رد البلاء بالاستغفار

المواعظ في الاستغفار([1])

أخي القارئ: الاستغفار إذا كثر من الأمة، وصدر عن قلوب موقنة مخلصة، دفع الله عنها ضروبا من النقم والشرور العامة. فعن مالك بن دينار أنه قال: كان الأبرار يتواصون بثلاث: سجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة عن القوم.


* وقال عالم: أربعة أشياء من العبد وأربعة من الرب: الشكر من العبد والزيادة من الرب، والطاعة من العبد، والقبول من الرب، والدعاء من العبد، والإجابة من الرب، والاستغفار من العبد، والغفران من الرب.


* وسئل عبد العزيز بن أبي رواد: ما أفضل العبادة؟ قال: طول الحزن في الليل والنهار، وكثرة الاستغفار.


* وقيل لعالم: ما علامة سعادة العبد؟ قال خروجه من ضيق الإصرار على الذنب وولوجه في سعة الاستغفار.


* وقال إبراهيم بن أدهم: كثير الخير قليل، الشر كثير، وأعلم أن الجهل مغنم، والذم مغرم، والاستغفار ملجأ.


* وقيل لمالك بن دينار: فيك سياسة وهيبة ولست بملك ولا أمير فمن أين هذا لك؟


* قال: بأكل الحلال، والأمن بالرزق، والرضا بالقضاء، والإخلاص في العمل، والصبر على الشدة، والشكر عند النعمة، والتقى عند الشبهة، والاستغفار عند الخطيئة.


* وحكي أنه رؤي بعض الصالحين في النوم، فسئل عن حاله فقال: نجوت بعد كل جهد. قيل: بأي الأعمال وجدت النجاة؟ قال: بالبكاء من خشية الله، وطول الاستغفار.


* وحكي أنه قال بعض المريدين لواعظ: اذكرني في صالح دعائك. قال: أذكر ذنبك وتب واستغفر، فإن الله تعالى يقول: }اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا{([2]).


* وحكي عن إبراهيم بن أدهم: أنه قال: مثلت نفسي في الجنة كأني أكلت من طعامها، وعانقت حواريها، ومثلت نفسي في النار كأني أكلت من ضريعها([3]) وعالجت أغلالها، فقلت لنفسي: ما تشتهين الآن؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فأتوب واستغفر. قلت فمن مثلك إذا أعطيت سؤلك؟ فقومي الآن فتوبي واستغفري:


لا تنس ذنبك إن الله ساتره




واستغفر الله من ذنب تباشره


كم من هوى لك مقرون بمعصية




وأصبحت تركبه الله غافره





* ومن موعظة الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز –رضي الله عنهما: أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة، لها في كل حين قتيل تذل من أعزها وتفقر من جمعها، هي كالسم يأكله من لا يعرف، وفيه حتفه فكن فيها كالمداوي جراحه يحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا، ويصبر على شدة الدواء مخافة طول الداء، فاحذر هذه الدنيا الخداعة الغدَّارة الختَّالة التي قد تزينت بخدعها وقتلت بغرورها، وتحلت بآمالها وسوفت بخطابها فأصبحت كالعروس المجلية، العيون إليها ناظرة، والقلوب عليها والهة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بالأول مزدجر، فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغى ونسي المعاد، فشغل فيها له حتى زلت به قدمه، فعظمت ندامته، وكثرت حسرته، واجتمعت عليه سكرات الموت وتألمه، وحسرات الفوت بغصته، وراغب فيها لم يدرك منها ما طلب، ولم يرح نفسه من التعب فخرج بغير زاد وقدم على غير مهاد.


فاحذرها يا أمير المؤمنين وكن أسرَّ ما تكون فيها، احذرها فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته إلى مكروه ، وضار وقد وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء إلى فناء فسرورها مشوب بالأحزان، أمانيها كاذبة وآمالها باطلة وصفوها كدر وعيشها نكد ابن آدم فيها على خطر.
* * *


http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) تهذيب خالصة الحقائق ونصاب الرقائق، محمود بن أحمد الفارياني. هذبه وخرج أحاديثه، محمد خير رمضان يوسف، مجلد أول، ص324 -325، دار ابن حزم، بيروت.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) سورة نوح: 10.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) وردت الكلمة في قوله تعالى: }لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ{ [سورة الغاشية:6].
 
قصص في الاستغفار
صرت أسعد امرأة
امرأة تقول: مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري، وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات، فأظلمت الدنيا عيني، وبكيت حتى خفت على بصري، وندبت حظي ويئست وطوقني الحزن والهمُّ فأبنائي صغار، وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا، وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم وإذا بشيخ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا»، فأكثرت بعدها الاستغفار وأمرت أبنائي بذلك وما مر بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة فعوضت فيها بملايين، وصار ابني الأول على طلاب منطقته، وحفظت القرآن كاملا. والحمد لله وصرنا محل عناية الناس ورعايتهم، وامتلأ بيتنا خيرا وصرنا في عيشة هنية، وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي، وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد امرأة "استغفر الله الغفور الرحيم"، "استغفر الله وأتوب إليه"، "استغفر الله .. استغفر الله".





إني منهمك في الذنوب

قيل: جاء شيخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني شيخ منهمك في الذنوب إلا أني لم أشرك بالله منذ عرفته وآمنت به، ولم أتخذ من دونه وليا، ولم أوقع المعاصي جرأة، وما توهمت طرفة عين أن أُعجز الله هربا، وإني لنادم تائب، فما ترى حالي عند الله سبحانه؟
فأنزل الله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا{([1]).
* * *


هل وجدت لاستغفارك ثمرة؟

حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى- كان الإمام: أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد، ولكن منع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد، حاول مع الإمام، ولكن دون جدوى، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد يجره لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام شيخا وقورا تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خباز فلما رآه يجر بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعمه، وذهب الخباز لتحضير عجينته لعمل الخبز، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام، فلما أصبح سأل الأمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: أنه طوال ما يحضر عجينته ويعجن فهو يستغفر، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟ والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال، وهو يعمل ثمرات الاستغفار، يعلم فضل الاستغفار، يعلم فوائد الاستغفار.
فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أجيبت، إلا دعوة واحدة.
فقال الإمام أحمد: وما هي؟
فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل!!
فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جررت إليك جرا([2]).

