خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
المحافظة على الوقت
الأيام أجزاء من العمر ومراحل من الطريق، تفنى يوماً بعد يوم، ومضيها استنفاد للأعمار واستكمال للآثار وقرب من الآجال، وغلق لخزائن الأعمال، والشاب الحاذق يغتنم زهرة شبابه في حفظ القرآن والمتون وحضور دروس العلماء وقراءة الكتب والعبادة عملاً بوصية النبي (صلى الله عليه و سلم)لابن عباس: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» (رواه ابن ماجه).
وما نبغ من نبغ من العلماء إلا بمحافظتهم على أعمارهم بحفظ زمانهم، وصحبة صالحة أعانتهم على طاعة ربهم.

فضل العلم
العلم أفضل مكتسب، وأشرف منتسب، وأنفس ذخيرة تقتنى، وأطيب ثمرة تجنى، وما اكتسب مكتسب مثل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى، يقول سفيان بن عيينة: "من طلب العلم فقد بايع الله".
وهو ميراث النبوة كما قال تعالى:{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}[النمل: 16].
ومن أورثه الله علم الكتاب والسنة فقد اصطفاه، يقول النبي (عليه الصلاة والسلام): «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» (رواه البخاري).
طلب العلم والاستزادة منه شرف لا يضاهى، وفضل لا يحد، ثمراته معجلة، وقطوفه دانية، طالبه منظوم في سلك العظماء{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11].
ولا أنفع بإذن الله للعبد من التحصن بعلم الشريعة.
سلوك طريقه توفيق للخلود في الجنان، الخلق عنه راضون، ولصنيعه مستغفرون، والملائكة لمجالسة أهله راغبون.
العقلاء على تعظيم العلم والحث على تحصيله، وقد رفع الله بالعلم أقواماً فجعلهم في الخير قادة، فكم من وضيع رفعه العلم إلى مصاف الشرفاء، وكم من حقير عند الناس نظمه العلم في سلك العظماء. تحب الملائكة مجالسة أهله، وبأجنحتها تحفهم، ومن في السموات ومن في الأرض مستغفر لهم، يقول النبي (عليه الصلاة والسلام): «من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» (رواه أبو داود والترمذي).

* فوائد العلم:
العلوم النافعة تصلح العقائد، وتزكي النفوس، وتهذب الأخلاق، وتكون بها الأعمال الصالحة مثمرة الخيرات، والعلم هو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، ومنار سبيل الجنة، وهو عبادة جليلة من أجل العبادات، يقول بشر الحافي: "لا أعلم على وجه الأرض عملاً أفضل من طلب العلم" من غرس العلم اجتنى النباهة، ومن غرس الوقار اجتنى المهابة.
قال ابن حزم ([1]): "لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره".

* آداب طالب العلم:
إذا جلست إلى العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وليكن سؤالك تفقهاً لا تعنتاً. قال لقمان: "يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل المطر".
وعليك بتبجيل العلماء وأهل الفضل والإيمان وإذا تعلم الإنسان وحصل قدراً من العلم، فليعلم أنه قليل بجانب ما جهل، فلا يدخله العجب، والعلم لا ينال إلا بالتواضع وإلقاء السمع، فاحترم معلمك وجل قدره بالتأدب معه في الحديث والاستماع والهيئة. وسوء الأدب معه مروق من صفات المروءات والأعراف وزيغ عن سير الأسلاف يقول الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".
واشكر معلمك على إرشاده وإخلاصه لحالك، فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، ومن مودة المتعلم بمعلمه الاعتذار له ونسب العتب للنفس.
وأحسن إليه في الخطاب وتلطف في السؤال والجواب. واحذر المباهاة والمماراة، واصغ إلى حديث معلمك ولا تنثن عن الاستفهام فيما أشكل عليك من علوم الشريعة فالسؤال عن الدين شرف، والإعراض عن السؤال والبقاء على الجهل مهانة.
تقول عائشة رضي الله عنها: "رحم الله نساء الأنصار لم يكن الحياء يمنعهن أن يتفقهن في الدين".

([1]) مداواة النفوس من رسائل ابن حزم 1/343.
 
آخر تعديل:
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

السلام عليكم

نصائح كتير جميلة

بوركت اخي على الطرح

في امان الله​
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

و فيك بارك الله.
وفقك الله لما فيه رضاه.
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

للرفع.
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

وعدنـآ لدروسنـآ لعلنـآ نفقه ماهي السعـآدة
تنظيم الوقتـ هو الشيء الذي مهمـآ حاولنـآ الاستحواذ عليه استحوذ علينـآ خاصة بعدمـآ ادمنـآ ع النتـ
بارك الله فيكـ استاذي ع الدروس
سلامي
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

وعدنـآ لدروسنـآ لعلنـآ نفقه ماهي السعـآدة
تنظيم الوقتـ هو الشيء الذي مهمـآ حاولنـآ الاستحواذ عليه استحوذ علينـآ خاصة بعدمـآ ادمنـآ ع النتـ
بارك الله فيكـ استاذي ع الدروس
سلامي
تنظيم الوقت مع حسن اغتنامه و عمارته بالأعمال الصالحة و فقه الأولويات في اختيار العمل وفقا لوقته المطلوب و المناسب، هذه من أهم الأمور في ضمان سعادة المرء و تحصيل مراده و مبتغاه بأحسن حال وأقل جهد مع ضمان عدم خسارته لأشياء عظمى بسبب الاهتمام بسفاسف الأمور.
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

بارك الله فيك على النصائح القيمة
جعله الله في ميزان حسناتك
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

و فيك بارك الله.
أحسن الله اليك.
 
رد: خطوات الى السعادة 8 (من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي)

ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ
ﻭ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ
 
من أراد السعادة فاليغتنم وقته فيما ينفعه و أعظم ذلك طلب العلم الشرعي، هو موضوع الحلقة الثامنة من سلسلتنا خطوات إلى السعادة.
 
من أجمل و انفع الدروس
و لكم كل الشكر و التقدير
 
بارك الله فيكم اخي اباليث
و رفع قدرك و اسعدك في دينك و دنياك
و جعلك شجرة طيبة و ثمرك طيب
 
img-20170410-wa0085.jpg
 
بارك الله فيكم اخي اباليث
و رفع قدرك و اسعدك في دينك و دنياك
و جعلك شجرة طيبة و ثمرك طيب
و فيك بارك أاامين.
و رفع قدرك أيضا محمد.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top