سلسلة الفوائد والنكت - شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين

محمد السلفي المالكي

:: عضو مُشارك ::
سلسلة الفوائد والنكت
شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين
( الجزء الأول )
للأخ الفاضل: عبد الحي
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

هذه فوائد قد قيدتها من كتاب شرح التوحيد للشيخ ابن عثيمين :

1- إجتمعت أقسام التوحيد في قوله تعالى: ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) . ص 9

2- ما ورد من إثبات خالق غير الله كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) وكقوله عليه الصلاة والسلام في المصورين يقال لهم : ( أحيوا ما خلقتم ) فهذا ليس خلقا حقيقة وليس إيجاد بعد عدم بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال وأيضا ليس شاملا بل محصور بما يتمكن الإنسان منه , ومحصور بدائرة ضيقة فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق . ص 9

3- لم يجحد أحد ثوحيد الربوبية لا على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك إلا ما حصل من فرعون فإنه أنكره على سبيل التعطيل مكابرة لأنه يعلم أن الرب غيره , وأنكر توحيد الربوبية على سبيل التشريك المجوس حيث قالوا : إن للعالم خالقين هم الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين . ص 11

4- توحيد الألوهية ويقال له توحيد العبادة باعتبارين , فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة . ص 11

5- العبادة تطلق على شيئين :
أولا : التعبد بمعنى التذلل لله سبحانه وتعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه محبة وتعظيما.
ثانيا : المتعبد به فمعناه كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : إسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . ص 12

6- قوله تعالى : ( إلا ليعبدون ) إستثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما خلقوا إلا للعبادة واللام في ليعبدون لام التعليل وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول فهذه علة غائية وليست موجبة , فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل لكنها قد تقع وقد لا تقع والعلة الموجبة معناها أن المعلول مبني عليها فلابد أن تقع وتكون سابقة للمعلول و لازمة له . ص 17

7- قوله تعالى : ( خلقت ) أي أوجدت وهذا الإيجاد مسبوق بتقدير وأصل الخلق التقدير. ص 17

8- تطق الأمة في القرآن على أربعة معان :
أولا : الطائفة من الناس ومنه قوله تعالى: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ).
ثانيا : الإمام ومنه قوله تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ).
ثالثا : الملة ومنه قوله تعالى : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ).
رابعا : الزمن ومنه قوله تعالى : ( وادكر بعد أمة ). ص 18

9- أجمع ما قيل في تعريف الطاغوت هو ما ذكره ابن القيم - رحمه الله تعالى - بأنه ( ما تجاوز حد من متبوع أو معبود أو مطاع ). ص 19

10- إشكال وجوابه :
إذا قيل ثبت أن الله قضى كونا ما لايحبه فكيف يقضي الله ما لا يحبه ؟
فالجواب :
أن المحبوب قسمان :
الأول : محبوب لذاته . والثاني : محبوب لغيره , فالمحبوب لغيره قد يكون مكروها لذاته ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة فيكون حينئذ محبوبا من وجه مكروها من وجه آخر. ص 21

11- ذو القربى : هم من يجتمعون بالشخص في الجد الرابع . ص 24

12- ( والصاحب بالجنب ) : قيل إنه الزوجة ، وقيل صاحبك في السفر لأنه يكون إلى جنبك ، ولكل منهما حق والآية صالحة لهما. ص 24

13- قوله : ( لا إله ) أي لا مألوه . وليس بمعنى : لا إله . والمألوه هو المعبود محبة وتعظيما , تحبه وتعظمه لما تعلم من صفاته العظيمة وأفعاله الجليلة. ص 41

14- التوحيد عند المتكلمين : يقولون إن معنى إله : آلِه ( بكسر اللام وتنوين الهاء ) والآلِهُ (بكسراللام وضم الهاء ) : القادر على الإختراع فيكون معنى لا إله إلا الله : لا قادر على الإختراع إلا الله , والتوحيد عندهم : أن توحد الله فتقول : هو واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في أفعاله لا شريك له وواحد في صفاته لا شبيه له , ولو كان هذا معنى لا إله إلا الله لما أنكرت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم دعوته ولآمنت به وصدقت لأن قريش تقول : لا خالق إلا الله , و ( لا خالق ) أبلغ من كلمة ( لا قادر ) لأن القادر قد يفعل وقد لا يفعل أما الخالق فقد فعل وحقق بقردت منه , فصار فهم المشركين خيرا من فهم هؤلاء المتكلمين والمنتسبين للإسلام. ص 42

