أرقــام علمــاء ومشايــخ الجزائــر

أبو تراب

:: عضو مُشارك ::
إنضم
17 نوفمبر 2013
المشاركات
159
نقاط التفاعل
111
النقاط
9
الجنس
ذكر
أرقــام علمــاء ومشايــخ الجزائــر
ــ الشيــخ العلامــة أبــي عبــد المعــز محمــد بــن علــي فركــوس -حفظــه الله -
المفتــاح الدولــي ) (00213
0661666161
أو
0661666161
ــ الشيــخ العلامــة عبــد الغنــي عوســات -حفظــه الله-
0550244874
أو
0770388653
ــ الشيــخ عبــد المجيــد جمعــة - حفظــه الله -
0663771136
ــ الشيــخ الدكتــور المحقــق رضــا بوشامــة -حفظــه الله -
0666710899
ــ الشيــخ عمــر حمــرون - حفظــه الله-
0551438356
ــ الشيــخ لزهــر سنيقــرة - حفظــه الله-
0662183217
ــ الشيــخ عــز الديــن رمضانــي -حفظــه الله -
0663036201
ــ الشيــخ عمــر حــاج مسعــود -حفظــه الله-
0771846456
ــ الشيــخ نجيــب جلــواح -حفظــه الله -
0772713310
ــ الشيــخ حكيــم دهــاس -حفظــه الله -
0550168122
أو
0661229105
ــ الشيــخ عبــد الخالــق ماضــي -حفظــه الله -
0663408945
ــ الشيــخ عثمــان عيســي - حفظــه الله-

0550971363

 
رد: أرقــام علمــاء ومشايــخ الجزائــر

أنا أحتاج رقم تليفون الشيخ شمس الدين
شكرا لك اخي وجعها في ميزان حسناك
 
الرد المتين على ضلالات شمس الدين (بوروبي الجزائري)

السلام عليكم



هذا ردّ كنت رددت به على الإمعة المدعو "شمس الدين بروبي" في بعض الجرائد منذ حوالي السنتين ونصف أرى أنه من المناسب أن أضعه بين يدي إخواني وأخواتي حتّى تتم به الفائدة، مع العلم أنّي لم أكن أنوي الرد على هذا الدَّعيْ إلا أنّي وجدت بعض الردود في هذا الشأن فأحببت أن يكون معها تكثيرا للحق وتقليلا للباطل.
من الصفات أهل البدع التي اشتهرت عنهم طعنهم في علماء السنّة والجماعة ووصفهم بأوصاف قبيحة. مثل قولهم "وهابية"و"حشوية" إلى غير ذلك من الألقاب الشنيعة. وقد أكثر من الطعن هذه الأيام ذلك المدعو "شمس الدين بوروبي" من التهكم على العلماء الأحياء منهم والأموات، فقد رماهم بالعظائم، واتهمهم بالضلال والانحراف، بسبب أو من غير سبب، ما إن تسنح له فرصة حتى يجرّ لسانه عليهم طولا وعرضا، هاتكا أعراضهم، آكلاً بالباطل لحومهم، مع أنّ لحومهم مسمومة قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله « إنّ لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أعراض منتقسيهم معلومة»



تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ص57
هذا وقد ذَكر في إحدى المرات الإمام البربهاري رحمه الله فقال عنه من غير استحياء ولا تردد « وما هو إلاّ ضال مضل» أسبوعية العربي. وأحيانا «احذر من هؤلاء الحشوية» وأحيانا أخرى « احذر الفتاوى الضالة التي يطلقها الوهابيون» جريدة الخبر، وغيرها من الألقاب الشنيعة. ونحن بدورنا نبين ما قاله أهل العلم في الإمام البربهاري وفي هذين اللفظتين "الحشوية" و"الوهابية" بشيء من التفصيل حتي يزول الإشكال ويتضح المطلوب.
ـ الإمام البربهاري رحمه الله: هو أبو محمد الحسن بن علي بن خلف شيخ الحنابلة بالعراق في عصره، كان محدثا، حافظا، فقيها، توفي سنة 329 ه من مصنفاته "شرح السنة" قال عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله « العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ صاحب المروزي وسهلا التستري ... وكان شديدا على أهل البدع والمعاصي وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة» البداية والنهاية لابن كثير 11/201
وقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله « أبو محمد البربهاري الفقيه العابد، شيخ الحنابلة بالعراق، كان شديدا على المبتدعة له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفا بالمذهب أصولا وفروعا أخذ عن المروذي وصحب سهل بن عبد الله التستري» تاريخ الإسلام 24/258
وقال أيضا رحمه الله « شيخ الحنابلة القدوة الإمام الفقيه، كان قوالا بالحق داعية إلى الأثر، لا يخاف في الله لومة لائم »
وقال ابن أبي يعلي رحمه الله « شيخ الطائفة في وقته، ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع، والمباينة لهم باليد واللسان، وكان له صيت عند السلطان، وقدم عند الأصحاب، وكان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ للأصول المتقنين، والثقات الْمُؤْمنين» طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 3/36
وقال الصفدي رحمه الله « الحسن بن علي بن خلف البربهاري شيخ الحنابلة ومقدمهم الفقيه العابد. كان شديداً على أهل البدع.... وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً» الوافي في الوافيات 12/90
وقال أبو الحسين بن الفراء رحمه الله « كان للبربهاري مجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه...ثم لم تَـــزَل المبتدعة يوحشوا قلب الراضي بالله عليه إلى أن نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان. فاختفى البربهاري إلى أن توفي مستترا» تاريخ الإسلام 24/258
أظن أنك بعد اطلاعك على هذه الأقوال التي نقلتها عن هؤلاء الأئمة الكبار تدرك تمام الإدراك أنّ الإمام البربهاري رحمه الله هو إمام السنة في زمانه بلا منازع، وأنّ من رماه بالضلال هو أولا به منه. بل قال الإمام ابن بطة رحمه الله« إذا رأيت الرجل البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار وأبا محمد بن البربهاري فاعلم أنه صاحب سنة» تاريخ الإسلام للذهبي 24/258 وتَطَاوُلُ شمس الدين على أهل العلم والطعن فيهم هو من صفات المبتدعة التي حذّر منها العلماء قال الإمام أبي حاتم الرّازي رحمه الله « علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر» شرح أصول أهل السنة رحمه الله 1/200 -201 ولسنا ندري لماذا ضَلَّلَه هذا الإمّعة؟ أَلأنّه كان من أغلظ الناس علي المبتدعة المؤوّلة، وخاصّة أنّه "البربهاري" لا يُعرف إلا من خلال كتابه "شرح السنة" الذي قرر فيه منهج أهل السنة والجماعة في النواحي الاعتقادية سواء تعلقت بذات الله وأسمائه وصفاته وبمسائل الإيمان.
وإذا كان هذا هو موقفه من أحد علماء السنة المشهود له بالعلم والفضل، فلا تتعجب إذا رأيته يمدح علماء التأويل ويصفهم بالربانيين والإصلاحيين وخذ لذلك مثال: ورد في جريدة الخبر اليومية في رُكن "شموع من بلادي" وكان المقال عبارة عن ترجمة لرجل وصفه ذلك الإمعة بـ "الإمام العلامة" و"من العلماء الأعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين" اسمُ هذا الشيخ كما هو مُدوّنٌ في أعلى المقال"محمّد الحفناوي بديار" وبعد أن أطنَبَ ذلك الإمعة في مدحه قال: وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: "مالكيُّ المذهب، أشعري العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة" ثمّ انتقل إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام الطرقي الأشعري فقال: «وله مخطوط سمّاهُ "تشويقُ المُحبّين"، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة والباطنية والحلولية وأثنَى على أهل السنّة» ومن المعلوم عند كلّ ذي لبّ أنّ المقصود بأهل السنّة هنا هم "الأشاعرة المؤوّلة" ولا يتبادر إلى ذهنك ولو للحظة أنّه بكلامه هذا يقصد "أهل الحديث والأثر" من أمثال سعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والأئمّة الأربعة والثوري والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري ومسلم والرازيَين وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم كثير، فهؤلاء كلّهم عند هذا الشيخ "الحفناوي بديار" و"شمس الدين بوروبي" من"الحشوية الضالين".
ـ معنى الحشوية: الحشو من الكلام: الفضل الذي لا يُعتَمَد عليه. وكذلك هو من الناس، فحشوة الناس: رذالتهم.: لسان العرب 14/180. وتهذيب اللغة 5/137-138 معنى هذا أنّ حشو الناس هم رذالتهم أو الذين لا قيمة لهم، واسم الحشوية «ليس هو اسماً لطائفة معينة لها رئيس قال مقالة فاتبعته، كالجهمية، والكلابيّة، والأشعريّة، ولا اسماً لقولٍ معين من قاله كان كذلك. والطائفة إنما تتميز بذكر قولها، أو بذكر رئيسها» بيان تلبيس الجهميّة لشيخ الإسلام 1/ 242، 244-245 . فلفظ الحشوية إذا أطلقته المعتزلة فهي تعني به كل من قال بالصفات وأثبت القدر، وإذا أطلقته الرافضة فإنها تعني بذلك الجمهور أو كل من قال بحب الصحابة وترضَّى عنهم، وإذا أطلق هذا اللفظ القرامطة الباطنية فهم يعنون بذلك كل من اعتقد صحة ظاهر الشريعة، فمن قال عندهم بموجب الصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصيام رمضان، وحج البيت، وتحريم الفواحش والمظالم والشرك ونحو ذلك، سمّوه حشوياً، و إذا أطلقته الفلاسفة فإنها تعني به كلّ من أقرّ بالمعاد الجسمي والنعيم الحسّي. وإذا أطلقته الأشاعرة فإنها تعني به كلّ من قال بالصفات، فمن أثبت الصفات التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله من دون تحريف أو تأويل أو تشبيه سَمَّوهُ حشويًّا، وإذا ذكر هذا اللفظ ذلك المدعو "شمس الدين" "مفتي الجرائد" فإنه يعني بذلك ما تعنيه الأشاعرة بالتمام والكمال، فكلّ من أثبت الصفات قال عنه حشوي، ولكنّه لا يستطيع أن يرمي بهذا اللفظ علماء الجزائر الممثلين لجمعية علماء المسلمين الجزائريين فقد قال رئيسهم الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله في عقيدته « 38 - نثبتُ لله تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله، من ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وننتهي عند ذلك، ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته، ونثبت الاستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد »
وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة قال العلامة ابن عبد البر المالكي رحمه الله « أهل السنّة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلّها في القرآن والسنّة والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلاّ أنّهم لا يكيّفون شيئا من ذلك، ولا يجحدون فيه صفة محصورة. وأمّا أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلّهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون أنّ من أقرّ بها مشبّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحقّ فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنّة رسوله، وهم أئمة الجماعة والحمد لله » التمهيد لابن عبد البر 7/145
هذا... «ولم يتورّع أهل الباطل في إطلاق مختلف الأسماء الذميمة والألقاب الباطلة على أهل الحق ليُنَفّروا الناس عنهم وعن عقيدتهم الصافية، وهو نفس المسلك الذي كان عليه المشركون تجاه النبي  حيث أطلقوا عليه أنه ساحر شاعر مجنون....إلخ
ورغم تلك الدعايات الكاذبة ضد الرسول  وضد أنصاره وأتباعه فإن الحق بقي دائما يتلألأ فوق رؤوسهم ويجذب الناس إليهم زرافات ووحدانا وبقي أهل الباطل وأهله في تقهقر وذلة.
وسوف لا يزال الأمر كذلك، ولأهل السنة أسوة برسول الله  وما دام وقد ظهر فضل أهل السنة واضحا جليا فإنّ ذامّهم يدل على نقصه على حدّ ما قيل: وإذا أتتك مذمتي من ناقص.... فهي الشهادة لي بأنّي فاضل
كما أنّ سبّ الصالحين بغير ذنب فيه زيادة لهم في الأجر وفيه رفع لدرجاتهم عند الله تعالى وقد تلمس المخالفون للسلف حججا واهية وأقوالا كاذبة لفقوها ضد السلف وجاؤوا إلى أحسن الصفات عند السلف وجعلوها ذمًّا لهم وصدق من

