في العقيدة ، الغزالي نموذجاً :

د.سيد آدم

:: عضو مثابر ::
(1) :
نرى ، تأسيساً على القول " إن من البيان لسحراً " ، أن أبا حامد الغزالي قد أقام للمسلم ، كقول زكي نجيب محمود ، حياته بالمسطرة !!! ... : " هو أبو حامد الغزالي ( تُوفِّي العام 1111 ) الذي طالتْ قامته حتى رآه المسافر من بعيد كالنخلة الفارعة ، والذي ألقى بظلّه على العصور التالية له ، حتى لنحسّ وجوده معنا إلى يومنا هذا ، نهابه ونخشع لسطوته . وإن الناقد له ليتردد مائة مرة قبل أن يقْدم على نقده ، لأنه يعلم أنه واقف بإزاء طود شامخ راسخ ، أخلصَ النظر والقول ، لم يكتب ما كتب ليملأ الصحف بزخرف اللفظ ، ولا ليُلهي قارءه بقدرة يتظاهر بها أمامه ليتعالم في كذب ؛ بل كتب ما كتب مخلصاً صادقاً ، ينظر إلى الفكرة المعروضة بين يديه نظرة تشملها من كافة وجوهها ، فإذا انتهى به النظر إلى حُكم ، آمن به ودافع عنه بكل ما أُوتي من قدرة على جمع الشواهد من مأثور القول ، وعلى إقامة الحُجة العقلية الخالصة يسوقها لتساير تلك الشواهد المأثورة عن السالفين الصالحين " .
لكن الغزالي ، أيضاً ، هو الذي ظهر ليكون قوةً رجعية قابضة تمسك الناس دون الانبثاقة الحرة المغامرة ، ومن يدري ؟ فلعله من أقوى العوامل التي أثّرت في مجرى حياتنا العقلية قروناً متتالية ؛ وما ظنك برجل كتب مؤلَّفَه الضخم " إحياء علوم الدين " في أربعة مجلدات مديدة الطول ، ليرسم للمسلم حياته بالمسطرة والفرجار : فيحدد له كل لفظة يفوه بها ، وكل خطوة يتحركها لكي يضمن سلامة إسلامه ؛ يحدد له كيف يأكل ، وكيف ينام ، وكيف يسافر ، وكيف يعاشر زوجه ، وكيف يعامل أولاده وأصدقاءه . يحدد له كل صغيرة وكبيرة من حياته : كيف ينبغي أن تكون لكي يكون مسلماً صحيح العقيدة والسلوك . فماذا يبقى للإنسان ليتصرف فيه بالتلقائية الحرة ليكون مسؤولاً بما يقرره لنفسه وبما يُخرجه في سلوكه ؟ .
هناك لومٌ واقعٌ ، لا محالة ، على الغزالي من حيث إنه أراد للناس ، معاصريه والآتين بعده ، أن يكونوا صورة طبق الأصل من تفكيره !!! ، لكن اللوم الأكبر واقعٌ على " الآخرين " الذين قبلوا / رضوا بإرادة الغزالي فضاعوا وأضاعوا من حيث إنهم أصبحوا " إمعات " حتى قرأنا قول أحدهم " لا غنى للأحياء عن الإحياء " !!! و " كاد الإحياء أن يكون قرآناً " .
نحن نتبنّى القول " إنه مهما بلغ المفكر من العظمة والعبقرية ، فذلك لا يعفي الناس أن يخالفوه ؛ فكلٌّ يؤخذ منه ويُرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم " .
حدّد الغزالي ، في شدة مثيرة للتساؤل ، عقيدة أهل السنة !!! ، ومنها ما نطرحه هنا لنرى أأصاب الغزالي أو لم يُصِبْ لمّا جزم أن مخالفه خارجٌ عن صحيح العقيدة !!! . فليس هذا هو الفيصل الحاسم في هذه القضايا العقدية ، ما يعني حق كل مسلم ، وأي مسلم ، أن يرى ويعتقد ويعتنق غير ما يراه ويعتقده ويعتنقه غيره من المسلمين ما دام لم يخالف قرآناً أو سنةً ، فيكون خلافه مع " فهم " النص ، لا " النص " نفسه .
فالله ، عند أبي حامد الغزالي ، ومن ارتضى رأيه ، هو " واحد لا شريك له ، فردٌ لا مثيل له ، صمدٌ لا ضد له ، متوحّد لا ندّ له ، قديمٌ لا أول له ، أبديٌّ لا نهايةَ له ، لم يزلْ ولا يزال موصوفاً بنعوت الجلال ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو بكل شيء عليم " .
