(الفتاوى الرمضانية من المدينة النبوية 5) تسجيل اللقاء المفتوح الخامس والعشرون

Ma$Ter

:: مراقب عام ::
طاقم الرقابة
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
15,796
نقاط التفاعل
31,640
النقاط
976
محل الإقامة
تبسة 12
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
السل
ام عليكم ورحمة الله وبركاته
**
نص اللقاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, حيَّاكم الله جميعًا في اللقاءات الرمضانية المباشرة مع فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله تعالى – والذي يُنقل إليكم عبر موقع ميراث الأنبياء، وهذا هو اللقاء الخامس مع فضيلته – جزاه الله خيرًا –، ونبدأ – حفظكم الله – بهذا السؤال:

السؤال:
السؤال الأول؛ تقول السائلة: هناك عائلة من عدّة أفراد, يعيشون في بيت واحد ومعهم والدهم الكبير؛ فعلى من تجب زكاة الفطر؟ على الوالد؟ أم على البالغين فقط؟

الجواب:
بسم الله والحمد لله وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجميعن.
زكاة الفطر ويُقال صدقة الفطر؛ من الفروض الواجبة على الأعيان، وحاصِلُ ما صَحَّت به السُّنة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنها صاع من طعام، والمرادُ بِهِ قوتُ البلد, وهذا الصاع يُخرَجُ عن الصَّغير، والكبير، والذَّكرِ، والأُنثى، والحرِّ، والعبد من المسلمين, والذي يُخرجها هو ربُّ البيت, قيِّمُ البيت، يُخرِجُها عن أبنائِه وبناتِه، ومن يُنْفِقُ عليهم ويعولهم.
ثُمَّ هناك أمر؛ وهو إن كان هؤلاء البالغون لهم دُخول, لهم مرتَّبات, لهم مكاسب، يُنفقون على أنفسهم؛ فكلٌّ يزكِّي عن نفسه، وأمَّا إن كانوا في كفالةِ والدهم هو الذي يُنفِقُ عليهم؛ فصدقة الفطر عليه، والله أعلم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثاني من الجزائر؛
تقول السائلة: ما حكم شراء ملابس الأولاد مثل السراويل وإلباسها للبنات الصغار؟ وما حكم إسبال الثوب للطفل الصغير؟


الجواب:
هؤلاء غير مكلَّفين، أنتِ قلتِ بنات صِغَار, يُلبَسْنَ ملابس أولاد, وقلتِ حكم إسبال الثوب للطِّفل, أقول هؤلاء يا بنتي غير مُكلَّفين, لكنَّهم في رعايَتِكُم, فالتَّكليفُ عليكم أنتم, ومن المعلوم أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَعَنَ المُتَشَبِّهينَ من الرِّجالِ بالنِّساء, ولَعَنَ المُتَشَبِّهاتِ من النساءِ بالرِّجال, وحرَّم الإسبال في حقِّ الرَّجل, فالواجب عليكم أنتم أن لا تعلِّموا أبناءكم الذُّكور أن يَتَشَبَّهوا بالنساء، يَحْرُم عليكم هذا, ويَحْرُمُ عليكم أيضًا أن تعلِّموا بناتكم التَّشَبُّه بالأولاد, ويجبُ عليكم أن تجعلوا ثياب الذكور فوق الكعبين، لأنَّ ما أسفل من الكعبين هو الإسبال في حقِّ الرَّجل.
والمقصود أنَّه يَجِبُ على المُسلمينَ والمسلمات أن يعوِّدوا الناشئة على حبِّ الفضائل، وحبُّ الخير، والجِد، والحرص على فرائضِ الدِّين كالصَّلوات الخمس، وعلى النوافل تمرينًا لهم، وتعويدًا لحُبِّها كما أنَّه يجبُ عليهم أن يَبْعدوا بأبنائِهِم وبناتِهِم عن الرذائل؛ كالكَذِب، والغيبة، والنَّميمة، وفوق ذلك التهاون بالصلوات، يُدَرِّبونهم على حبِّ الفضائل، وبُغض الرذائل، والأصل في هذا الإشارة منه - صلَّى الله عليه وسلَّم – بقوله: ((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) ابن سبع غير مكلَّف، ولا ابن عشر لكنه يُؤمر بالصلاة من سبع إلى عشر، ويُضرب إذا تَرَكَ فريضةً وتهاون فيها ضربًا غير مُبَرِّح حتى يَتعوَّد محبَّة الصلاة والمحافظة عليها، فإذا أحب الصلاة وأَلِفَها سَهُلَ عليهِ بَقِية شَعائِر الإسلام من فرائض ونوافل، لأن الصلاة عمود الإسلام كما صَحَّ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوله: ((وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) المقصود أن يُفَرَّق بين الأولاد، بين الذكور كذلك، وبين البنات، فلا ينامُ أَخَوَان سواءً كانوا أولاد، أو ولد وبنت، أو بنتان، لا ينامون على فراشٍ واحد، لكلٍّ منهم فراشه الخاص به، وهذا الحكمة منه أن يُبغَّض إلى هؤلاء الناشِئة القُرْب من المكروه، لأن الناشئ إِذَا أَلِف البُعد عن مَحْرَمِه في الصِّغر سيكونُ - إن شاء الله - مُبَغَّضًا إليهِ قُرب المكروه، تعوَّد أن لا ينام مع أخته، أو البنت كذلك مع أختها أو مع أخيها، سيتعوَّدون - إن شاء الله - إلى بُغض الخلوة التي تكون بين الأجانب، والله أعلم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثالث؛
تقول السائلة من تونس: هل يجوزُ للمرأة أن تعتكف؟ وهل الاعتكاف لا يكون إلَّا في المسجد؟


