تجار المعلومة بين التلاعب والتوجيه وأدبيات المهنة وأصولها

adel._dz

:: عضو مُتميز ::
أحباب اللمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيدنا ورسولنا محمد خير الخلق أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



attachment.43621d1373837697




لقد فكرت كثيرا في كيفية بناء الناس لأفكارهم وقناعاتهم ولطالما أهمني معرفة هل قناعات الناس الشخصية ومواقفهم الثابتة أو المرنة قد بنيت من تطور ذاتي لفكر الانسان لتطور في أفاقه وقدراته العلمية والمعرفية أم لسبب خارج عن قدرة الانسان الذانية ثم توقفت لوهلة وتذكرت أن الانسان من دون كل المخلوقات يولد صفحة بيضاء من الناحية الفكرية والايدولوجية وهو الذي ينمي تطلعاته حسب البيئة والعلاقة التجاذبية بين التأثر والتأثير وبين الكم الهائل للمعلومات المتداولة في مختلف القنوات ومن التنوع الكبير لمصادرها والنسبية في حقيقة مصداقية المرسل أو لاوكيف يختار المستقبل للمعلومة قرائته وتحليله وكيف يؤثر ذلك على أحكامه في الموضوع الذي أراد المرسل ايصاله .
لقد سمعت
لقد قرأت
لقد شاهدت
لقد تصفحت ووجدت
مصطلحات رددها ويرددها مجتمعنا وشرائحه من الفئة العظمى وهي عموم الناس تنتشر كالنار في الهشيم لتخدم هدف من روج لها ودفع في اتجاه نشرها.
ان واقع أن من يسوق لموضوع أو خبر أو معلومة هدفه الأكبر في ذلك ليس أن تعرف بل أن تؤمن بأن المعلومة مصداقيتها كاملة مادام المصدر قد تمكن من جعل كل مستقبل لمعلومة ما هو في نفس الوقت قناة لها ومرسل للمعلومة لشريحة أكثر اتساعا من المجتمع المستهدف بالمعلومة المتداولة
ربما فهم القارئ الكريم بأنني أتحدث هنا عن نوع من المعلومة وهي الاشاعة وأقول له لا ليس بعد ذلك أن المعلومة التي يكون العالم بها من الخلق قد شاركها مع غيره سواء تأكد صحة المعلومة أو لا فان المصدر له هدف أكبر من مجرد جعل المتلقي يعلم .
وسوف نتعرض في موضوعنا باذن الله الى :

الاعلام عبر التاريخ الحديث تفاصيل صغيرة غيرت ملامح كبيرة
الاعلام والصحافة المعاصرة خطوة تقدم للبشرية أم نقطة سوداء في المباديء الانسانية؟
الصحافة العربية في الأحداث المصيرية مهنية عالية أم بيع ذمم؟
السلطة الرابعة تخدم المصالح القومية أم المصالح الاقطاعية؟
نستفتح موضوعنا بأية من الذكر الحكيم

قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

[الحجرات: 6]}
قول طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من الاخبار مالم تزود

وقول عبد الله بن معاوية :



كلانا غني عن اخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا



يتبع باذن الله
 

سلام عليكم

برك الله فيك على موضوع الرائع المفيد

صحا رمضانك .

شكرا
 
توقيع بيكهام

سلام عليكم

برك الله فيك على موضوع الرائع المفيد

صحا رمضانك .

شكرا
وفيك البركة أخي الكريم
سعيد أنه أعجبك
وصحة رمضانك وافطارك
 
شكرااا علىالموضوع الرائع
رمضان كريم --

 
السلام عليكم

موضوع دون مجاملة في الصميم اخي عادل بارك الله فيك ...و نحتاجه كثيرا على ايامنا
فالكل اصبح يردد دون ان تكون له مرجعية صحيحة للاسف
متناسين الاية .....وصولا الى
تبينوا

