السلام عليكم ورحمة الله
(( .. إذا مدحت فاختصر ، وإذا ذممت فاقتصر ..))
المتتبع لكتابات الأعضاء في المنتديات وردودهم تتجلى أمام ناظريه أصنافا من الأقلام والعقول
المختلفة المشارب ..والمستويات .. بين الضليع المتمكن المتمرس ، والمبتدئ الذي يحبو ، والمتوسط
المجتهد ، وما بين تلك الثلاثة هناك منازل ورتب .
وجرت العادة أن المبدعين قلة ،، وكذلك الحابسين ،، والمتوسطين هم الغالب في الناس .
فالحكمة تقتضي أن نشجع كل فريق وكل صنف بما يناسبه ويعود عليه بالنفع ..لا بالضرر..
فهل يعقل أن تساق جميع تلك الرتب والمقامات سوقا واحدا ، وتكال بكيل واحد .
فيشكر المبتدئ ، ويوجه بذكاء ، وينبه إلى أخطائه بليونة ..ليستقيم حاله .
ويشكر ويثنى على المتوسط بما يناسبه ليزداد نبوغا واجتهادا ، ولا يقتصر على حاله .
ويمدح القسم الثالث ويثنى عليه ،، ليبلغ الدرجات العلى والرتب الأولى والتي لا حد لها .
العجيب أن البعض يكيل الجميع بكيل واحد .
فحينها يستوي المدح والذم ، فتجده يصف ردا أو موضوعا عاديا ، وربما فيه ما فيه ..
بكونه عصارة الفكر ، وتلك حروف من ذهب ، وذاك إبداع وتميز لا نظير له ..الخ.
ولو بحثت عن أصله لوجدته منقولا ، ولا ناقة فيه ولا جمل لناقله ، غير الإطراء الباطل ، والمدح
المبالغ فيه ، من قبل من لا موازين عنده .
فاعلم أن من سمات الشخصية السوية عدم الإفراط في المدح والذم .
فإذا وجدت من يثني كثيرا ويمدح كثيرا ، ويغالي ويطري إطراء فاعلم انه ساقط الشهادة
ومدحه وذمه سيان .. واعلم بان مدحه أصبح ذما عليه ..وانقلب عليه مقصده.. !!
فلنكن من أهل هذه الحكمة ، ولنتوسط في مدحنا ، ولا نغالي .
(( .. إذا مدحت فاختصر ، وإذا ذممت فاقتصر ..))
دمتم سالمين .. معتدلين .. بلا إفراط ولا تفريط ..
بقلم العمدة/ 10 ماي 2014.