الجواب:
يجوز للمرأة أن تعتكف، والدَّليلُ على ذلك أنَّ أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - اعْتَكَفْنَ بَعْدَه.
والاعتكاف لا يكون - يا بنتي - إلَّا في مسجد، لكن يقول أهل العلم يعتكفُ الرَّجل في مسجد جُمعة حتى لا يَخرُجَ من مُعتكفه إلى مسجد تُقام فيهِ الجُمُعة، فيعتكف في مسجد تُقام فيه الجُمُعة، ويجوزُ للمرأة أن تعتكف في مسجد لا تُقام فيه الجُمُعة، لأنَّها لا تَجِبُ عليها صلاة الجُمُعة، وإن حَضَرَتها نالت الأجر. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا السؤال الرابع من ألمانيا؛
يقول السائل: زوجتي مريضة وأصبحت غير قادرة على الأولاد وأعمال البيت، وهي تَتَمنَّى الموت في بعض الأحيان؛ ما هي نصيحتكم لها؟ مع طلب الدعاء لشفائها.


الجواب:
اللهم اشْفِها، اللهم اشْفِها، اللهم اشْفِها، اللهم عَجِّل لها الشفاء، واجعل العاقبةَ خيرًا لها في عاجلِ أمرها وآجله.
بلِّغها سلامي وقَوْلي لها؛ يا بنتي اصبري واحتسبي الأجر عند الله - سبحانه وتعالى - وما فاتَكِ من أعمال الخير، إِذَا عَلِمَ اللهُ صِدْقَ نِيَّتك أنك ما تركتهِ إلَّا لعدمِ القدرةِ عليه فإن الله - سبحانه وتعالى - يحتسِبُ لكِ أَجْرَكِ يومَ كنتِ قادرة، في الحديث الصحيح ((مَن كانَ لَهُ عَمَل فَتَرَكَهُ لِمرضٍ أو سَفَر كانَ لهُ مِن الأَجِر مِثْل ما كانَ صحيحًا مقيمًا)) تَرَكَ عمل لسفر أو مرض؛ هذا هو معنى الحديث.
وقال - صلَّى الله عليهِ وسلَّم -: ((لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ)) فاستعيني بالله، واحتَسِبي، وابشِري؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث المستفيضة إن لم تكن متواترة، فيها وفيها البشائر للصابرين بالأجرِ على ما أصابهم. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الخامس؛
يقول السائل من بريطانيا: هل يجوز أن يعمل الشخص في مدارس أهل البدع كمُدَرِّس لمادة اللغة العربية؟


الجواب:
لا مانِعَ إن شاء الله، وأوصيكَ أن تَعْتَنِيَ بالطُّلاب، وتغرِس فيهم من خلال اللغة العربية السُّنة، تغرِس فيهم محبَّة السُّنة، وتطبيق السُّنة، ومحبَّة أَهْلِها، فاستعن بالله.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال السادس من الكويت؛
تقول السائلة: ما حكم العادة السرية بالنسبة للفتاة؟ علمًا بأن والدها يرفض خُطَّابها كثيرًا فهي تريد إعفاف نفسها، وتخشى على نفسها من الحرام، وهل من نصيحة للآباء؟


