اسباب عدم التفاهم بين الاباء والابناء..اصلح نفسك

علي الفاضلي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 جويلية 2013
المشاركات
2,885
نقاط التفاعل
6,130
النقاط
111
محل الإقامة
batna
الجنس
ذكر
اطلعت على كتيب بعنوان : كيف نفهم الشباب ونتعامل معهم .

ولفت انتباهي هذا العنوان الجزئي : مشكلة الفجوة بين الأجيال.
أي الفجوة الفكرية بين جيل الآباء وجيل الأبناء ..

فاقتبست منه هذه الأفكار ودعمتها بأخرى ، إن الفجوة بين الآباء والأبناء بكل أبعادها أصبحت مشكلة ، وأثارت جدلا واسعا ، سواء فيما يتعلق بطريقة التفكير والنظر إلى الأشياء اليومية ، أو ما تعلق بنمط الحياة من لباس وكلام وسياحة ، أو متعلقة بأمور مصيرية كموضوع الحكم والسياسة أو الزواج والعمل والسكن.

ويمكن لنا القول أن هذه الفجوة مرتبطة بثلاث عناصر أو عوامل نتناولها فيما يلي :
1-تباعد السنوات بين الآباء والأبناء (الفجوة العمرية).
2-تغير الظروف الحياتية ، العادات والتقاليد(الفجوة الفكرية الثقافية).
3-ارتفاع المستوى العلمي ، والتمكن من التكنولوجيا الجديدة (الفجوة العلمية والمعرفية).


أولا : الفجوة العمرية:
تعد الفجوة العمرية من أكثر الفجوات تأسيساً للاختلافات اللاحقة بين الجيلين، ، فتضيق بذلك مساحة الالتقاء الفكري والثقافي وحتى اللغوي.
في الماضي كان الزواج يحدث في سن مبكرة، مع سن البلوغ والرشد تقريبا للجنسين ،وأصبح في الأجيال اللاحقة الزواج يحدث في سن متأخرة ، لأسباب كثيرة ، ثقافية واجتماعية واقتصادية.
ليست موضوعنا.
هذا التقدم التدريجي في سن الزواج أي تأخير سن الزواج والذي أصبح في حدود الثلاثينات بالنسبة للشباب والخامسة والعشرين بالنسبة للإناث.
أثمر عن فجوة كبيرة لم تكن في السابق موجودة بين أعمار الآباء والأبناء.
فبدل أن يكون بين الأب وابنه 17-20 عاماً كحد أقصى، بات الكثير من الآباء يبتعدون عن أبناءهم مسافة 30 سنة فما فوق .
هذا الاختلاف الكبير في الأعمار، ولّد مسافات متباعدة من الثقافة والعادات والتقاليد والأفكار ومدخلات العصر الحديث بين الجيلين، ما ساعد في بروز هذه للمشكلة.

ثانيا :الفجوة الفكرية الثقافية :
تتبع العديد من المشاكل؛ الفجوة العمرية بين جيل الآباء والأبناء، حيث تظهر فجوات أخرى، كمثل:
- الفجوة الفكرية: فلكل عصر طريقة تفكيره وقناعاته وأسلوب دراسة ومعلومات متوافرة، ما يساعد في خلق حالة فكرية معينة لدى أبناء الجيل الواحد، تختلف مع نظيراتها في الأجيال الأخرى.
-1 العادات والتقاليد: مع تغير الحياة بشكل دائم، وتبدلها، ودخول معطيات جديدة وخروج أخرى، تتغير العادات والتقاليد بشكل مستمر وهادئ ربما لا يلحظها الشخص خلال حياته، إلا أن هذا الاختلاف يظهر بشكل واضح في اختلاف العادات والتقاليد بين جيل الآباء والأبناء.
-2 أنماط الحياة: كذلك تتغير أنماط الحياة وأسلوب العيش، الاستيقاظ في الصباح، السهر، أهمية السيارة، لقاء الأصدقاء، مشاهدة التلفاز، الانترنت ، ألعاب التسلية، السياحة... الخ.
وغيرها من الاختلافات الكثيرة والعديدة، والتي قد تتوالد مع مرور الأيام.

ثالثا: الفجوة العلمية والمعرفية:
لقد ارتفع المستوى التعليمي للجيل الجديد خصوصا الإناث ، ففي يوم ما كان مستوى الإناث في الغالب لا يتعدى المتوسط ، ثم انتقل إلى الثانوي ، ثم الجامعي ، ثم الدراسات العليا المعمقة ، فهذا ولد فجوة متعلقة بهذا الجانب بين الآباء والأبناء ، وأصبح جيل الشباب هو القائد لجيل الآباء ، وكان من المفروض أن يكون العكس ، أو يكون هناك نوع من التوافق والتقارب والالتقاء ، فالآباء بطبيعة خبراتهم في الحياة يريدون فرض آرائهم على الأبناء خصوصا فيما يتعلق بموضوع الزواج ، والسكن ، وأحيانا حتى الاختصاص والعمل ، ويرى الأبناء خلاف الصورة التي عليها أبائهم نظرا لسعة اطلاعهم ومعرفتهم بالواقع والمستجدات على المستوى الداخلي والعالمي ..الخ.
ومما زاد الفجوة بين الجيلين ، الثورة التكنولوجيا في عالم المعلوماتية ، وعدم فهم الآباء لها ، وغرق الأبناء فيها ، فوسع ذالك من الهوة بينهما ..

المشاكل المتولدة عن الفجوة :
يؤدي عدم الانسجام بين جيل الآباء والأبناء إلى جملة من المشاكل، منها :
1-جمود العواطف بين الآباء والأبناء.
2- عدم المبالاة والاهتمام المتبادل، وانعدام الثقة.
3-التحطيم بالنقد، وعدم وجود المديح المنضبط.
4-عدم وجود المزاح المنضبط.
5-انعدام الحوار والنقاش الهادئ.
6- فقدان القدوة المتمثلة في الأبوين.
7-اليأس من حالة الأبناء وتربيتهم.
8-التفكك الأسري ، ومحاولة الاستقلالية.
9- عدم المشاركة في المناسبات.

العلاج لتخفيف من الفجوة:
من الضروري البحث عن طرق لإيصال الرسالة التربوية من الآباء لأبنائهم على أكمل وجه ، وهذه بعض الاقتراحات التي قد تخفف من الفجوة بين الجيلين:

1-على الآباء التعامل بشكل مناسب مع الأبناء، وبطريقة يُحترم فيها حق الأبناء في الاختلاف وإبداء الرأي .
مع حسن الاستماع لانشغالاتهم ، ومحاولة تفهم وجهات نظرهم ، وإعطائهم فرص للإثبات.
2-تنمية الوعي الديني لدى الأبناء ، ليبقى باب الاحترام والمعاملة الحسنة قائما ، ولو مع الاختلافات الأخرى.
3-محاولة الآباء اللحاق بركب التكنولوجيا وتفهم عالمها.
4-إدراك الآباء ضرورة تغير الظروف والبيئات مع تغير العصر والزمن.
5-إدراك وتحسيس الأبناء بأهمية خبرات الحياة التي لا تكتسب إلا بالتجربة والممارسة التي هي كنز لدى الآباء.
6- ضرورة تعليم الأبناء في المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية والدينية ، أهمية التمسك بالأصالة والثوابت في ظل رياح التغيير الفكري السريع نتيجة الفضائيات والانترنت ..الخ. ومعرفة ما يصلح للاستفادة منه مما عند الأمم الأخرى ، وما هو بضار وغير نافع.

****
**
*

من تنسيق وجمع العمدة// 29/03/2014
 
رد: اسباب عدم التفاهم بين الاباء والابناء..اصلح نفسك

الله يبارك
روعة
بارك الله فيك

 
رد: اسباب عدم التفاهم بين الاباء والابناء..اصلح نفسك

الله يبارك
روعة
بارك الله فيك


الله يبارك فيك ..

ولك الشكر الجزيل .

دمت بعافية.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top