أهل العفو وأهل المغفرة وأهل الرحمة([3])

يعامل الله عز وجل الأمة المحمدية على درجات ثلاث: أهل العفو وأهل المغفرة وأهل الرحمة، أهل العفو هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وإمامهم الصديق أبو بكر –رضي الله عنه- وأما أهل المغفرة فهم الذين كانت لهم هفوات وماتوا من غير توبة، يستلمون الكتاب بأيمانهم ويفتحونه فإذا النور، فتبيض وجوههم، فيطالعون الكتاب فيجدون بعض الهفوات، فيظنون الهلاك، فيخاطبهم الحق في سرهم: سترتها عليكم في الدنيا واليوم أغفرها لكم ولا أبالي. أما أهل الرحمة فهم الذين لهم ذنوب كثيرة فيرحمهم الله بسبب أفعال صالحة عملوا بها في الدنيا.


ففي يوم القيامة من ثقلت حسناته عن سيئاته بحسنة واحدة دخل الجنة، ومن ثقلت سيئاته عن حسناته بسيئة واحدة دخل النار، ومن تساوت حسناته وسيئاته فأمره إلى الله، فيؤتى برجل ليس له إلا حسنة واحدة، فيجد رجلا آخر يبحث عن حسنة واحدة ليتم حسناته ليدخل الجنة فيعطيها له ويقول له: خذها فإني هالك هالك. فيقول الله له: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة.


وأعلى درجات الغفران هي العفو، لذا نجد في القرآن أن العفو سبق المغفرة والرحمة في قوله تعالى: }وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{([4]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) سورة النساء: 116.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) منتديات فسيح.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) دليل السائلين، أنس إسماعيل أبو داود،ص44، ط1، 1416هـ - 1996م، جدة.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) سورة نوح: 10.
 
ومن أصدق من الله قيلا

يقول الداعية خالد السلطان: في ليلة من ليالي التشريق "أيام الحج" وبالقرب من البيت العتيق ألقيت كلمة عن الاستغفار ومعناه وفضله وأثره وكان كلامي فيه الدليل والمنطق والعقل، فلما انتهيت من كلمتي القصيرة "وهي عادتي" طلب أحد الحاضرين الحديث معي على انفراد فقبلت الحديث معه فبدأ يسرد قصته مع الاستغفار.


أبو يوسف: أنا تزوجت ولله الحمد ولكن زوجتي تأخرت بالإنجاب فقمت ببذل الأسباب، ما سمعت عن طبيب إلى زرته ثم سافرت بعد ذلك للخارج التمس العلاج والكل يؤكد بقوله: "ما منك إلا العافية أنت وزوجتك"، فرجعت إلى بلدي وكلي رجاء بالله –والله على كل شيء قدير- قلت: أسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة يا أبو يوسف وعليك بالدعاء خاصة أنك في أيام عظيمة وفي مكان عظيم وأنت مجاور البيت العتيق أبو يوسف: آمين لكن بعد لم أكمل قصتي.
قلت: كمل يا أبو يوسف وكلي أذن صاغية.


أبو يوسف: في يوم من الأيام وأنا أستمع لإذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية سمعت من يقرآ الآية التي ذكرتها يا شيخ في كلمتك من سورة نوح }فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا{([1])، فشرح الشيخ الآية وبين أن الاستغفار طريق لجلب الأطفال فعلقت الكلمات في بالي فلما رجعت للمنزل قلت لزوجتي ما سمعت وعزمنا على أخذ العلاج "الاستغفار" ليلا ونهارا سرا وعلانية "تدري يا شيخ ما حصل"؟
زوجتي حملت بنفس الشهر الذي استغفرنا فيه وجاء "يوسف" والحمد لله.


قلت: ما شاء الله صدق الله وهو خير الصادقين "والله لا يخلف الميعاد" وقال تعالى: }وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا{.
أبو يوسف: يا شيخ إلى الآن لم تنته قصتي بعد.
قلت: خلاص جاك الولد "شنو بعد".


أبو يوسف: لما انتهت زوجتي من النفاس قلت لها: استغفري يا أم يوسف للثاني فاستغفرنا مثل الأول فحملت بنفس الشهر، وجاء الثاني بحمد الله ولما انتهت من نفاسها الثاني، قلت استغفري يا أم يوسف قالت نريد ثالث فاستغفرنا فجاء الثالث ولله الحمد، فما انتهت زوجتي من نفاسها قالت يا أبو يوسف وقِّف عن الاستغفار "بنية الأولاد" شوي حتى يكبر الأولاد وبعدها نرجع نستغفر للرابع بإذن الله.
قلت: الله يبارك لك بما رزقك ويجعل ذريتك قرة عين خالصة إنك رأيت آية من آيات الله فيك وفي زوجتك وفي ذريتك.
أبو يوسف: آمين الله يستجيب دعاءك لكن يا شيخ ما خلصت بعد قصتي. قلت: ما انتهت الأحداث بعد؟ أكمل يا أبا يوسف.
أبو يوسف: بعدما كبر الأولاد قليلا قلت لأم يوسف عندنا ثلاثة أولاد ونرجو من الله أن يرزقنا "بنت حلوة" استغفري يا أم يوسف وأنت ترجين بنتا فسكت أبو يوسف. قلت: الله يرزقك البنت كما رزقك الأولاد يا أخي الكريم أبو يوسف: أبشرك يا شيخ أنا اليوم جئت الحج وزوجتي في النفاس مع بنتها الجديدة "انتهت قصة أبو يوسف".
أخي القارئ .. أختي القارئة: القصة السابقة فيها عدة أمور لابد نتعرف عليها حتى تكتمل المعاني:
1- بأن معك الاستغفار وفضله وأثره.
2- الاستغفار يؤثر على حسب نية المستغفر أي لأي شيء تستغفر لطلب مال، ولد، نجاح، توبة، فعلى نية المستغفر يكون الأثر بإذن الله.
3- يحتاج الاستغفار لنية صادقة ومخلصة لله، وأن تدرك معناه وأن تفهم المراد منه فالنية لها أثرها في حياتك كلها.
4- الله لا يخلف الميعاد وإذا تخلف الأثر، فأعلم أن هناك أمرا تسبب به.
5- الاستغفار كالدعاء إما يأتيك ما طلبت، وإما يأتيك غير طلبك، وإما يصرف عنك سواء بسبب استغفارك، أو أن يدخر الله لك ما استغفرت ليوم القيامة فيجازيك جزاء الضعف عنده جل وعلا.
"أكثروا الاستغفار واقضوا حوائجكم بالاستغفار".
فما بالنا نقلل من شأن هذه الكلمة "استغفر الله" ما بالنا لا نستغفر الرحمن ولو لدقائق معدودة عند الصباح والمساء والنوم، فوقتها قصير وأثرها جد عميق، فيا شاكي الفقر استغفر الله يرزقك ويكسبك، ويرزقك القناعة فتحس أنك غني، وأنت أفقر الناس، ويا أختي العاقر لا تيأسي من أن تستغفري الله فهو الرازق، وهو الولي في الدنيا والآخرة، وهو خير الرازقين، ويا أختي الطالبة استغفري الله إذا تأزمت المواقف وعجز العقل عن الحل.