قال: وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم ولهذا فقد أصبح من علامات أهل البدع سبّهم لأهل السنة والتشهير بهم واختراع الألقاب الباطلة لهم، بل لم يقف نبز أهل الباطل لأهل السنة فحسب بل تعدوا في باطلهم إلى نبز رب العالمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون، ذلك أنّ الله تعالى حينما أطلق على نفسه صفات وأوصافا تمدّح بها فإذا بأهل الأهواء يخترعون لها مفاهيم وأسماء باطلة شنيعة تنفّر من يسمعها من اعتقادها إذا لم يكن بمعرفة بأباطيلهم.
قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري «وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا: كلُّ من يُنسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا يَنظُر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة، ويسميها الحشوية ... » معرفة علوم الحديث ص 4
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني في اعتقاده المشهور «وعلامة أهل البدع شدّة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم "حشوية" و"جهلة" و"ظاهرية" و"مشبهة"» بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية 1/106 لشيخ الإسلام
وقال الإمام أبي حاتم الرّازي رحمه الله «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار» شرح أصول أهل السنة رحمه الله 1/200 -201
وقال الكرمي رحمه الله « فالروافض تسمي أهل السنة نواصب والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة يسمونهم شكاكا، والجهمية يسمونهم مشبهة، وأهل الكلام يسمونهم حشوية، والمتصوفة يسمونهم محجوبين كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم تارة مجنونا وتارة شاعرا وتارة كاهنا وتارة مفتريا وهذه علامة الإرث الصحيح والمتابعة التامة»كتاب أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات ص115
وقال الشيخ حمد بن ناصر عند ذكره لأهل الحديث « قد اشتهر عنهم إثبات الصفات ونفي التكييفات، فمذهبهم بين الناس مشهور، وفي كتبهم مسطور، وكلامهم في هذا الباب أشهر من أن يذكر، وأكثر من أن يسطّر، ولهذا كان أهل البدع يسمونهم الحشوية لأنهم قد أبطلوا التأويل واتبعوا ظاهر التنزيل وخالفوا أهل البدع والتأويل » التحفة المدنية في العقيدة السلفية ص164
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا أوّل من أطلق هذا الاسم«هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة، فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو، كما تسميهم الرافضة الجمهور، وحشو الناس هم عموم الناس وجمهورهم، وهم غير الأعيان المتميزين، يقولون هذا من حشو الناس، كما يقال هذا من جمهورهم‏.‏ وأول من تكلم بهذا عمرو بن عبيد "المعتزلي" قال‏:‏ كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه حشويا فالمعتزلة سموا الجماعة حشوا كما تسميهم الرافضة الجمهور‏» مجموع الفتاوي 3/185 - 186
وقال أيضا رحمه الله « أوّل من عُرف أنّه تكلّم في الإسلام بهذا اللفظ: عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة، فقيههم وعابدهم، فإنّه ذُكر له عن ابن عمر شيء يُخالف قوله فقال: كان ابن عمر حشوياً؛ نسبه إلى الحشو، وهم العامّة والجمهور» بيان تلبيس الجهميّة1/ 242، 244-245
إذا علمت أخي أنّ أول من أطلق هذا القول على أهل السنة أو على الصحابة هو عمر بن عبيد ويقال بن كيسان التميمي شيخ القدرية والمعتزلة علمت أنّ أتباعه من أمثال "مفتي الجرائد" وغيره ليسوا على شيء، وعلمت أيضا من هم الشيوخ الذين يقتدي بهم، قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله لما سئل عن عمر ابن عبيد "ليس بأهل أن يحدث عنه" وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء" وقال عمرو بن علي "متروك الحديث صاحب بدعة"
ـ معنى الوهابية: اعلم أن هذا اللفظ يُطلقه أهل البدع والأهواء ويريدون بذلك أتباع الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله، وهذا خطأ واضح، لأنّ أتباعه إن كانوا حقيقة ينتسبون إليه - وهو غير صحيح – فينبغي تسميتهم باسمه وليس باسم أبيه، والشيخ محمد هو بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي صاحب الدعوة المشهورة.
قال الشيخ العلامة الألوسي رحمه الله «وكان الشيخ محمد من بيت علم في نواحي نجد. وكان أبوه الشيخ (عبد الوهاب) عالما فقيها على مذهب الإمام أحمد وكان قاضيا .. وله معرفة تامة بالحديث والفقه وغيرهما وله أسئلة وأجوبة. وكان والد عبد الوهاب (الشيخ سليمان) عالما فقيها بل أعلم علماء نجد في عصره، وله اليد الطولى في العلم، وانتهت إليه رياسة العلم في نجد، صنّف ودرس وأفتى، إلاّ أنّ (الشيخ محمد) لم يكن على طريقة أبيه وجدّه، بل كان شديد التعصّب للسنة، كثير الإنكار على من خالف الحق من العلماء» تاريخ نجد للعلامة السيد محمود شكري الألوسي ص120 لذلك فكلّ من أطلق على أتباعه اسم الوهابية فهو مخطئ لأنهم أتباعه وليسوا أتباع أبيه، قال الألوسي رحمه الله «وخصومهم يسمون أتباعه (الوهابية) وهذه النسبة ليست بصحيحة والنسبة في الحقيقة إنما هي إلى "الشيخ محمد" لأنه هو الذي دعا الناس إلى ترك ما كانوا عليه من البدع والأهواء، ونَصَرَ السنة وأمر بإتباعها، وقد خالف أباه فيما كان عليه وجرت بينهما مناظرات» تاريخ نجد للعلامة السيد محمود شكري الألوسي ص111 وقال العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله «الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدّد القرن الثاني عشر، وهي نسبة على غير القياس العربي. والصحيح أن يقال "المحمدية" إذ أن اسم صاحب هذه الدعوة والقائم بها هو "محمد" لا "عبد الوهاب" » كتاب الإمام المجدد محمّد بن عبد الوهاب دعوته الإصلاحية وعقيدته السلفية ص 71 ثمّ إنّ الشيخ محمد ابن عبد الوهاب لم يأتي بشيء جديد حتى يُنسب إليه، بل دعوته هي دعوة أهل السنة والجماعة وهذا ما صرح به في غير ما موضع حيث قال رحمه الله« أُشهد الله ومن حضرني من الملائكة، وأشهدكم: أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله  من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا أٌلحد في أسمائه وآياته، ولا أكيّف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه؛ لأنه تعالى لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه » الدرر السنية في الأجوبة النجدية مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام ج1ص29 قال العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله وهو يصف الوهابية «وإنهم لحنابلة متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككلّ أتباع المذاهب الأخرى، فهم لا يدّعون، لا بالقول ولا بالكتابة أنّ الشيخ ابن عبد الوهاب أتى بمذهب جديد، ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح، وإنّما كان عمله وجهاده لإحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرّره القرآن في توحيد الإلهية والعبادة لله وحده ذلاّ، وخضوعا، ودعاء، ونذرا وحلفا، وتوكلاً، وطاعة لشرائعه.
وفي توحيد الأسماء والصفات، فيؤمن بآياتها كما وردت، لا يحرّف ولا يؤوّل، ولا يشبّه، ولا يمثّل، على ما ورد في لفظ القرآن العربي المبين، وما جاء عن الرسول  وما كان عليه الصحابة وتابعوهم والأئمّة المهتدون، من السلف والخلف رضوان الله عليهم، في كلّ ذلك، أنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله لا يتمّ على وجهه الصحيح إلاّ بهذا» كتاب الإمام المجدد محمّد بن عبد الوهاب دعوته الإصلاحية وعقيدته السلفية ص 71
ولبيان هذه المسألة جيداً يقول العلامة عبد المحسن العباد « وأهل السنّة والجماعة هم المتّبعون لما كان عليه رسول الله  وأصحابه، ونسبتهم إلى سنّة الرسول  التي حثّ على التمسّك بها بقوله « فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجد » وحذّر من مخالفتها بقوله «وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة » وقوله « فمن رغب عن سنّتي فليس منّي » وهذا بخلاف غيرهم من أهل الأهواء والبدع، الذين سلكوا مسالك لم يكن عليها الرّسول  وأصحابه، فأهل السنّة ظهرت عقيدتهم بظهور بعثته ، وأهل الأهواء ولدت عقيدتهم بعد زمنه ، منها ما كان في آخر عهد الصحابة ومنها ما كان بعد ذلك، والرّسول  أخبر أنّ من عاش من أصحابه سيدرك هذا التفرّق والاختلاف فقال «وإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا » ثمّ أرشد إلى سلوك الصراط المستقيم وهو اتباع سنّته وسنة الخلفاء الراشدين، وحذّر من محدثات الأمور، وأخبر أنّها ضلال، وليس من المعقول ولا المنقول أن يحجب حقّ وهدى عن الصحابة رضي الله عنهم ويدخّر لأناس يجيؤون بعدهم فإنّ تلك البدع المحدثة كلّها شرّ، ولو كان في شيء منها خير لسبق إليه الصحابة رضي الله عنهم وقد قال الإمام مالك «لن يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها» ولذا فإنّ أهل السنّة ينتسبون إلى السنّة وغيرهم ينتسبون إلى نحلهم الباطلة كالجبرية والقدرية والمرجئة والإمامية الإثنى عشرية أو إلى أسماء أشخاص معيّنين كالجهميّة والزيدية والأشعرية والإباضية، ولا يقال إنّ من هذا القبيل ( الوهابية ) نسبة إلى الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله فإنّ أهل السنّة في زمن الشيخ محمّد رحمه الله وبعده لا ينتسبون هذه النسبة لأنّه رحمه الله لم يأت بشيء جديد فيُنسب إليه، بل هو متّبع لما كان عليه السلف الصالح ومظهر للسنّة وناشر لها وداع إليها، وإنّما يطلق هذه النّسبة الحاقدون على دعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله الإصلاحية للتشويش على النّاس وصرفهم عن اتباع الحقّ والهدى وأن يبقوا على ما هم عليه من البدع المحدثة المخالفة لما كان عليه أهل السنّة والجماعة » رسالة رفقا أهل السنّة بأهل السنّة ص 4-6
وللتعريف بحقيقة دعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله «لم يخل قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربّانيين، يجددون لهذه الأمّة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين كما ورد في الحديث.
ولقد كان الشيخ محمّد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعوا إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين  وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة. فنهضت لمناهضته واضطهاده القوى الثلاث: قوة الدولة والحكام، وقوّة أنصارها من علماء النفاق، وقوّة العوام الطغام. وكان أقوى سلاحهم في الرّد عليه أنّه خالف جمهور المسلمين.. » كتاب الإمام المجدد محمّد بن عبد الوهاب دعوته الإصلاحية 73
وسئل العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال « لَمْ يَدعُ إلى مذهبٍ مستقِلٍّ في العقائد؛ فإنَّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليِّين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدعُ إلى مذهبٍ مستقلٍّ في العقائد؛ فإنَّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى إلى الآن سُنيِّين سلفيِّين». آثار الإمام عبد الحميد بن باديس 5/32
قال الشيخ الطيب العقبي رحمه الله "ثمَّ ما هي هذه الوهَّابيَّة التي تَصَوَّرها المتخيِّلون أو صوَّرها لهم المجرمون بغير صورتها الحقيقيَّة؟ أهي حزبٌ سياسيٌّ؟... أم هي مذهبٌ دينيٌّ وعقيدةٌ إسلاميَّةٌ كغيرها من العقائد والمذاهب التي تنتحلها وتدين بها مذاهبُ وجماعاتٌ من المسلمين؟ وإذا كانت الوهَّابيَّة: هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده؛ فإنها هي مذهبنا وديننا وملَّتنا السمحة التي ندين الله بها، وعليها نحيا وعليها نموت ونُبعث إن شاء الله من الآمنين»(العدد 2 من جريدة السنّة ص 7.
وقال الشيخ أبو يعلى الزواوي -رحمه الله «لمَّا سُئِلْتُ عن هذه الكلمة «الوهَّابيَّة» وعن عقيدة الإخوان النجديِّين ... أجبتُ بالاختصار أنَّ الإخوان الوهَّابيِّين حنابلةٌ يتعبَّدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة ... إنَّ ابن عبد الوهَّاب حنبليٌّ، وإنما هو عالِمٌ إصلاحيٌّ، وأتباعه -السلطان ابن السعود ورعيَّته وإمارته النجديَّة- إصلاحيُّون سلفيُّون سنِّيُّون حقيقيُّون على مذهب أحمد الإمام، وعلى طريقة الإمام تقيِّ الدين ابن تيميَّة في الإصلاح والعناية التامَّة بالسنَّة» العدد 98 من جريدة الشهاب ص 2.
وقال الشيخ أحمد حماني رحمه الله وهو يتحدّث عن إنكار البدع في العصر الحديث« أوّل صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسّك بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونبذ كلّ ابتداع ومقاومة أصحابه، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر(1694 – 1765) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انظم إليها الأمير محمد بن سعود وجرّ سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت...وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله سبحانه في ألوهيته وربوبيته ومحو كلّ أثار الشرك الذي هو الظلم العظيم والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نُصبت لتُعبد من دون الله أو تتخذ للتقرب بها إلى الله، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد» كتاب الصراع بين السنة والبدعة 1/50 وهذا أحد علماء المغرب العلامة سيدي محمد الحجوي الثعالبي رحمه الله قال لما تطرق إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب « برع في علوم الدين، واللسان وفاق الأقران، واشتهر هناك بتقوى وصدق التدين ... ثم قال: عقيدته: السنـــة الخالصـة، على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة لا يخوض التأويل والفلسلفة ولا يدخلهما في عقيدته. وفي الفروع: مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد، ولا من دونه؛ بل إذا وجد دليلاً أخذ به، وترك أقوال المذهب فهو مُستقل الفكر في العقيدة والفروع معاً، وكان قوي الحال ذا نفوذ شخصي وتأثير نفسي، ولذا كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو متفرد عن عشيرته في البصرة » الفكر السامي في تأريخ الفقه الإسلامي 4/ 196
وقال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن راتب عميرة المصري «وحين تتضح حقيقة الدعوة، وتكشف الافتراءات، فيكون للعلماء موقف آخر، خذ هذا المثال: ( قال العالم الأزهري الكبير الشيخ "أبو الهدى الصعيدي" عام 1815م بعد أن انتهى من مناظرة قامت بينه وبين بعض علماء الوهابيين بأمر محمد علي والي مصر في ذلك الحين: " قال: إذا كانت الوهابية كما سمعنا وطالعنا - دعوة الإسلام، دعوة التوحيد الخالص، ثورة على الشرك والوثنية، وإعصار على الضلال والبهتان - فنحن أيضاً وهابيون» كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ
هذا ... وما ينبغي أن يَعلَمَهُ ذلك الطعَّانُ اللمَّاز الحقود أنّ الطعن في علماء السنة هو من المناقب والمآثر التي فضّلهم الله تعالى بها على غيرهم وفي هذا يقول العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله عند تعرضه لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وما تعرض له من السبّ والبهتان «وله رحمه الله تعالى من المناقب والمآثر ما لا يخفى على أهل الفضائل والبصائر، ومما اختصه الله به من الكرامة تسلط أعداء الدين وخصوم عباد الله المؤمنين، على مسبته والتعرض لبهته وعيبه. قال الشافعي رحمه الله تعالى "ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليزيدهم الله بذلك ثوابا عند انقطاع أعمالهم" وأفضل الأمّة بعد نبيّها أبو بكر وعمر وقد ابتليا من طعن أهل الجهالة والسفاهة بما لا يخفى». تاريخ نجد للعلامة محمود شكري الألوسي ص88.
منقول
 
مجموع ما انتقض على شمس الدين بوربي الجزائري

القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين [الجزء 11]

وقفة أخرى مع قوله : احذروا... النهاشون قادمون.
وهذا المقال نشره في جريدة الخبر بتاريخ 17/10/2007م الموافق 05 / 10/1428هـ . وهو مقال طويل خلط فيه بين الأشباه والنظائر وبين الحق والباطل ، متتبعا زلات بعض الأقلام والألسنة ، والدعاوي المخالفة لأهل السنة ، وربط بين هذه وتلك بخلط عجيب دونما بينة.
والمطالع في كتاباته يرى أنه دافع عن كل الطوائف والفرق الضالة ،والجماعات المنحرفة وعلماء السوء ، ولا يجد له دفاعا واحدا عن أهل السنة أتباع السلف الصالح ، بل جعلهم هدفه في التهريج والذم ، وأنا لا أتكلم عن كل من ذكرهم لأن فيهم من ليس منهم ،فهو يخلط بين الأشباه والنظائر ولا يفرق بين أهل الحق واهل الباطل، وإنما أتكلم عن حماة الشريعة ، الذابين عن حياض السنة والمدافعين عنها بحق ،الذين بفضلهم نشرت السنة ، مثل الشيخ الألباني رحمه الله، والشيخين ابن باز والعتيمين ،والشيخ ربيع بن هادي ، والشيخ عبد المحسن العباد رحمهم الله ، وغيرهم ممن هم على منهجهم .. الذين تكلموا في الرجال جرحا وتعديلا ، قديما وحديثا .
والرجل بهذا المقال أراد أن يطعن على علماء السنة المعاصرين ؛ الذين تصدوا لأهل البدع وحاججوهم إما بالكتابة؛ وإما بالدروس والمحاضرات،وبينوا للناس المنهج الرباني الحق [ منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ] الذي ينبغي أن يسلكه كل المسلم، وهم في ذلك لا يحابون أحدا، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ؛ حتى لو كان الرجل المردود عليه أو المُبَين حاله منهم ؛لأنهم ليس بينهم وبين الناس إلا الحق ، ولأنهم أوقفوا حياتهم للدفاع عن هذا الدين بالحجة والبرهان ، حتى تحفظ بيضة الشريعة من الإلحاد والتحريف والتبديل والبهتان،ولأن الله أخذ عليهم الميثاق﴿ لتبيننه للناس ولا تكتمونه كما أمرهم بقوله : ﴿ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون فهم سلكوا في كل ذلك منهج سلفهم الصالح ، فجاء هذا المهرج الطعان بالزور والبهتان ليحذر الأمة من أهل العلم والإيمان ،فأشاع الفاحشة في الذين آمنوا على الجرائد لأهل الزمان ،ولم يتعظ بما جاء من الوعيد في القرآن في قول الملك الديان : ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. فقد بوب الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين على هذه الآية باب : ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة، فكيف إن لم تكن عورات وكانت محض افتراءات؟؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين [ج2/144]تحت هذا الباب :هؤلاء الذين يحبون أن تشيع ، فكيف بمن أشاع الفاحشة والعياذ بالله .
قلت : ذلك جزاء من يحب مجرد الحب أن تشيع ، فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، فكيف يكون جزاء من أشاعها بنفسه فلا شك أن جزاءه أشد وأعظم .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : ولمحبة شيوع الفاحشة في الذين آمنوا معنيان :
المعنى الأول :محبة شيوع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ومن ذلك من يبثون الأفلام الخيلعة والصحف الخبيثة الداعرة ،فإن هؤلاء لاشك أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ويريدون أن يفتتن المسلم في دينه بسبب ما يشاع من هذه المجلات الخليعة الساقطة ، والأفلام الخليعة الفاسدة وما أشبه ذلك .
والمعنى الثاني : محبة أن تشيع الفاحشة في شخص معين أو أشخاص ، وليس في المجتمع الإسلامي كله ، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، فمن أحب أن تشيع الفاحشة في زيد أو عمرو من الناس لسبب ما ، هذا له عذاب أليم في الدنيا والآحرة ، لاسيما فيمن نزلت الآية في سياق الدفع عنه وهي أم المؤمنين عائشة رصي الله عنها ، لأن هذه الآية في سياق الإفك ، والإفك هو الكذب الذي افتراه من يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم ومن يحبون أن يتدنس فراشه ، ومن يحبون أن يعيّر بأهله من المنافقين وأمثالهم .فكذلك من يرمي علماء الأمة ويكذب عليهم ليس له غرض الا التشفي بالحسد الذي يملأ قلبه؛ والانتصار للنفس البغيضة للحق ، فإن قال ليس قصدي ذلك . يقال له : فما الدافع إذا من نشر هذه العورات بهذا التهريج الجنوني ؟مع أن أغلب ماذكرته عنهم هم منه براء ، وما كان واقعا فذلك مما أدى إليه اجتهادهم ،أو كانوا مخطئين فيه ، فهم غير معصومين .
ولأن هؤلاء العلماء لم يكونوا مبتدعين مخالفين في بيان الحق للناس ، والدفاع عن السنة ؛ بل هم على منهج علمائهم من السلف الصالح الذين تصدوا للمبتدعة؛ والرواة الضعفاء فتكلموا فيهم بما يليق بأحوالهم بعلم وعدل وورع ،وإذا وجد أن بعضا منهم رد على البعض الآخر منهم ، فذلك لأن منهجهم منهج صحيح ، يقولون للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لايحابون أحدا ولا يحيدون عن الضوابط والقواعد العلمية لمنهج السلف ،مع ذلك فهم قد يخطئون، ولا يتعمدون مخالفة السنة ، ونحن لاندعي لأحدهم العصمة؛لأن السلف مازالوا ينتقدون بعضهم بعضا ويخطئون بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض في الحق وبالحق وللحق، ولم يفسد لهم ذلك ودا ، فهؤلاء على منوال أولئك وسبيلهم ..
والرجل بفعله ذلك يريد أن ننسف كتب الجرح والتعديل أو نحرقها ، أو نتركها في الرفوف أو أن نمسح علم الرجح والتعديل من المكتبة الإسلامية ، وأن يكست العلماء عن كل ما ينسب إلى الدين من غث وسمين ، ومن شركيات ،وخرافات ودجل؛ وعقائد باطلة ..وأفكار منحرفة من أفكار التكفيريين والحزبيين وغيرهم.
ويلزم من لقبه هذا ، أن كل العلماء – حتى الذين يدافع عنهم- الذين تصدوا للرجال بالنقد سلبا وإيجابا ، جرحا وتعديلا أنهم نهاشون ، فهذا أبو حنيفة النعمان الذي دافع عنه يقول : ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ، والإمام مالك الذي كان أشد الناس انتقادا وانتقاء للرجال ، والشافعي وأحمد ، وغيرهم ممن سبقهم وممن عاصرهم ، وممن جاء بعدهم وسار على نهجهم ، وهذه كتب أهل السنة والجرح والتعديل شاهدة على ذلك .
وليعلم شمس الضلالة أن الكلام في الرجال وانتقاد الرواة والتصدي لأهل البدع ليس من باب الغيبة في شيء ، وإنما هو من باب حماية الدين من البدع؛ والدفاع عن السنة من التحريف والتبديل والوضع ،وهذا واجب وعليه وقع الإجماع ، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم .
قال الإمام النووي في كتابه رياض الصاحين : باب ما يباح من الغيبة . وقد أفردها الشوكاني برسالة لطيفة أسماها {رفع الريبة عما يجوز ولا يجوز من الغيبة } وهي رسالة قيمة مطبوعة فلتنظر .
قال: إعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لايمكن الوصول إليه إلا بها ، وهو ستة أسباب .ثم ذكرها ، وأنا أذكر هنا ما يناسب المقام فقط وهو السبب الرابع :
السبب الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ، وذلك من وجوه .
1–جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة إليه .
2 – ومنها للمشاورة في مصاهرة إنسان ، أو مشاركته ، أو إيداعه ، أو معاملته ، أو غير ذلك أو محاورته ، ويجب على المشاور أن لايخفي حاله ، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة .
3 – إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع ، أو فاسق يأخذ عنه العلم ، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك ، فعليه نصيحته ببيان حاله ، بشرط أن يقصد النصيحة ، وهذا مما يغلط فيه ،وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ،والهوى ، ويلبس الشيطان عليه ، ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك .
قال ابن حجر رحمه الله : قال العلماء : تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا حيث يتعين طريقا إلى الوصول إليه بها : .. وذكر المواطن التي تجوز فيها الغيبة، ومنها: تجريح الرواة والشهود .. إلى أن قال: ومن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة .الفتح [ج10/486].
فإذا كان حماية الدين ، والدفاع عن السنة ، نشها في الأعراض ، فحينئذ يكون الله تعالىمخطئا في تشريعه لنا التثبت من خبر الفاسق ، وقبول خبره إن كان عدلا ، ورده إن كان فاسقا ، ولا يمكن أن نعرف فسقه من عدالته إلا بولوج الباب المباح من الغيبة .
قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين قال ابن كثير رحمه الله : يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون – في نفس الأمر- كاذبا أو مخطئا فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى أثره ، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين .
وإذا كان التصدي لأهل البدع والمحدثات نهشا في أعراض الناس ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يكون نهاشا بقوله: << ائذنوا له، بئس أخو العشيرة >> متفق عليه.وقد احتج به البخاري على جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب الفتح[ج10/ ص 486/ح 6054].قال القرطبي رحمه الله: في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى بدعة .
وقال ابن حجر : وكل من اطلع من حال شخص على شيء وخشي أن غيره يغتر بجميل ظاهره فيقع في محذور ما فعليه أن يبين حاله له قاصدا نصيحته ، وفي آخر شرحه للحديث قال: وهذا الحديث أصل في المداراة ، وفي جواز غيبة أهل الكفر والفسق ونحوهم والله أعلم . فتح الباري للحافظ بن حجر [ج10/469ص].
وقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس لما استشارته : << أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه >> متفق عليه .وفي رواية :<< وأما أبو جهم فضراب للنساء >> .وكذلك قوله : <<..إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة..>> والأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة ،وإلا فكيف تميز البدعة من السنة ، والمقبول من المردود من الحديث، ولو اطلع صاحبنا على مقدمة صحيح مسلم وأخذ بما فيها من المأثور الثابت من منهج أهل الحديث الطائفة المنصورة لما تجرأ أن يكتب ما كتب ، ولكن الهوي- نعوذ بالله منه - يعمي ويصم ،وإليك طائفة من أقوال العلماء في ذلك .
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه : باب بيان أن الإسناد من الدين ، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات ، وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز ، بل واجب ، وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة .


وقال وهو يجيب من سأله أن يضع له قواعد في هذا الشأن ويكتب له كتابا : ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة بالأسانيد الضعاف المجهولة ؛وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها ، خف على قلوبنا إجابتك إلى ما سألت .
ويواصل فيقول : وإعلم وفقك الله تعالى : إن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الرويات وسقيمها ، وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه ، وأن يتقي منها ما كان منها من أهل التهم والمعاندين من أهل البدع ، والدليل أن الذي قلنا من هذا هو اللازم دون ما خالفه قول الله عز وجل : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وقال جل ثناؤه: ﴿ ممن ترضون من الشهاداء وقال عز وجل : ﴿ واشهدوا ذوي عدل منكم فدل بما ذكرنا من هذه الآي أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول ، وأن شهادة غير العدل مردودة والخبر وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض الوجوه فقد يجتمعان في أعظم معانيهما ، إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم كما أن شهادته مردودة عند جميعهم ، ودلت السنة على نفي خبر الفاسق وهو الأثر المشهور عن رسول الله << من حدث عني بحديث يَُرى أنه كذب فهو أحد الكذابين >> .
وقال البخاري كما في البداية والنهاية [ج10/230]: إني لأرجوا أن ألقى الله وليس أحد يطالبني أني أغتبته . فذُكر له التاريخ وما ذكر فيه من الجرح والتعديل ، وغير ذلك .فقال: ليس هذا من هذا – أي ليس بيان حال الرواة من باب الغيبة - قال النبي صلى الله عليه وسلم :<< ائذنوا له فلبئس أخو العشيرة >> ونحن إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا . وعن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم .وقال ابن المبارك : الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء في الدين . وعن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . مقدمة صحيح مسلم .
وقال ابن الجوزي كما في البداية والنهاية[ج12/ص55] : والكلام في الجرح والتعديل ليس من قبيل الوقوع في الناس .
وقال في المنتظم في ترجمة محمد بن نصر : وذكره أبو سعد السمعاني في كتابه فقال فيه: كان يحب أن يقع في الناس . فتعقبه ابن الجوزي بقوله : وهذا قبيح من أبي سعد فإن صاحب الحديث ما زال يجرح ويعدل ، فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دل على أنه ليس بمُحدِث ولا يعرف الجرح من الغيبة ولا يفرق بينهما .
وذكر القاضي عياض في المدارك [ج1/ 309] عن عبد الله بن المبارك أنه كان ينكر التدليس في الحديث . وقال له بعض الصوفية وسمعه يصف بعض الرواة . يا أبا عبد الرحمن أتغتاب ؟ قال: اسكت . إذا لم نبين حال هؤلاء فمن أين يعرف الحق من الباطل ؟.
هذا فيض من غيض وإلا فجهادهم في رفع راية الإسلام والسنة؛ وإزهاق الأباطيل والضلالات التي انحرف أهلها عن جادة الإسلام ، وتنكبوا عن الصراط المستقيم ، كثيرة جدا لا يمكن أن نحصيها في هذا المقام ، وكل ذلك ناشئ عن إدراكهم لعظمة الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وخطورة ما يخالفه من الكفر والشرك والإلحاد والبدع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء ، وأرغم أنف هذا المتعالم وأنوف أمثاله ممن ينتقصهم ، ويزدري بجهودهم .
وأخيرا اللهم أشهد أني وقفت منه هذا الموقف دفاعا عن الحق وحاميا للحوم العلماء الأفاضل الذين تعرص لهم هذا المتعالم ، وإنني ممتثل في ذلك قول رسولك صلى الله عليه وسلم :<< من حمى مؤمنا من منافق يعيبه ، بعث الله إليه ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه ، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال >> .رواه أبو داود .
وقد انتهكت حرمة أوليائك العلماء على يدي عبدك المتخاذل شمس الدين ولم يرع لهم حقا ولاحرمة ،وقد بلغني عن نبيك بالنقل الصحيح أنك قلت في الحديث القدسي : << من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..>> فأذن بحربك على هذا الرجل؛ وجازيه بما يستحق بعدلك يا أحكم الحاكمين، وأنت تعلم إني وقفت هذا الموقف منه بعد نصحه منتصرا لهم ممتثلا قول نبيك صلى الله عليه وسلم :<< ما من أمرىء يخذل امرؤا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في مواطن يحب فيها نصرته ، وما من امرىء ينصر امرؤا مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته ، إلا نصره الله في مواطن يحب فيها نصرته >> تفرد به أبو داود . فاللهم أني نصرتهم لوجهك الكريم ، فاحمي اللهم أعراضنا من كل أفاك أثيم ،وانصرنا في مواطن أحوج ما نكون فيها إلى نصرتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين .
يتبع إن شاء الله ...
__________________
 
مجموع ما انتقض على شمس الدين بوربي الجزائري

تعقيب على مقال"وجاء دور الناقوس"

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛ فهذا تعقيب على بعض ما جاء في مقال:"وجاء دور الناقوس" في حلقته التاسعة والأخيرة ضمن كيفية التصدي للحركات التنصيرية، حيث قال فيه كاتبه :
"1- تشجيع شيوخ الزوايا وإطلاق يدهم للدعوة والعمل وإحياء ما اندثر من زوايا العلم وتمويلها ، فقد أثبت التاريخ والواقع أنه بفضل تلك الزوايا حافظ أهل تلك المنطقة على إسلامهم واستقلالهم .2- إحياء أمجاد ( الإخوان الرحمانيين ) باسم الطريقة الرحمانية ، فهي طريقة يفوق عدد أتباعها في بلاد القبائل 15 ألف مسلم …".
أقول وليس هذا بقولي وإنما هو قول العلماء قبلي ، إن الطرقية هي أصل هذا البلاء، فكيف توصف ضمن الدواء ، ألم يقرأ صاحبنا كلام الشيخ البشير، وهو يتحدث عن أسباب نجاح التبشير، ألم يعلم أن ذيوع الخرافة والتقليد، من أعظم أسباب التنصير والتلحيد ، قال رحمه الله في سجل مؤتمر الجمعية (ص:72-73) :" ولقد كان من المعقول أن يثمر التبشير في القطر الجزائري ويأتي بنتائج أكثر مما يأتي به في الأقطار الأخرى لعدة اعتبارات . أولا تقادم عهده . وثانيا صولة الاستعمار الذي يحميه ، ثالثا فشو الجهل والأمية والفقر في الأمة التي هي فريسة التبشير . رابعا انتشار الطرقية التي هي ظئر التبشير وكافلته والممهدة له حسا ومعنى ، وإن جهل هذا قوم فعدوا من حسناتها مقاومة التبشير. خامسا قعود علماء الدين عن المقاومة وسكوتهم عن المعارضة قبل جمعية العلماء". وتصديق ما قرر الشيخ وقال، تجده في بعض ما ذكر صاحب المقال ، من أن مرتدة زعمت أن النصرانية ليست أمرا جديدا عليها، إذ كانت تعتقد في المخلِّص الغالي، لكن باسم سيدي عبد القادر الجيلالي ، وإن مما يسهل على المرء أن يتنصر ويرتدِد، أن ينشأ على كلمة صدِّق واعتقِد واتبع ولا تنتقِد، وأن يعتاد الإيمان بالخرافات غير المعقولة، والكرمات المزعومة والمنحولة، فإن في أصل النصرانية أمورا لا يقرها أحد من العقلاء، فكيف بمن كان من أتباع خاتم الأنبياء، فإذا كنتُ ممن يعتقد في جمعٍ من الأقطاب، فما يمنعني أن أختصرها في ثلاثة أرباب، وإذا كنتُ اعتقد أن الواحد يصبح اثنين فيدفن في قبرين، فما يمنعني أن أعتقد أن الواحد يصبح ثلاثة وأن الثلاثة واحد. وإذا كنتُ اعتقد أن في الكون أمواتا يتصرفون فيه، فما يمنعني أن أعتقد أن ابن الله الميت يتصرف في ملك أبيه ، وإذا كنتُ أعتقد أن من بايع الشيخ وأعطى العهد نال الضمان، فما يمنعني أن أعتقد في غرفة التوبة التي يخاطَب فيها إنسان، وإذا كنتُ من أهل الزيارات أسوق في كل سنة القربان، فما يمنعني من أن أعتقد صحة صكوك الغفران، وإذا كنتُ أعتقد العصمة في غير الأنبياء والمرسلين، فما يمنعني أن أثبتها للرهبان والقديسين. وفيما يلي تذييل أنقله على لسان البشير الإبراهيمي حتى يطلع عليه الشباب الذين لا يعرفون مع الأسف الشديد عن تاريخ جمعية العلماء ومبادئها إلا الشيء القليل وقال رحمه الله (ص71): "وإنك لا تبعد إذا قلت أن لفشو الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا، في فشو الإلحاد بيت أبنائها المتعلمين تعلما أروبويا الجاهلين بحقائق دينهم، لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل فأنكروها حقا وعدلا، وأنكروا معها الدين ظلما وجهلا، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. أرأيت أن القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه !؟".

منقول
 
مجموع ما انتقض على شمس الدين بوربي الجزائري

"شُموعٌ مُظلمة !!
ردٌّ على شمس الدّين

بسم الله الرحمن الرحيم


فقد وقفتُ منذُ أيّام على مقال للشيخ (!) شمس الدّين بوروبي (!) مُفتي الجرائد (!) وذلك في جريدة الخبر اليومية الجزائرية في رُكن ((شموع من بلادي)) بتاريخ 8 رمضان 1428هـ الموافق لـ 20 سبتمبر 2007م، وكان المقال عبارة عن ترجمة لرجل وصفه شمس الدّين بـ ((الإمام العلامة)) و ((من العلماء الأعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين)).



اسمُ هذا الرجل كما هو مُدوّنٌ في أعلى المقال: ((محمّد الحفناوي بديار)).


وبعد أن أطنَبَ الشيخ (!) شمس الدّين في مدح هذا الرجل وذكر محاسنه وعبادته قال فضّ الله فاه: ((وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: مالكيُّ المذهب، أشعريُّ العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة، عمرانيُّ النّسب، نبائليُّ العرش، ترتريُّ الإقامة، ...)) (!!!)


ثمّ انتقل الشيخ (!) شمس الدّين إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام (!) العلامة (!) المالكي الأشعري الخلوتي (!!!) فقال فضّ الله فاه: ((3- مخطوط سمّاهُ تشويقُ المُحبّين، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة (!) كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة (!!) والباطنية والحلولية وأثنى على أهل السنّة ...)) اهـ


طبعاً المقصود بأهل السنّة هنا هم ((الأشاعرة والخلوتية)) وإلا فلا يُتخيّلُ أن يكون المقصود بأهل السنّة في كلام هذا الإمام (!) والشيخ (!) شمس الدّين أهل الحديث والأثر كسعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والحمّادين والسفيانين والأئمّة الأربعة والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري وأبي داود وابن تيمية وغيرهم، فقد سمّاهم هذا الإمام (!) أو شمس الدّين بـ ((الحشويّة))، ومعلومٌ أنّ هذه التّسمية أطلقها أهل البدع والضلال من الجهمية وغيرهم على أهل الحديث والأثر أهل السنّة والجماعة السلفيين.


فياليت شعري ! كيف يكون المُقلّد عالماً فضلا عن إمام وعلامة ؟؟!!
وكيف يكون الجهميُّ -الذي ينسبُ نفسهُ إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله- من أهل السنّة وقد اتّفقت كلمة العلماء قديماً وحديثاً على إخراج الجهمية ومخانيثهم الأشاعرة من دائرة أهل السنّة ؟؟!!


وكيفَ يوصفُ رجُلٌ صوفيٌّ خرافيٌّ خَلوَتيٌّ –والخلوتية من طُرُق الإلحاد والزندقة- بأنّه من أعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين ؟؟!!


يا شمس الدّين ألم تُصرّح لي بلسانك أننّك تُخالف الأشاعرة وتعتقد ضلال قولهم ؟؟!!


ألم تقُل لي بعظمة لسانك أنّك تُخالف من يُفسّرُ صفة الاستواء على العرش لله تبارك وتعالى بالاستيلاء والهيمنة والسيطرة ؟؟!!


وقُلتَ لي يومها أنّ الواجب (!) علينا أن نُفوّض معاني هذه الآيات –أي آيات الصفات- ونقول : الله أعلم بمراده ؟؟!!


وقُلتَ لي إنّ مذهب السلف هو التفويظ (بالظّاء !) ؟؟!!


يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان أشعرياً أو جهمياً !!


يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان خلوتياً أو قادرياً أو تيجانياً أو نقشبندياً !!!


بل سمّ لي يا شمس الدّين من التابعين من كان على ما كان عليه إمامك الحفناوي !!


بل من أتباع التّابعين يا شمس الدّين !!


إذا عجزتَ عن ذلك –ولا بُدّ- فاعلم أنّ خير النّاس الذين بُعث فيهم النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم كما صحّ الخبر. ولا خير فيمن جاء بعدهم ولم يَسَعهُ ما وَسعَهم ولم يعتقد ما اعتقدوا ولم يقل ما قالوا ولم يسكُت عمّا سكتوا.


وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.


أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني
قسنطينة: 8 ربيع ثان 1429 هـ / 14 أفريل 2008م "

http://www.ahlelhadith.com/vb/showpost.php?p=5860&postcount=14
 
مجموع ما انتقض على شمس الدين بوربي الجزائري

بين شمس الدين والإمام ابن باديس



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ((إنّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت))! رواه البخاري في صحيحه (6120).

هذا الحديث العظيم أوجهُهُ إلى الرويبضة المتعالم شمسُ الضلال الحقير!

يا زمهرير الضلال!

ألا تستحي!

أبعد أن طعنت في البربهاري وابن بطة العُكبُري رحمهما الله تعالى واتهمتهما بالبدعة والضلالة والتجسيم!

وبعد أن طعنت في الإمام أحمد وابنه عبد الله رحمهما الله تعالى قُمت فطعنت في إمام هذا البلد المبارك العلامة السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله واتهمته بأنّه أشعري!!

ألم تقرأ كتابه العقائد الإسلامية؟!

ألم تقرأ في هذا الكتاب المبارك تأصيل الإمام ابن باديس للعقيدة السلفية الصافية النّقية؟! فإن لم تكن فعلت فسأنقلُ لك ولمن أمرته نفسه الخبيثة بالطعن في هذا الإمام الجليل مايخالف مزاعمكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!


1) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:

25- الدين كلُهُ عقدٌ بالقلب، ونُطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح الظاهرة والباطنة، وكلُ واحدة من الثلاثة يسمّى إيماناً باعتبار، ويسمّى إسلاماً باعتبار آخر. ( العقائد الإسلامية 2 ص 42 دار البعث ط1 ).

قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا تقريرٌ لمعتقد أهل السنّة والجماعة في مسمّى الإيمان وهو مخالف لما عليه الأشاعرة القائلين بأنّ الإيمان هو التصديق فقط!


2) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
26- الإيمان في الوضع الشرعي هو قولٌ باللسان، وعمل القلب، وعملٌ بالجوارح، فمن استكمل ذلك استكمل الإيمان، ومن لم يستكمله لم يستكمل الإيمان.
( نفس المصدر ص 42 ).


3) قال رحمه الله:
27- الإيمان يزيد وينقص، يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقصها.
( نفس المصدر ص44 )


4) قال رحمه الله:
38- نثبتُ لله تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله، من ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وننتهي عند ذلك، ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيئ من مخلوقاته، ونثبت الإستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ...اهـ

قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا خلاف ما يعتقدهُ الأشاعرة والمعتزلة والجهمية أمثالك وأمثال شيوخك كالكوثري وأبي رية والسقاف والغماري والغزالي والقرضاوي والبوطي وسيد قطب والبنا وسائر زعماء الإخوان المفلسين وحزب الجزأرة اللعين! من وجوب تأويل (تحريف) صفات الله تعالى فراراً من التشبيه والتجسيم –زعموا- وصدق من قال: إنّ الله إذا أراد بعبد هلاكاً، نزع منه الحياء! والله المستعان.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top