مسألة للحوار : في " السلف والخلف " والفرقة الناجية !!! :

د.سيد آدم

:: عضو مثابر ::
(1) :
إذا كان الإمام فخر الدين الرازي قد أكد أن " علم الكلام أشرف العلوم ، لأن المطلوب الأعظم منه ( = علم الكلام ) معرفة ذات الله تعالى ، وصفاته ، وكيفية أفعاله " ، فإن هنالك مفاهيمَ / تصوراتٍ نرى أنها تحتاج شيئاً من " الجرأة " الثقافية / المعرفية حتى نكون " مجتهدين " على صواب ، كما على ثقة من أمرنا المعرفي .
شاع بين الناس ، حتى مثقفيهم ، قول القائل " إن الاجتهاد يجب أن يكون في الفروع " لأن الأصول ، بزعم هذا النص ، من الثوابت ، أو هي ، بلغة الأصوليين ، من المعلوم من الدين بالضرورة !!! ما يعني تحريم أن يمسها تعديل / اجتهاد .
وهذا قولٌ مرسل ، ربما لا يستقيم مع منطق " البحث العلمي " عامة ، وبحوث علم الكلام خاصةً ، تأسيساً على علم سابق بأن من أسماء علم الكلام " علم التوحيد ". ما يؤسس ضرورة تفتيت النص الفائت بغية الوقوف على " فهم / تصور " الثابت والمتغير قبل أن " نحكم " ، إذ الحكم فرع على التصور ... يقول الأصوليون والمناطقة .
نحن المسلمين نؤمن ، اعتقاداً ، بالله والملائكة والكتب السماوية ورسل / أنبياء الله تعالى واليوم الآخر . وهذه ، كلها ، " عين " الثوابت العقدية ، أما التفصيلات فيها ، فهي محل اجتهاد مقبول ... بل ومطلوب ليصح قولنا إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .
إن المتكلمين ما اختلفوا ولا تفرقوا إلا عند محاولتهم فهم هذه " الثوابت " ؛ فذات الله ، تعالى ، وصفاته ، ورؤيته ، سبحانه ، بالأبصار يوم القيامة ، والقضاء والقدر ، وبعث الرسل / الأنبياء ، ثم الكلام في " عصمتهم " ومعجزاتهم ، وكذا الفوارق بين الرسول المَلك والرسول البشر ، والكلام في القرآن الكريم بين حدوثه وقدمه . كل ذلك يمثل لنا ، نحن المسلمين ، أموراً دراسية يتأسس عليها الدين من حيث كونها " ثوابت " ، إلا إن تاريخ الأمة الفكري يوضح لنا أن هذه المباحث كانت ، وربما لم تزل ، محل اجتهاد / خلاف .
إن مهمومي الأمة ، ومنذ بواكير عصر النهضة ، مشغولون بقضية " التجديد " ، وربما عنوا بالتجديد القصرَ على " الفروع " لكن منطق الأشياء يملي علينا بيان أنه " لا تجديد في الفروع ، إلا بعد التجديد في الأصول " ! من حيث إن كل من ثبتت له شرعية الأصل ثبتت له ، قياساً ، شرعية الوجود في الذي هو لاحق كاملاً .
وقد يكون واجباً بيان الفارق بين " علم الكلام " وعلم " أصول الدين ، أو التوحيد " ؛ فلعلم الكلام تسميات ... منها : أنه علم التوحيد ، وأنه علم أصول الدين ، وأنه الفقه الأكبر . لكن حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " أفقية " ، بأن يدرس المسألة كما هي عند " الفِرق " فهو " علم الكلام " . أما حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " رأسية " ، بأن يدرس المسألة كما هي عند " فرقة " باعتبارها ، الفرقة ، تمثل " صحيح الإسلام " ، فهو " علم أصول الدين " .