ثلاثة لا يستجاب لهم([2])



قال الضحاك: ثلاثة لا يستجاب لهم، فذكر منهم: رجل مقيم على امرأة زنا بها كلما قضى شهوته، قال: رب اغفر لي ما أصبت من فلانة، فيقول الرب تحول عنها، وأغفر لك، فأما ما دمت مقيما عليها فإني لا أغفر لك، ورجل عنده مال قوم يرى أهله، فيقول: رب أغفر لي ما آكل من مال فلان، فيقول تعالى: رد إليهم مالهم، وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم مالهم فلا أغفر لك.


وقول القائل: استغفر الله، معناه: أطلب مغفرته، فهو كقوله: الله اغفر لي، فالاستغفار التام الموجب للمغفرة: هو ما قارن عدم الإصرار، كما مدح الله أهله، ووعدهم المغفرة.


قال الإمام الحسن البصري –رحمه الله: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته، فهو كاذب في استغفاره". وكان بعضهم يقول: استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير، وفي ذلك يقول أحدهم:
استغفر الله من استغفر الله




من لفظه بدرت خالفت معناها


وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد




سددت بالذنب عند الله مجراها





حاسب بعضهم نفسه

حاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه، فإن زلاته لا تجاوز ستا وثلاثين زلة، فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصلي لكل زلة ألف ركعة، ختم في كل ركعة منها ختمة، قال: ومع ذلك فإني غير آمن من سطوة ربي أن يأخذني بها، وأنا على خطر من قبول التوبة([3]).


المسائل يا أختي المهمة المبتلاة استغفري الله، فإن الله هو المبتلي بالأمراض ليختبر قلوب عباده، وهو الشافي منها، والقادر على فك وتفريج الكربة.


أيها الإخوة: هذه الكلمة مكونة من عشرة أحرف، ولكن أجرها عظيم عند الله، ولو تأملناها لوجدنا الدواء الذي نغفل عنه جميعا. فمن منا لا يريد السعادة والراحة لنفسه القلقة، ومن منا لا يريد دواء لكل داء، ومن منا لا يريد أنهارا تمتد لتستمر الحياة، فقولوا جميعا: "استغفر الله".


من لزم الاستغفار وقصة الزلزال([4])

في زلزال باكستان المعروف والذي بلغ ضحاياه الألوف شاءت عناية الله عز وجل أن تنقذ هذا الرجل من موت محقق.


كان في بيته عندما وقع الزلزال تناول طعامه ثم ذهب إلى مكان نومه لينال قسطا من الراحة وبينما هو مستلق على فراشه حدث الزلزال المدمر أخذت الغرفة ترج بقوة، بل البيت كله بدأ السقف يتشقق من فوقه وهو ينظر إليه، من شدة هول المفاجأة لمن يستطع أن يتحرك من مكانه، بدأت أركان الحجرة تتساقط أمام عينيه فما كان منه إلا أن أخذ الاستغفار يقول: استغفر الله .. استغفر الله بصورة مستمرة، وبدأ السقف في السقوط كل هذا الأحداث مرت في وقت قصير جدا لا يتعدى بضع دقائق وأراد الله عز وجل لهذا الرجل النجاة.
يقول عن نفسه: "وبالفعل سقط السقف المتكون من طبقة خرسانية سميكة لكن ولله الحمد تناثرت أجزاؤه في كل أنحاء الغرفة إلا الموضع الذي أنا فيه" وخرجت مسرعا وحمدت الله عز وجل.
قلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب».

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) سورة نوح: 10-12.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي، ص730.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) جامع العلوم والحكم، ص736.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) التداوي بالاستغفار، حسن بن أحمد همام، ص60، دار الحضارة - الرياض.
 
يثقل مع اسم الله شيء([1])

روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، ثم يقول: ألك عذر؟ ألك حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة». زاد الترمذي: "فلا يثقل مع اسم الله شيء" وقال: حديث حسن غريب..


والشاهد على رواية الترمذي من قول النبي صلى الله عليه وسلم «أنه قال: قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك به، وأدعوك به، قال: قل (لا إله إلا الله). قال: تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع والأراضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهم لا إله إلا الله»([2]).

والله يحرسك من كل سوء وعلى كل حين([3])

هذه القصة من أعجب القصص تدل على رحمة الله الواسعة على عباده مهما كانوا ظالمين على أنفسهم، ذكرها ابن قدامة. وقال: بكران بن أحمد قال: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كنت مع ذي النون المصري على شاطئ غدير فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير واقفة، فإذ بضفدع قد خرجت من الغدير، فركبتها العقرب، فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت، قال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأنا فأمض بنا، فجعلنا نقف أثرها.


فإذا رجل نائم سكران، وإذا حية قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره، وهي تطلب أذنه، فاستحكمت العقرب من الحية، فضربتها، فانقلبت، وانفسخت، ورجعت العقرب إلى الغدير، فجاءت الضفدع فركبتها، فعبرت، فحرك ذو النون الرجل النائم، ففتح عينيه فقال: يا فتى: انظر مم نجاك الله بهذه العقرب، جاءت فقتلت هذه الحية التي أرادتك ثم أنشأ ذو النون يقول:


يا غافلا والجليل يحرسه




من كل سوء يدب في الظلم


كيف تنام العيون عن ملك




تأتيه منه فوائد النعم





فنهض الشاب وقال: إلهي هذا حلمك بمن عصاك، فكيف رفقك بمن يطيعك، ثم ولى، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى البادية، والله لا عدت إلى المدن أبدا وصدق الله العظيم: }لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ{([4]).
* * *

محبة الملائكة المقربين بالمؤمنين التائبين المستغفرين

قال الله تعالى: }الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{([5]).


وقال الله تعالى: }وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{([6]).


قال السعدي –رحمه الله: }الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{ من الأسباب الخارجة عن قدرهم، من استغفار الملائكة المقربين لهم (أي للمؤمنين) ودعائهم لهم، بما فيه صلاح دينهم وأخرتهم }وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا{ وتضمن موافقتهم (أي الملائكة) لربهم تمام الموافقة بمحبة ما يحبه من الأعمال، التي هي العبادات التي قاموا بها.