مثل هذه الأمور تعد من الثوابت التي لا يختلف عليها مسلمان . والله ، تعالى " ليس بجسم مصوَّر ولا جوهر محدود مقدَّر ، لا يماثل الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام ، لا يحده المقدار ، ولا تحويه الأقطار ، ولا تحيط به الجهات. مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءً منزَّهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملَته محمولون بلطف قدرته ، وهو فوق العرش وفوق كل شيء ، هو رفيع الدرجات على العرش ، كما أنه رفيع الدرجات على الثرى ، وهو ، مع ذلك ، قريب من كل موجود ، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد ، وهو على كل شيء شهيد ، إذ لا يماثل قربه قرب الأجسام ، كما لا تماثل ذاته ذات الأجسام ، لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء ، تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدّس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان ، وهو الآن على ما كان عليه ، مباين بصفاته عن خلقه " .
ونلاحظ أن الغزالي يجمع ، في مسألة العرشية ، بين التنزيه والتوقيف ، بينما ترى فرق ، كالمعتزلة والزيدية والشيعة والخوارج ، تأويل العرشية إلى معنى الملك ، وتأويل قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " إلى معنى حمل الملائكة لأعمال العباد إلى الله يوم القيامة تجنباً لما ينطوي عليه معنى " الحمل " و " الفوقية " من دلالات مكانية حسية . أما آراء المشبهة والمجسمة والحشوية ، كما الحال عند الدارمي ، الذي وصف " الحمل " و " الفوقية " بدلالة حسية موغلة في الحسية ، فهذا كله مما ينبغي ، برأينا ، طرحه جانباً .
يقول ابن كثير ، وهو بصدد تفسير قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " ما نصه " للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً ، وهو إمرارها كما جاءت ، من غير تكييف ولا تشبيه . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ؛ فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ، بل الأمر ، كما قال الأئمة ، : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر . وليس فيما وصف الله به نفسَه ، ولا رسولُه ، تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقص ، فقد سلك سبيل الهدى . وعلى هذا الأساس يكون الاستواء المتعارف عليه – وهو الجلوس والارتفاع المادي – منفياً عن الله سبحانه وتعالى ، ويكون له استواء على عرشه كما أخبرنا لا كما يفهم البشر " .
والغريب أنه في الوقت الذي نجد فيه ابن كثير يرفض فهم الاستواء بمعنى الجلوس والارتفاع المادي ، نجد ابن خزيمة يقول : أخبر الله عن استوائه على عرشه ، في سبعة مواضع من القرآن ، كلها بلفظ " استوى " مما يدل أعظم دلالة أنه أراد بالاستواء حقيقة معناه ، الذي هو العلو والارتفاع . هذا ويورد ابن خزيمة أحاديث كثيرة لها أسانيد مختلفة ، يوحي ظاهرها بالارتفاع والعلو الماديين ، مع رفضه التأويل ، حتى إنه في مسألة " أطيط العرش " يرى وجوب الإيمان بما ورد به النص .
يُتْبع ...
 