وقضية تمثيل " صحيح الإسلام " تحتاج لتدقيق ؛ فمن الخطأ التعميم غير الدقيق !!! ... كأن نقول إن الأزهر الشريف ينشر " الإسلام "!!! ما يعني ضرورة الإشارة إلى " المذهب الذي يدين بهذا الأمر أو ذاك " ، فنقول " إن الإزهر ينشر الإسلام على مذهب الأشاعرة منذ قيام الدولة الأيوبية ، كما كان ينشر الإسلام على المذهب الإمامي في زمن الدولة الفاطمية ، كما ينشر النجف الأشرف الإسلام على مذهب الشيعة الاثنى عشري ، كما تنشر المعاهد الدينية في غير بلد خليجي الإسلام على مذهب السلف " .
• وقضية أن " أهل السنة يمثلون التمسك الصحيح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم " تحتاج لتدقيق ، فغيرهم ، كالمعتزلة والخوارج والشيعة ، يتمسكون بسنة النبي ، صلى الله عليه وسلم " ، مع فهم خاص / فرع لكلٍّ من هؤلاء للسنة النبوية ، لكن يبقى الأصل " التمسك بالسنة " . ولذا فقد رجح البعض أهمية بيان / تحديد تعبير " أهل السنة " ؛ فهناك " السلف من أهل السنة الذين يتبعون ، في الأصول ، ابن تيمية ( المتوفَّى العام 728 هـ ) ، ويتبعون ، في الوقت نفسه ، وفي الفروع / الفقه ، الإمام أحمد بن حنبل ( المتوفَّى العام 241 هـ ). وهناك " الخلف " من أهل السنة ، ويمثلهم الأشاعرة المنتسبين للإمام أبي الحسن الأشعري ( المتوفَّى العام 324 هـ ) ، مع الإشارة إلى أن ذيوع هذا المذهب ، كصياغة عقدية ،كان بجهد أبي حامد الغزالي ( المتوفَّى العام 505 هـ ) . كما أن من " الخلف " من أهل السنة الماتريديةَ المنسوبة للإمام أبي منصور الماتريدي ( المتوفَّى العام 331 هـ ) . ولا شك في اتفاق " خلف " أهل السنة مع " سلف " أهل السنة في الأصول ، ذلك الاتفاق الذي لم يدفع اختلافهم في مسائل فرعية ، كالموقف من التصوف ؛ فيراه " السلف " بدعةً !!! ولا يرى " الخلف " حرجاً في الأخذ بالتصوف وعن رجالاته ... ؛ فابن تيمية يرى أن " إن الأمور الصوفية التي فيها زيادة في العبادة والأحوال ، خرجت من البصرة ، فافترق الناس في أمر هؤلاء الذين زادوا في أحوال الزهد والورع والعبادة على ما عُرف من حال الصحابة : فقوم يذمونهم وينتقصونهم . وقوم يجعلون هذا الطريق أكمل الطُرق وأعلاها . والتحقيق أنهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون ، كما كان جيرانهم من أهل الكوفة مجتهدين في مسائل القضاء والإمارة " . ثم الرجل يقسّمهم ثلاثة أصناف :
• صوفية الحقائق ، وهم المتبعون للشريعة المقتفون خطى الأوائل.
• صوفية الأرزاق ، وهم الذين وقِفت لهم الأوقاف والتكايا .
• صوفية الرسم ، وهم الذين اكتفوا بالتسمية والمظهر ليس إلا .
لكن ابن الجوزي ، في كتابه " تلبس إبليس " ، يذم التصوف لأسباب تتعلق بتصرفات بعض الصوفية منها : إعراضهم عن العلم الكسبي اكتفاءً بالعلم اللدني ، ومنها الانقطاع في المساجد ، ومنها التجرد عن الأموال ، ومنها لبس المرقّعات ، ومنها السماع والرقص ، ومنها الشطح ، ومنها قطع العمل بالأسباب بادعاء التوكل ، ومنها ترك التداوي حال المرض .
ولعل هذا الكلام / المدخل أن يعطينا فسحة من الوقت للكلام في " الفرقة الناجية ".
يُتبع ...
 
