هذا ما جنت يداك..الفتوى القاتلة......رقم ((01))

علي الفاضلي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 جويلية 2013
المشاركات
2,885
نقاط التفاعل
6,130
النقاط
111
محل الإقامة
batna
الجنس
ذكر
..هذا ما جنت يداك..الفتوى القاتلة..رقم ((01))

تتمثل العرب فِي كلامها ، فتقول للرجل يؤخذ بجريرة جرها ، أو جناية جناها فيعاقب عليها : نالك هذا بما
جنت يداك ، وبما كسبت يداك ، وبما قدمت يداك ، فتضيف ذَلِكَ إلى اليد ، ولعل الجناية التي جناها فاستحق
عليها العقوبة كانت باللسان أو بالفرج أو بغير ذَلِكَ من أعضاء جسده سوى اليد..

وصاحبنا اليوم كانت جنايته باللسان وما أدراك ما اللسان ذاك الحصان وذاك السيف وذاك الحاصد ..
سأل الرجل المستفتي عن عالم عليم ..ليشكو إليه حاله ..ورغم انغماسه الشديد في المعصية إلا أن هناك بصيص من الأمل وبصيص من الخير في قلبه ..
فسأل عن اعلم أهل زمانه .. فدل على الرجل غير المناسب ، دل على رجل عابد زاهد
كثير العبادة ..لكنه قليل العلم والفقه ..فسأله عن التوبة ..فأغلق عليه بابها .. فأتم به المائة نفس مزهوقة ..

وما أكثر اليوم هذا الصنف ..في المقاهي والأسواق والمساجد والمنتديات .. يقرأ بضع كتيبات أو يستمع لكليمات
لبعض العلماء ..فيصبح وقد تعمم .. وتقلد منصب الإفتاء ..
والعجيب أن تجد كذلك من الناس من يسأل عن دينه كل زاهق وناعق ..وكل من تجلبب وتشهر في الفضائيات ..اغترارا بالمظاهر ..


..................
نعود لصاحبنا فلم ييأس فبذرة الخير موجودة ..فسأل مرة أخرى .. يرجو التوبة .. فدل على عالم بحق عليم حكيم ..
ففتح له أبواب الرحمة ..ودله ونصحه ..بتغيير البيئة .. فشملته رحمة الله وكان من المغفور لهم ..
فكذلك نحن الواجب ألا نيأس .. والواجب أن نتحرى عن أهل العلم .. والواجب أن نغير ماضينا ونتخلص من
سواده وأثاره قدر الاستطاعة ..فنغير الاصحاب والعادات والاماكن ..

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا, فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ, فَأَتَاهُ.

فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا, فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا, فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً؟
ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ, فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ, فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟
فَقَالَ: نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ.
انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُد اللَّهَ مَعَهُمْ وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ.
فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ, فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ.
فَقَالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ, وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ, .
فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ, فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ, فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ, فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ.

قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ. متفق عليه.


دمتم سالمين .. وعن الفتوى محفوظين ساكتين ..:-r
 
آخر تعديل:
رد: هذا ما جنت يداك..الفتوى القاتلة......رقم ((01))

بارك الله فيك
 
رد: هذا ما جنت يداك..الفتوى القاتلة......رقم ((01))

بارك الله فيك
 
رد: هذا ما جنت يداك..الفتوى القاتلة......رقم ((01))

بارك الله فيكما ...

وجزاكما خيرا ...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top