فتاوى إماما الجرح والتعديل
في العصراني العقلاني محمد الغزالي


بسم الله الرحمن الرحيم

أهم رموز تيار العصرانيين ومنظريه على اختلاف مستوياتهم . . .
ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .
. . . الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، الذي قرر فيه معتقده بقوله : (( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر )) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 : (( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! )) ، لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه " دستور الوحدة الثقافية .. " مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته : (( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ )) .(1)

* * *

فتاوى بعض العلماء في محمد الغزالي


1. فتوى الشيخ المحدث العلامة المحقق الأثري
أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله


محدث الديار اليمنية

(( قد يقول القائل محمد الغزالي من حُطّاب الليل ؟! ، محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لـحَكَمَ عليه بالزندقة ، الإمام أحمد قيل له كما في مقدمة " معرفة علوم الحديث " قيل له : إن أبي قتيلة يسخر من المحدثين ، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول : " هذا زنديق ، هذا زنديق ، هذا زنديق " ، ما ظنك بمن يسخر من حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهذا لو كان في زمان الإمام أحمد لـحُكِمَ عليه بالزندقة ، وإنني أحمَدُ الله سبحانه وتعالى فقد قام أهل السنة بِحَملة عليه وأصبح مسكين ، أصبح مسكين ماذا .. يدافع عن نفسه ويتقهقه .. ، ما قلت كذا وكذا .. أنا ما قلت .. ، وهكذا بعدما كان يضحك على الناس يأتي بالكلمة ويضحك بعدها على طلبة العلم المصريين الأفاضل الذين يتمسكون بالسنة ، فالحمد لله كُتبٌ قيِّمَة رُدَّت رأيت كتاباً لأخينا في الله سليمان العودة ، وآخر أيضا لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، وأُخبِرت أن الأخ ربيع بن هادي أخرج كتابا في الرد عليه2 ، احترق ، المهم احترق محمد الغزالي ، ما يهمني أنه ألف كتاب " السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، كنت وحدي أتصارع معه ، كنت وحدي أتصارع معه من أجل ماذا ؟! .. من أجل " هموم داعية " ، و" دستور الوحدة الثقافية " فلما أخرج هذا الكتاب قام من هو خير منّي وأقدر على دين الله منّي ...
ثم بعد ذلك نسمع جهلة الإخوان المسلمين .. ، زارني بعضهم إلى هاهنا وقالوا لي ينبغي أن يُطعَن في الآراء المخالفة لا يُطعن في الرجل لأنه داعٍ إلى الله كبير ، قلت لهم ينبغي أن يُطعن في الرجل لأن كتبه قد أصبحت كالجرائد ، فنحن نطعن في كتاب ، ما ندري وقد أخرج كتاباً آخر(3) ، والله المستعان .
المهم يا إخوان .. ، الإخوان المسلمون لا نزكيهم في شيء ، إذا قالوا فلان بعثي ، أو شيوعي ، أو ناصري ، أو فاضل علامة يحفظ صحيح البخاري .. ، بعض الأوقات يُقّدِمُون رجلا يَمنيًا أمام الناس ما شاء الله هذا يحفظ صحيح البخاري ويحفظ الأمهات الستة .. ، يا إخواننا كلام فارغ ، كلام فارغ عند الإخوان المسلمين ، سقطتم .. سقطتم أيها الإخوان المسلمون ، سقطتم نعم .. ، وسقطت أفكاركم وسقط أيضا أتباعكم ، سقطتم ما دمتم تدافعون عن أصحاب الباطل ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أنتم دعاة إلى الله أم أنتم دعاة إلى الكراسي ؟!! ، إن كنتم دعاة إلى الله لا تجادلوا عن صاحب باطل ، إنكم إذا جادلتم عن صاحب باطل ستكنون شركاء ، والله المستعان )) .
* * *


2. فتاوى الشيخ المحدث العلامة المحقق الأثري الإمام
د. أبي محمد ربيع بن هادي عمير المدخلي - حفظه الله


إمام وحامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر ورئيس قسم الكتاب والسنة بالجامعة الإسلامية سابقا

الفتـوى الأولى :
س : (( هل يعتبر تخريج الشيخ الألباني لكتب الغزالي ، والقرضاوي ، وسيّد سابق وغيرهم تزكية لهم ؟ ، مع وجود كتب أفضل ؟! )) .
جـ : (( إنما الأعمال بالنيات ، الظاهر أن الرجل(4) - جزاه الله خيراً - وجد رواجاً لهذا الكتب ، والناس يلتهِمُونَهَا في مشارق الأرض ومغاربها بناءاً على دعايات طويلة عريضة لمثل هذه الأشخاص ، فأراد أن يخفف من الشّر ، فإن الشّر الأصل فيه إزالته ، فإن لم تستطع إزالته فخفّفه هذا الشّر ، _ فالله أعلم _ نيته تخفيف شّر ما في هذه الكتب ، فيها كتب موضوعة ، فيها كتب تحلل الحرام وتحرم الحلال ، وكذا ، وكذا ، فأراد أن يخفف من شّر هؤلاء ، فالظاهر أن هذا دافع هذا الرجل ، وليس المراد تزكيتهم ، فهذا هو حسن الظن بالعلماء الأفاضل ، لا الاتهامات الفارغة )) .(5)