واجتهدوا اجتهاد المحبين، ومن العمال، الذين هم المؤمنون، الذي يحبهم الله تعالى من بين خلقه. فسائل الخلق المكلفين، ببغضهم الله إلا المؤمنين منهم، فمن محبة الملائكة لهم، دعوا الله، واجتهدوا في صلاح أحوالهم؛ لأن الدعاء للشخص من أدل الدلائل على محبته؛ لأنه لا يدعو إلى لمن يحبه([7]).
* * *

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) شفاء الروح للمريض والمجروح، أبو طلحة محمد يونس عبد الستار، ص98، ط3، 1428هـ، مكة المكرمة.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) رواه النسائي وابن حبان والحاكم.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) شفاء الروح للمريض والمجروح، أبو طلحة محمد يونس، ص96، ط3.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) سورة الرعد: 11.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref5([5]) سورة غافر: 7-9.
 
حكاية عجيبة([1])

قال الشيخ أبو طلحة: حكى له شيخ كبير مرة حكاية لزميله الشاعر فقال:


كان لي زميل وصديق، وما رأيته قط في حياته يعمل عملا صالحا أو يصلي الصلاة، وكان يعترف أمامي بهذا الكسل والغفلة والبعد عن الأعمال الصالحة، فلما حضره الموت أنشد بيتين فقال في البيت الأول وهو يعرق جبينه من شدة الموت ويخاطب أهله: عرق الموت قد طلع على الجبين وناصيتي فأحضروا لي المرآة يا أهل بيتي كي أنظر إلى صورتي في اللحظات الأخيرة من الحياة.


ثم بعد ذلك لما رأى ما رأى أمام عينيه وتذكر حوادث الحياة تأوه وأنشد باللغة الأوردية فقال ما معناه والله أعلم:


ويا أسفي على حياتي، والله ما رأيت وما سجلت في صحيفة أعمالي شيئا من الأعمال الصالحة في حياتي هذه، للأسف الآن انتهيت من النوم والغفلة وقد فتحت عين قلبي إذ تفارق الروح الجسد، فأتاه آت وذاق الموت بعد إقراره هذا كأنه يقول: الآن حينما تنفصل الروح من الجسد عرفت أن هذه الحياة كانت لغرض خاص ولأعمال خاصة، وقد كنت في غفلة من هذا وما أعددت للآخرة شيئا، وهذا كما قال تعالى: }لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ{([2]).


قيل: إنها تعرض على الإنسان في الدار الآخرة ساعات أيامه ولياليه في هيئة الخزائن كل يوم وليلة أربع وعشرون خزانة بعدد ساعاتها، فيرى الساعة التي عمل فيها بطاعة الله خزانة مملوءة نورا فيفرح بذلك فرحا شديدا والتي عمل فيها بمعصية الله مملوءة ظلمة. والتي لم يعمل فيها بطاعة الله ولا معصية يجدها فارغة لا شيء فيها.


فيعظم ندمه وحسرته إذا نظر إلى الفارغة، ويتمنى لو ملأها بذكر الله جل وعلا. قال تعالى: }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ{([3]).


محاسبة النفس([4])

بعد أن تضع رأسك على الوسادة لتنام، وتنتهي من أذكار النوم، تذكر بسرعة ما عملته من خير وشر في يومك كله، ابتداء بالشهادتين، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصدقة، وبعد ذلك بأركان الإيمان منها: الإيمان بالقدر خيره وشره، فإن كنت على خير في كل ما سبق، ولم تجد تقصيرا منك فيما ذكر، فأحمد الله على ذلك، وإن وجدت تقصيرا في صلاة أو غير ذلك فتعوذ من الشيطان، واستغفر الله، وتب إليه، وأبك لعل الله أن يقبل توبتك، واعزم على أن لا تعود لهذا الذنب والتقصير، وإذا كانت هناك أسباب معينة لهذا الذنب فعاهد ربك ألا تعيدها غدا، ونم وأنت تائب.


وبعد أن تنهي حق الله عليكن أنظر إلى حقوق العباد عليك، وهم الوالدان، والزوجة، والأبناء، والإخوة، والجيران، والأقارب، والأصدقاء، والزملاء، وغيرهم، وهل ارتكبت في حقهم ما يغضب الله أم لا؟ فإن كانت قد أخطأت في حق أحد منهم، فتب إلى المولى وعاهده على ألا ترجع إلى ما يغضبه سبحانه، وتحلل من أخيك.


أخي: قد تقول ما فائدة هذه المحاسبة السريعة للنفس؟ فأقول: الفائدة من هذه المحاسبة أنك إذا توفاك الله في ليلتك هذه مت على توبة واستغفار، وإن لم تمت فأنت من غده بين أحد أمرين:


1- إما أنك ستتذكر أنك قد عاهدت الله وحاسبت نفسك بالتوبة فتقلع عن الذنب قبل أن تقع فيه.


2- وإما أنك ربما تقع فيه، ثم تتوب منه مرة أخرى، فيكون حالك أنك تذنب بالنهار وتتوب إلى الله بالليل، فذنب بالنهار وتوبة بالليل، فإن الله سبحانه وتعالى يتوب على المسيئين، وتكون النتيجة –بإذن الله- الإقلاع عن الذنب حياء من المنان الكريم الرحمن الرحيم بعد أن تتوب منه أكثر من مرة، فإن توبتك وندمك عبادة من العبادات فتؤجر، وفي الحديث الصحيح: «والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم»([5]).


أخي القارئ: إن هذه الطريقة مجربة، وقد أقلع كثير من الإخوة عن ذنوب كثيرة بسبب سلوك هذه الطريقة، فجربها، فهي لا تأخذ أكثر من دقيقتين، ولكن فيها خير كثير فحاسب نفسك قبل أن تحاسب. قال الحسن البصري –رحمه الله-: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسبها قبل أن يحاسبها الله عز وجل".


وقال مالك بن دينار –رحمه الله: "رحم الله عبدا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا وكذا"؟


الدين هم بالليل وذل بالنهار

من علماء القراءات –رجل اسمه (عاصم بن أبي إسحاق) تعرض لفاقه وفقر إلا أنه لم يسأل أحدا من البشر لعلمه أن الدين هم بالليل، أرق وذل بالنهار، صاحبه طريد الغرماء أو مع السجناء، ولعلمه أن الله تعالى سيعطيه إن عاجلا أم آجلا، فقالوا له: استقرض المال، فأبي وعرفوا في وجهه الكراهية، ثم قام فصلى ركعتين ومرغ وجهه في التراب وقال: "يا مسبب الأسباب أكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك".


فنظر فإذا صوت شيء يسقط بجواره، فإذا هي حدأة ألقت صرة فيها ثمانين دينارا وجوهرة حمراء فباع الجوهرة وأغناه الله تعالى بها ولم يفقره إلى أحد من عباده.


فالمضطر لابد أن يكون كالصبي يشتهي على أبويه فإن لم يجيباه بكى عليهما حتى يجيباه، فكن مثله بين يدي مولاك.