(2) :
كتّاب الفِرق كثيراً ما يستهلون كتبهم بالحديث " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار ما عدا واحدة ، قالوا : وما هي يا رسول الله ؟ قال ... إلخ " .
وهؤلاء يهدفون باستهلال مؤلفاتهم بهذا الحديث أن يكون ذلك تبريراً لتكفير خصومهم ، ثم أن يجعل كتاب كل فرقة فرقتهم وحدها ، دون غيرها ، الناجية ، ولقد جنح بهم ذلك إلى شيء غير قليل من الشطط في التحامل على الخَصم ، وإلى التعسف في تشعيب الفرق حتى يكون مجموعها مماثلاً العدد المذكور في الحديث ، غافلين عما قد تخبئه الأيام ، بعد القرن الرابع ، من ظهور فِرق جديدة ، فضلاً عن تشويه كل فرقة لعقائد غيرها حتى توصم بالضلال الموجِب للتكفير ، ولأن تصبح من أهل النار .
ونعلم أنه قد ورد الحديث عند البيهقي في سننه ، وعند الأزدي في سنن أبي داود ، وعند القزويني في سنن ابن ماجة .
والذي نريد أن نشير إليه أن كل فرقة تجعل كُتّابَها يختتمون الحديث بالرواية التي تناسبهم : فجعلها أهل السنة " المتمسكون بسنتي . أو ما أنا عليه وأصحابي " ، وجعلها الشيعة " شيعة أهل بيتي " ، وجعلها المعتزلة " الفرقة المعتزلة " . ولا شك لدينا أن هذا الفعل من الفرق أضعف الحديث حتى بافتراض صحّته !!! .
ونستطيع القول إنه ما من قولٍ وُضِعَ على لسان الرسول أثار فتنةً عمياء بين فرق المسلمين مثل ما يُنسَب إليه ، عليه الصلاة والسلام ، من حديث افتراق الأمة والفرقة الناجية ؛ فلو تأمّلنا ما يعنيه الحديثُ فإنه يهدف إلى إعلان أن المسلمين بزّوا / فاقوا اليهودَ والنصارى حتى في الاختلاف ، بل لم يكفِ أحد الوضّاعين ذلك ، فأضاف إلى أصحاب الأديان المنزّلة أدياناً غير سماوية ليجعلَ بداية الحديث " افترقت المجوس على سبعين فرقة " ليبزّ المسلمون جميعَ الأديان في " الاختلاف "!!! ... ولو سألنا أحبار اليهود ، أو لاهوتيّ النصارى عن عدد ما تفرق إليه دينهم من فِرق أو مذاهب ، لما ذهبوا إلى ما ينطق به النص المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( إحدى وسبعين لليهود ، واثنتين وسبعين للنصارى ) بل ربما اعترتهم الدهشة إنْ ذكرنا لهم العدد المذكور .
ولمَ لا يكون للخوارج نصيب في النجاة ؛ فيذهب خارجي ( إنهم الشراة ) ؟!!! .
وترى دراساتٌ أن هذا الحديث " حديث مزعوم ، كأنه نبأ جاء به فاسقٌ فأصاب فرق المسلمين جميعاً بلهيب نار فتنة لم تبق ولم تذر على سلام بين المسلمين ، كأنهم قد انتكسوا ، أو وُكِسوا ، إلى الجاهلية الأولى ؛ غدَت فيه الفرق الإسلامية قبائل متناحرة " .
إلا أنه من الغريب أن أحداً من المتكلمين ، حتى المتقدمين منهم ، لم ينقص الفرق الضالة عن اثنتين وسبعين ، توقعاً أن تنشأ فرق أخرى في مستقبل الأيام ، فيكتمل العَددُ بَعده !!! .
ونحن نرى الخطورة في أن كاتب / واضع هذا الحديث " جزّء كل فرقة من فرق المعتزلة والشيعة والمرجئة والخوارج حسب هواه ، وفي تكلّف مفضوح ، حتى يكتمل العدد اثنتين وسبعين ، وليجعل فرقته التي لم يصبها الانقسام هي ، وحدها ، ودون سائر فرق المسلمين ، الناجية " !!! ... فكأن هذا الرجل قد أخذ على الله عهداً أن ينجيه ، وينجي فرقته ، إكراماً له .
... وهذا ، شبيه بما قاله البعضُ تفسيراً للأثر " لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق ، لايضرهم مَن خذلهم " ... : أما هذه الطائفة ، فقال البخاري " هم أهل العلم " . وقال أحمد بن حنبل " إنْ لم يكونوا أهل الحديث ، فلا أدرى مَن هم " . وقال القاضي عِياض " إنما أراد أحمَدُ أهلَ السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث " . وقال النووي " يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع الإيمان ما بين شجاع ، وبصير بالحرب ، وفقيه ، ومحدّث ، ومفسّر ، وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وزاهد ، وعابد " .
وقد نقد البعض الحديث عبر بيان عوار السند ، ثم تناقض ، كما خطورة ، المتن :