الجواب:
أولًا: يا بنتي؛ أسأل الله أن يُهيِّئ لكِ الرُّشد من أمرك وأن يَرْزقَكِ بمرضِيْ الدِّين والخُلُق، وأذكر أثرًا عن عائشة – رضي الله عنها – أن رجلًا قال لها: "يا أُمَّاه بمن أزوِّج بنتي؟ قالت: بمن يتقِّ الله، فإنَّه إن أحبها أكرمها وإن سَخِطَها لَمْ يَظْلِمها" وأَبْلَغُها من هذا الحديث الصحيح: ((إِذَا أَتَاكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) وفي رواية ((كبير)) في رواية قال: ((من تَرْضونَ دِينُهُ وَأَمَانَتُهُ)).
وثانيًا: أوصيكِ بالاستكثارِ من ذِكْرِ الله، وقراءة القرآن، وأن تُسَبِّحي دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمدي ثلاثًا وثلاثين، وتُكَبِّري ثلاثًا وثلاثين، وتختمي المائة بقول (لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قدير) واقرئي القرآن، استكثري من قراءة القرآن، وكوني على اتِّصال مع الطيِّبات، العاقِلات، الفاضِلات من بنات السُّنة في بلدِك، واحضري ما قدرتي عليه من مجالس العلم، وما أَكْثَرَ ولله الحمد طُلَّاب العلم الفُضَلاء عندكم في الكويت، ولو كتبت لي رسالة أرشَدْتُكِ إلى من أراهم - إن شاء الله - أهلَ علمٍ وفضل.
وأقولُ ثالثًا: أنا لا أظنُّ يا بنتي أنَّ رَجُلًا يَمْنَعُ كُلَّ الخُطَّاب، بل الأب وغيره من الأولياء الحريصين، من أولياء النساء الحريصين على صلاحِ بناتهم ومَوْلِيَاتِهم أن يمنعوا كُل الخُطَّاب ما أظنُّ هذا، ولكن يمنعُ من لا يراهُ صالحًا، فأنتِ بوصفكِ امرأة صغيرة شابَّة لا تعرفين الرِّجال، فلا يعرف مخابِئَ الرِّجال ومكامِنَ أحوالهم التي يُلَبِّسونَ بها على السُّذَّج من البنات، لا يعرفهم إلَّا الرِّجال، والأب حريص، والوَلِي حريص،
ثُمَّ أقولُ للأولياء سَارِعوا في اختيار الأَكْفَاء من الخُطَّاب، ولو عَرَضْتَ بنتك أو موليَّتك على من ترضاه كُفًا لها مَرْضِيًا في دينِهِ وخُلقِه فاسْتَعِن بالله، ولا تحجزها عصبيةً لابن عمّها، أو ابن عمَّتِها، أو ابن خالِها، أو ابن خالَتِها، لا؛ وصيّة نبيك – صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه ((إِذَا أَتَاكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ..)) الحديث، وقد ذكرتُهُ آنفًا. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا؛ هذا السؤال السابع من السعودية؛
ما حكم الدعاء بالهداية لدعاة البدع والفتن وحتى الخوارج ممَّا هم فيه من الضلال؟


الجواب:
من دعا لهم بالهداية لهُ سَلَف، لكن أهل البدع قسمان:
قسمٌ هُم دعاة إلى بدعهم، يوالون ويعادون فيها، ويَعْمَلون كُلَّ ما استطاعوا للنيلِ من أهلِ السُّنة كذبًا، وزورًا، وبهتانًا، فمن دعا عليهم بالهلاك، والدَّمار، وإحباط السَّعي، ورَدْ كيدهم في نحورِهم لهُ سَلَف، ومَن دعا لهم بالهداية؛ وأرى أن تكون هكذا مُقيَّدة فيقول: اللهم من تعلم أنه فيه من هؤلاء خير فعجِّل له بالهداية، ورُدَّه إليكَ ردًّا جميلًا، ومن كنت لا تعلم فيه خيرًا فأكفيناه بما شئت.
فالأمر لا يصل إلى حد النكير الشديد؛ بحيث من دعا لهم بالهداية يُثَرَّبُ عليه، وكأنه أتى منكرًا من القولِ وزورا، خالَف الأوْلى يعني يدعو لهم دعاء هكذا مقيَّدًا؛ اللهم من كان فيه من هؤلاء خير فعجل له بالهداية ومن ليس منهم فيه خير فأكفيناه بما شئت،
وقد يقول اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك، واجعلهم عبرة لمن اعتبر، نعم بعض دعاة البدع مكشِّرون عن أنياب العداوة والبُغض والنَّيل من أهل السُّنة، لاسيما الخوارج منهم، ولو شِئْت ذكرت أسمائهم لكنهم معروفون، أقطاب الثورة الفكرية العالمة التي انطلقت من عام 1411 معروفون، فهؤلاء في الحقيقة أنا أدعو عليهم بأن يدمِّر الله كَيْدَهم ويخيِّب سَعْيَهم، ويُرِيَ أهل السُّنة فيهم العبرة، ويجعلَهُم عبرةً لِمَن اعتبر، لكن لا أُثَرِّبُ على من خالَفَنِي فدعا لهم بالهداية، لا أُثَرِّبُ عليه، النبي – صلى الله عليه وسلم – دعا بالهداية للكُفَّار. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثامن من الكويت؛
تقول السائلة: أمي كبيرة بالسن ولا تُحسِنُ الصَّلاة بمفردِها، وتَتْعَب من طول القيام والسُّجود، طلبت منِّي الصَّلاة بها على شرط أن لا أُطيل في القراءة والسجود، وأنا أجد الخشوع عند الصَّلاة لوحدي، فهل أقدِّم الصلاة بأمي على الصلاة بمفردي؟ حفظكم الله.


