هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

نزهة الفلاح

:: عضو مُتميز ::
أحباب اللمة
هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

hwy4yo7mjlwm.jpg


يروى أن رجلا استمع لخطبة الجمعة في مسجد، وكان الإمام يخوف الناس من عقاب الله وجهنم والحساب والأهوال عملا بالقاعدة خوف الناس يمتثلوا ..... وما إن انتهى الإمام حتى صرخ وقال: إله بهذه القسوة لا يستحق أن يعبد.....
وهذا فهم خاطئ شاع بين الناس من مفاهيم خاطئة أنتجت صورة مشوهة عن الله وعن دينه الذي ارتضى لعباده.....فأدت إلى كره لله أو تشويش الصورة الذهنية عنه أو اتهامه بالظلم عمليا حتى لو لم تقل خجلا.....
فهل ربنا فعلا مرعب؟ وهل هو فعلا قاسي؟ وهل هو فعلا ظالم؟؟؟؟؟؟

تعالوا إخوتي الكرام أخواتي العزيزات نتعرف على ربنا بالمنطق والحجة .....
يقال: لاكتمال الإيمان لابد من الجمع بين حب الله وخشيته والرجاء في رحمته
فكيف أحب وأرجو من أخاف منه ؟؟؟؟؟؟؟؟
إله يأمر رسوله بالرحمة واللين مع عباده:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (159) سورة آل عمران

وبدعوتهم باللين والحكمة: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل

يخبرنا بنتائج أعمالنا ويوضح أمامنا الرؤية....
يأمرك بالصلاة لتستمتع في حياتك قبل آخرتك، لترتاح نفسيا وتسعد فالصلاة لها أسرار للأسف لا تذكر إلا نادرا.....
يأمرك بالزكاة لتطهر مالك فتلقاه بمال حلال وللكرم حلاوة خاصة....
يأمرك بالصيام لتصبح أقوى أمام الفتن، التي ما جعلها في الدنيا إلا لتقهرها وتطوعها لك لا عليك، فقد نفخ فيك من روحه، وأودع فيك قدرات جبارة وسخر لك الكون كله فكيف يرعبك؟
يأمرك بالحج لتتعلم أصول المعاملة في غمرة الزحام والجو الحار، فكيف يرعبك من يضع أمامك معوقات لتتخطاها وتستثمر ما أودع فيك من قوة وإرادة وطاقة..... لتكون جديرا بلقائه؟
كيف يرعبك من ينقيك من الذنوب ويقربك إليه حبا وكرما ورحمة؟
ويستجيب الله للعاصي والتقي، فكيف يقول لنا بشر أن الله لا يستجيب دعاء المذنب؟ وإذا سألك عبادي عني وليس إذا سألك المتقون !!!!
أجيب دعوة الداع وليس المؤمن
حتى إذا دعاه مذنب فأجاب دعوته، رق قلبه لخالقه فاقترب منه وذاق حلاوة قربه وجنة حبه فكيف يرعبك من يقربك إليه ويتنزل كل ليلة تنزيلا يليق بجلاله ليغفر الذنوب ويتوب على خلقه ويجيب دعواتهم وينزل رحماته بالليل والنهار؟ وكيف ألجأ لإله أشعر بالرعب منه؟
أرأيت من يرى أسدا فيحضنه رعبا منه مثلا؟
يقول ربنا الكريم الرحيم: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) سورة التوبة
أ يعقل أن نشعر بالرعب ممن أغدق علينا نعما لا تعد ولا تحصى؟

إذن هناك خلل في فهم معنى الخوف المقصود،
ترى ما خشية الله حقيقة وما الخوف منه؟
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

4u08vln4nuqs.jpg

هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟
الجزء الثاني
يقول بعض الناس هدفي هو تعبيد الناس لرب العالمين
فما التعبيد؟؟؟؟
التعبيد في اللغة: تَصْيِيرِهِمْ عَبِيداً .
وللأسف يتعامل بعض الأشخاص كأنهم أوصياء على الناس أجمعين ويصرون على هداية الناس بل ويرهبونهم في أحيان كثيرة والله يقول : لا إكراه في الدين
و يقول أيضا في سورة القصص: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
فكيف نبحث عن النتيجة والله طلب منا العمل وسيحاسبنا على إتقان العمل لا النتيجة
إذن فالإصرار على النتيجة التي هي بيد الله وتجاهل الوسيلة التي أمرنا الله بها، هوى وليس أمر رباني
هكذا نحن نسعى لأن يعبدنا الناس فما العبادة إلا الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه فإن امتثل الناس لأوامرنا فإنهم يعبدوننا نحن - وأقول أوامرنا لأننا لو دعونا الناس بأوامر فهذا ليس من الدين في شيء-
فأين تركنا ولا تزر وازرة وزر أخرى؟ لا أحد منا سيحاسب على الآخرين وما علينا إلا البلاغ وتغيير أنفسنا لتكون كما أراد الله لها ولكل رب يحاسبه
قال ربنا الكريم في كتابه: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) سورة طه
فكيف يوصي نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: يَسِّروا ولا تُعسِّروا وبَشِّروا ولا تُنفِّروا . ( صحيح البخاري)
ونحن نقطب الجبين ونرهب بالنار و أسلوب يا إما تتقي الله يا إما تعاقب
أذكر في مرة كنا في الجامعة ودخلنا للمسجد لصلاة الظهر، صلينا الظهر فأمسكت زميلة لي السبحة لتقول أذكار ما بعد الصلاة
جاءت إلينا فتاة وقالت لها: السبحة بدعة...... فأجابت الزميلة أنها تستخدمها فقط لإحصاء العدد وهذا لا شيء فيه
فتمعر وجهها واكفهر وقالت لها بغضب: أنت في ضلال أنت في النار
اجتمع الطالبات حولها، حاولن إقناعها لكنها تركتهن وذهبت
سامح الله من فهم الدين بشكل خاطئ فسعى إلى زرعه في النفوس قصرا
وقال تعالى:وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) سورة فُصلت
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) سورة الشورى

فالخوف من الله: الحرص على رضاه وخشية غضبه وتقديره وإجلاله فلا يعقل ألا نجل الله وهو خالقنا ومالك الملك وتجنب عذابه والسعي إلى رضاه، أليس أولى بإرضائه وخشية غضبه وتجنب مالا يرضيه؟
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) سورة الإسراء
طبعا هذه ليست دعوة إلى الاستهتار بالله وحاشا لله أن أفعل ذلك
ولكنها دعوة لفهم ديننا بشكل صحيح والسير بأمتنا نحو السعادة التي ضمنها لنا الله " ومن أصدق منه قيلا" في الدنيا والآخرة
فإن لم نكن سعداء في الدنيا فلنعلم أننا لم نفهم هذا الدين الرائع الذي ارتضاه الله لخلقه وجعله كاملا متكاملا، عقيدة راسخة وشريعة كاملة ومنهج حياة لا يعلى عليه.
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) سورة هود
حملنا أمانة الاستخلاف في الأرض برضانا والله سخر لنا الكون لنسعد ونعمر الأرض ونحيا في هناء برضا رب السماء فلا مجال للرعب بل حب وتقدير وخشية ورجاء في رحمته سبحانه
وأخيرا وليس آخرا:
السعادة في الدنيا حقيقة آن الأوان لنحياها
والسعادة في الآخرة رؤية آن الأوان لنحيا لأجلها
ورضا الله غاية آن الأوان أن نحيا بها
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

اه يا مبدعتنا اه منك مواضيعك جميلة و رائعة

ربي يحفضك و يخليك لنا

بارك الله فيك و جزاك الجنة
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

اه يا مبدعتنا اه منك مواضيعك جميلة و رائعة

ربي يحفضك و يخليك لنا

بارك الله فيك و جزاك الجنة

الحمدلله تعالى أنها راقتك
تسلمي فوفو، ربي يكرمك ومن فضله ما يحرمك
أطيب دعواتي لك
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

لقد اتحفتنا بما عندك

الله يبارك فيك
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

لقد اتحفتنا بما عندك

الله يبارك فيك

وفيك بارك الرحمن ورضي عنك أنجل

أسعدك الباري
 
رد: هذا ربي ..... فلم ترعبني؟؟؟؟؟

بارك الله فيك
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom