هل بقي شيء من آثار النبي صلى الله عليه و سلم؟

akram-h

:: عضو مُشارك ::
إنضم
1 مارس 2013
المشاركات
161
نقاط التفاعل
21
النقاط
7
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

لا يثبت بقاء شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم على وجه اليقين ،
فقد زُعم وجود نعل وشعر وثياب وأحجار تخص النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة في العالم ، وكل دولة تزعم أنها المحقة وغيرها ليس محقّاً ، وثبت في القديم والحديث زيف ادعاءات كثيرين بنسبة ما يملكونه للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لما في ذلك من التكسب من أموال الناس .


وقد ذكر ابن طولون في كتابه " مفاكهة الخلان في حوادث الزمان " في حوادث سنة تسع عشرة وتسعمائة أن بعضهم زعم أنه يملك قدحاً وبعض عكاز للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه " تبيَّن أنهما ليسا من الأثر النبوي ، وإنما هما من أثر الليث بن سعد " !!


وقد حافظ بعض الخلفاء والكبراء على بعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ذهب كثير منها في الفتن التي تعاقبت على دولة الإسلام .

ومن ذلك : إحراق التتار عند غزوهم بغداد ( سنة 656 هـ ) بردة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي فتنة تيمورلنك في دمسق ( سنة 803 هـ ) ذهب نعلان ينسبان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .


و لذا شكك الأئمة بثبوت شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم باقٍ إلى الآن ، بل إن منهم من جزم بعدم ثبوته .


1. قال ابن كثير – رحمه الله – وهو يتحدث عن أثواب النبي صلى الله عليه وسلم - :

قلت : وهذه الأثواب الثلاثة لا يدرى ما كان من أمرها بعد هذا .

" البداية والنهاية " ( 6 / 10 ) ، و" السيرة النبوية " ( 4 / 713 ) .


2. وقال السيوطي – رحمه الله - :

وقد كانت هذه البردة عند الخلفاء يتوارثونها ويطرحونها على أكتافهم في المواكب جلوساً وركوباً ،

وكانت على المقتدر حين قتل وتلوثت بالدم ، وأظن أنها فقدت في فتنة التتار ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

" تاريخ الخلفاء " ( ص 14 )

3. ويقول العلامة أحمد تيمور باشا - بعد أن سرد الآثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقسطنطينية في ( إسطنبول ) ـ:

لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة ؛ غير أنّا لم نرَ أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي ، فالله سبحانه أعلم بها ،

وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها في الشكوك .

" الآثار النبوية " ( ص 78 ) .

وقال في ( ص 82 ) - بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم - :

فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد بذلك : فإنما وصل إليهم مما قُسم بين الأصحاب رضي الله عنهم ،

غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها . انتهى


4. وقال الشيخ الألباني – رحمه الله - :

هذا ولا بد من الإشارة إلى أننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره ، خلافاً لما يوهمه صنيع خصومنا ،

ولكن لهذا التبرك شروطاً ، منها :

الإيمان الشرعي المقبول عند الله ، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام : فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا .

كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله .

ونحن نعلم أن آثاره من ثياب ، أو شعر ، أو فضلات : قد فقدت ، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين .

" التوسل " ( 1 / 145 ) .



5. وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في مقال " تعقيب على ملاحظات الشيخ محمد المجذوب بن مصطفى - :

وأما ما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم أو لامسه : فهذا يُتَبَرَّك إذا وُجد وتحقق في حال حياته وبعد موته إذا بقي ، لكن الأغلب أن لا يبقى بعد موته ، وما يدَّعيه الآن بعض الخرافيين من وجود شيء من شعره أو غير ذلك : فهي دعوى باطلة لا دليل عليها ... .

لا وجود لهذه الآثار الآن ؛ لتطاول الزمن الذي تبلى معه هذه الآثار وتزول ؛ ولعدم الدليل على ما يُدَّعى بقاؤه منها بالفعل .

" البيان لأخطاء بعض الكتَّاب " ( ص 154 ) .


6. وتحت عنوان " هل يوجد شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحاضر " بيَّن الدكتور ناصر بن عبد الرحمن الجديع في " التبرك ، أنواعه وأحكامه " - ( ص 256 - 260 ) : أنه يشك في ثبوت نسبة ما يوجد الآن من هذه الآثار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبيَّن فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى القرون والأيام بسبب الضياع ، أو الحروب والفتن .

وسؤال وجه لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: على ذكركم لعرق النبي صلى الله عليه وسلم هل بقي شيء ثابت من آثاره صلى الله عليه وسلم كشعره وإن وُجد شيء منها كيف سبيل التبرك به ؟

الجواب : لا يوجد شيء الآن من آثاره عليه الصلاة والسلام ,والذي يدّعي بقاء شيء من هذا فهو كذاب مخرف !

ذهبنا إلى الهند ووجدنا أناسا يدعون أن عندهم من شعر النبي عليه الصلاة والسلام ,وهم كذابون عندهم دجل ,ورأينا أظن في باكستان أو بنغلاديش مسجدا يقال : أن فيه قدم النبي صلى الله عليه وسلم !

وفي دلهي ,هناك مسجد إمامه واحد بخاري له سمعة كبيرة ,يجيء الأوربيون نساء ورجالا شبه عراة يذهبون إلى مكان في مسجد هذا البخاري ,يقولون : إن فيه أثر النبي عليه الصلاة والسلام مبني عليه مثل القبّة ,فترى النساء متهتكات والرجال مجتمعين يتفرجون على قدم النبي عليه الصلاة والسلام ,فأنا رأيت هذا المنكر وجئت إلى هذا الإمام أناصحه قلت له : أنتم تدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى هذا المكان وهذا أثره ؟ قال لي : يقول الناس كذا وكذا ,قلت له : يا أخي قرأنا التاريخ وعرفنا أن الرسول عرج به إلى السماء عليه الصلاة والسلام وذهب من مكة إلى المدينة وخرج إلى الغزوات إلى مناطق معروفة وذهب إلى تبوك ,لكن ما وجدنا في التاريخ أن الرسول جاء إلى دلهي ووقف في هذا المكان!! لفلف ولفلف ...ثم كلمت أباه لما جاء - وكان معي واحد سلفي يترجم - قال : هذه بجاحة .

ثم أخبرني هذا السلفي الذي كان معي قال : لما زار الملك سعود رحمه الله الهند وجاء إلى بنارس وهي مركز الأصنام والأوثان – هي عندهم مثل مكة بنارس هذه - فيها أصنام كثيرة وكذا ,فلما سمعوا بزيارته غطّوا هذه الأصنام - غطّوها والله - كيف ؟ هيبة التوحيد .

ثم جاء إلى هذا المسجد يصلي فيه فقالوا له : هنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم فمشى وعرف أنه خرافة .

الموحد عنده بصيرة ,عنده إدراك ,أهل البدع عندهم بلادة غباوة أو خبث بارك الله فيكم. فالدعاوى كثيرة ؛في تركيا يدعون أن شعره موجود ,وبعضهم يدعي أن مصحف علي رضي الله عنه الذي كتبه بيده موجود إلى آخره .. هذه أكاذيب .

سنة الله في هذه الأشياء أنها تفنى وتنتهي سنّها الله سبحانه وتعالى .

انتهى

والله أعلم .. الإسلام سؤال وجواب

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top