الجواب:
أنتِ مُخيَّرة يا بنتي، إن شئتِ تقدَّمتِ في الصلاة لوحدكِ، وأنا لا أدري أنتِ تسألينَ عن الفريضة أو عن النافلة، لكن لعلَّك تسألين عن النافلة، الأمر فيه سَعة، صلِّي بأُمِّك طيِّبي خاطرها ما دامت لها رغبة، ولا تُطيلي عليها ولكِ أجرُكِ - إن شاء الله تعالى - ثُمَّ إن قدرتي على أن تُصلِّي أيضًا صلاة وحدكِ، مثلًا إذا كان لكِ وِرْد يتألَّف من عشرين ركعة صلِّي ما تيسَّر مع أمك وأكملي وِردَكِ.
وإن كنتِ تسألين عن الفريضة فالصَّلاة الأولى هي الفريضة في حقِّك، سواءً كانت صلاتِك لوحدِك أو صلاتِك بأمِّك، والأُخرى نافلة، فأنتِ مأجورة في كِلا الحاليْن - إن شاء الله تعالى -.

السؤال:
بارك الله فيكم، السؤال التاسع من ليبيا؛
يقول السائل: ما حكم قول يا مُسَهِّل؟ يقولونها لدينا عندما يريد أن يفعل شيئًا مستقبلًا، والبعض يردِّدها كنوع من الذكر؟


الجواب:
هو معنى يا مُسَهِّل؛ يعني كلمة مُسَهِّل بمعنى مُيَسِّر، فلا أرى مانعًا من ذلك، لكن أن تُرَدَّد على أساس أنها ذكر فَلَا، ولكن عند الحاجة يا مُيَسِّر يسِّر لي، يا مُيَسِّر الأمور يسِّر لي، أو يقول يا مُسَهِّل الأمور سهِّل أمري، لا مانعَ من ذلك - إن شاء الله تعالى -.

السؤال:
بارك الله فيكم، شيخنا وهذا السؤال العاشر من المغرب؛
يسأل عن أحكام العقيقة في اليوم السابع.


الجواب:
العقيقة؛ أولًا: هي كالأُضحية، من حيث السِّن والسَّلامة من العيوب، فمن الضأن ما أتمَّ ستَّة أشهر ودَخَلَ في السَّابع، ومن الماعز ما أتمَّ سنة ودَخَلَ في الثانية، ومن الإبل ما أتمَّ خَمْسَ سِنِين ودَخَلَ في السَّادسة، ومن البقر ما أتمَّ سنتين ودَخَلَ في الثالثة، وكذلك يجب أن تكون سليمة سمينة قدر الإمكان، وخالية من المرض، البَيِّن وخالية من العيوب كالعَوَر والعَرَج إلى غير ذلك، كما بيَّنَه الفقهاء في أحكام الأُضحية،
فأحكام العقيقة هي أحكام الأضحية، فالولد تُذبَح لهُ شاتان إذا قَدِرَ أبوه في اليوم السَّابع، ويُحلق رأسه ويُسمَّى، والبنت لها شاة واحدة ولا يُحلق رأسها، فإن عَجِز عنها في اليوم السابع فليس هناك تحديد، يَعُقُّ عن ولدِه متى تيسَّرت له، ثُمَّ إن شاءَ قسَّمها بين الجيران، وتعاهدها المساكين، وإن شاءَ طبخها ودعا من يُحب من جيرانه وأصحابه، وتعاهد المساكين أن يدعوهم، أو يغرف لهم من المطبوخ، ويوصله إلى دورهم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الحادي عشر من المغرب؛
يقول السائل: إذا صَلَّى الإمام أربع ركعات فردًا في قيام الليل؛ هل تُجْزِئ أم تبطل الصلاة لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى))؟


الجواب:
هذا في الصحيحين من حديث ابن عمر، أعني الحديث الذي ذكرت، وصحَّ عن عائشة - رَضِيَ الله عنها – قالت: ((صلَّى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أربعًا فلا تَسَلْ عن طولِهِنَّ وحُسْنِهن، ثُمَّ صَلَّى أربعًا فلا تَسَلْ عن طولِهِنَّ وحُسْنِهن، ثُمَّ صَلَّى ثلاثًا))، فهذا الحديث وغيره، وقال به بعض أهل العلم أيضًا أنَّه سَرَدَ أربعًا، وذكر الحافظ - رحمه الله - أنَّ التَّثنية أفضل من التَّربيع لِمَا فيها من زيادة العمل، تكون ركعتَيْن بتشهُّد وتسليم, والأربع فيها تشهّد واحد وتسليم، والمقصود أنَّ الكل صحيح - إن شاء الله تعالى -. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الثاني عشر من ألمانيا؛
يقول السائل: بعض الأئمة أثناء التراويح يُسرع في التشهد بحيث لا يمكن للمأموم من الصلاة الإبراهيمية؛ كيف يصنع المأموم في هذه الحالة؟


