أصول فن مواجهة الابتلاءات ( أو ما يسمى المشاكل)
مساءكم جنة ورضا من الله...
للسعادة أصول وقواعد إن عرفناها ووعيناها سعدنا وهنئنا في حياتنا...وستلين المشاكل بين أيدينا في سهولة ويسر...
ولنسم المشكل باسمه الحقيقي الذي علمنا الله إياه: ابتلاء...
والابتلاء معناه اختبار، وهنا يختلط مفهوم أو يظهر تساؤل: مادام الله يعلم الغيب لم يختبرنا؟ أقول وقد كنت أتساءل نفس السؤال، أن الله تعالى يعلم يقينا، لكنه يختبرنا لنا نحن بمعنى أن نتيجة الاختبار هي التي ستكون حجة لنا أو علينا والتي يظهر لنا بها العدل جليا، ونكون شهداء على أنفسنا، لأنها باختيارنا الكامل والتام، فهو يعلم ولكن يريدنا نحن أن نعلم...
أول قاعدة لسهولة التعامل مع الابتلاء والخروج من أي محنة مهما ظهرت لنا صعبة، هو كيفية استقبالها، هي خير وشر، ولكن أنت ماذا قررت أن تكون، حينها ( وهذه هي الخطوة الرئيسية) يبدأ التعامل مع ما اخترت...
لو اخترت أنه خير ( وهو ما يسميه الناس التفاؤل ) وأحسنت الظن بالله حسب قانون ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء ) ، فإن الكون سيتفاعل معك على هذا الأساس ويسخَّر لك في هذا الاتجاه ...
ثاني قاعدة: تقبل الأمر برضا، رفضه والتمرد عليه معناه أنك لا تقبل الاختبار وتخل بالأمانة التي حملتها طوعا... ومن ناحية ثانية، تخبر الكون أنك لا تقبل، بالتالي فهو يعطيك نتيجة عدم قبولك، لأن فطرتك مجبولة على الرضا بما ابتلاها به ربها، فحين تخالفها ( وهي داخلك) فإنك تقلب موازين كيانك ويعمل قلبك عكس الفطرة وبالتالي لا شيء سوى العذاب والحزن والألم والتمرد ولعلها تصل للكفر أو سب الله والعياذ بالله...
ثم تأتي القاعدة الموالية: أن ما من خير فهو من الله ( كرم منه وفضل ) وكل شر فهو مما كسبت يدك، لذا لابد من تطبيق القاعدة: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
هنا العذاب دنيوي قبل أن يكون أخروي... العذاب حين تجد كل شيء صعب في طريقك والأبواب موصدة...
ولاحظ: وهم يستغفرون، معناه الفعل مستمر في الزمن، يعني ليس استغفارا مؤقتا لقضاء حاجة وكفى... وقد اتفقنا سابقا في مفهوم الغابة، أن حسابات المصلحة لا مجال لها مع الله، لأنها تكون من طرفين، والله لا يتعامل معنا بمصلحة...
تقبلت الابتلاء، وطهرت وتطهر الطريق لفتح الأبواب..
تأتي القاعدة الرابعة: بذل الأسباب المادية، نحو الأمر... من بحث واستخارة واستشارة ( الثقة والآمنة والمتخصصة) ، أخرتها لأن مع القاعدة الثالثة تسهل كثيييرا وتكون سلسة بفضل الله.....
خامس قاعدة: التوكل على الله، وما التوكل؟ أتعرف الشعور بالطمأنينة التام أن الموضوع قضي وأن وكيلك ( الله) كفاك إياه؟ ( لاحظ أني أقول كفاك وليس سيكفيك) لأن الخطأ الفادح الذي نرتكبه أننا نتعامل مع الله بالزمن وهو خالق الزمن...هو ذاك التوكل مع أنك تفعل ما عليك...
سادس قاعدة: الدعاء، وكما اتفقنا سابقا أن اليقين في الله، وتجريد الدعاء من الزمن، من أهم مقومات الدعاء...
سابع قاعدة: شكر الله على الوضع والحمد هو خير الدعاء، فخير الذكر لا إله إلا الله وخير الدعاء الحمد لله، والدعاء هو العبادة، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم...
وتتوج هذه القواعد بالصبر ( الذي علينا فهمه لأن الصبر الذي نصبره قهر وكبت)، الصبر الجميل برضا ويقين أن القادم أروع، والتخلص من الانتظار والتجرد من الوقت، حين تطلقها لله تأتي في أروع الحلل بفضل من الله ومنة..
مع هذه القواعد السبع، مستحييييييييييل ألا تصل إلى الأمر المراد، أو الخروج من الابتلاء بسهولة وسلاسة بقوة الله...
وفقكم الرحمن ورضي عنكم
ليلة سعيدة لكم جميعا
نزهة الفلاح