الفتـوى الثانية :
س : (( لقد ذكرتم بدع سيّد قطب في المحاضرة ، فماذا بشأن الغزالي والقرضاوي ؟ ، حيث أنهم يُمَجَّدون من قِبل شبابنا ، فنرجوا توضيح أمرهم ؟ )) .
ج : (( الغزالي هو من زمان يطعن في أهل السنّة ، من سنوات طويلة يطعن فيهم ، ويطعن في أهل الحديث ، كنا ننتظر من الناس يردون عليه ، ما أحد رد عليه ، أخيرا طغى وبغى وغـلى وغلى ، طَلَّعَ كتاب كله طعن في الحديث وأهله ، حيث العلمانيين ما تحملوا راحوا يردون عليه ، رددت عليه ، وردّ عليه سلمان العودة ، وردّ عليه عائض القرني ، وردّ عليه -أحدٌ- علماني ، كل النّاس ردّوا عليه ، لأنه تجاوز الحدود ، نسأل الله .. ، فاسد .. ، والله ناس علمانيين ردّوا عليه ما تحملوا خبثه وعدوانه على الحديث وأهله ، فقيَّد الله المسلمين وغير المسلمين للرد على هذا المبتدع الضال ، والقرضاوي الآن يسلك مسلك الغزالي إلا أنه أمكر منه )) .(6)


الحواشي و التعليقات :


(1) نقلا من مقال بموقع " شبكة البرق السلفية " بعنوان : " أهم رموز تيار العصرانيين و منظريه على اختلاف مستوياتهم " بمشاركة الأخ " سيف الجزيرة " .
2 الكتاب بعنوان : " كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه " .
(3) قصد الشيخ - رحمه الله - أنه لما ينتقد أهل العلم كتاب من كتب الغزالي إلا وفي نفس الوقت قد ألف كتاباً آخَرَ أشد وأطَّمَ من الذي قبله .
(4) قصده الألباني _ رحمه الله _ .
(5) من شريط بعنوان " الفرقة الناجية أصولها وعقائدها " تسجيلات مجالس الهدى .
(6) نفس المصدر السابق .
 
(2) :
يرى أبو حامد الغزالي " أن الله ، تعالى ، معلوم في ذاته ، معلوم الوجود بالعقول ، مرئي الذات بالأبصار نعمةً منه ولطفاً بالأبرار في دار القرار وإتماماً للنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم " .
وهذه مسألة خلافية لاعقدية ، والخلاف واقع بين أهل السنة الذين يثبتون الرؤية وبين المعتزلة والشيعة والخوارج الذين ينفونها : فالآيات الدالة على الرؤية كقوله تعالى " إلى ربها ناظرة " هي " مُحْكمة " عند المثبتين ، بينما هي " متشابهة " عند المانعين . وقوله تعالى " لا تدركه الأبصار " هي " عمومٌ " عند المنكرين ، بينما هي " خصوص " عند المثبتين ، علاوة على قول المنكرين إن الآية تضمنت مدحاً من الله ، تعالى ، لذاته العلية ، وقد جاء المدح في سياق النفي ، والنفي بحاله هذا يعد تمدحاً ويعد عكسه ، الإثبات ، ذماً.
يرى المثبتون أن " لا تدركه الأبصار " مقصورٌ على الدنيا ، ويسندون رأيهم بمجموعة أحاديث تفيد وقوع الرؤية للمؤمنين يوم القيامة .
يُتْبع ...
 
