إنَّ الحَمدَ للهِ ، نحمدُهُ ونستعينُ به ونستغفُره ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنِا وسيئاتِ أعمالنا ، مَن يهـدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحمـدًا عبدُه ورسولُه .
أمَّا بعـد ؛
كثيرًا ما تَمُرُّ بنا أثناءَ قِراءتِنا لبعضِ الكُتب أو أثناءِ سماعِنا لبعضِ الأشرطة أو البرامج فوائـد تستوقفُنا ، فنرى أقلامَنا تُسرِعُ بتدوينِها خشيةَ نِسيانِها ، أو رغبةً مِنَّا في الاحتفاظِ بها لحين الحاجةِ إليها .
و هُنا سأضعُ _ بإذن اللهِ عَزَّ وَجَلَّ _ بعضًا مِمَّا دَوَّنتُه بـ دفـتـري مِن فـوائِـدَ ومعلوماتٍ مَرَّت بي ؛
إمَّا في كِتاب أو في برنامجٍ إذاعِيٍّ أو تلفزيونيٍّ أو في شريطٍ إسلاميّ . وأسألُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أنْ ينفعني وإيَّاكُم بها .
أَشَـرُّ الكِبْـر الذي فيه مَن يتكبَّرُ على العِباد بعِلمِهِ ، ويتعاظَمُ في نفسِهِ بفضيلتِهِ ، فإنَّ هـذا لم ينفعه عِلمُه .
فإنَّ مَن طلَبَ العِلمَ للآخرةِ كَسَره عِلمُه ، وخَشَعَ قلبُه ، واستكانت نفسُه ، وكان على نفسِهِ بالمِرصاد ، ولا يَفْتُرُ عنها ، بل يُحاسبُها كُلَّ وقتٍ ويتفقَّدُها ، فإنْ غفل عنها جَمَحَت عن الطريق المُستقيم وأهلكته .. ومَن طلب العِلمَ للفَخْرِ والرِّيَاسة ، وبَطَرَ على المُسلمين ، وتحامَقَ عليهم ، وازدراهم ، فهـذا مِن أكبر الكِبْـر ، ولا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر ، ولا حول ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العظيم .