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
 
مشكور على الموضوع الهادف، طبعآ النقل في حد داته ليس عيب لأن هدا ما كان عليه السلف الصالح في نقل الأحديث و الروايات و حتى لقصص في زمن ما، بل المشكل في المنقول أي في المادة المنقولة و الهدف من ورائها بل التمكين من فهمها قبل نشرها لأن في كثير من الأحيان يكون المضهر ملائكي لكن الخفي شيطاني,
 
موضوع قيم
بارك الله فيك
 
توقيع la lune rose
السلام عليكم

موضوع دون مجاملة في الصميم اخي عادل بارك الله فيك ...و نحتاجه كثيرا على ايامنا
فالكل اصبح يردد دون ان تكون له مرجعية صحيحة للاسف
متناسين الاية .....وصولا الى
تبينوا

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك

مشكورة أختي أم اسحاق نورتي الموضوع بمرورك وبارك الله فيكي



مشكور على الموضوع الهادف، طبعآ النقل في حد داته ليس عيب لأن هدا ما كان عليه السلف الصالح في نقل الأحديث و الروايات و حتى لقصص في زمن ما، بل المشكل في المنقول أي في المادة المنقولة و الهدف من ورائها بل التمكين من فهمها قبل نشرها لأن في كثير من الأحيان يكون المضهر ملائكي لكن الخفي شيطاني,
أهلا أخي الكريم بحر
أوافقك في كل ماذهبت اليه مشكور على ذلك وشكرا على المرور



موضوع قيم
بارك الله فيك
سعيد أنه أعجبك وفيكي البركة أختي الكريمة
 


1/الاعلام عبر التاريخ الحديث تفاصيل صغيرة غيرت ملامح كبيرة

في ظروف الحرب وتحت وطأت الحرب و الضغوط التي تحيط بها اعتادت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بشكل خاص على توظيف وسائل الإعلام لخدمة المجهود الحربي قبل بدء العمليات وخلال سيرها وحتى بعد انتهائها والأثر المرجو من هذا التوظيف هو التأثير النفسي والمعنوي على طرفي الصراع فهي من جهة تسعى لرفع معنويات الجيش والموطنين الموظفة لخدمتها ، ومن جهة ثانية تتجه نحو البلبلة وإحباط الجيش في الطرف المقابل لسلب أفراده و إرادة القتال ،
و إن ترابط المعركة الإعلامية مع المعارك الحربية ليس من مفرزات هذا العصر أو العصر الماضي . إنما هو نتاج فكري بشري ، عرف منذ أن عرفت الحروب آملته الرغبة في إضعاف معنويات الخصم و التأثير النفسي عليه . و إلزامه على قبول الهزيمة و الإقرار بها عبر التاريخ و على مر العصور ،وقد اختلفت الوسائل و الطرق المتبعة
لتحقيق هذا الغرض من عصر لأخر إلا أن الغاية ظلت راسخة ، هي النيل من إرادة الخصم ، وقد كانت الجيوش القديمة قبل تحركها للغزو ترسل أمامها جزءا من الجيش يتخفى بزي التجار والأطباء وأصحاب الحرف مهمته نشر الإشاعات في المدن المزمع مهاجمتها ، بإظهار ضخامة وجبروت وضراوة الجيش الزاحف إليها وتشجيع المواطنين على عدم المقاومة لعدم جدواها أمام الجيوش الجرارة وفي الحرب العالمية الأولى كان الإعلام أحد أدوات الحرب أيضاً ففي هذه الحرب كانت الصحف والنشرات المطبوعة هي المتاحة على نطاق واسع وقد وظفت من جميع الأطراف المتحاربة على نحو جيد لحساب الدعاية والحرب النفسية . أما في الحرب العالمية الثانية فقد كان للإذاعة دور كبير في رفع الروح القتالية للقوات المقاتلة لطرف وهدم هذه الروح لدى الطرف الآخر وكان الإقبال على الاستماع لمحطات الراديو أكبر من الإقبال على قراءة الصحف لأن الإذاعات تنقل الخبر بطريقة أسرع ويصل للمتلقي بطريقة أسهل ويغطي معظم القارات


بعيداً عن “العهد الجديد الأكثر أمناً في بحثه عن السلام” نحن نرى عالماً قريباً من العالم الذي تحدث عنه جورج اورويل في روايته الشهيرة “عام ١٩٨٤”، عالمٌ يسيطر عليه الخوف، الإستبداد، الكراهية، الصراعات، المراقبة، المعايير المزدوجة والتحكم الفكري.
المشكلة الأساسية التي تعاني منها الشعوب هي بسبب “المعايير المزدوجة والتحكم الفكري” التي تحدث عنها اورويل، لأن أمبراطوريات الإعلام العالمية الكبرى وأذرعها التي تدعي التحرر تبنت هذه السياسة كالنيويورك تايمز والغارديان.
مرحلة ما بعد هجمات أيلول، الولايات المتحدة تتبنى الحرب الاستباقية
إن تبني تنظيم القاعدة المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من أيلول على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون كان له دور كبير من توجيه الرأي العام الأمريكي والعالمي، أحد أهم أهداف الحروب هي اخترع العدو الخارجي لتبرير شنها ، العدو هنا كان أسامة بن لادن الذي يهدد الولايات المتحدة، وهنا توفرت الحجة لشن الحرب فأضحت الحرب الاستباقية على الإرهاب الإسلامي ضرورة للدفاع عن الوطن حيث قلبت الحقيقة لتصبح أمريكا تحت الهجوم!
osama%20al%20jazeera.JPG


بعد التخبط الناجم عن التفجيرات تمثلت ضرورة خلق العدو الخارجي لتغطية الأسباب الإقتصادية لشن تلك الحروب الاستباقية في الشرق الأوسط ووسط آسيا، والتي موّهت تحت ذريعة الدفاع عن النفس تارةً وتحت دعوات إنسانيةٍ تارةً أخرى.
لا يخفى على أحد أنه أبان الحرب السوفياتية-الأفغانية في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، قامت الإستخبارات الأمريكية بإنشاء وتمويل تنظيمات جهادية إسلاميّة إرهابيّة في مواجهة السوفييت كجزء من الحرب الباردة، بالطبع كانت القاعدة واحدةٌ منها واليوم تكفلت البروباغندا الأمريكية بحذف تاريخ القاعدة كإحدى تلك التنظيمات الإرهابيّة وتحوير الحقائق حول نشأة هذا التنظيم المصنّع أمريكياً ثم تحويله إلى عدو رقم واحد!
ولكن أجهزة الإستخبارات الأمريكية قامت بإنشاء تلك التنظيمات الإرهابية الخاصة بها كما قامت بنشر التحذيرات بخصوصها لا لشيء إلا لكي تنشئ البرامج المضادة للإرهاب والتي تكلف مليارات الدولارات لتطارد تلك التنظيمات الإرهابية، ما يعطي الدافع والمبرر لوجودها أولاً ثم لتغطي تكاليفها المرتفعة ثانياً أمام دافعي الضرائب ثم لتغطي الدوافع الحقيقة لتلك الحروب التي تشنها ثالثاً:
بدلاً من إرهاب الدولة دعيت تلك الحروب تدخلات انسانية ضد الأرهاب!
بدلاً من الإعتداءات سميت تلك الحروب دفاعاً عن النفس أو حماية للمدنيين!
بدلاً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية سمّي القتلى ضحايا الحروب!

الإعلام يروج لمبدأ الخير مقابل الشر، الجناة الحقيقيين يصورون على أنهم الضحايا في أكبر عملية تزوير
في تاريخ البشرية هكذا يضللون الرأي العام:
“لا بدّ أن نحارب الشر من أجل الحفاظ على مبادئ وإزدهار الحياة الغربية” يشير الرئيس جورج بوش الإبن، إن تحطيم الكذبة الكبرى التي تقدم الحروب على أنها في سبيل غايات إنسانية، يعني تحطيم المشروع الذي يهدف للسيطرة على العالم أو تدميره من أجل حقيقة واحدة هي زيادة الأرباح، هذه الأجندة العسكرية التي تقودها قوى الربح الإمبريالية تدمر القيم الإنسانية لتحول البشر إلى مجرد دمى بدون إدراك.

