التفاعل
472
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 28 مارس 2014
- المشاركات
- 787
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 6 أكتوبر
(1) :
مَن تعلّمَ القرآنَ عظمتْ قيمتُه ، ومن تعلم الفقهَ نبُل مقدارُه ، ومَن كَتب الحديثَ قويتْ حُجّتُه ، ومن تعلم الحسابَ جزُلَ رأيُه ، ومن تعلم اللغةَ رق طبْعُه ، ومن لم يصُنْ نفسَه لم ينفعْه علمُه ؛ فإن صيانة النفس أصل الفضائل ، لأن من أهمل صيانة نفسه ثقةً بما منحه العلم من فضيلته ، وتوكّلاً على ما يلزم الناس من صيانته ، سلبوه فضيلةَ علمِه ، ووسموه بقبيح تبذّله ، فلمْ يفِ ما أعطاه العلم بما سلبه التبذل ، لأن القبيح أتمُّ من الجميل ، والرذيلة أشهر من الفضيلة ، إذ الناس – لما في طبائعهم من البغضة والحسد ونزاع المنافسة – تنصرف عيونهم عن المحاسن إلى المساويء ، فلا ينصفون محسناً ولا يحابون مسيئاً ، لا سيما من كان بالعلم موسوماً وإليه منسوباً ، فإن زلته لا تقال ، وهفوته لا تُعذَر ، إما لقبح أثرها واغترار كثير من الناس بها ، فزلة العالِم كالسفينة تغرق ويغرق معها خلْقٌ كثير ، فبان أن زلة العالِم يهلك بها عالَم كثير ، وإما لأن الجهّال بذمه أغرى ، وعلى تنقيصه أحرى ليسلبوه فضيلة التقدم ويمنعوه مباينة التخصيص عناداً لما جهلوه ، ومقتاً لما باينوه ، لأن الجاهل يرى العلم تكلفاً ولوماً ، كما أن العالِم يرى الجهل تخلفاً وذماً .