15- قال بعض السلف : كل معصية فهي نوع من الشرك. ص 43

16- قوله : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) أطلق الله عليه كلمة , لأنه خلق بالكلمة عليه السلام ، فالحديث ليس على ظاهره ؛ إذ عيسى عليه السلام ليس كلمة لأنه يشرب ويأكل... تجري عليه جميع الأحوال البشرية قال الله تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) وعيسى عليه السلام ليس كلمة الله , إذ إن كلام الله وصف قائم به لا بائن منه , أما عيسى فهو ذات بائنة عن الله سبحانه ؛ يذهب ويجيء ويأكل الطعام ويشرب . ص 47

17- قوله : ( روح منه ) أي صار جسد عليه السلام بالكلمة فنفخت فيه هذه الروح التي هي من الله, أي : خلق من مخلوقاته , أضيفت إليه تعالى للتشريف والتكريم ، وعيسى ليس روحا بل جسده ذو روح , فبالنفخ صار جسدا وبالروح صار جسدا وروحا. ص 47

18- قوله : ( منه ) هذه هي التي أضلت النصارى ، فظنوا أنه جزء من الله فضلوا وأضلوا كثيرا , فمن المعلوم أن عيسى كان يأكل الطعام وهذا شيء معروف ، ومن المعلوم أيضا أن اليهود يقولون : إنهم صلبوه وهل يمكن لمن كان جزءا من الرب أن ينفصل عن الرب ويأكل ويشرب ويدعى أنه قتل وصلب؟! وعلى هذا تكون ( من ) للإبتداء وليست للتبعيض فهي كقوله تعالى : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) فلا يمكن أن نقول إن الشمس والقمر والأنهار جزء من الله وهذا لم يقل به أحد , فقوله : ( منه ) أي : الروح صادرة من الله عز وجل وليس جزء من الله كما تزعم النصارى . ص 47

19- قال العلماء : يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة . ص 49

20- قال بعض السلف عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مفتاح الجنة لا إله إلا الله ) : لكن من أتى بمفتاح لا أسنان له لا يفتح له. ص 49

21- لا إله إلا الله : ذكر متضمن للدعاء , لأن الذاكر يريد رضا الله عنه , والوصول إلى دار كرامته. ص 50

22- المغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه . ص 54

23- تحقيق التوحيد : تخليصه من الشرك , ولا يكون إلا بثلاثة أمور :
الأول : العلم ، فلا يمكن أن تحقق شيئا قبل أن تعلمه.
الثاني : الإعتقاد ، فإذا علمت ولم تعتقد واستكبرت , لم تحقق التوحيد .
الثالث : الإنقياد , فإذا علمت واعتقدت ولم تنقد لم تحقق التوحيد , فإذا حصل هذا وحقق التوحيد فإن الجنة مضمونة له بغير حساب و لا يحتاج أن نقول إن شاء الله لأن هذا حكاية حكم ثابت شرعا.ص 58

24- قوله : ( قانتا ) : القُنوت دوام الطاعة والاستمرار فيها على كل حال ، فهو مطيع لله ثابت على طاعته مديم لها في كل حال. ص 60

25- يجب أن نعلم أن ثناء الله على أحد من خلقه لا يقصد أن يصل إلينا الثناء فقط ولكن يقصد منه أمران هامان :
الأول : محبة هذا الذي أثنى الله عليه خيرا.
والثاني : أن نقتدي به في هذه الصفات التي أثنى الله بها عليه ؛ لأنها محل الثناء ولنا من الثناء بقدر ما اقتدينا به فيها . ص 60

26- المعاصي بالمعنى الأعم شرك وبالمعنى الأخص يقسمها العلماء إلى قسمين : شرك و فسوق.ص 61

27- اختلف العلماء لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( سبقك بها عكاشة ) :

يتبع
 

كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
 
فقيل إنه كان منافقا فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يجابهه بما يكره تأليفا . وقيل : خاف أن ينفتح الباب فيطلبها من ليس منهم فقال هذه الكلمة التي أصبحت مثلا , وهذا أقرب. ص 66

28- الرياء ينقسم باعتبار إبطاله للعباد إلى قسمين :
الأول : أن يكون في أصل العبادة أي ما قام يتعبد إلا للرياء , فهذا عمله باطل مردود عليه.
الثاني : أن يكون الرياء طارئا على العبادة أي أن أصل العبادة لله , لكن طرأ عليها الرياء فهذا ينقسم إلى قسمين :
- أن يدافعه فهذا لا يضره .
- إن استرسل معه فكل عمل ينشأ عن الرياء فهو باطل , لكن هل هذا البطلان يمتد إلى جميع العبادة أم لا ؟ نقول : لا يخلو هذا من حالين : إما أن يكون آخر العبادة مبنيا على أولها بحيث لا يصح أولها مع فساد آخرها فهذه كلها فاسدة ، وإما أن يكون أول العبادة منفصل عن آخرها فما سبق الرياء فهو صحيح وما كان بعده فهو باطل مثل الصدقة. ص 73