([1]) سورة جبال الذنوب وسيل الغفران، أبو طلحة محمد يونس بن عبدالستار، ص58، ط4-1420هـ.

([2]) سورة ق: 22.

([3]) سورة آل عمران: 30.

([4]) مشاهدات طبيب، د. خالد بن عبد العزيز الجبير، ص24-25.

([5]) رواه مسلم.
 


أقوال السلف في الاستغفار

- روي عن لقمان أنه قال لابنه: يا بني عود لسانك "اللهم اغفر لي". فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا.


- قال علي –رضي الله عنه- ما ألهم الله –سبحانه- عبدا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.


- وقالت عائشة –رضي الله عنها: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا"([1]).


- وقال الربيع بن خثيم: "تضرعوا إلى ربكم وادعوه في الرخاء فإن الله قال: من دعاني في الرخاء أجبته في الشدة ومن سألني أعطيته ومن تواضع لي رفعته، ومن تفرغ لي رحمته، ومن استغفرني غفرت له"([2]).


- وقال أحد العلماء: "الاستغفار استصلاح الأمر الفاسد قولا وفعلا. يقال اغفروا هذا الأمر، أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح".
- وقال بعضهم: "الاستغفار طلب المغفرة من الغفار، وهو ما يغطي به الشيء".


- وقال عالم: "أربعة أشياء من العبد وأربعة من الرب: الشكر من العبد، والزيادة من الرب، والطاعة من العبد، والقبول من الرب، والدعاء من العبد، والإجابة من الرب، والاستغفار من العبد، والغفران من الرب"([3]).


- وعن يونس بن عبيد عن بكر بن عبد الله قال: "إنكم تستكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار، وإن الرجل إذا أذنب ذنبا ثم رأى إلى جنبه استغفارا سره مكانه"([4]).


- وعن أبي المنهال قال: "ما جاور عبد في قبره جار خير من استغفار كثير"([5]).


- وقال عبد الله بن شقيق: "الرجل ثلاثة: رجل علم حسنة فهو يرجو ثوابها، ورجل عمل سيئة ثم تاب فهو يرجو المغفرة، والثالث: الرجل الكذاب يتمادى في الذنوب ويقول أرجو المغفرة، ومن عرف نفسه بالإساءة ينبغي أن يكون الخوف غالبا على رجائه"([6]).


- وعن الحسن قال: "إن الرجل يذنب الذنب فلا ينساه وما يزال متخوفا منه حتى يدخل الجنة".


- وعن بعض الأعراب أنه تعلق بأستار الكعبة وهو يقول: "اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي سعة عفوك لعجزٌ، فكم تتحبب إليَّ بالنعم مع غناك عني، وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفيَّ، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين"([7]).


- وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا".


- وقال ابن حجر: "المؤمن يغلب عليه الخوف، لقوة ما عنده من الإيمان، فلا يأمن من العقوبة بسببها، وهذا شأن المسلم، أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغير عمله السيئ، وقال المحب الطبري: إنما كانت هذه صفة المؤمن، لشدة خوفه من الله ومن عقوبته؛ لأنه على يقين من الذنب وليس على يقين من المغفرة"([8]).


- وقال علي –رضي الله عنه: "العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار".


- قال بعض العلماء: "العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحها إلى الحمد والاستغفار".


- وروي عن عمر –رضي الله عنه- أنه سمع رجلا يقول: "استغفر الله وأتوب إليه"، فقال له: يا حميق، قل: توبة من لا يملك لنفسه ضر ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا.


- وقال بكل المزني: "لو كان رجل يطوف على الأبواب كما يطوف المسكين يقول: استغفروا لي لكان نوله أن يفعل".


- وقال علي –رضي الله عنه: "خياركم كل مفتن تواب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتى متى؟ قال: يكون الشيطان هو المحسور"([9]).


- وقيل للحسن البصري: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار، وروي عنه أنه قال: ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين، يعني: أن المؤمن كلما أذنب تاب([10]).


- وقال عمر بن عبد العزيز –رضي الله عنه- في خطبته: "من أحسن منكم، فليحمد الله، ومن أساء فليستغفر الله، فإنه لابد لأقوام من أن يعملوا أعمالا وظفها الله في رقابهم، وكتبها عليهم. وفي رواية أخرى عنه أنه قال: أيها الناس من ألم بذنب، فليستغفر الله وليتب، فإن عاد، فليستغفر وليتب، فإن عاد، فليستغفر الله وليتب، فإن عاد، فليستغفر الله وليتب، فإن عاد، فليستغفر وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإن الهلاك كل الهلاك في الإصرار عليها([11]).


- وعن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: من ذكر خطيئة عملها، فوجل قلبه منها، فاستغفر الله عز وجل لم يحبسه شيء حتى يمحوها عنه الرحمن.


- وقال ذو النون المصري –رحمه الله: الاستغفار جامع لمعان:
أولها: الندم على ما مضى.
الثاني: العزم على الترك.
الثالث: أداء ما ضيعت من فرض الله.
الرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها.
الخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام.
السادس: إذاقة ألم الطاعة كلما وجدة حلاوة المعصية.
- وقال القرطبي: "قال علماؤنا: الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار، ويثبت معناه في الجنان لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه: استغفر الله، وقلبه مصر على معصيته، فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرة لاحقة بالكبائر".


- وقال بكر بن عبد الله المزين: "أنتم تكثرون من الذنوب، فاستكثروا من الاستغفار، فإن الرجل إذا وجد صحيفته بين كل سطرين استغفار سره مكان ذلك".


- وفي وصية علي بن الحسن المسلمي: "وأكثر ذكر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك".


- قال ابن عيينة: "غضب الله داء لا دواء له". وعقب عليه الإمام الذهبي بقوله: دواؤه كثرة الاستغفار بالأسحار والتوبة النصوح".


- وقال ابن بطال: "الأنبياء أشد الناس اجتهادا في العبادة لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير، فكأن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى".


- وقال بعضهم: "إنما معول المذنبين البكاء والاستغفار، فمن أهمته ذنوبه، أكثر لها من الاستغفار"([12]).


- وسئل الأوزاعي عن الاستغفار: أيقول: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه فقال: "إن هذا لحسن، ولكن يقول الرب: أغفر لي حتى يتم الاستغفار".


- قال أبو موسى –رحمه الله: قد كان فيكم أمانان:
1- }وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ{([13]).
2- }وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{([14]).


أحسبه قال: أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة([15]).


- قال سفيان بن عيينة: "من صلى الصلوات الخمس فقط شكر الله، ومن استغفر لوالديه أدبار الصلوات فقد شكر الله".


- قال حاتم الأصم: "من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء:


الأول: خطر يوم الميثاق حين قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي، فلا يعلم في أي الفريقين كان.


الثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث، فنادى الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟


الثالث: ذكر هول المطالع، فلا يدري أن يبشر برضا الله أم بسخطه؟


الرابع: يوم يصدر الناس أشتاتا، فلا يدري أي الطريقين يسلك به([16]


- وقال الحسن البصري: "إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل".


- قال يحيى بن معاذ: "من أعظم الاغترار عندي: التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة، وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة، وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط، ومن أحب الجنة انقطع عن الشهوات. ومن خاف النار انصرف عن السيئات".


- وقال ابن تيمية: "إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل عليّ فاستغفر الله تعالى ألف مرة، أو أكثر، أو أقل حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل، وقد أكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي"([17]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) موسوعة روائع الدعاء والأذكار، أحمد بن سالم بادويلان، ص108، ط1، دار طويق للنشر والتوزيع، الرياض.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) التداوي بالاستغفار، حسن بن أحمد همام، ص15، دار الحضارة -الرياض.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) تهذيب خالصة الحقائق، محمود بن أحمد الفاريابي، هذبه وخرج أحاديثه، محمد خير رمضان يوسف، ص324، ج1، ط1 -1421هـ-2000م، دار ابن حزم -بيروت.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) الزهد، لأحمد: 381.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref5([5]) من أخبار السلف، زكريا بن غلام قادر الباكستاني، ص91، ط1، 1426هـ-2005م. مكتبة الرشد، الرياض.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref6([6]) مصدر سابق.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref7([7]) موسوعة نضر النعيم في مكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، مجموعة من المختصين، ص302، ج2، ط5، 1428هـ -2007م، دار الوسيلة -جدة.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref8([8]) رواه البخاري، ج206308، انظر: الفتح: 11/105.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref9([9]) الأقوال الذهبية من شرح الأربعين النووية، حمود بن عبد الله المطر، ص95، ط1، 1424هـ -2003م، دار طويق -الرياض.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref10([10]) مصدر سابق، ص96.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref11([11]) مصدر سابق، ص96.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref12([12]) الأقوال الذهبية من شرح الأربعين النووية، حمود بن عبد الله المطر، ص94، ط1، دار طويق للنشر والتوزيع –الرياض: 1424هـ - 2003م.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref13([13]) سورة الأنفال: 33.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref14([14]) سورة الأنفال: 33.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref15([15]) مصدر سابق، ص24.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref16([16]) إحياء القلوب، أبي عبد الرحمن محمد بن محمود مصطفى الأسكندري، ص175، ط1، 1425هـ- 2004م، دار ابن حزم -بيروت.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref17([17]) جبال الذنوب وسيل الغفران، ص24.
 
دعاء لمغفرة الذنوب

* روي الحافظ النسفي بإسناده عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: مر رسول الله برجل ساجد وهو يقول: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبلَي، فأيما عبد من عبادك، أو أمة من إمائك كانت له قِبلَي مظلمة ظلمتها إياه من مال أو بدن أو عرض علمتها أو لم أعلمها، ولم استطع أن تحللها فأسألك أن ترضى عني بما شئت، وكيف شئت، ثم تهبها لي من لدنك إنك واسع المغفرة ولديك الخير كله، يا رب ما تصنع بعذابي ورحمتك وسعت كل شيء فلتسعني رحمتك فإني لا شيء، وأسألك يا رب أن تكرمني برحمتك، ولا تؤاخذني بذنوبي، وما عليك أن تعطيني الذي سألتك يا رب .. يا الله .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارفع رأسك فقد غفر الله لك، إن هذا دعاء أخي شعيب –عليه السلام»([1]).


* وعن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات»([2]).


* ولقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول في تشهده: اللهم إني أسألك يا الله –وفي رواية: بالله الواحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. فقال صلى الله عليه وسلم: «قد غُفر له ، قد غُفر له»([3]).


* وعن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر»([4]).


* وسمع الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- رجلا يقول وهو متعلق بأستار الكعبة: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل، ولا يضجره إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك، وحلاوة مغفرتك، فقال علي –رضي الله عنه- له: والذي نفسي بيده لو قلتها وعليك ملء السموات والأرض من الذنوب لغفر لك.


وذلك للمسلم الذي يعبد الله حق عبادته، ولا يصر على معصيته، ويتوب إلى الله، ويرجو رحمته ويخشى عذابه.

قالوا في الاستغفار

"شعرا"
* قال الشاعر:
إلهي: أنت الذي تهب الكثير




وتجبر القلب الكسير وتغفر الزلات


وتقول: هل من تائب مستغفر




أو سائل أقضي له الحاجات





* وقال آخر:
ما زلت أعرف بالإساءة دائما




ويكون منك العفو والغفران


لم تنقضي إن أسأت وزدتني




حتى كان إساءتي إحسان


منك التفضل والتكرم والرضا




أنت الإله المنعم المنان





* وقال آخر:
فيا حيُّ يا قيوم يا خير راحم




ومن هو للزلات والذنب يغفر


عصيتك من لؤمي ونفسي ظلمتها




وذنبي من عمري يزيد ويكثر


ولكنني إن جئت ذنبا وزلة




أرجيك يا رحمن للهون تجبر


وتغفر لي ذنبي وتصلح عشيتي




وترحم آبائي فإنك تقدر


وأرجوك يا رحمن إذا ما سترتني




بدنياي في يوم القيامة تستر





* وقال آخر:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة




فلقد علمت بأن عفوك أعظم


إن كان لا يرجوك إلا محسن




فبمن يلوذ ويستجر المجرم


مالي إليك وسيلة إلا الرضا




وجميل عفوك ثم أني مسلم





* وقال آخر:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي




جعلت الرجا مني لعفوك سلما


تعاظمي ذنبي فلما قرنته




بعفوك ربي كان عفوك أعظم





* وقال آخر:
يا ذا المعارج أنت الله أسأله




وأنت يا رب مدعو ومسؤول


أدعوك أدعوك يا قيوم في ظلم




وكل دال بحلو النوم مشغول


تعطي لمن شئت من يسألك من سعة




والخير منك لمن ناداك مبذول


تغفر ذنوبي وتختم لي بخاتمة




ترضيك عني وظني فيك مأمول





* وقال آخر:
فيا أيها الناس ليوم رحليه




أراك عن الموت المفرق لاهيا


ألا تعتبر بالراحلين إلى البلى




وتركهم الدنيا جميعا كما هيا


ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة




وما عمروا من منزل ظل خاليا


وأنت غدا أو بعده في دوارهم




وحيدا فريدا في المقابر ثاويا





* وقال آخر:
يا أيها المغرور قم وانتبه




قد فاتك المطلوب والركب سار


إن كنت أذنبت فقم واعتذر




إلى كريم يقبل الاعتذار


وانهض إلى مولى عظيم الرجا




يغفر بالليل ذنوب النهار





* وقال آخر:
استغفر الله من استغفر الله




من لفظه بدرت خالفت معناها


وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد




سددت بالذنب عند الله مجراها





* وقال آخر:
استغفر الله مما يعلم الله




إن الشقي لمن لا يرحم الله


ما أحلم الله عمن لا يراقبه




كل مسيء ولكن يحلم الله


فاستغفر الله ما كان من زلل




طوبى لمن كف عما يكره الله


طوبى لمن حسنت فيه سريرته




طوبى لمن ينتهي عما نهى الله





* وقال آخر:
يا ويح قلبي ماله لا يلين




قد أتعب القراء والواعظين


يا نفس كم تبيتين من مرة




وكم تقولين ولا تفعلين


وكم تنادين ولا تسمعي




وكم تقالين فلا ترجعين


حتى متى يا نفس حتى متى




يراك مولاك مع الغافلين


فاستغفري الله لما قد مضى




ثم استحي من خالق العالمين





* * *



http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) كنز الدعاء، أبو الفداء محمد عزت عارف، ص26، ط1، دار الفضيلة –القاهرة- مصر.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) أخرجه أبو داود وأحمد.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) أخرجه أبو داود والنسائي.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) أخرجه الترمذي.
 
يا نفس([1])



* يا نفس: كم من يوم قضيته على الشاطئ من أجل المعصية، وكم من موج قد ضرب جسدا عاريا أمامك وكنت تفرحين برؤيته، وكم .. وكم؟


* فالتراب سيشهد عليك، والموج سيشهد عليك يوم القيامة، بل أن أعضاءك ستشهد عليك، كذلك بكل ما فعليته من شر قال تعالى: }يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([2]).


* يا نفس: وكأن الشيطان قد عقد ألف ألف عقدة، فلم تعودي تفكري إلا في شهوتك، وكأنك لم تخلقي إلا لذلك، وتحقق فيك قول الشاعر:


أتفرح بالذنوب وبالمعاصي




وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي


وتأتي الذنب عمد لا تبالي




ورب العالمين عليك حاصي





* يا نفس: تدبري أمرك وتأملي لقد ضللت طريق الهدى والهوى عليك وليس لي، أريد حياة النفس، والنفس تريد مقتلي.


* يا نفس: إنك إذا أصبحت، طلبت بالمعاش الشهوات، وإذا أمسيت انقلبت إلى فراش الغفلات، أين أنت؟ من أقوام نصبوا الآخرة نصب أعينهم فنصبوا.


* يا نفس:


كم درهم ربا قد أكلت؟
وكم كأس من الخمر قد شربت؟
وكم فتاة معها قد سهرت؟
وكم صلاة لله قد ضيعت؟
وكم صيام للرب قد هجرت؟
وكم أسرعت فيما يؤذي دينك دأبت؟
كم خرقت ثوب إيمانك وما رأيت؟
كم فاتك من خير، وما أكتأبت؟
ويا كاسب الخطايا، بئس ما كسب؟
جمعت جملة من حسناتك، ثم اغتبت؟
يا عقرب الأذى كم لدغت، كم سببت؟
تعلم أن مولاك يراك، وما تأدبت؟
تؤثر ما يغني على ما يبقى، وما أصبت؟
تصبح تائبا، فإذا أمسيت كذبت؟
تأنس بالدنيا وغرورها، وقد جربت؟
كأنك بك بالقبر تبكي ما كسبت؟
قوله: "وكم فتاة معها قد سهرت"؟ قال الأخ: فما فكرت آنذاك أنها مثل بناتك وابنة أخيك المسلم أو غيره، فانتبه أيها الغافل على مكافأة الأعمال وقصاصها، فمن ظلم ظُلم، وقد ضحك ضُحك.
* وكم تدين تدان، وصدق الله العظيم: }وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{([3]).


وما من يد إلا ويد الله فوقها




ولا ظالم إلا سبيلي بظالم





* يا نفس: بادري بالأوقات قبل انصرافها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها فكأنك بالقبور وقد تشققت، وبالأمور وقد تحققت، وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرؤوس العصاة وقد أطرقت.
يا نفس أما الورعون فقد جدوا وأما الخائفون فقد استعدوا وأما الصالحون فقد راحوا. وأما الواعظون فقد صاحوا، العلم لا يحصل إلا بالنصب، والمال لا يجمع إلا بالتعب، وأسم الجواد لا يناله بخيل ولا يلقب بالشجاع إلا بعد تعب طويل.


لولا المشقة ساد الناس كلهم




الجود يفقر والإقدام قتال





- فيا خيبة من ضاع منه الليالي والأيام.
- ويا حسرة من انسلخ عنه بقبائح الآثام.
- ويا خسارة من كانت تجارته فيه الذنوب.
- ويا ندامة من لم يتب إلى علام الغيوب.
- كيف يكون الإبعاد إذا قرب المخلصون.
- يا لها حسرة لا تنقضي أبد الآباد.
- وندامة لا ينقطع كمدها يوم التناد.


فتيقظوا رحمكم الله وإياي، فالعبد بمرأى منكم ومسمع، وطالما ناداكم لسان الزواجر فاسمع ..


فعجلوا بالتوبة والاستغفار –عباد الله- فكم من لسان زاجر نادانا وما نسمع؟ فلابد أن ننافس المتنافسين بكثرة الاستغفار، ولابد أن نشمر مع المشمرين بصدق التوبة حتى يجازينا الله بالجنان إذا تسابقنا إليه بالمغفرة: }سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ{([4]).


أخرج الدينوري وابن عساكر عن كميل بن زياد قال: خرجت مع علي ابن أبي طالب –رضي الله عنه- فالتفت إلى المقبرة فقال: يا أهل القبور، يا أهل البلى! يا أهل الوحشة ما الخبر عندكم؟ فإن الخبر عندنا: قد قسمت الأموال، وأيتمت الأولاد، واستبدل بالأزواج، فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم؟ ثم التفت إلي فقال: يا كميل: أو أذن الله لهم في الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى، ثم بكى، وقال: يا كميل: القبر صندوق العمل وعند الموت يأتيك الخير.


والذي نفسي بيده لو كان أحدهم تائبا في كل حين لما ندم في قبره إن شاء الله والندم تحت الأرض غير الندم فوق الأرض، اللهم إنا نعوذ بك من الندم تحت الأرض.



قم وانهض وأسأل الله

روى في السنن عن علي بن أبي طالب –عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له». وقرأ هذه الآية: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ{([5]) ([6]).


إذاً قم وانهض وامسح عن قلبك ران البعد، وواظب على الطاعة ثم رجاء الله فهل ينبت البذر دون تفقد الأرض؟
عزيمة وإرادة تصميم وشجاعة، تجاهد بها جيوش إبليس، فقد قطع على نفسه العهد، كما جاء في قوله تعالى: }قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{([7]).


وفي المقابل ذكر الله عز وجل: }إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا{([8])، قم واسأل الله أن يشرح صدرك فقد سأله موسى –عليه السلام- وهو نبي قال: }رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي{([9]). عندما أراد أن يواجه فرعون الظالم الطاغية.


قلها وواجه عدوك إبليس بها، وحطم سلاسله الغلاظ بنور التوحيد، قل في تسليم ويقين: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.


استعن بالله ولا تعجز، استأنف المسير، حطم ظلام الماضي تعهد نفسك، راجع سجلات حياتك، واطمس ظلمة المعاصي بنور الصلاة والإيمان.


صحح توبتك واستغفر ربك على ما مضى، ولا يكن استغفارك بلسانك فقط حتى ينطبق عليك قول القائل:
استغفر الله من استغفر الله




من لفظه بدرت خالفت معناها


وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد




سددت بالذنب عند الله مجراها





أسع في فكاك رقبتك، فالمولى عز وجل يقول: }وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ{([10]).


قم الآن توضأ وتتطهر فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المستغفرين، قم طهر سرك وقلبك، ماذا تنتظر؟ لا يكن قلبك بليدا لا يستيقظ إلا إذا حل به البلاء، ألا تحب الله؟ ألست مشتاقا لمناجاته؟ ألست بحاجة لمن تأنس بقربه؟ ألا تريد أن يسكن قلبك ويطمئن من قلقه؟


إذاً لا تدع قلبك أرضا صلبة سبخة لا تقبل بذرا ولا تمسك ماء ولا تنبت زرعا وثق في أن الله سيبدل سيئاتك حسنات إذا تبت توبة نصوحا يقول الله سبحانه: }إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{([11]).


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى حتى يخرج إلى الأرض»([12]).


إذاً قم جرب، انطرح بين يديه، وقل: اللهم إني عائد إليك فاقبلني، فهو كريم غفور رحيم.


الجأ إليه .. وقل: يا رب يا من تحب التوابين والمستغفرين إني تائب فاغفر لي.


قل: يا من بذكره تطمئن القلوب اجعلني من الذاكرين.
قل: يا من خشعت له قلوب المحبين اجعلني من أحبابك الخاشعين.


اصرف جهدك كله لله، تضرع إليه بالدعاء، واسأله أن يثبتك، لأن العمر سريع الزوال، فقد أكون أنا وأنت الليلة أو غدا من أهل القبور.


حطم إبليس وجنوده وعقباته، وحطم قياده، فلكل ذات إنسانية سلاحها، وسلاح المسلم صلاته وإيمانه واستغفاره ينمو بنموها ويضمر بضمورها.


سلام عليكم يا من كنتم لا تصلون، سلام عليكم يا من كنتم تذنبون وتعصون فالله سيغفر لكم إذا رجعتم وأخلصتم لله وعزمتم نادمين على ألا تفرطوا في إيمانكم وفي صلاتكم.


وستباشر السكينة قلوبكم إن شاء الله ويسكن خوفكم وتهدأ نفوسكم، وستخرجون بإذن الله من دائرة قوله تعالى: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{([13]).


ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى على خواص خلقه بقوله: }وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا{([14]). ويقول سبحانه مخوفا أولياءه من النار: }لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ{([15]).


إذاً أيها السائر في طريق الحياة، جهاد النفس، طويل، وطريق محفوف بالمكاره، مذاقه مر وملمسه خشن، فعليك بالسير في ركاب التائبين والمستغفرين حتى تحط رحالك في جنات عدت، فالآن نادي بنداء الإيمان الصادق وردده بيقين: }رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ{([16]) ([17]).
* * *



http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref1([1]) جبال الذنوب وسيل الغفران، أبو طلحة محمد يونس عبد الستار ص68.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref2([2]) سورة النور: 24.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref3([3]) سورة الأنعام: 129.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref4([4]) سورة الحديد: 21.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref5([5]) سورة آل عمران: 135.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref6([6]) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref7([7]) سورة ص: 82-83.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref8([8]) سورة النساء: 76.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref9([9]) سورة طه: 25.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref10([10]) سورة آل عمران: 30.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref11([11]) سورة الفرقان: 70.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref12([12]) أحمد والطبراني.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref13([13]) سورة الماعون: 4-5.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref14([14]) سورة الفرقان: 65.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref15([15]) سورة الزمر: 16.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref16([16]) سورة آل عمران: 193.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1721515#_ftnref17([17]) احترز وكن من أهلها، خيرية محسن الحارث، ص41-45، ط1، 1429هـ -الناشر نفسها.
 
الخاتمـة


يا عبد الله اجعل الاستغفار شعارك بعد الطاعة .. وبعد الذنب، وبعد نهاية اليوم وفي بدايته، ففائدته بعد الطاعة: أنه لا يحملك على الغرور بكثرة الحسنات والطاعات وتذكر أنك العبد المذنب المقصر مهما عملت ويحثك على المزيد. وعدم الركون والاغترار بالعمل ومحاولة مضاعفة الجهد والتصحيح دائما، وأما بعد الذنب: فإنه يمحوه حتى لا يبقى له أثرا، وحتى لا يؤثر بقاؤه على القلب فيكون حجابا بين القلب وبين الانتفاع بالقرآن الكريم والسنة النبوية ومواعظ خير الأمة، فيركن إلى المعاصي ويحبها، ويبتعد عن الطاعات ويبغضها، فيمرض القلب ويكسل وأما الاستغفار فيبعث النشاط والصحة في القلب، فالقلب إذا كان سليما نشيطا على الطاعة بعيدا عن الآثام والذنوب كان حيا رقيقا أبيضا نقيا، تؤثر فيه أدنى موعظة وينشط لأشق طاعة، وإن كان ليس في الطاعات بحمد الله مشقة.


وفي الختام ربنا تقبل من إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.


تم بحمد الله وتوفيقه إنجاز هذا الكتاب من سلسلة رد البلاء (4) (رد البلاء بالاستغفار) ويليه رقم (5) رد البلاء بالصبر إن شاء الله قريبا.


سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom