بسم الله الرحمان الرحيم
الناقض الثاني:
مَن جَعَلَ بَينَهُ وَبَينَ اللهِ وَسَائِطَ يَدعُوهُم وَيَسأَلُهُم الشَّفَاعَةَ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيهِم كَفَرَ إِجمَاعًا""
يزعمالمشركين أن جعل الوسائط بينــهُم وبين الله عز وجل لتقرِّب العبد إلى الله زلفى
قوله تعالى:﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِيُقرِّبُونَآ إلَى اللهِ زُلْفَى﴾ سورة الزمر الآية 03
جعل الوسائطهو من باب اتخاذ الأنداد والشركاء فيتخذون الأنداد ويصرفون حقوق الله على العبادمن الذّل والخضوع والذبح والنّذر والدعاء
قوله تعالى:﴿وَيَعْبُدُونَ منْ دُونِ الله ما لا يَضُرُّهُمْ ولايَنْفَعُهُمْ ويقولونَ هَؤُلآءِ شُفَعآؤُنَا عندَ اللهِ﴾
سورة يونس الآية 18
أي وسائط لنا عند الله وهذا نوع منالشرك، وقد فعلوا ذلك قياسًا منهم للخالق – تبارك وتعالى- بالمخلوق، حيث رأو أن ملوكالدنيا والعظماء لا يتوصّـل إليهم إلا من خلال الوسطاء.
قال: الثاني: مَن جَعَلَ بَينَهُ وَبَينَاللهِ وَسَائِطَ يَدعُوهُم وَيَسأَلُهُم الشَّفَاعَةَ
والشفاعة ملك لله، فمن أراد الشفاعة فليطلبها بتوحيد الله لا باتخاذ الانداد لقوله تعالى:
﴿ قُل لله الشَّفَاعَةُ جميعًا لَهُ، مُلْكُ السَّمَوات والأَرْضِ ﴾ سورة الزمر الآية 44
وجاء في الحديث أن أبا هريرة –رضي الله عنه-قال: قلت: يا رسول الله من أسعدالناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: من قال: "لا اله الا اللهُ خالصا من قلبه"
فالشفاعة لله جميعا ولا تنال الابتوحيده- سبحانه- واخلاص الدين له، أمااتخاذ الوساط تحت مسمى الشفاعة فهذا نوع من الشرك والتنديد لا يزيد الانسان الا بعدا عنالله.
قال: "وَيَسأَلُهُم الشَّفَاعَةَ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيهِم " أي يعتمد عليهم في جلب النعماءودفع الضر والبلاء
قال: "كَفَرَ إِجمَاعًا" أي اجماع أهل العلم أنه ناقض للدينويخرج به المرء من ملة الاسلام.
ان شاء الله اكون وفقت في التلخيص