29- لا يتم الإيمان إلا إذا دعا الإنسان إلى التوحيد , حيث الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله من تمام التوحيد ، ولا يتم التوحيد إلا به قال تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر ). ص 80

30- ليس المقصود العلم بالشرع فقط في قوله تعالى : ( على بصيرة ) بل يشمل : العلم بالشرع والعلم بحال المدعوّ والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. ص 81

31- قوله تعالى : ( أنا و من اتبعني ) ذكروا فيها رأيين :
الأول : ( أنا ) مبتدأ وخبرها ( على بصيرة )، ( و من اتبعني ) معطوفة على ( أنا ) أي : أنا ومن اتبعني على بصيرة , أي : في عبادتي ودعوتي .
الثاني : ( أنا ) توكيد للضمير المستتر في قوله ( أدعوا ) أي : أدعو أنا إلى الله ومن اتبعني يدعوا ـ أيضا ـ أي : قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله ويدعوا من اتبعني و كلانا على بصيرة. ص 81

32- فلو اعتقد الشخص بقلبه ولم يقل بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إنه ليس بمسلم بالإجماع حتى ينطق بها لأن كلمة ( أشهد ) تدل على الإخبار و الإخبار متضمن للنطق فلابد من النطق فالنية فقط لا تجزئ و لا تنفعه عند الله تعالى حتى ينطق ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب : ( قل ) ولم يقل : اعتقد أن لا إله إلا الله . ص 83

33- و في قول إبراهيم عليه السلام : ( إلا الذي فطرني ) ولم يقل إلا الله ، فائدتان :
الأولى : الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة لأنه كما أنه منفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة .
والثانية : الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي والإثبات وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام. ص 93
34- التميمة : شيء يعلق على الأولاد , من خرز أو غيره , يتقون به العين .
والودعة : واحدة الودع وهي أحجار من البحر يعلقونها لدفع العين ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تصبه العين أو لا يصبه الجن . ص 106

35- قوله تعالى : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) والمراد بها المشركون الذين يؤمنون بتوحيد الربوبية ويكفرون بتوحيد الألوهية. ص 106

36- الجهل نوعان :
- جهل يعذر فيه الإنسان .
- وجهل لا يعذر فيه الإنسان .
فما كان ناشئا عن تفريط و إهمال مع قيام المقتضى للتعلم فإنه لا يعذر فيه سواء في الكفر أو في المعاصي, وما كان ناشئا عن خلاف ذلك , أي أنه لم يهمل ولم يفرط ولم يقم المقتضى للتعلم بأن كان لم يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام ، فإنه يعذر فيه . ص 107

37- التِّوَلَة ـ بكسر التاء ـ شيء يعلقونه على الزوج , يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها , والزوج إلى امرأته ، وهذا شرك لأنه ليس بسبب شرعي , و لا قدري للمحبة . ص 112

38- كل ذنب قرن بالبراءة من فاعله فهو من كبائر الذنوب . ص 116

39- قوله عليه الصلاة والسلام : ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) أي لتفعلن مثل فعلهم ، ولتقولن مثل قولهم , وهذه الجملة لا يراد بها الإقرار , وإنما يراد بها التحذير ، لأنه من المعلوم أن سنن من كان قبلنا مما جرى تشبيهه سنن ضالة حيث طلبوا آلهة مع الله , فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يحذر أمته أن تركب سنن من كان قبلها من الضلال و الغي. ص 125

40
- قوله في الترجمة : باب ماجاء في الذبح لغير الله ؛ أشار إلى الدليل دون الحكم ومثل هذه الترجمة يترجم بها العلماء للأمور التي لا يجزمون بحكمها أو التي فيها تفصيل والمؤلف لا شك أنه يرى تحريم الذبح لغير الله على سبيل التقرب و التعظيم وأنه شرك أكبر , لكنه أراد أن يمرن الطالب على أخذ الحكم من الدليل وهذا نوع من التربية العلمية. ص 132

41- لعن المعين ممنوع ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم جائز , والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يثوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ). ص 139

42- الدعاء هو عام لكونه لجلب منفعة أو لدفع مضرة أما الإستغاثة فهي دعاء بإزالة الشدة فقط .ص 162

43- للعزيز ثلاث معان :
- عزيز بمعنى ممتنع أن يناله أحد بسوء
- عزيز بمعنى ذي قدر لا يشركه فيه أحد
- عزيز بمعنى غالب قاهر ص 197

44- ما كان أو ما ينبغي أو لا ينبغي ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الإمتناع. ص 216

45- قوله عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون ) فلم يُرِد الإخبار ولكن التحذير من التنطع . ص 240

46- قوله عليه الصلاة والسلام : ( من تدركهم الساعة ) أي : يوم القيامة ، وسميت بذلك لأنها داهية وكل شيء داهية عظيمة يسمى ساعة. ص 249

47- قوله عليه الصلاة والسلام : ( الذين يتخذون القبور مساجد ) فهم من شرار الخلق , وإن لم يشركوا لأنهم فعلوا وسيلة من وسائل الشرك لها أحكام المقاصد ، وإن كانت دون مرتبتها لكنها تعطى حكمها بالمعنى العام , فإن كانت وسيلة لواجب صارت واجبة , وإن كانت وسيلة لمحرم فهي محرمة. ص 250

48- الرافضة سموا بذلك لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أب طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر ؟ فأثنى عليهما وقال هما وزيرا جدي فرفضوه وتركوه وكانوا في السابق معه وأصل مذهبهم من عبدالله بن سبأ وهو يهودي تلبس بالإسلام. ص 254

49- الجهمية فهم أتباع الجهم بن صفوان وأول بدعته أنه أنكر صفات الله تعالى ,فاعتنقها طوائف غير الجهمية كالمعتزلة ومتأخري الرافضة لأن الرافضة كانوا بالأول مشبهة ولهذا قال أهل العلم أو من عرف بالتشبيه هشام بن الحكم الرافضي ثم تحولوا من التشبيه إلى التعطيل وصاروا ينكرون الصفات , والجهم بن صفوان أخذ بدعته عن الجعد بن درهم , والجعد أخذ بدعته عن أبان بن سمعان وأبان أخذها عن طالوت الذي أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي , ثم إن الجهم بن صفوان نشأ في بلاد خرسان , وفيها كثير من الصابئة وعباد الكواكب والفلاسفة فأخذ منهم أيضا ما أخذ , فصارت هذه البدعة مركبة من اليهودية والصابئة والمشركين وهؤلاء الجهمية ينكرون الصفات ومنهم من أنكر الأسماء مع الصفات , وهذه الأسماء التي يضيفها الله تعالى إلى نفسه جعلوها إضافات , وليست حقيقة أو أنها أسماء لبعض مخلوقاته , فالسميع عندهم بمعنى من خلق السمع في غيره , ومنهم من أنكر أن يكون الله متصفا بالإثبات أو العدم , ومذهبهم في القضاء والقدر الجبر , ومذهبهم في أسماء الإيمان والدين الإرجاء , فمذهبهم من أخبث المذاهب إن لم نقل أخبثها لكن أخبث منه مذهب الرافضة حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إن جميع البدع أصلها الرافضة , وقد قَتل - بفتح القاف - الجهم بن صفوان سلمة بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار لأنه أظهر هذا المذهب ونشره. ص 255

50- قوله : ( اللهم ) أصلها : يا الله ، فحذفت ( يا ) النداء لأجل البداءة بإسم الله وعوض عنها الميم الدالة على الجمع , فكأن الداعي جمع قلبه على الله , وكانت الميم في الآخر لأجل البداءة بإسم الله. ص 260

51- الجبت : قيل السحر ، وقيل هو الصنم ، والأصح : أنه عام لكل صنم أو سحر أو كهانة أو ما أشبه ذلك.
52- الطاغوت : مأخوذ من الطغيان , وهو ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع , فالمعبود كالأصنام , والمتبوع كعلماء الضلال و المطاع كالأمراء , فطاعتهم في تحريم ما أحل الله , أو تحليل ما حرم الله تعد من عبادتهم . ص 282

53- اليهود سموا يهودا نسبة إلى يهوذا , من أحفاد إسحاق , أو لأنهم هادوا إلى الله , اي رجعوا إليه بالتوبة من عبادة العجل .
54- النصارى سموا بذلك نسبة إلى بلدة تسمى الناصرة , وقيل : من النُّصرة ـ بضم النون ـ .
ص 290

55- السحر لغة : ماخفي , ولطف سببه ، وأما في الشرع فإنه ينقسم إلى قسمين :
الأول : عقد ورقى , أي قراءات , وطلاسم , يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشايطين فيما يريد به ضرر المسحور ، لكن لا يكون ذلك إلا بإذن الله تعالى , وهذا شرك.
الثاني : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله فتجده ينصرف ويميل وهو ما يسمى عندهم بالصرف و العطف ، وهذا عدوان وفسق. ص 303

56- إن تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجبت بالسحر والطاغوت بالشيطان فإن هذا من باب التفسير بالمثال. ص 305

 
طرح رائع راق لي كثيرا
وبطاقات طرحك ولا أروع
لاحترمنا الله من إبداعك
سلمت وسلمت مواضيعك الراقية
كنت هنا وراق لي إبداعك
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom