مصير الأطفال عند الموت وفي القبر ويوم القيامة

سليلة الصحراء

:: عضو مُشارك ::
إنضم
23 أوت 2013
المشاركات
125
نقاط التفاعل
189
النقاط
9
السؤال: أرجو التكرم ببيان مصير الأطفال عند الموت وفي القبر ويوم القيامة. وجزاكم الله كل خير.

الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:
فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين مصير أطفال المسلمين، كما ورد في القرآن بعض الآيات التي توضح ذلك، وفي كلام العلماء بيان أيضا فمن ذلك :
قال تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}.

ومن السنة: ما رواه الإمام أحمد رحمه الله بسنده عن قرة بن إياس رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: ((تحبه؟)). قال: نعم يا رسول الله، أحبَّك الله كما أحبه، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما فعل فلان بن فلان؟)). قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيه: ((ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟)). فقال رجل يا رسول الله: أله خاصة أم لكلنا؟ قال: ((بل لكلكم))؛ رواه أحمد، وقال المنذري: رجاله رجال الصحيح.

وروى مسلم في (الصحيح) عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت مُحدِّثي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثٍ تُطيِّب به أنفسنا عن موتانا، قال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقَّى أحدهم أباه - أو قال: أبويه - فيأخذ بثوبه - أو قال: بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى - أو قال: فلا ينتهي - حتى يدخله الله وأباه الجنة.

وفي رواية للنسائي قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس جلس إليه نفرٌ من أصحابه فيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خلف ظهره فيُقعِدُهُ بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلانا! قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال: ((يا فلان أيما كان أحب إليك: أن تتمتع به عمرك، أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك))، قال: يا نبي الله! بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو أحب إليَّ. قال: ((فذاك لك))؛ والروايتان صححهما الألباني.

وروى النسائي أيضًا: ((ما من مُسلِمَيْن يموتُ بينهما ثلاثةُ أولادٍ لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل آباؤنا فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم))؛ وصححه الألباني.

أما أقوال العلماء: فمن ذلك: قال النووي في (شرح مسلم) عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "وفي هذا دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة، وقد نقل جماعةٌ فيه إجماع المسلمين.

قال المازري: أما أولاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فالإجماع متحقق على أنهم في الجنة، وأما أطفالُ مَن سواهم من المسلمين فجماهيرُ العلماء على القطع لهم بالجنة، ونقل جماعةٌ الإجماع على كونهم من أهل الجنة قطعًا، لقوله - تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}". انتهى كلام النووي. والله تعالى أعلم.

وقال أيضًا عند حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في (صحيح مسلم) - وهو قولها: دُعِي رسول اللَّه - صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم - إلى جنازة صبيٍّ من الأنصار، فقلت: طوبى له، عُصفورٌ من عصافير الجَنَّة لم يعمل سوءً ولم يُدرِكه، فقال: ((أو غير ذلك يا عائشة! إنّ اللَّه خلق للجنةِ أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)).

قال النووي (16/ 207): "أجمع من يُعتدُّ به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجَنَّة؛ لأنه ليس مكلَّفًا، وتوقَّف فيه بعضُ من لا يعتدّ به لحديث عائشة هذا، وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إِلى القطع من غير أن يكون عندها دليلٌ قاطعٌ، كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: أعطه إني لأراه مؤمنًا، قال: ((أو مُسلمًا)).

وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية: "أما أطفال المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة".

والله أعلم وأحكم.




 
رد: مصير الأطفال عند الموت وفي القبر ويوم القيامة

جزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top