق بين " ما أشوقني له " و" ما أشوقني إليه "
وكذلك ما الفرق بين " ما أحب قسورة لسعيدٍ" و " ما أحب قسورةَ الى سعيدٍ".
فقدحت زناد افكاري، وصرتُ أبحثُ في ذهني وأُداري.. ولكن الجوابَ كان صمتًا.
فرمقني بنظرة عتاب مغلفة بغيظٍ ثم قال:
. فـ " ما أشوقني له " معناه أنني في شوق له و لكن " ما أشوقني إليه " معناه هو الذي في شوق إليّ.
وكذلك " " ما أحب قسورة لسعيدٍ "إذا كان قسورة يحب سعيدًا
و" ما أحب قسورةَ الى سعيدٍ/ " إذا كان سعيدٌ يحب قسورة.
ثم قال لي:
نستنتج من ذلك أننا نأتي باللام " لِـ " إذا كان المتعجب منه فاعلاً، ونأتي بـ " إلى " إذا كان المتعجب منه مفعولاً.
وعلى هذا المنوال كانت تلك الحلقات وتلك الدروس مع ذلك الذي يدعى "حسين "
والويل ثم الويل .. إن أنا لم استوعب أو لم احفظ ما يُتلى عليّ. ومع " عذاب "آخر من حلقات حسين إن شاء الله
تحياتي.
كم اتذكره، ولا أنا عن ذكراه من الساهين
مرة قرأ عليّ قوله تعالى:
(( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير))
ثم طلب مني كتابتها.
وقال ما قولك في " أن يعفون " ؟ وماذا ترى؟
نظرتُ مليًّا وجليًّا
فكانتِ الغرابة مني بمكانٍ .. حين نظرت، وظننتُ أن " أن يعفون " وقد تعلمتُ سابقا أن :
أن : حرف نصب يبنى على السكون، ينصب الفعل المضارع.
وإن كان الفعل " يعفون " من الافعال الخمسة، فلابد أن تكون علامة نصبه حذف النون من آخره.
فبادرني حسين. ألا َترى أنّ النون لا تزال باقية. فكيف تبقى النون في الفعل المضارع المنصوبيعفون "؟
فعجزتُ عن الرد، ولم أعرف من الآية الكريمة القصد.
عندها قال لي:
ليتك تقول لي عمن تتكلم عنه الآية الكريمة؟
فقلت : لا شك أنها تتكلم عن النساء وطلاقهن .
فقال حسين:
إذن قد فض الاشكال.
فالنون هنا هي نون النسوة
لهذا فإن الفعل " يعفون " ما هو إلاّ فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بأن المصدرية الناصبة.
إذن فالنون : نون النسوة، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
ونستنتج من ذلك أن هناك فرق بين نون الثبوت، والنون النسوة.
والواو ليست واو الجماعة ، إنما هي واو الفعل.
وتقدير ما جاء الآية .. تعفو النساء وتسامح.
وبهذا فض الاشكال ، وعُرف معنى ما جاء في القرآن. ولي عودة إن شاء الله.
تحياتي.
سألني حسين ــ رحمه الله ــ مرة. ما حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل؟
فتشجعتُ وكأنني على ثقة كبيرة من نفسي، وأجبتُ:
حكم المعطوف على اسم الحرف المشبه بالفعل هو النصب سواء أ كان العطف قبل مجيء الخبر نحو: إنّ الشتمَ والسبّ محرّمان، أم بعده نحو: إنّ الشتمَ محرمٌ والسبَّ.
فتبسم ــ رحمه الله ــ لثقتي بنفسي. ثم قال لي: صدقت، فيما قلتَ. ولكنه يجوز مع النصب وجهٌ آخر وهو الرفع.
فقطبتُ جبيني، وقلتُ له أنّى يكون ذلك؟!
فأجاب بنوعٍ من الثقة التامة، وقال: يكون الرفع بشرطين:
أحدهما: عند استكمال الخبر.
والثاني: أن يكونَ الحرف المشبه بالفعل ( إنّ، أو إنّ، أو لكنّ) مثل:
ــ إنّ التقاعسَ ممنوعٌ والتكاسلُ
ــ أعجبني أن سعيدًا حاضرٌ ونبيلٌ والعمال مشتغلون لكنّ ربَّ العمل غائب وملاحظُ العمال.
وحتى أبرهنُ لك على ذلك فالشاعر العربي يقول: فمن يكُ لم يُنجب أبوه وأمّه ** فإنّ لنا الأم النجيبةَ والأبُ.
وإذا لم تقتنع فهاك هذا البيت من الشعر قاله شاعر من العرب الأقحاح: وما قصّرتُ بي في التسامي خؤولة ** ولكن عمي الطيب الاصل والخالُ
وبدأ في شرح ذلك معلّلاً حين قال:
إنّ المرفوعَ بعد العاطف في مثل هذه الحالات، إن هو إلاّ مبتدأ حُذف خبره. أو هو معطوف على ضمير الرفع المستتر في الخبر، وذلك إن كان بين الخبر والمعطوف فاصل. وهذان الإعرابان جائزان في الشاهدين الأخيرين لأن المرفوع بعد حرف العطف مفصول بينه وبين الخبر.
وعلى الاعراب الأول يكون تقدير الخبر المحذوف في الشاهد الأول: لنا، وجملة ( لنا الاب) معطوفة على جملة ( لنا الأم النجيبة).
كما يكون تقديره في الشاهد الثاني: "الطيب الاصل"، وجملة (الخال الطيب الاصل) معطوفة على جملة ( لكن عمي الطيب الاصل)
وعلى الإعراب الثاني يكون العطف عطف مفرد على مفرد.
وعليه يقودنا الكلام الى تأمل ما جاء في قوله تعالى، والحكم عليه. يقول جلّ من قائلٍ:
(( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون))
وكَدليلٍ وبرهانٍ على أن العرب يقولون بذلك .. أسوق ما قاله ضابئ بن الحارث البرجمي، حيث يقول: ومن يكُ أمسى بالمدينة رحلهُ ** فإني وقيار بها لغريبُ
وعليه فإنّ الاسمَ المرفوعَ في هذه الشواهد إمّا هو مبتدأ حُذف خبره، فهو مع خبره جملة معترضة بين اسم الحرف المشبه بالفعل وخبره، وإمّا مبتدأ خبره المذكور بعده، فيكون خبر الحرف المشبه بالفعل هو المحذوف وتكون جملة المبتدأ وخبره معطوفة على جملة الحرف المشبه بالفعل واسمه وخبره.
وعليه فإن ما جاء في الآية الكريمة.. أن التقدير فيها: " والصابئون كذلك "
وكذلك قول الشاعر البرجمي ، فالتقدير فيه : " وقيار غريب "
كما يقودنا الكلام للبرهنة على أن ما جاء بين طيات الآية الكريمة ألا تعارض فيه مع ما جاء في كلام العرب الاقحاح.
وهذا ردٌّ بليغ على الذين في قلوبهم زيغ، والذين لا هم سوى تخطئة القرآن الكريم.
فتعالى الله عما يقولون علوًّا كبير. ثم أنتهى الدرس. ولكم أن تحكموا
تحياتي.
يا آل " اللمة".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة أخرى، ومرات تترى
في يوم ما طلب مني حسين ــ رحمه الله ــ أن اقرأ على سمعه سورة الأنفال.. فقلتُ في نفسي ماذا يريد بذلك؟
وبدأتُ في السرد وأنا وجلٌ خشية أن ألحنَ في بعض كلمات السورة.
وما إن وصلت إلى هذه الآية الكريمة:
((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير))
فإذا به يقول لي حسبك!.. ليتك تكتب الآية التي توقفتَ عندها.
ثم ليتك تؤشر بالاحمر على كلٍّ من :
1 ــ تكون فتنة
2 ــ يكون الدين كله لله.
ثم أخبرني عن عمل" كان" وأخواتها.
فقلت:
إن " كان " وأخواتها هي أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع الأول ويسمى اسمها وتنصب الثاني ويسمى خبرها.
فتبسم قائلا أحسنت يا فتى.. ولكن أخبرني
فهل " فتنة " اسم " تكون " ؟ وإن كانت كذلك أين الخبر؟
عندها كانت الطامة .. ولم أدرِ ما اقول، وتعلثم لساني، وانقبض جناني.
ثم أن في هذه الأمور فمن الاحسن هو الصمت، حتى لا يضيع الوقت.
عندها قال لي رحمه الله :
ليتك تتأمل جيدًا أن في هذه الحالة فـ " تكون" ليست من الأفعال الناقصة، بل هي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، وعلامة نصبه الفتحة، وهو هنا بمعنى " تحدث " إذًا هو فعل تام
و " فتنةٌ " هنا : فاعل مرفوع للفعل التام " تكون " وعلامة رفعه تنوين الضم.
وتقدير كلام الآية الكريمة : " حتى لا تحدث فتنةٌ "
لأن هناك قاعدة تقول : ( تأتي "كان" تامة، إذا كانت بمعنى : " حدث، أو وجد، أو ثبت ..." )
وهي هنا في هذه الآية كذلك.
ثم سألني .. وهل في " يكون الدين كله لله"؟
وهل ينطبق ما تكلمناه سابقًا، على " يكون" هذه؟
ولو كان كذلك ما إعرابُ، أو ما موقع الإعراب للجار والمجرور " للهِ"؟
وكالعادة أحتار جناني، وخرس لساني.
عندها قال حسين:
إذا قلنا: " يكون الدين " وسكتنا فلا محالة أن المعنى لا يتم هنا، لأن هناك بعض النقص، وهناك حاجة ماسة للإخبار: إذًا أن "يكون " فعل ناقص.
وعليه أن:
يكون: فعل مضارع ناقص وهو معطوف على ما قبله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
الدين: اسم " يكون " مرفوع وعلامة رفعه الضمة
لله : جار ومجرور متعلقان بخبر " يكون " المحذوف
وهنا لم ادرِ ما اقول.
وسكتُ ..والسكوت في مثل هذه المواقف نعمة. ولي معكم عودة.. مع تلك الجلسات. إن أراد الله.
تحياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته.
ما هذا يا إدارة اللمة؟!
لقد ظننتُ أن موضوعي هذا قد حُذف.
وبعد بحثٍ وجدته هنا.
كان ينبغي على من قام بنقله وتحويله هنا إعلامي وتنبيهي أو الإشارة إلى مكان موضوعي ولو برسالة خاصة .. كما يُعمل بذلك في جل المنتديات.
ولستُ هنا لأشرح لكم أوأعرّفكم عملكم ..
ولكن كان من باب اللياقة واللطافة عمل ذلك.
لأجل ذلك أقول لكم
معذرة
وشكرًا على كرم الضيافة
ودام العماد.