(3) :
يرى الغزالي وجوبَ أن " يعتقد المسلم فضلَ الصحابة ، وأن ترتيبَ الخلفاء الراشدين في الفضل كترتيبهم في الخلافة !!! ، وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ويُثْني عليهم ، فكل ذلك مما وردتْ به الأخبارُ وشهدتْ به الآثار ، فمن اعتقد جميعَ ذلك ، موقناً به ، كان من أهل الحقّ وعصابة السنّة ، وفارقَ رهطَ الضلال وحزبَ البدعة " .
وفي الحقيقة ، فإن موضوع الصحابة ، وتعريفَ الصحبة والصحابي ، من مواضيع الخلاف غير الهيّن بين فرق المسلمين ؛ فأهل السنة يروْن " أن كلّ مَن شاهدَ النبيَّ وآمن به ، ولو ساعةً من نهار ، فهو صحابي " . وترى الشيعةُ ، الإمامية تحديداً ، " أن الصحابي تُشترط موالاته للإمام عليّ ، وألا يكون قد حاربه أو حتى خذله " . ما يعني استبعاد نفر كثير من الصحابة من تعريف الصحابي ، بما في ذلك أبو بكر وعمر ، رضي الله ، تعالى ، عنهما ، حيث هُمَا ، باعتقاد الإمامية ، اغتصبا حقَّ عليّ ، كرّم الله وجهه ، في الخلافة . ثم ترى الشيعة الزيدية " أن الصحابة هم المهاجرون والأنصار " . ويؤسس الزيدية مفهومَهم هذا عن الصحبة والصحابي على أساس أن القرآن الكريم قد مدحهم ، أما غيرهم ممن آمن بعد الفتح فتارة هم ، بنص القرآن ، " المؤلفة قلوبهم " ، وتارة هم ، بنص قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، " الطلقاء " !!! . ما يعني مفارقة أبي سفيان ومعاوية ، ابنه ، لهذا التعريف .
من الاختلافات السابقة ربما كان تعريف الزيدية أقرب إلى روح الإسلام ؛ فتعريفهم لا يسوّي بين أبي بكر وعمر ، من ناحية ، وبين معاوية من ناحية ثانية ، في القبول كرأي أهل السنة . كما أن التعريف لا يسوّي بين أبي بكر وعمر ، من ناحية ، وبين معاوية ، من ناحية أخرى ، في الرفض كرأي الإمامية .
وبالعودة إلى كلام الغزالي بشأن تفضيل الصحابة ، عقدياً ، بناءً على ما تم " سياسياً " !!! فأمرٌ غريبٌ لا سندَ له لا من قرآن قطعيّ الدلالة ، ولا من سُنة قطعية الثبوت قطعية الدلالة ... ؛ فعن خلافة أبي بكر ، رضي الله عنه ، جاء قول عمر رضي الله عنه " إن بيعة أبي بكر كانت فلتةً ، غير أن الله وقى المسلمين شرّها ، فمن بايع رجلاً من غير مشورة المسلمين فإنه لا بيعةَ له " . وقبل ذلك نعلم أن صراعاً حادّاً وقع بين المهاجرين والأنصار ، ولم يحتج أحد من الفريقين بـ " الأئمة من قريش " !!!ٌ حيث لم يكن هذا الحديث ( المنسوب ) قد ظهر بعد . وعن خلافة عمر ، رضي الله عنه ، نعلم أن " عمر ، وكان راكباً بغلة ، لقيَ سعداً بن عبادة ، وكان راكباً حصاناً ، فقال عمر : هيهات يا سعد . فقال سعد : هيهات يا عمر ، والله ما جاورني أحدٌ أبغض إليّ من جوارك . فقال عمر : فإنه من كره جوار رجل انتقل إلى جواره من هو أحب إلى جواره منك ومن صحبك " .
وحين تقع المفاضلة بين أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه ، وبين عليّ ، كرّم الله تعالى وجهه ، يرى أهل السنة ، والخوارج ، تفضيلَ أبي بكر . وترى الشيعة والمعتزلة ببغداد وصوفية أهل السنة تفضيل عليّ ، على حين رأت المعتزلة بالبصرة أن علياً " باب علم النبي ، فلا يجاريه أحدٌ في أي علمٍ من العلوم " .
انتهى .
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom