كم أعتز بهذه الصورة ( حافية القدمين )
بعد عاصفة هوجاء و البرد قارص أخذت عدّتي و خرجت أبحث عن صورة رأيت بعض الطيور في أحد الوديان فنزلت اتتبعها و عند صعودي رأيت هاذه الطفلة على حافة الطريق أمام الأكواخ المهترئة فصوبت نحوها كميرتي فغطت وجهها ربما حياءا مني أم خوفا من أن انقل مأساتها للآخرين
ام أنها لم ترد أن تحرجنا نحن المعتزين بأنفسنا فغطت حزنها حتى لا نعرف كم نحن أغبياء سؤال لم أجد له جواب .
عندما أصور أيّ شيء أصوره عدّة مرات ثم أختار أحسن صورة إلاّ هذه المرة كانت هذه الصورة الوحيدة لأني كنت مستعجل لأدرك غروب الشمس و أصوره
عندما رجعت إلى البيت وراجعت الصور و أدركت حقيقة ما صورت , خجلت من نفسي و من أنانيتي رجعت إلى نفس المكان مرارا و تكرارا و لكن لم أجد هذه الفتاة فبقي السؤال و بقيت الحسرة
الصورة مهداة لكل طفل فقد الإبتسامة يوم العيد
اليوم عيد...
قد عشت فيه ألف قصة حبيبة السمات...
أردد الأذان في البكور...
أراقب الصغار يمرحون في الطريق كالزهور...
وهذه تحية الصباح
وهذه ابتسامة الصديق للصديق...
والسلام ...يبسط اليدين... يرسل الندى... يملؤ الحياة بالأمان... اليوم عيد...
هدية يحبها الصغار...تحبها صغيرتي...
ما أطيب الزمان يا أحبتي...
ما أطيب الزمان...
الكل عائد بفرحة تطل مشرقة
من الشفاه والعيون...
ودارنا ستنتظر...
صغيرتي ستنتظر...
والشرفة التي على الطريق تسمع الصدور
تعزف الأشواق تعصر الأسى...
هشام لن ينام...قد كان نومه على ذراع والده...
نهاد لن تذوق زادها لأنها تعودت أن تبدأ الطعام من يد الأسير... شريكة الأسى بدا جناحها الكسير...
تخبئ الدموع عن صغارها...
وحينما يلفها السكون
سترتدي الصقيع كي تقدم الحياة للرضيع...
ما زال يومنا ويومهم لأننا نحبهم...
لأننا نحبهم...لأننا نحبهم...اليوم عيد...
اليوم عيد...اليوم عيد...