فعن السند :
• روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً ، وفي رواته محمد بن عمرو بن علقمة ، وهو " ضعيف " ، أو " ليس هو ممن تريد " ، أو " يُخطئ " ، أو " ما زال الناس يتقون حديثه " ، أو " يستضعف " .
• رُوي الحديث عن معاوية مرفوعاً ، وفي رواته أزهر بن عبد الله الهوزني ، وهو معدود من " النواصب " ، أو هو ضمن " الضعفاء " .
• روي الحديث عن أنس بن مالك ، وذلك من سبعة طُرق ، يرى البعض أنها ، كلها ، ضعيفة ؛ حيث لا تخلو من " كذاب " ، أو " وضّاع " ، أو " مجهول " .
• روي الحديث عن عوف بن مالك مرفوعاً ، وفي رواته عبّاد بن يوسف ، وهو " ضعيف " ، إذ أورده الذهبي في " ديوان الضعفاء " .
• روي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً ، وذلك في سنن الترمذي ، وفي رواته عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ... وهو " ضعيف " .
• روي الحديث عن أبي أمامة مرفوعاً ، في سنن ابن أبي عاصم ، وفي رواته قدن بن نسير . وهو " ضعيف " ، أو " مُنكَر الحديث " .
• روي الحديث عن ابن مسعود مرفوعاً ، كذا ، كسابقه ، في سنة ابن أبي عاصم ، وفي رواته عقيل الجعدي ، وهو " منكَر الحديث " .
• روي الحديث عن علي رضي الله عنه ، كذا ، كسابقيه ، في سنة ابن أبي عاصم ، وفي رواته ليث ابن أبي سُليم ، وهو " ضعيف جداً " ، أو " اختلط جداً ، ولم يتميز حديثه ، فتُرك " .
وعن المتن :
بصرف النظر عن زيادات ، من قبيل " كلها في النار ، إلا واحدة " ، أو " كلها في الجنة إلا واحدة " !!! ، فـ المآخذ على المتن هي :
• جاء في القرآن الكريم " كنتم خير أمة " ... الآية الكريمة ، و " وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً " ، ما يعني " الوسطية " ، وهذه مصطلح يعني " الأفضل " و " الأعدل " ، على حين يقرر الحديث أن الأمة هي " الأشر " ؛ لأنه ستفترق على فرق أكثر مما افترقت عليه أمم قبلها : اليهود افترقتْ على إحدى وسبعين ، والنصارى افترقت على اثنتين وسبعبن !!! ما يعني قيام التعارض بين نص قرآني ( = أوَّلي ) ، ونص حديث ( = ثانوي ) .
• أن " نص " الحديث لا يستقيم واحداً عند الكثير من رواته ؛ : عند ابن أبي عاصم ، برقم 69 " إلا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعبن فرقة في الأهواء " ، و عنده ، برقم 63 " فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار " ، وعنده ، برقم 68 " كلها في النار إلا السواد الأعظم " ، وعنده برقم 71 " لم ينج منها إلا ثلاث " . وعند ابن حبّان ، 15/125 " إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على مثل ذلك " . وزاد نص آخر في آخر الحديث " من أخبثها الشيعة " . وزاد آخر " شرهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم " وهذه إشارة إلى أبي حنيفة ومدرسته الفقهية التي أسست لـ الرأي مقابل الرواية . وزاد آخرون " كلهم في الجنة ، إلا القدرية " أو " إلا الزنادقة " .
• أن بنص الحديث زياداتٍ قد لا تسعفها الكلمات أو العبارة ككل ، : ففي رواية الترمذي من حديث ابن عمرو " كلهم في النار ، إلا ملة واحدة . قالوا وما هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي " . فعبارة " ما أنا عليه وأصحابي " تضع المطالع في حيرة : فمعروف أنه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، انقسم المسلمون ثلاث فرق : واحدة وقفت بجانب علي ، وأخرى وقفت ضده ، وثالثة وقفت بين الفريقين ، فلم تقاتل لا مع علي ولا مع معاوية . وقد أورد البخاري حديثاً يفيد وصف الواقفين ضد علي بصف معاوية بالفئة الباغية ؛ فـ " عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار " البخاري 1/541 ، 6/30 ، ومسلم 4/2235 ،2915 هنا يثار سؤال : مع أي فرقة من هذه الثلاثة يكون الأمر ؟ خاصة وهم ، كلهم ، من الصحابة !!! .
انتهى .
 