الجواب:
إذا كان الإمام هذا دَأْبَه فصلِّ في البيت, ولا تُوقع نفسك في حرج، وينبغي للأئمة أئمة المسلمين الذين يُصَلُّون بإخوانهم التراويح في مساجدهم أن يَطْمَئنُّوا في القراءة، وفي الرِّكوع، وفي الرَّفع منه، وفي السِّجود، وفي الجلسة بين السَّجدتين، وفي التَّشهد حتى يتمَكَّن المسلمون من أداءِ هذه الأفعال.
أمَّا ما عليه كثيرٌ من الأئمة - إلَّا من رَحِمَ الله - من الإسراع بالقراءة فكأنها هذُّ شِعِر، والإسراع بأعمال الصلاة وكأنَّها نَقَر، فهذا ليسَ من السُّنة في شيء. نعم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثالث عشر من السعودية؛
يسأل عن سجود التلاوة؛ هل يُكبِّر عند السجود؟


الجواب:
لم أجد ما يجعلني أَجْزِم بشيء، لكنِّي أنا في هذه الحال أُكَبِّر؛ حال السجود وحال الرَّفع منه، والله أعلم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا؛ وهذا السؤال الرابع عشر من تونس؛
يقول السائل: كيف نميِّز بين المبتدع الدَّاعي إلى بدعتِهِ والغير الدَّاعي؟ وما هو الفرق في التعامل بينهما؟


الجواب:
§ الدَّاعي: هو الذي يَنشرُ بِدَعه في كتُبِه، وفي أشرطَتِه، وفي دروسِه، يقرِّرها وينافحُ عنها، ويستدلُّ لها مُنكرًا وزورا، هذا هو الدَّاعية؛ وهذا أخطر.
§ أمَّا غير الدَّاعية: هو الذي عنده بِدَع في نفسه، لكنه لا يقرِّرها في دروس، ولا في خُطَب، ولا يَنْشرها بين الناس في نفسه، وهذا أخف حتى في التعامل أخف،
وأهل العلم يفرِّقون بين هذا وهذا، حتى قالوا: هل تقبل رواية المبتدع؟ فَفَصَّلوا، الرأي الوَسَط التفصيل؛
· أنَّ المُبْتَدِع غير الداعية تُقبَل روايته؛ لأنَّه ليس فيه ضرر، ضَرَره على نَفْسِه.
· وأمَّا المبتدع الداعية إلى بدعته؛ هل تُقْبَل روايته؟ فالرَأْي الوَسَط أنَّه يُقْبَل من روايته ما لا تَقْوَى بِهِ بِدْعَته. نعم.


السؤال:
وهذا السؤال الخامس عشر من السعودية؛
تقول السائلة: هل صلاة القيام للنِّساء جماعة في المنزل زيادة فضل على أن تُصلِّي كلُّ واحدة منفردة؟


الجواب:
أولًا يا بنتي سؤالك يحتمل أمرَيْن:
الأول: أن تعني بجماعة النسوة التهجد في صلاة التهجد نسوة البيت المرأة وبَناتِها، ومن حَضَرَ كذلك ضيوف من النسوة حَضَرْنَ؛ فلا شَكَّ - إن شاء الله - فيها أجر.
الاحتمال الثاني: أن تعني ما تعملَهُ بعض النِّسوة من الخروج من بيتهِنَّ إلى بيت فُلانة، هذا ليس من السُّنة، ولا أعرِفُ لهُ نظيرًا من عمل بنات السُّنة؛ لا من الصَّحابيات ولا من نِسوة التَّابعين، فصَلِّ في بيتك، وإذا حضَركِ نسوة من غير خروج من أجلِ الصلاة في بيت المُضيفة لا مانع إن شاء الله، وكذلك بناتك أو أخواتك لو حَرَصْتن على أن تُصَلِّينَ جماعة لكُنَّ الأجر إن شاء الله.
ولعل صلاة كل واحدة أفضل؛ لأن قد تطيل إطالة معيَّنة تُعينُها على الخشوع في القراءة، وفي الركوع، وفي السجود؛ نعم، لكن صلاتُكن جماعة صحيحة، ولكُنَّ الأجر إن شاء الله تعالى.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال السادس عشر من تونس؛
يسأل هل صلاة الجماعة واجبة؟ وهل تشترط أن تكون في المسجد؟


الجواب:
صلاة الجماعة في المساجد واجبة بشروط:
أوَّلًا: على الرِّجال.
الثاني: أن يكونوا بالغين.
الثالث: العُقلاء.
الرَّابع: أن يكونوا أحرارا ليسوا مملوكين.
الخامس: أن يسمعوا النِّداء عادةً، والمقصود بالنِّداء هو النِّداء المُجرَّد لا بمُكبِّرات الصوت، فمُكبِّرات الصوت تنقل فوق العادة، قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ))، وعن ابن مسعودٍ – رضِيَ الله عنه – قال: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ وَلَوْ رَأَيْتُنَا - يعني مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم - وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ - من شدة المرض -)).
فالخلاصة أنَّ صلاة الجماعة واجبة على الرِّجال بالشِّروط التي ذكرتها وهي في المسجد، حيثُ يُنادى لها، لكن إذا كان هناك حي ليسَ فيهِ مسجد، وإنَّما فيه أرض واسعة اختارها أهل الحيْ للصلاةِ فيها أو مُصلَّى وضعوهُ لإقامة الصَّلاة في حيِّهم، فإذا كان هذا المكان يُؤذَّنُ فيه والرَّجل يسمعُ النِّداء؛ وَجَبَ عليه السَّعي إلى صلاة الجماعة، وهناك أدلَّة كثيرة يطول المقام لذِكرِها.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال السابع عشر من الجزائر؛
يقول السائل: ما هو العلاج الأنسب لشخص يُعاني من الوسوسة في العقيدة؟ حيث أنه تأتيه وساوس شديدة بأنَّه يُرائِي، أو يَكْفُر بالله، أو أنَّ القرآن ليس بكلام الله، أو أنَّه لم يَبْعث لهذه الأمة رسول، وما أشْبَه ذلك، جزاكم الله خيرا.


الجواب:
أوَّلًا: نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يَشْفِيَه.
وثانيًا: نقول: اصرف نَظَرك عن هذا؛ فأنتَ مُسلم، وُلِدت في الإسلام، تشهد الشَّهادتين، وتُصلِّي الصَّلوات، تفعلُ الخيْرات وتُجانب المُنكرات، أنتَ مُسْلِم مُؤمن ولله الحَمْد والمِنَّة.
والأمر الثالث: إِذَا كان يَعرض لك في الصَّلاة؛ فاتفل عن يسارك ثلاث مرَّات تفل خفيف، وتقول: أعوذُ باللهِ مِنك.
وجالِس الصالحين، لا تكُن منعزِلًا، جالِس الطيِّبين في المساجد، في حِلق العلم، في الزِّيارات، استزر إخوانك وزُرْهم، هذي كلُّها – إن شاء الله – عِلاج، استكثر من قراءة القرآن والدُّعاء في المواطن الفاضلة؛ في جوف الليل حينما تُصلِّي، وبين الأذان والإقامة، وبين التَّشهد والسَّلام، وفي آخرِ ساعة من عَصْرِ يوم الجمعة، وسيذهبُ عنك هذا – إن شاء الله تعالى -.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الثامن عشر من ليبيا؛
تقول السائلة: لم أَتَمَكَّن من إخراج زكاة ذهبي لخمس سنواتٍ ماضية، ومن المعلوم أنَّ قيمة الذهب تتغيَّر كل عام؛ فكيف أحسب زكاة ذهبي للسنوات الماضية؟


الجواب:
اجتهدي، ثُمَّ أسألُكِ سؤالًا؛ والإجابة يجب أن تكون صادِقة، هل كُنتِ تعلمين في هذه السَّنوات الخمس أنَّ زكاة الحُلِي واجبة على المرأة؟
· فإن كُنتِ تعلمين فزكِّي هذه السَّنة واضربيها في خمس سنوات، .. عنكِ – إن شاء الله تعالى -.
· وإن كُنتِ لا تعلمين، وإنَّما عَلِمتِ هذِهِ السَّنة؛ فما مضَى معفوٌّ عنه، فلا زكاةَ عليكِ فيه؛ قال تعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾ الآية.

السؤال:
وهذا السؤال التاسع عشر شيخنا، من مدينة زاخو في كردستان العراق؛
يقول السائل: نحنُ أفراد من كردستان العراق ونَلْبَس ثوبًا كُرْدِيًّا، وهو القميص والإزار، ونلفُّ في وسطِها قطعة من القماش؛ فبعض الناس يقولون لا يجوز استعمال هذا الثَّوب؛ لأنَّه تشبُّهًا بالمجوس؛ فهل هذا صحيح شيخنا؟


الجواب:
أنا أوصيكم أن تُقابِلوا أخانا الشيخ عبد اللطيف بن أحمد الكُردي؛ أظنُّه في السُّلَيْمانية، كنيته أبو عبد الحق، فهو الذي يعرِفُ هذا ولا يدَّخِرُ وُسعًا في نُصحِكم – إن شاء الله تعالى –.
أمَّا أنا فلا أعرف هذا اللُّبس الذي ذكرته، الذي أعلم أنَّه من لُبْس القُدامي الرِّداء والإزار ومنهم من يَلْبَس القميص كثيابِنا المعروفة.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال العشرون من فرنسا؛
تقول السائلة: امرأة حامل سَقَطَ جنينها بعد شهر ونصف، فامتنعت عن الصلاة والصوم؛ فما الحكم؟ ومتى يكون الدم دمُّ فساد أو دم نفاس؟


الجواب:
هذا يحصل لكثيرٍ من النِّساء يا بنتي؛
والسُّؤال هنا: هل جنينُكِ مُتَخلِّق؟ هل ظهرت فيه صورة إنسان؟ ظهرت فيه صورة يد، أو وجه، أو رجل؟
فإن كان كذلك، فهذا دمُ نِفاس، حكمُهُ حُكْمُ النِّفاس، فالمرأة في هذه الحال لا تُصَلِّي ولا تصوم حتى تَطْهُر، فإِذَا طَهُرَت صَلَّت، وصامت، وقَضَت ما أفطرته.
الحال الثانية: ألَّا يظهر فيه خَلْق إنسان، وإنَّما قطعة دَم أو لحم؛ فهذا دم فساد، لا يمنعُ من شيء.
بَقِي كونكِ تركتِ الصوم والصلاة؛ يظهرُ - والله أعلم - أنَّكِ جاهلة، ولم تعلمي هذا التَّفصيل، فلا شيءَ عليكِ في هذِهِ الحال، أمَّا إن كنتِ تعلمين أنَّ هذا دم فساد، وأنه لا يُعَدُّ نفاسًا إلَّا ما كان فيه خَلْق؛ فأنتِ مخطئة وعليكِ قضاء الصَّلاة والصَوْم، لكن يظهرُ لي - والله أعلم - من سؤالِك أنك تجهلين الحُكُم، والله أعلم، واعتبري ما أَسْلَفْتُه لكِ من التَّفصيل .


السؤال:
جزاكم الله خير شيخنا وهذا السؤال من ليبيا، السؤال الحادي والعشرون؛
يقول السائل: هل قراءة آية الكرسي قبل الحجامة من السُّنة؟


الجواب:
لا أعلَمُ فيها شيئًا حتى الآن، فقراءة الكرسي تُقْرَأ عند النوم، وتُقْرَأ بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب مرَّة، ومعها ﴿قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.
الحجامة سَمّ الله، يُسمِّ الله كُلٌّ مِن الحاجم والمحجوم، واعتقد أنَّ هذا سبب لا تُعوِّل عليه، الاعتماد على اللهِ - سُبْحانَه وتعالى -.


السؤال:
وهذا السؤال الثاني والعشرون؛
يقولُ السائل من تونس: فيما يخص صلاة العيد هل الأفضل عدم حضور خطبة العيد وصلاة العيد إذا كان الإمام مبتدعًا؟


الجواب:
أنتَ قُلْتَ مُبتدعًا ولم تحدِّد، لكن نحنُ نفصِّل وعلى اللهِ التُّكلان؛
أقول: هذا المبتدع لهُ حالتان:
· إحداهما: أن تكون بدعته مُكفِّرة كالقول بوحدة الوجود، أو رافضي، أو جهمي، أو من أهل الإتِّحاد، أو الحُلول؛ هذا لا يُصلَّى خلفه، أو من القبوريين الذين ينذرون للقبور، ويَتَقرَّبون لها بأنواع القُربات، ويستغيثون بغير الله فيما لا يقدِرُ عليه إِلَّا الله، يستغيثون بالمخلوق فيما لا يقدِرُ عليه إلَّا الله - عز وجل - ويستغيثون بالأموات، ويسألونَهم قضاء الحاجات، وتفريج الكُربات، فهذا مُشْرِك لا يُصلَّى خَلْفَه؛ كافر.
· الحالة الثانية: أن تكون البدعة مُفسِّقة؛ كالتَّمَشْعر، والقول بالخروج على الإمام، هذا يُصلَّى خَلْفَه، وإن أمكنك أن تُصلِّ خَلْفَ صاحبِ سُنَّة فافعل ذلك، وَجِد واحرص عليه، جِدْ في طلبه واحرص عليه .


السؤال:
وهذا السؤال الثالث والعشرون من السعودية؛
يقول السائل: ما حكم الإحتباء يوم الجمعة والخطيب يَخْطُب؟


الجواب:
لا أعلمُ فيهِ دليل يمنعه، ولعلَّ الجلوس الأفضل أن تجلس مُتربِّعا كما يَجْلِس عامَّة الناس، هذا الذي أَسْتَحِبُه، وأمَّا الإحتباء فليس عندي فيه سُنَّة حتى أقول بجوازه أو منعه، والله أعلم.


السؤال:
بارك الله فيكم، وهذا السؤال الرابع والعشرون من بريطانيا؛
يقول السائل: سأقدم إلى بلدي في العشر الأواخر؛ فهل يجوزُ لي أن أعتكف ما بقى من الشهر وإن لم أبدأ من بداية العشر؟


الجواب:
لا مانع من ذلك، الاعتكاف هو لزوم المسجد على الدَّوام بِنِيَّة التَّقرب إلى اللهِ - عزَّ وجل - والتَّعَبُّد فلا تَلْزَمُ فيه أيام، فما نَوَيْتَ من جلوسك في المسجد، والإقامة فيه يومًا، أو ساعة، أو أيامًا بِنِيَّة الاعتكاف؛ فهو اعتكاف.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الخامس والعشرون من الجزائر؛
يقولُ السائل: من عادتي أن أُخْرِج الزكاة في بداية رمضان، ولكن مؤخَّرًا اشتريت منزلًا قبل حلول رمضان بيومَينْ، ولقد سَدَّدت كُلَّ المُسْتَحقات قبل حلولِهِ، هل تجب عليَّ الزكاة في هذه الحال؟


الجواب:
الزكاة من طعام يا وَلَدِي ما أظُنُّك تعجز عنها، سؤاله عن صدقة الفطر ولا الزكاة عامَّة؟
الطالب: لا، الزكاة عامة يا شيخ.
الشيخ: يظهرُ لي - والله أعلم - أنَّه لا زكاة عليك مادُمتَ قد استنفذت مالكَ في شراءِ المنزل فلا زكاةَ عليك، إلَّا إن كان شراؤك المنزل بعدَ حُلول الزكاة، إذًا حالتان لك:
· إحداهما: أنَّ شرائِك المنزل الذي اسْتَنْفَذْت مالكَ كُلَّه فيه قبل حلول الزكاة، فلا شيءَ عليك، إن كانَ الباقي نصابًا تُزَكِّي هذا النِّصاب.
· الحالة الثانية: أن يكون شراؤك المنزل الذي استنفذت مالكَ كُلَّه فيه بَعْدَ حلولِ الزَّكاة؛ فالزَّكاةُ واجبة عليك في هذه الحالة، والله أعلم.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا هذا السؤال السادس والعشرون؛
تقول السائلة من مصر: هل عَمَل الكَعْك والبسكويت في عيد الفطر بدعة؟ علمًا أنَّنا نَعْمَله أيضًا في الزفاف وهكذا.


الجواب:
الناسُ عندنا يذبحون ذبائح، ويَصْنَعون الأطعمة ويجتمعون عليها في البيوت، وفي نَجْد يجعلونها في السَّاحات خارج البيوت حتى يجتمع الناس عليها، فلا شيءَ في ذلكَ - إن شاء الله تعالى -.

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال السابع والعشرون من المغرب؛
يقول السائل: رجل تُوفي في حادث سير وكان هو صاحب الخطأ؛ هل يجب على الطرف الآخر من الحادث أن يصوم شهرين متتابعين؟


الجواب:
أنتَ قُلت هُوَ المُخطِئ؛ فإن كانَ نِسْبَة الخطأ المقرَّرة من الجهة المُخْتَصَّة كُلّها على هذا المُتوفى؛ فليس على الطرف الآخر شيء، وإن كان عليه شيء منها ولو خمسة بالمائة فالكفَّارةُ عليه، يعني على الحَيْ - الطرف الآخر -. نعم.

السؤال:
وهذا السؤال الثامن والعشرون؛
يقولُ السائل من ماليزيا: عند الماليزيين عادةً حيثُ كل عيد نذهب إلى والدِيْنا، ونطلب منهم المسامحة لأيِّ تجاوزات ماضية وذلك على الرُّكب، والوالديْن جالسون على الكرسي؛ فما نصيحتكم لنا تجاه هذه العادة؟


الجواب:
لماذا تقصدون يوم العيد؟ فمن أَخْطَأَ في حقِّ والديْه فليطلب عَفْوَه ومسامحَتَه؛ هذا أولًا.
ثانيًا: كونُكَ تجلس على الرُّكبة؛ هذا لا أعلمُ له دليلًا، وإنَّما تذهب إلى والدك وتُقبِّل رأسه ويَدِه وتَسْتَعْطِفُه، وتسألهُ المسامحة في أيِّ وقتٍ تكون أخطأت خطأ واضحًا، أمَّا مُجرَّد تَوقُّع الخطأ؛ فالأصل يا بُنَي خُلُوُّ الذِّمة حتى يَظْهَر الموجِب، مادامَ أنَّك سألتَهُ السَّماح ولم تعلم أنَّك أخطأت في حقِّه بهذه الطريقة، فهذا تَكلُّف وهذا من الغُلُو، ويجبُ على الآباء أن يمنعوا أبناءَهم من ذلك. نعم.

وبهذا القدِر يا أبا زِياد نختتم، ونلتقي إن شاء الله مساء الاثنين القادم.

وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبِه أجمعين.
والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.



 
موضوع مفيد

بارك الله فيك

و جزاك الله الفردوس الأعلى
 
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ

 
موضوع مفيد جدا

بارك الله فيك كثيرا

و جزاك الله خيرا وفيرا
عيدكم مبارك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top