التفريخ العسكري: مبدأ الحرب الطبيعية
في الحقيقة وكما سيلاحظ القارئ فإننا نعيش في زمن أهم عناوينه “عولمة الحروب” الحروب التي تشنها نفس الأمم التي تدعي الحفاظ على حقوق الانسان وتطبيق وفرض القوانين الدولية.
بطل هذه الحروب هي دائماً الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو ومنهم كندا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا. ووكلائها كدول الخليج الفارسي العربية أو كولومبيا في أمريكا اللاتينية، أستراليا، كوريا الجنوبية، اليابان وتايوان في شرق آسيا ما يتيح إمكانية شن حروب في أي مكان في العالم.
ما لفت نظر المراقبين تلك اللغة المثقلة بالعدائية تجاه الصين في تصريحات أوباما إبان جولته الشرق آسيوية خلال نوفمبر عام ٢٠١١ التي وصلت حد التهديد بالتصعيد العسكري لحماية مصالح الولايات المتحدة في البحر الأصفر وهو ما رآه الكثيرون سابقة خطيرة غير مقبولة، ولكن بعد الإطلاع على وسائل الإعلام الغربية تجد أنها صنفتها بشكل طبيعي في سياق مواجهة محتملة مع الصين.
هذا التفريخ العسكري موجه إعلامياً من خلال عدد من الذرائع الجاهزة ففي حالة أفغانستان كانت الذريعة حماية العالم الغربي من الإرهاب الإسلامي، في حالة العراق كانت حماية العالم الغربي من أسلحة الدمار الشامل العراقية، في حالة ليبيا كانت حماية المدنيين العزل من بطش حكومتهم، وفي حالة الصومال كانت حماية الأقليات، وفي حالة المواجهة المحتملة مع الصين فهي حماية حلفائها كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، أما في حالة روسيا فهي حماية دول أوروبا الشرقية ودائماً فإن وسائل الإعلام تشارك في خداع الرأي العام من خلال عقلنة اللاعقلاني، تبرير ما لا يمكن تبريره، تطبيع ما لا يمكن أن يكون طبيعياً في محاولة للعب دور وزارة الحقيقة في رواية جورج اورويل “عام ١٩٨٤”.


على ما يبدو للأسف أن الكثيرين تقبلوا هذه الذرائع في مواجهة محاولة تطبيع الصراعات الفوضوية، كما تحاول وسائل الإعلام الغربية أن تمنعنا من أن نرى العالم على ما هو عليه في الحقيقة، عالم حيث تصنع الحروب لا نتهاك حقوق الإنسان وليس الدفاع عنها، لانتهاك القوانين الدولية وليس لفرضها.
 
آخر تعديل:
الاعلام والصحافة المعاصرة خطوة تقدم للبشرية أم نقطة سوداء في المباديء الانسانية؟