حاب نسقيك النبي قال ما انا عليه واصحابي وهذا يقتصر على ماكان عليه هو واصحابه في وقت حياته اما مسئلة اختلاف فالاختلاف هنا اختلاف رحمة والعلماء التابعين فصلو في مسائل النزاع وهنا ندرك ايضا شيئا مهما اخر وهو انا الصحابة ليسو معصومين من الخطا ولكن علينا مراعات اجتناب خطئهم والذي يندرج ضمن الاخطاء التي يقع في بشر وهم ليصو ذوي عصمة كحال رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام لذا فمفهوم الفرقة الناجية واضح وجلي وهو اقتصار الميسلم على معرفة اسباب انتصار الصحابة والرسول ومحاولة اقتدائهم فيها اما في مسائل اقتتالهم فهذا لا ياخذ بعين الاعتبار هذا والله اعلم .
 

سبل النجاة - للشيخ : ( أبو إسحاق الحويني )
إن دين الله عز وجل هو الصراط المستقيم وهدي النبيين، وما من نبي إلا ودعا إلى دين الله وحذر العباد مغبة المخالفة لرسم نهج الحق وطريق النجاة.ولقد ابتلى الله عباده فيما ابتلاهم بدعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، وقد ابتكروا لذلك مذاهب وفرقاً تختلف إحداها عن غيرها في تفاصليها ومناهجها، ولكنها جميعاً تلتقي عند نهاية واحدة ألا وهي غواية العباد وصرفهم عن الدين القويم.فعلى العبد الناصح لنفسه تنكب هذه الطرق كلها والسير في طريق الله الذي رسمه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام؛ لأنه سبيل النجاة.
الافتراق سنة ماضية
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غير ما حديثٍ أنه قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله! قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، فكان على العاقل أن يبحث عن هذا الطريق الوحيد للنجاة؛ طريق في وسط ثلاثٍ وسبعين طريقاً، فالأمر إذاً مشكل، ليت الأمر يتوقف على طريقين، أو ثلاثة، أو أربعة، فيمكن للإنسان عندها أن يميز، لكن أن تكون ثلاثاً وسبعين طريقاً والنجاة من طريقٍ واحد، فيكون الأمر مشكلاً جداً؛ هذا الطريق الواحد هو الذي تطلبه من الله عز وجل، سبع عشرة مرة في اليوم، اهدنا الصراط المستقيم، وهو الذي عناه الله تبارك وتعالى بقوله: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153]، فالطريق الوحيد سماه الله صراطاً، والطرق الكثيرة سماها سبلاً؛ لأن الصراط أقوم، ولفظة السبل يظهر منها أثر المنفعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (على كل سبيل شيطانٌ يدعو إليه)، فيمكن أن يحقق سبيل من هذه السبل، جاهاً، أو سلطاناً، أو مالاً، أو متعة؛ فهذه كلها سبل، لكنها قصيرة وهامشية لا قيمة لها، إنما طريق الله عز وجل طويل جداً لكنه مستقيم؛ فالطريق إذا كان متعرجاً تحتاج إلى علامات إرشاد، أن أمامك منحنى أو أنك ستتجه باتجاه اليمين، وبدون هذه الإشارات يضل الإنسان، أما لو كان الطريق مستقيماً فلو أن الماشي كان أعمى لا ينحرف عن مشيته فإنه يصل، فطريق الله عز وجل طويل نعم، لكنه مستقيم، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]، فهذا الطريق الوحيد أليس أوْلى أن تبحث عنه أكثر من بحثك عن لقمة الخبز في بلاد الكفر، أليس هو أولى أن تسأل عنه الليل والنهار كل من تلقى من أهل العلم، ما النجاة؟ وأين هذا الطريق، وما علامته؟اعلم أيها الكريم! أنك لست أذكى ممن ضل، ولست أشد عبادة منه؛ الخوارج الذين خرجوا على الصحابة، تُرى هل أنت أذكى منهم؟ الجواب: لا. بل هم أذكى بكثير؛ المعتزلة وسائر الفرق الثلاث والسبعين كان رءوسها من أذكياء العالم، هذا عمرو بن عبيد كان المأمون إذا رآه أنشد قائلاً: كلكم طالب صيدكلكم يمشي رويد غير عمرو بن عبيد وذلك بسبب زهده، أما من سواه فأول ما يجيء أحدهم عند أمير المؤمنين يريد يصطاد صرة من المال، فيدخل يتكلم أي كلام فيه مداهنة.كلكم طالب صيدكلكم يمشي رويد رويد: هو المشي البطيء، وعادة لا يمشي مشيةً بطيئةً إلا رجل له مأرب، إنما الرجل الذي لا يلوي على شيء تجده جاداً وسريعاً في مشيته، إنما الذي يمشي رويداً ويتلفت يمنةً ويسرة فإنما له مآرب​


الموضوع كاملا ارجو ان تستفيد لاني اضن ان لديك وجهة نظر تريد ان توضلها وهي ان الدين هو السلام وماجاء به التابعون والسلف الصالح محض ترهات تسببت في تفريق الامة وبهذا تريد ان تبعد السلفية بكل اطيافها عن هذا المشروع الرباني الذي يقضي بالعمل من اجل الوصول الى سنته عليه الصلاة والسلام

الدرس كاملا :

التفريغ النصي - سبل النجاة - للشيخ أبو إسحاق الحويني - صوتيات إسلام ويب
 
قال hakim story;5549525 ( أبو إسحاق الحويني ) [/QUOTE:

هذا " رجل " ونحن رجال !!! والحمد لله رب العالمين أن وهبنا من العلم كالذي عنده ، ومن ثم فلا حجةَ له علينا بحال خاصةً وأن الإشكالية التي نحن بصددها تاريخية لا " وعظية " والحق ُّلا يُعرف بالرجالِ ، بل به يُعرف الرجالُ !!! .

قال hakim story;5549525 اضن ان لديك وجهة نظر تريد ان توضلها وهي ان الدين هو السلام وماجاء به التابعون والسلف الصالح محض ترهات تسببت في تفريق الامة وبهذا تريد ان تبعد السلفية بكل اطيافها عن هذا المشروع الرباني الذي يقضي بالعمل من اجل الوصول الى سنته عليه الصلاة والسلام [/QUOTE:

اتق الله ولا تقوّلني ما لم أقله !!! ولا أظنك أحرصَ على " الأمة " أو " السلفية " ، بـ كل أطيافها ، مني .
 
آخر تعديل:
يااخي اولا قولك : هذا " رجل " ونحن رجال !!! والحمد لله رب العالمين أن وهبنا من العلم كالذي عنده ، ومن ثم فلا حجةَ له علينا بحال خاصةً وأن الإشكالية التي نحن بصددها تاريخية لا " وعظية " والحق ُّلا يُعرف بالرجالِ ، بل به يُعرف الرجالُ !!! .

هذا قول صعب ولا يمكن ان تقوله فالشيخ مشهود له بالرسوخ في العلم والتحديث ثانيا انا لم اقل اني حريص على السلفية ولم اقل انك لست حريصا عليهم وان اسئت ايصال الفكرة فحقك علي واعتذر منك وان شاء الله نستفيد منك ولا دخل للشيخ الحويني ولكن عملا بقوله تعالى *فاسئلو اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون * فقد حاولت ان اوضح المسئلة لكي لا يلتبس على احد ذالك واما قول الرسول في حديث انقسام الامة فالزيادة في قوله ***كلها في النار*** فلا سند لها هذا والله ادرى واعلم .
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom