هو رجل تلآعبت الأيآم بوجهه الوسيم وغير الزمآن ملآمحه
فغدى وجهه سآحة للشقوق والتجآعيد التي تحكي لنآ عن مآضيه الشآق
ورجولته الحقى..... يصف نفسه بالشيخ صاحب الشعر الأبيض
ودومآ يسخر مني قائلا..{ أريد أن أرى الثلج الأبيض وهو يتسآقط على شعرك الأسود
لكني لن
أحيى إلى ذلك اليوم }
(يقصد بالثلج الشيخوخة)
عينآه المؤمنتان تغذيان القلوب القاحلة و إصرآره على مغآلبة إرهآقه يزيدني عزيمة وإصرارآ
مكآنه المعتآد هو كرسي خشبي يضعه في شرفة غرفته
يحمل بين ذراعيه كتآبآ ضخما ويضع نظآرته التي يصفها ب{ الصديقة}
لكني ومنذ نعومة أظآفري كنت أتسلل خلسة إلى غرفته { في اعتقادي فقط لأنه كآن يحس بدخولي}
وأنصت إلى قرآءآته التي لم اكن أفهم منها شيئا { لم أكن افرق حينها بين الألف والباء هههه}
لكن صوته وهو يقرأ كآن يشدني وكنت أغوص معه في عوآلم مجهولة
وكبرت’ وكبرتْ كتب جدي
وأصبحت أفهم كلآمه
وأقرأ له احيآنآ
علمني الفرنسية مع كرهه الشديد لهآ
وزرع في قلبي حب لغة الضاد لغتي الأبدية
حفظت الكثير الكثير من كلآمه الممزوج بالحكم
فهو دومآ يردد قوله الآتي:
{ إن تآريخ الجزآئر يكفي العآلم كله وبترولهآ يكفي العآلم كله وخيرهآ يكفي العآلم كله
وسحرها يسحر العآلم كله... لكن لماذا لآ نكفي انفسنآ؟؟ لأن فسآد بعض من فيها كذلك يكفي العالم كله وللأسف الشديد...}
جدي احيآنآ يخرج أنفآسآ عميقة جدآ مليئة بالحسرة
سألته مرآرآ وتكرآرآ عن سببهآ
فكآن يبتسم دومآ قآئلآ : لآ تشغلي بآلك يآ بنيتي بهذآ العجوز الهرم .......
لكنه ذآت يوم استسلم أمآم عنآدي وإصرآري على معرفة الامر
فاخبرني أنه حزين لانه لم يمت وقتهآ مع رفآقه الثوريين
حين عقدوا العزم على قطع خط {موريس} الشآئك المكهرب الملغم
باتجاه تونس لجلب الأسلحة حينهآ بدأ المستدمر الغآصب بقنبلت المكآن
وتوفى جميع رفقآئه الثوريين { رحمهم الله } إلآ جدي