في ظل التقدم التكنولوجي المذهل لوسائل الإعلام صار الإعلام يلعب دوراً هاماً قبل وأثناء العمليات العسكرية سواء بمحاولة كسب التأييد أو الترويج لآراء ومواقف معينة فبل الحرب أو بنقل الحدث المطلوب نقلة مباشرة من الميدان خلال العمليات الحربية ورغم ذلك ومع هذا التطور الإعلامي منقطع النظير الذي نشهده اليوم فإن فرص التضليل الإعلامي والمبالغة والكذب وإخفاء الحقائق ظل متاح للأطراف التي ترغب في تطبيقه لترسيخ قناعات معينة أو لخلق ظروف خاصة تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مجريات القتال وهذا بدوره دفع بعض الإعلاميين للقول / إن الحقيقة في عصرنا هي أولى ضحايا الحرب / ومع اتساع بؤر الحرب العدوانية بداية من القرن العشرين وبداية القرن الحالي والتي عمت معظم أرجاء الأرض تبنى الغرب نظرية مفادها /إن الجيش والإعلام يحاربان معاً على نفس الخط والجبهة/ لذلك تم تسخير وسائل الإعلام الغربية بكل الطرق الممكنة لخدمة أهداف الحرب حتى أن أية وسيلة إعلام كانت تخالف التوجيه العام ينظر إليها وتقيم على أنها غير وطنية ولم تكن وسائل الإعلام المختلفة تغامر لتوصف بهذه الصفة المشينة فالأمريكان لا يكتفون عادة بالإستراتجية العسكرية وحسب إنما يرتكزون على الحرب النفسية و الدعاية و الإعلام من أجل التلاعب و السيطرة على العقول و الأفكار و الاتجاهات و صولا لتحقيق الغايات المرجوة وأكبر دليل على ذلك هو الملف العراقي , ما أن قررت الولايات المتحدة فتح هذا الملف حتى جندت كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمنظورة لتشن حملة إعلامية عالمية ضد العراق تبرر غزوه واحتلاله ولعل أبطال الحملة الإعلامية الأمريكية هذه كانت المحطات الفضائية بشهرتها الواسعة وتعدادها الكبيرة وأسلوبها في نقل الخبر بشكل يبهر المشاهد وقد عولت الإدارة الأمريكية على وسائل إعلامها آمالاً كبيرة في تشكيل رأي عام عالمي ضد العراق يساند التوجيهات الأمريكية بضربه، هذا الإعلام الذي يقوم على شكل حسن و مضمون سيء أو بعبارة أخرى على تلميع الخبر من الخارج وتسميمه من الداخل ولو أدى ذلك إلى طعن الحقيقة في جوهرها وفي موضع القلب.

من واجبنا كمتابعين محاولة نشر الوعي لنحرر الراي العام من إمبراطورية المعايير المزدوجة والأفكار المسبقة التي تروج للحروب وكأنها شيء طبيعي، كأنها صراع بين الخير والشر، وأمر عادي من الطبيعي حدوثه، ففي دراسات استقصائية عالمية تظهر الولايات التحدة وحلفائها بمظهر الدول المهيمنة التي لا تتسامح مع أي دولة تقاوم هيمنتها أو تعرقل خططها فتعرض نفسها لأن تكون هدفاً في الحرب المقبلة.
ديناميكية الحروب متجذرة تاريخياً في النظام الأمبريالي للدول ذات الحكومات الرأسمالية، كما أن التنافس المستعر على المواد الخام هو سبب التنافس على فرض الهيمنة الجيوسياسية وهو سبب اشتعال الحربين العالميتين كما أشار جاك باولس في كتاباته إلى دور الشركات الأمريكية في دعم كلاً من ألمانيا النازية وبريطانيا إبان الحرب. الدافع نفسه هو حرب الوكالات التي شنتها أمريكا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية تحت غطاء الدفاع عن العالم الحرّ ضد أمبراطورية الشرّ السوفياتية.
ولكن انهيار الاتحاد السوفيتي كقوة موازية للقوة الإمبريالية الأمريكية أدى إلى ظهور القطب الواحد وسعي الولايات المتحدة لفرض هيمنتها الإمبراطورية، هذه الديناميكية التي عززت النزعة العسكرية للدول الأمبريالية إبان الأزمة المالية عام ٢٠٠٨ والتي عصفت بالإقتصاد العالمي كنتيجة طبيعية لانهيار الإقتصاد مع انهيار الهيكلية الإقتصادية المتجذرة تاريخياً في النظام الرأسمالي لتكون نهاية الدورة التجارية العالمية، وبناء على ذلك فإنه من الممكن أن نشهد قريباً انهياراً تاريخياً مدوياً للنظام الرأسمالي يعقبه كساد أكبر من الكساد العظيم ويترافق مع نزعة عسكرية متعاظمة في الدول الإمبريالية على حساب المدنية.
الاسباب الحقيقة للصراعات وبغض النظر عما تحاول وسائل الإعلام ترويجه والسياسيين من تغطيته هي التنافس المستعر للسيطرة على موارد المواد الأولية ومصادر الطاقة وتحديداً النفط والغاز، وهي الأسباب الحقيقة لغزو العراق أو ليبيا أو أفغانستان وسبب المواجهة الحالية مع الصين وروسيا وفنزويلا.
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom